باب في آداب الزيارة بالنيابة عن الغير وجواز ذلك من الروايات الشريفة كالرواية التي تروي أن الإمام الهادي (عليه السلام) كان يبعث من يزور له في الحائر الحسيني، ذكره الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.
- مفاتيح الجنان
- » الملحقات
- » في آداب الزيارة بالنيابة عن الغير
اعلم أنَه يجوز للزائر أن يهدي ثواب زيارة كلّ من النبي والأئمة (عليهم السلام) إلى أرواحهم الطاهرة ؛ كما يجوز أن يهدي إلى أرواح كلّ من المؤمنين، ويجوز أن يزور بالنيابة عنهم كما روي بسند معتبر عن داود الصّرمي قال: قلت للإمام علي النقي (عليه السلام) : إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك.
فقال: «لك من الله أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة». وفي حديث آخر: أنّ الإمام علياً النقي (صلوات الله وسلامه عليه) أرسل إلى حائر الحسين (صلوات الله عليه) من يزور له ويدعو.
وبسند معتبر عن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: «إذا أتيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقضيت ما يجب عليك فصلّ ركعتين ثمّ قف عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ قل:
السَّلامُ عَلَيكَ يا نَبِيَّ اللهِ مِن أبِي وَاُمِّي وَزَوجَتِي وَوَلَدِي وَحامَّتِي وَمِن جَمِيعِ أهلِ بَلَدِي حُرِّهِم وَعَبدِهِم وَأبيَضِهِم وَأسوَدِهِم.
فلا تشاء أن تقول للرجل: إنّي قد قرأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك السلام إلاّ كنت صادقاً». وفي بعض الاحاديث: أنّ سائلاً سأل أحد الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) عن الرجل يصلّي ركعتين أو يصوم يوما أو يحجّ أو يعتمر أو يزور رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لأخ له في الدين أو يكون له على ذلك ثواب؟ فقال: «إنّ ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره شيء». وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في (التهذيب): من خرج زائراً عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة، وعلى بعض النسخ فليقل عند فراغه من عمل الزيارة:
اللهُمَّ ما أصابَنِي مِن تَعَبٍ أو نَصَبٍ أو شَعَثٍ أو لُغُوبٍ فَأجُر فُلانَ بنَ فُلانٍ فِيهِ وَأجُرنِي فِي قَضائِي عَنهُ. فإذا سلّم على الإمام فليقل في آخر التسليم: السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ عَن فُلانِ بنِ فُلانٍ أتَيتُكَ زائِراً عَنهُ فَاشفَع لَهُ عِندَ رَبِّكَ.
ثمّ يدعو له بما أحبّ، وقال أيضاً: يقول الزائر إذا أناب عن غيره:
اللهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ أوفَدَنِي إلى مَوالِيهِ وَمَوالِيَّ لأزُورَ عَنهُ رَجاءً لِجَزِيلِ الثَّوابِ وَفِراراً مِن سُوءِ الحِسابِ، اللهُمَّ إنَّهُ يَتَوَجَّهُ إلَيكَ بِأوليائِهِ الدَّالِّينَ عَلَيكَ فِي غُفرانِكَ ذُنُوبَهُ وَحَطِّ سَيِّئاتِهِ وَيَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهِم عِندَ مَشهَدِ إمامِهِ (صلوات الله عليهم) ، اللهُمَّ فَتَقَبَّل مِنهُ وَاقبَل شَفاعَةَ أوليائِهِ (صلوات الله عليهم) فِيهِ، اللهُمَّ جازِهِ عَلى حُسنِ نِيَّتِهِ وَصَحِيحِ عَقِيدَتِهِ وَصِحَّةِ مُوالاتِهِ أحسَنَ ما جازَيتَ أحَداً مِن عَبِيدِكَ المُؤمِنِينَ وَأدِم لَهُ ما خَوَّلتَهُ وَاستَعمِلهُ صالِحاً فِيما آتَيتَهُ وَلا تَجعَلنِي آخِرَ وَافِدٍ لَهُ يُوفِدُهُ، اللهُمَّ اعتِق رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ وَأوسِع عَلَيهِ مِن رِزقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَاجعَلهُ مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِك لَهُ فِي وُلدِهِ وَمالِهِ وَأهلِهِ وَما مَلَكَت يَمِينُهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَحُل بَينَهُ وَبَينَ مَعاصِيكَ حَتّى لا يَعصِيَكَ وَأعِنهُ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ أوليائِكَ حَتّى لا تَفقِدَهُ حَيثُ أمَرتَهُ وَلا تَراهُ حَيثُ نَهَيتَهُ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ وَاعفُ عَنهُ وَعَن جَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأعِذهُ مِن هَولِ المُطَّلَعِ وَمِن فَزَعِ يَومِ القيامة وَسُوءِ المُنقَلَبِ وَمِن ظُلمَةِ القَبرِ وَوَحشَتِهِ وَمِن مَواقِفِ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَل جائِزَتَهُ فِي مَوقِفِي هذا غُفرانَكَ وَتُحفَتَهُ فِي مَقامِي هذا عِندَ إمامِي صَلّى اللهُ عَلَيهِ أن تُقِيلَ عَثرَتَهُ وَتَقبَلَ مَعذِرَتَهُ وَتَتَجاوَزَ عَن خَطِيئَتِهِ، وَتَجعَل التَّقوى زادَهُ وَما عِندَكَ خَيراً لَهُ فِي مَعادِهِ وَتَحشُرَهُ فِي زُمرَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) وَتَغفِرَ لَهُ وَلِوالِدَيهِ فَإنَّكَ خَيرُ مَرغُوبٍ إلَيهِ وَأكرَمُ مَسؤُولٍ اعتَمَدَ العِبادُ عَلَيهِ، اللهُمَّ وَلِكُلِّ مُوفَدٍ جائِزَةٌ وَلِكُلِّ زائِرٍ كَرامةٌ فَاجعَل جائِزَتَهُ فِي مَوقِفِي هذا غُفرانَكَ وَالجَنَّةَ لَهُ وَلِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ، اللهُمَّ وَأنا عَبدُكَ الخاطِئُ المُذنِبُ المُقِرُّ بِذُنُوبِهِ فَأسألُكَ يا الله بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أن لاتَحرِمنِي بَعدَ ذلِكَ الأجرَ وَالثَّوابَ مِن فَضلِ عَطائِكَ وَكَرَمِ تَفَضُّلِكَ.
ثُمَّ ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول:
يا مَولايَ يا إمامِي عَبدُكَ فُلانُ بنُ فُلانٍ أوفَدَنِي زائِراً لِمَشهَدِكَ يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِذلِكَ وَإلى رَسُولِهِ وَإلَيكَ يَرجُو بذلِكَ فَكاكَ رَقَبَتِهِ مِنَ النّار مِنَ العُقُوبَةِ، فَاغفِر لَهُ وَلِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لا إلهَ إلاّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ أسألُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَستَجِيبَ لِي فِيهِ وَفِي جَمِيعِ إخوانِي وَأخَواتِي وَوَلَدِي وَأهلِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ.