- ThePlus Audio
كيف نستفيد من مأدبة القرآن الكريم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
التجلي الآفاقي
إن القرآن الكريم هو حديث الرب مع العبد كما أن الصلاة هي حديث العبد مع الرب. وهناك ثلاثة تجليات يتجلى فيها الله سبحانه للعباد: التجلي الآفاقي والتجلي الأنفسي المعنوي والتجلي الأنفسي الحالي. أما التجلي الآفاقي هو ما عناه سبحانه في قوله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[١]. فهذا التجلي يبدأ من الذرة حتى المجرة. وكلما ازداد الإنسان توغلا في علوم الطبيعة ازداد قربا من الله عز وجل إن كان له لب مفكر. لا أن يكون كبعض الغربيين والشرقيين أصحاب المختبرات ومصانع الصواريخ الفضائية والذين هم والمجهر على حد سواء؛ فالعين التي تنظر من خلال المجهر إلى دقائق الذرة هي والمجهر كلاهما لا يعقلان. ويصعد بعض هؤلاء في الفضاء ويحوم حول الأرض المرة والمرتين ثم يرجع ليقول: لم أرى خالقا لهذا الوجود بمنتهى السخافة والسذاجة؛ وهو لم يحم إلى حول قشرة أرضية ولكنه يحسب نفسه قد وصل إلى أعماق الوجود.
وأما التجلي الأنفسي المعنوي؛ هو التفاعل مع المعاني القرآنية. والقرآن الكريم في حد نفسه منتهى التفضل على بني آدم، ولذلك كان أحدهم عند قراءة الآيات التي فيها: (كتب عليكم) يقول: لذة الخطاب قد ذهبت بالعناء؛ أي لذة أن يكون مخاطبا لرب العالمين قد أذهبت عنه عناء العمل بالتكاليف. وكان بإمكان الرب تعالى أن يكتفي بإبلاغ هذه المعاني عن طريق النبي (ص) ومن خلال الأحاديث القدسية.
الفرق بين القرآن الكريم والأحاديث القدسية أو النبوية
والفرق بين الأحاديث القدسية أو النبوية والقرآن الكريم؛ أن الأحاديث القدسية والنبوية تأتي ألفاظها من النبي (ص) والمعاني من الله سبحانه وهو الذي قال عنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[٢]. أما القرآن الكريم؛ فألفاظه ومعانيه من الله سبحانه. وكان سبحانه يستطيع أن يكتفي بالأحاديث القدسية والنبوية عن خطاب البشر مباشرة إلا أنه تفضل عليهم كعادته، ولذلك من أشد صور التعذيب النفسي يوم القيامة؛ أن الله عز وجل لا يسمح للمكذبين أن يخاطبوه ويكلموه، ويقول لهم: (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)[٣] وهذه الكلمة تقال لحيوان نجس؛ فالله سبحانه يقول: قد أذنت لك في الحديث وكرمتك في دار الدنيا وأمرتك بالسجود والطاعة فخالفت وأعرضت والآن أعرض عنك ولا أسمح لك بالحديث.
عظمة القرآن الكريم في القرآن الكريم
وأما التجلي الحالي فهو للخواص من عباد الله عز وجل. هؤلاء الذين يتلون القرآن ويستشعرون وجود الله عز وجل بكل وجودهم. وقد بين القرآن الكريم عظمة القرآن من خلال بعض الآيات منها قوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)[٤]؛ ولو كان ثمة كلام أحسن من القرآن لأنزله. وقال سبحانه: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)[٥]. ولكن ما هو ارتباط القرآن بمواقع النجوم؟ إن القرآن الكريم أراد أن يقول: إن الذي أتقن صنع الفلك الدوار والذي رفع السماوات بغير عمد نراها وهو فالق الذرة وفالق الإصباح وهو الذي أخرج النبات من الأرض هو نفسه صاحب هذه الآيات والكلمات، وكما أن النجوم لها مواقعها التي لم تتغير منذ ملايين السنين؛ فلا الأرض تقنرب من الشمس قيد أنملة ولا تبتعد الشمس عن أفلاكها أبدا وكل في فلك يسبحون، فكذلك الآيات القرآنية لها مواقع قدرها خالق الشمس والنجوم.
القرآن المتشابه
ولا بد من مراجعة التفاسير في قوله تعالى: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)[٦] حتى يكون المؤمن على بينة من ربه وحتى لا يتحير فيما لو سأله من أهل الكتاب أو من غير المسلمين تفسير هذه الكلمة وأنها تدل بحسب الظاهر على أن القرآن فيه المتشابه والمحكم وبالتالي لا جدوى من وجود هذا الكتاب، والحال أن كلمة المتشابه في هذه الآية غير كلمة المتاشبه في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)[٧]؛ فهنا تعني هذه الكلمة أن القرآن يشبه بعضه بعضا في الإتقان ويؤيد بعضه بعضا ولا اختلاف فيه أبدا، ومثاني يعطف بعضه على بعض منسجما في جميع آياته. وقد قال عز من قائل: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[٨].
وأما بيت القصيد في هذه الآية الشريفة قوله تعالى: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)[٩]. ولكن ما هو ارتباط الجلد، وهو عبارة عن مسامات وشعر وعروق للدم وغير ذلك بالقرآن الكريم؟ يمكن القول: أن هؤلاء الذين يخشون ربهم قد تغلغل القرآن في وجودهم ولم يقتصر على الفكر بل تجاوز الفكر إلى القلب ومن القلب إلى سائر الحواس كالجلد فضلا عن العين والدمع. ولذلك كان أئمتنا (ع) يتلونون صفرة وحمرة عند تلاوة القرآن الكريم وعند قيامهم للصلاة بين يدي الله عز وجل. ثم تذكر الآية الشريفة أن القشعريرة هذه تستتبع لينا في الجلود والقلوب؛ فتطمئن القلوب بذكر الله عز وجل. ولكن هل نحن كذلك؟ إن الذي يقرأ القرآن الكريم ولا يقشعر جلده ويلين قلبه إلى ذكر الله عز وجل لبعيد عن القرآن، والذي يصلي ولا تنهاه صلاته عن المنكر بعيد عن الصلاة. وقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله)[١٠].
تعلم التجويد وأحكام التلاوة
وهنا لا بد من الرجوع إلى أهل البيت (ع) لنتعلم منهم كيف نقرأ القرآن الكريم، فقد روي عن الإمام الباقر: (إِنَّمَا يَعْرِفُ اَلْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ)[١١]. لقد أمرنا أهل البيت (ع) بتعلم القرآن ظاهره وباطنه. وللأسف الكثير من المؤمنين رغم أنهم عرب إلا أنهم يخطئون في تلاوة القرآن الكريم فضلا عن التدبر في آياته. ولا بأس بمراجعة أهل الخبرة لإتقان أحكام تلاوة القرآن من الإدغام والمد وغير ذلك. فبعض هذه الأحكام واجب مراعاتها عند القراءة في الصلاة.
ضرورة قراءة التفاسير المبسطة
وجدير بالمؤمن أن تكون له في شهر رمضان وقفة مع تفسير مبسط من التفاسير الهامشية. وقد سهل لنا الأمر بعض المؤلفين جزاهم الله خيرا بتلخيص بعض التفاسير العظيمة كتفسير الميزان وجعلوه جزءا واحدا على هامش الآيات الكريمة يطلع القارئ من خلاله على آراء هذا المفسر العظيم بصورة موجزة ومختصرة. وينبغي للمؤمن أن يكون من برامجه في الحياة قراءة تفسير مبسط من تفاسير القرآن الكريم حتى يقف على معاني جميع آياته؛ فقد يقرأ أحدنا القرآن دهرا وهو لا يعلم معنى الصمد ومعنى القسمة الضيزى وما شابه ذلك من الكلمات التي يرددها عشرات المرات في ختماته غافلا عن معناها. وقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (إِنَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اَللَّهِ تَعَالَى فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا اِسْتَطَعْتُمْ)[١٢]
هل يستطيع الجميع فهم القرآن الكريم؟
وليس القرآن الكريم كتابا تخصصيا يعجز عن فهمه العوام، فقد قال سبحانه: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)[١٣]، بلى هو كتاب تخصصي لأهل التعمق ولكن مع ذلك فإن له ظاهر واضح يفهمه أهل العربية، وقد قال سبحانه: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)[١٤]. بل إنك قد تجلس إلى طبيب أو مهندس يعطيك من معاني القرآن ما لا تجده في كتب التفسير لما فتح الله سبحانه عليه. وإذا ما جلس المؤمن على هذه المائدة واستفتح الله سيفتح له الأبواب المؤصدة له من دون شك.
وقد أمرنا أيضا أن نتدارس القرآن في بيوتنا. ولعل سبب التأكيد على قراءة القرآن جماعيا ما ورد عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)[١٥]؛ فالله سبحانه يذكر هؤلاء فيمن عنده من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين. ومن واجبنا تجاه القرآن الكريم أن نحفظ ما استطعنا من سوره وآياته. وقد تكشف بعض الدرجات لحافظ القرآن في يوم القيامة ويقال له: أن هذه درجتك لو لا أنك نسيت ما حفظت. ولا بأس إن عجز عن حفظ القرآن كله أن يحظ السور المتميزة وإن كان كله متميز كسورة ياسين والرحمن والواقعة والملك والجمعة والمنافقون الذين يقرأهما في صلاة الجمعة وسورة الأعلى التي يستحب قراءتها في ليلة الجمعة.
حملة القرآن الكريم
وهناك تعبير في الروايات الشريفة بحملة القرآن، ولكن من هم حملة القرآن؟ هل هم حفظة القرآن الكريم أم هناك معنى أعمق لهذا التعبير؟ لقد روي عن النبي (ص) أنه قال: (حَمَلَةُ اَلْقُرْآنِ اَلْمَخْصُوصُونَ بِرَحْمَةِ اَللَّهِ اَلْمُلْبَسُونَ نُورَ اَللَّهِ اَلْمُعَلَّمُونَ كَلاَمَ اَللَّهِ اَلْمُقَرَّبُونَ عِنْدَ اَللَّهِ مَنْ وَالاَهُمْ فَقَدْ وَالَى اَللَّهَ وَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اَللَّهَ)[١٦]. هؤلاء هم حملة القرآن لا الذي يقرأ القرآن ولا يعمل بما فيه وقد روي عنه أيضا: (أَشْرَافُ أُمَّتِي، حَمَلَةُ اَلْقُرْآنِ وَأَصْحَابُ اَللَّيْلِ)[١٧].
الأنس بالقرآن الكريم
فينبغي للمؤمن أن يأنس بتلاوة القرآن الكريم لا أن يعلقه في السيارة أو في إطار مغلق في المنزل؛ فقد طبع القرآن لتقرأ فيه لا لتعلقه فوق رأسك. لقد روي عن الإمام السجاد (ع) أنه قال: (لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي)[١٨]. وقد كان يسجن البعض من علمائنا فيشكر الله عز وجل على ذلك، فكان يخرج من السجن وقد ألف أجزاء من تفسير القرآن الكريم؛ إذ لم يكونوا يستوحشون في سجون الظالمين والقرآن معهم.
آداب التلاوة
إن القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه الذي قال عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[١٩]. وقد روي عن الإمام الحسن المجتبى (ع) أنه قال: (مَنِ اِبْتَغَى اَلْعِلْمَ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اَللَّهُ)[٢٠]، وقد ذكرنا الآيات والروايات التي تناولت باطن القرآن الكريم وعمقه وسنتحدث الآن عن بعض الآداب الظاهرية لتلاوة القرآن الكريم.
من هذه الآداب: تنظيف الفم الذي هو مجرى لآيات الله وذلك من خلال استعمال السواك قبل التلاوة. ومن الآداب: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. فالشيطان موجود حسود خذول لا يريد للمؤمن الاستفادة من الآيات فيحول بينه وبين ذلك. وبإمكان أحدنا أن يغلق القرآن أثناء التلاوة ويحاول أن يتذكر آخر آية كان يتلوها أو يتذكر ما كان يتلوه خلال ساعة من القراءة لا يكاد يتذكر شيئا، ولكنه يقرأ الجريدة بأجمعها فيتذكرها كلمة كلمة؛ بل يتذكر أدق التفاصيل. وقد يقرأ المؤمن القرآن ثم ينظر إلى آخر الجزء أو السورة متى تنتهي، ولذلك لا يتدبر كلام الله عز وجل. والشيطان يأتي ليجلس على قلب المؤمن عند التلاوة.
من آداب التلاوة؛ الخشوع في التلاوة والتلاوة بصوت جميل وحسن. قد يقرأ البعض القرآن الكريم وهو لا يحرك شفتيه، ولو قرأ القرآن بهذه الطريقة في صلاته لم تكن قراءته مجزية، ولكانت صلاته باطلة، لأنه يتمتم لا يقرأ. وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في معنى التلاوة: (بَيِّنْهُ تِبْيَاناً وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْرَ اَلرَّمْلِ، وَلاَ تَهُذَّهُ هَذَّ اَلشِّعْرِ فَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ وَحَرِّكُوا بِهِ اَلْقُلُوبَ، وَلاَ يَكُونُ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ اَلسُّورَةِ)[٢١]. وقد كان الإمام الرضا (ع) في طريقه إلى خراسان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن الكريم؛ فإذا مر بآية فيها ذكر للجنة أو النار، سأل الله الجنة واستعاذ به من النار.
ومن الآداب الاستماع والتدبر في معاني القرآن الكريم. إن بعض المؤمنين يقيمون في منازلهم مجالس القرآن ظنا منهم أنهم يخدمون القرآن الكريم؛ إلا أن الهتك الذي يحدث في تلك المجالس للقرآن الكريم لا يعوضه ثواب تلاوته. يقول سبحانه: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[٢٢] وعكس الرحمة الغضب؛ فإذا تكلم الإنسان أثناء التلاوة أساء الأدب مع القرآن الكريم. إن الوزير إذا تكلم على منصة وتكلم أحد الجالسين أثناء كلمته قد يعاقب ويؤدب؛ فكيف إذا كان المتكلم هو الله سبحانه؟ فليس من الأدب التكلم والضحك والخوض في الأحاديث الباطلة أو المحقة أثناء تلاوة القرآن الكريم.
التفسير بالرأي
ينبغي للمؤمن أيضا أن يجتنب تفسير القرآن الكريم برأيه. فقد يقرأ البعض من المؤمنين آية من كتاب الله ثم يجزمون بتفسيرها، والحال أنه يجدر بهم أن يقولوا في مثل هذه الحالات: هذا ما نفهمه نحن من ظاهر الآية الشريفة والله أعلم، من دون أن ينسبوا القول إلى الله سبحانه. ولا بأس بختم القرآن الكريم للذي يعلم أنه يخطئ في تلاوته؛ لأنه لا يعتبر تلاوته هو الصواب وهو ما أنزله الله على نبيه.
الجمع بين الصلاة وتلاوة القرآن
ولا غنى للإنسان عن شارحي القرآن. فينبغي للمؤمن الرجوع إلى الروايات الصحيحة الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) للاستفادة من نمير هذا الكتاب العظيم فهم الثقل الثاني بعد القرآن الكريم. وحبذا لو جمع الإنسان بين الصلاة وقراءة القرآن الكريم؛ فبالإمكان ختم القرآن في ركعات الصلاة. وقد يوفق البعض لختم القرآن الكريم في موسم الحج فيقيم الصلوات المستحبة التي يمكن أن يأتي بها أثناء المشي والطواف فيقرأ فيها ما شاء الله من القرآن.
[٢] سورة النجم: ٣-٤.
[٣] سورة المؤمنون: ١٠٨.
[٤] سورة الزمر: ٢٣.
[٥] سورة الواقعة: ٧٥-٧٦-٧٧.
[٦] سورة الزمر: ٢٣.
[٧] سورة آل عمران: ٣.
[٨] سورة النساء: ٨٢.
[٩] سورة الزمر: ٢٣.
[١٠] ميزان الحكمة ج٣ ص٢٥٣١.
[١١] بحار الأنوار ج٤٦ ص٣٤٩.
[١٢] مستدرك الوسائل ج٤ ص٣٣٢.
[١٣] سورة القمر: ٤٠.
[١٤] سورة الشعراء: ١٩٥.
[١٥] كنز العمال: ٢٣٨٢، ٢٣٨٤، ٢٣٢٠، ٢٣٧٥، ٢٣٨٦.
[١٦] وسائل الشیعة ج٦ ص١٧٥.
[١٧] وسائل الشیعة ج٨ ص١٥٥.
[١٨] الکافي ج٢ ص٦٠٢.
[١٩] سورة فصلت: ٤٢.
[٢٠] بحار الأنوار ج٨٩ ص٢٧.
[٢١] تفسير نور الثقلين ج٤ ص١٥.
[٢٢] سورة الأعراف: ٢٠٤.
خلاصة المحاضرة
- القرآن في نفسه منتهى التفضل على البشر. لقد كان أحدهم عند قراءة الآيات التي فيها: (كتب عليكم) يقول: لذة الخطاب قد ذهبت بالعناء؛ أي لذة أن يكون مخاطبا للرب قد أذهبت عنه عناء العمل بالتكاليف. وكان بإمكان الرب أن يكتفي بإبلاغ هذه المعاني عن طريق النبي (ص) من خلال الأحاديث القدسية.
- ينبغي للمؤمن أن يجتنب تفسير القرآن الكريم برأيه. فقد يقرأ البعض من المؤمنين آية من كتاب الله ثم يجزمون بتفسيرها، والحال أنه يجدر بهم أن يقولوا في مثل هذه الحالات: هذا ما نفهمه نحن من ظاهر الآية الشريفة والله أعلم، من دون أن ينسبوا القول إلى الله سبحانه.