أحاديث في البداء والنسخ وقول الله (سبحانه): (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، وقوله: (ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب التوحيد
- » أحاديث في البداء والنسخ
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٣
قال عليّ(عليه السلام): لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية ﴿يَمحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص٩٧
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٤
قال الصادق(عليه السلام): ما بعث الله نبيّاً قطّ حتّى يأخذ عليه ثلاثاً: الإقرار للّٰه بالعبودية، وخلع الأنداد، وأنّ الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.
بيــان:
قال الصدوق(رحمه الله) في التوحيد: ليس البداء كما تظنّه جهّال الناس بأنّه بداء ندامة _ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً _ ولكن يجب علينا أن نقرّ للّٰه عزّ وجلّ بأنّ له البداء. معناه: أنّ له أن يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل شيء، ثمّ يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره، أو يأمر بأمر ثمّ ينهى عن مثله، أو ينهى عن شيء ثمّ يأمر بمثل ما نهى عنه، وذلك مثل نسخ الشرائع، وتحويل القبلة، وعدّة المتوفّى عنها زوجها. ولا يأمر الله عباده بأمر في وقت مّا، إلّا وهو يعلم أنّ الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك، ويعلم أنّ في وقت آخر الصلاح في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، فإذا كان ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم، فمن أقرّ للّٰه عزّ وجلّ: بأنّ له أن يفعل ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، ويخلق مكانه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء كيف يشاء، فقد أقرّ بالبداء، وما عظّم الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من الإقرار بأنّ له الخلق والأمر، والتقديم والتأخير، وإثبات ما لم يكن، ومحو ما قد كان، والبداء هو ردّ على اليهود؛ لأنّهم قالوا: إنّ الله قد فرغ من الأمر، فقلنا: إنّ الله كلّ يوم في شأن، يحيي ويميت، ويرزق ويفعل ما يشاء، والبداء ليس من ندامة، إنّما هو ظهور أمر، تقول العرب: بدا لي شخص في طريقي، أي ظهر، وقال الله عزّ وجلّ: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ﴾ أي ظهر لهم، ومتى ظهر للّٰه تعالى ذكره من عبد صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له قطيعة رحم نقص من عمره، ومتى ظهر له من عبد إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه التعفّف عن الزنا زاد في رزقه وعمره، ومن ذلك قول الصادق(عليه السلام): «ما بدا للّٰه بداء كما بدا له في إسماعيل ابني»، يقول(عليه السلام): ما ظهر للّٰه أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني، إذ اخترمه قبلي، ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي. (ص١٠٨-١٠٩)
قال الصدوق(رحمه الله) في التوحيد: ليس البداء كما تظنّه جهّال الناس بأنّه بداء ندامة _ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً _ ولكن يجب علينا أن نقرّ للّٰه عزّ وجلّ بأنّ له البداء. معناه: أنّ له أن يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل شيء، ثمّ يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره، أو يأمر بأمر ثمّ ينهى عن مثله، أو ينهى عن شيء ثمّ يأمر بمثل ما نهى عنه، وذلك مثل نسخ الشرائع، وتحويل القبلة، وعدّة المتوفّى عنها زوجها. ولا يأمر الله عباده بأمر في وقت مّا، إلّا وهو يعلم أنّ الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك، ويعلم أنّ في وقت آخر الصلاح في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، فإذا كان ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم، فمن أقرّ للّٰه عزّ وجلّ: بأنّ له أن يفعل ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، ويخلق مكانه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء كيف يشاء، فقد أقرّ بالبداء، وما عظّم الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من الإقرار بأنّ له الخلق والأمر، والتقديم والتأخير، وإثبات ما لم يكن، ومحو ما قد كان، والبداء هو ردّ على اليهود؛ لأنّهم قالوا: إنّ الله قد فرغ من الأمر، فقلنا: إنّ الله كلّ يوم في شأن، يحيي ويميت، ويرزق ويفعل ما يشاء، والبداء ليس من ندامة، إنّما هو ظهور أمر، تقول العرب: بدا لي شخص في طريقي، أي ظهر، وقال الله عزّ وجلّ: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ﴾ أي ظهر لهم، ومتى ظهر للّٰه تعالى ذكره من عبد صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له قطيعة رحم نقص من عمره، ومتى ظهر له من عبد إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه التعفّف عن الزنا زاد في رزقه وعمره، ومن ذلك قول الصادق(عليه السلام): «ما بدا للّٰه بداء كما بدا له في إسماعيل ابني»، يقول(عليه السلام): ما ظهر للّٰه أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني، إذ اخترمه قبلي، ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي. (ص١٠٨-١٠٩)
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص١٠٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٥
قال الباقر(عليه السلام): بينا داود _ على نبيّنا وآله وعليه السلام _ جالس وعنده شابّ رثّ الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت، إذ أتاه ملك الموت فسلّم عليه وأحدّ ملك الموت النظر إلى الشابّ، فقال داود _ على نبيّنا وآله وعليه السلام _: نظرت إلى هذا؟ فقال: نعم، إنّي أمرت بقبض روحه إلى سبعة أيّام في هذا الموضع. فرحمه داود(عليه السلام)، فقال: يا شابّ، هل لك امرأة؟ قال: لا وما تزوّجت قطّ، قال داود(عليه السلام): فأت فلاناً _ رجلاً كان عظيم القدر في بني إسرائيل _ فقل له: إنّ داود يأمرك أن تزوّجني ابنتك وتدخلها الليلة، وخذ من النفقة ما تحتاج إليه وكن عندها، فإذا مضت سبعة أيّام فوافني في هذا الموضع.
فمضى الشاب برسالة داود _ على نبيّنا وآله وعليه السلام _ فزوّجه الرجل ابنته وأدخلوها عليه وأقام عندها سبعة أيّام، ثمّ وافى داود(عليه السلام) يوم الثامن، فقال له داود(عليه السلام): يا شابّ، كيف رأيت ما كنت فيه؟ قال: ما كنت في نعمة ولا سرور قطّ أعظم ممّا كنت فيه، قال داود(عليه السلام): اجلس، فجلس وداود(عليه السلام) ينتظر أن يقبض روحه، فلمّا طال قال: انصرف إلى منزلك فكن مع أهلك، فإذا كان يوم الثامن فوافني ههنا.
فمضى الشابّ ثمّ وافاه يوم الثامن وجلس عنده، ثمّ انصرف أسبوعاً آخر، ثمّ أتاه وجلس، فجاء ملك الموت داود(عليه السلام) فقال داود(عليه السلام): أ لست حدّثتني بأنّك أمرت بقبض روح هذا الشابّ إلى سبعة أيّام؟ قال: بلى، فقال: قد مضت ثمانية وثمانية وثمانية، قال: يا داود، إنّ الله تعالی رحمه برحمتك له، فأخّر في أجله ثلاثين سنة.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص١١٢
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٦
قال الصادق(عليه السلام)، في قوله ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾: الأجل الذي غير مسمّى موقوف، يقدّم منه ما شاء ويؤخّر منه ما شاء؛ وأمّا الأجل المسمّى فهو الذي ينزّل ممّا يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله﴿فَإِذَا جَاء أَجَلُهُم لاَ يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَستَقدِمُونَ﴾.
المصدر الأصلي: تفسیر العیّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص١١٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧
قال الصادق(عليه السلام): قيل لأمير المؤمنين(عليه السلام): هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ قال(عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالی لا ينسب إلى العجز، والذي سألتني لا يكون.
المصدر الأصلي: التوحيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص١٤٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٨
قال الصادق(عليه السلام): إنّ أساس الدين التوحيد والعدل وعلمه كثير ولا بدّ لعاقل منه، فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيّأ حفظه، فقال(عليه السلام): أمّا التوحيد فأن لا تجوز على ربّك ما جاز عليك، وأمّا العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه.
المصدر الأصلي: التوحيد، معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤
، ص٢٦٤