Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

هل تم القصاص من قتل الحسين (عليه السلام)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أعظم المصائب

إن مصيبة الحسين (ع) هي من أعظم المصائب وهي مصيبة عظمت في السماوات والأرض. والملائكة إلى الآن شعث غبر يبكون عند قبره؛ فالمصيبة ما انتهت.

قد يسأل البعض: لماذا تبكون على الحسين (ع) وهو في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟ إننا نجيب على هذا التسائل بما يلي: صحيح أن الحسين (ع) هو فوق ما نتصور، وهو المصداق الأتم لقوله تعالى: (يَـٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ * ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ * فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي * وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي)[١]. وقوله تعالى: ادخلي جنتي، هو إشارة إلى أمر خاص، والنفس المطمئنة مفسرة بالحسين (ع)، وسورة الفجر تُسمى سورة الحسين (ع) بلحاظ هذه الآية. إنها نفس سيد الشهداء (ع) الذي كان يناجي ربه في ساعاته الأخيرة عندما  فقد كل أعزته ونظر إلى القوم وهم يهجمون على خيامه – أي أنه رأى مقدمات السلب والنهب – ومع ذلك، يقول: إلهي رضىً بقضائك، وتسليماً لأمرك لا معبود سواك. أي نفس مطمئنة هي أعظم من نفس الحسين (ع)؟ فبكائنا أولا هو لما جرى عليه.

هل تم القصاص من قتلة الحسين (عليه السلام)؟

ثانيا: لم يتم الاقتصاص من خط قتلته. هل حكم الأرض خط الإمامة منذ أن قُتل الحسين (ع) إلى يومنا هذا؟ إن الذي يشفي الغليل هو إقامة حكومة ولده المهدي (عج)، ليس غير ذلك. لقد كان إمامنا زين العابدين (ع) بعد مقتل الحسين (ع) تحت الإقامة الجبرية، والصادقان وإن كان قد فُرج عنهما قليلا؛ لكنهما استشهدا أخيرا. وقد قضى موسى بن جعفر (ع) شطرا من عمره في غياهب السجون. واقتادوا الإمام الرضا (ع) إلى أرض طوس قهراً وغصباً، وحُبس العسكريان في سامراء. فأين حكومتهم، وأين القصاص؟ أن يخرج المختار ويقتل حرملة وأمثاله؛ لا يسمى ثأراً. نحن لا نتحدث عن ثأر عشائري؛ وإنما الحديث هو ثأر الله، ولا يكون ذلك إلا بالانتقام من خط قتلته.

دور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في الثأر للحسين (عليه السلام)

ومنذ زمان الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا لم يحقق الحسين (ع) هدفه كاملة. ألم يخرج لطلب الإصلاح في أمة جده من شرق الأرض إلى غربها؟ فأين هذا الإصلاح؟ ولا يتحقق هذا الهدف إلى على يد من نناديه في دعاء الندبة: أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟ فهو (عج) عندما يخرج يستند إلى جدار البيت في مكة، وقبل أن يذكر العدل العالمي والقضاء على الجور، ينادي بكلمته المعروفة: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين قتلوه عطشانا، ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين (ع) سحقوه عدوانا، ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين طرحوه عريانا[٢]. وهذا هو الذي يقض مضجع إمام زماننا (عج). ولهذا فإن أقرب القلوب إليه، وأرق القلوب هي تلك التي تشاطر إمام زمانها مصيبة جده (ع).

تارة يحفزك موسم العزاء والخطيب ومن معك فتبكي على الحسين (ع)؛ ولكن الأفضل من ذلك أت تكون كإمام زمانك (عج) الذي يبكي لوحده، ويقول: (فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي اَلدُّهُورُ وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ اَلْمَقْدُورُ وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ اَلْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً)[٣].

ما هي المصيبة المبكية لإمام زماننا؟

هنالك مصيبتان تؤذي إمام زماننا كثيرا. أما العباس (ع) فقد قاتل وقُتل، وعلي الأكبر (ع) قد قاتل وقُتل، والحسين (ع) قاتل وقُتل؛  ولكن ما ذنب الرضيع الظامئ؟ لقد قُتل على صدر والده. إن هذه المصيبة هي من المصائب التي تقض مضجع إمامنا (عج). والمصيبة الثانية: مصيبة عيال الحسين وحرائره. تقول الرواية: (فَلَمَّا رَأَيْنَ اَلنِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِياً وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً بَرَزْنَ مِنَ اَلْخُدُورِ نَاشِرَاتِ اَلشُّعُورِ عَلَى اَلْخُدُودِ لاَطِمَاتٍ لِلْوُجُوهِ سَافِراتٍ وَبِالْعَوِيلِ دَاعِيَاتٍ وَبَعْدَ اَلْعِزِّ مُذَلَّلاَتٍ وَإِلَى مَصْرَعِكَ مِبَادِرَاتٍ)[٤].

[١] سورة الفجر: ٢٧-٣٠.
[٢] الزام الناصب فی اثبات الحجه الغائب عجل الله تعالی فرجه الشریف، ج٢ ص٢٣٣.
[٣] بحار الأنوار  ج٩٨ ص٣١٧.
[٤] بحار الأنوار  ج٩٨ ص٣١٧.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • منذ زمان الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا لم يحقق الحسين (ع) هدفه كاملة. ألم يخرج لطلب الإصلاح في أمة جده من شرق الأرض إلى غربها؟ فأين هذا الإصلاح؟ ولا يتحقق هذا الهدف إلى على يد من نناديه في دعاء الندبة: أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟
Layer-5.png