أعمال اليوم الأول من شهر شوال (يوم عيد الفطر) ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان ومن أعمال هذا اليوم هو إخراج زكاة الفطرة التي هي من الواجبات المؤكدة وهي شرط في قبول صيام شهر رمضان.
- مفاتيح الجنان
- » أعمال أشهر السنة
- » اليوم الأول (يوم عيد الفطر)
اليَوم الأوّل: يوم عيد الفطر، وأعماله عديدة:
الأول: أن تكّبر بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العيد بما مّر من التكبيرات في ليلة العيد بعد الفريضة.
الثاني: أن تدعو بعد فريضة الصبح بما رواه السيّد (رحمه الله) من دعاء: اللَّهمَّ إنّي تَوَجَّهتُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ أمامي… الخ. وقد أورد الشيخ هذا الدّعاء بعد صلاة العيد.
الثالث: إخراج زكاة الفطرة صاعاً عن كلّ نسمة قبل صلاة العيد على التفصيل المبينّ في الكتب الفقهية واعلم أنّ زكاة الفطرة من الواجبات المؤكدّة وهي شرط في قبول صوم شهر رمضان وهي أمان من الموت الى السنة القابلة وقد قدّم الله تعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة (قَد أفلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).
الرابع: الغسل، والأحسن أن يغتسل من النهر إذا تمكّن ووقت الغسل من الفجر الى حين أداء صلاة العيد كما قال الشيخ وفي الحديث: ليكن غسلك تحت الظلال او تحت حائط فإذا هممت بذلك فقل: اللَّهُمَّ إيماناً بِكَ وَتَصديقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه وآله). ثمّ سمّ باسم الله واغتسل فإذا فرغت من الغسل فقل:اللَّهمَّ اجعَلهُ كَفَّارَةً لِذُنوبي، وَطَهِّر ديني. اللَّهمَّ أذهِبْ عَنّي الدَّنَسَ.
الخامس: تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكة للصلاة تحت السّماء.
السادس: الافطار أول النّهار قبل صلاة العيد والأفضل أن يفطر على التمر أو على شيءٍ من الحلوى.
وقال الشيخ المفيد: يستحب أن يبتلع شيئاً من تربة الحسين (عليه السلام) فإنّها شفاء من كلّ داء.
السابع: أن لا تخرج لصلاة العيد إلاّ بعد طلوع الشمس وأن تدعو بما رواه السيّد في (الاقبال) من الدّعوات منها ما رواه عن أبي حمزة الثمالي، عن الباقر (عليه السلام) قال: «اُدع في العيدين والجمعة إذا تهيات للخروج بهذا الدّعاء:
اللَّهُمَّ مَن تَهيا في هذا اليَومِ أو تَعَبَّأ أو أعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإنَّ إلَيكَ يا سَيِّدي تَهيِئَتي وَتَعبِئَتي وَإعدادي وَاستِعدادي رَجاءَ رِفدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَد غَدَوتُ إلى عيدٍ مِن أعيادِ اُمَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلوات الله عليه وَعَلى آلِهِ) وَلَم أفِدْ إلَيكَ اليَومَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أثِقُ بِهِ قَدَّمتُهُ، وَلا تَوَجَّهتُ بِمَخلوقٍ أمَّلتَهُ، وَلكِن أتَيتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنوبي وَإساءَتي إلى نَفسي، فيا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ اغفِر ليَ العَظيمَ مِن ذُنوبي، فَإنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ العِظامَ إلاّ أنتَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ ».
الثامِن: صلاة العيد، وهي ركعتان يقرأ في الاُولى الحمد وسورة الأعلى ويكبّر بعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بعد كلّ تكبيرة فتقول:
اللَّهُمَّ أهلَ الكَبرياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأهلَ الجودِ وَالجَبَروتِ، وَأهلَ العَفوِ وَالرَّحمَةِ، وَأهلَ التَّقوى وَالمَغفِرَةِ، أسألُكَ بِحَقِّ هذا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيداً، وَلِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) ذُخراً وَشَرَفَاً وَمَزيداً، أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأن تُدخِلَني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأن تُخرِجَني مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلَيهِم. اللَّهُمَّ إنّي أسألُكَ خَيرَ ما سألَكَ مِنهُ عِبادُكَ الصَّالِحونَ، وَأعوذُ بِكَ فيهِ مِمّا استَعاذَ مِنهُ عِبادُكَ الصَّالِحونَ.
ثمّ تكبّر السّادسة وتركع وتسجد ثمّ تنهض للركعة الثّانية فتقرأ فيها بعد الحمد سورة الشمس ثمّ تكبّر أربع تكبيرات تقنت بعد كلّ تكبيرة وتقرأ في القنوت ما مرّ فإذا فرغت كبّرت الخامسة فركعت وأتممت الصلاة وسبّحت بعد الصلاة تسبيح الزهراء (عليها السلام).
وقد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد ولعلّ أحسنها هو الدّعاء السادس والأربعون من الصحيفة الكاملة ويستحب أن يبرز في صلاة العيد تحت السماء وأن يصلّي على الأرض من دون بساط ولا بارية وأن يرجع عن المصلّى من غير الطريق الّذي ذهب منه وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.
التاسع: أن يزور الحسين (عليه السلام).
العاشر: قراءة دعاء الندبة وسياتي إن شاء الله تعالى.
وقال السيّد ابن طاووس (رحمه الله): اسجد إذا فرغت من الدّعاء فقل:أعوذُ بِكَ مِن نارٍ حَرُّها لا يُطفى، وَجَديدُها لا يُبلى، وَعَطشانُها لا يُروى.
ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل: إلهي لا تُقَلِّب وَجهي في النار بَعدَ سُجُودي وَتَعفِيري لَكَ بغيرِ منٍّ مِنّي عَلَيكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عليَّ.
ثمّ ضع خدك الأيسر على الأرض وقل: ارحَم مَن أساءَ وَاقتَرَفَ وَاستَكانَ وَاعتَرَفَ.
ثمّ عُد الى السجود وقل: إن كُنتُ بِئسَ العَبدُ فَأنتَ نِعمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِكَ يا كَريمُ.
ثمّ قل: العَفوَ العَفوَ. مائة مرّة.
ثمّ قال السيّد: ولا تقطع يومك هذا باللعب والإهمال وأنت لا تعلم أمردود أم مقبول الأعمال، فإن رجوت القبول فقابل ذلك بالشكر الجميل وإن خفت الرد فكن أسير الحزن الطويل.