- ThePlus Audio
هل كنت تعلم أن للصلاة باطنا غير أفعال الصلاة التي نقوم بها؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
عندما نراجع المسائل الشرعية المتعلقة بثياب المصلي نجد هناك شروطا منها: الطهارة والإباحة وأن لا يكون من الميتة ولا من الحرير وعدم لبس الذهب.
هل نحن مأمورون بمعرفة فلسفة الأحكام؟
ونحن لسنا مأمورين في الأحكام الشرعية أن نعرف فلسفة كل حكم من الأحكام، كعلة حرمة لبس الحرير والذهب على سبيل المثال، ونرى البعض يرتكب الحرام لا في الصلاة فقط باعتباره من الذنوب الصغيرة وأقول: إن الحرام الصغير يتراكم مع مرور الأيام؛ كعداد الكهرباء الذي يعمل بشكل يومي ليتبين في نهاية المطاف كم تراكم من الوزر على الإنسان، وفي الحديث النبوي: (لاَ كَبِيرَةَ مَعَ اَلاِسْتِغْفَارِ وَ لاَ صَغِيرَةَ مَعَ اَلْإِصْرَارِ)[١]، وينبغي أن تكون هذه القاعدة في بالكم دائماً أن الصغيرة تتحول إلى كبيرة في يوم من الأيام؛ كاستماع الأغاني ولبس الذهب وترك الحجاب وما شابه ذلك.
المعاني الباطنية لظاهر الأفعال في الصلاة
وعلينا أن نلتمس المعاني الباطنية ولا نقول أن الله أراد هذه الفلسفة، بل نتعلم الدروس منها، ففي ثوب المصلي لابد أن يكون هذا الثوب طاهرا، وإذا كان الثوب نجساً ولم يعلم بنجاسته إلا بعد الفراغ من الصلاة صحت صلاته، والدرس الذي نستفيده هنا والله العالم: أن الذي يريد أن يقبل على الله عز وجل، ينبغي أن ينقي قلبه من الشوائب أيضاً، فإذا كان المولى لا يقبل منك صلاةً بثوب عليه دم؛ فكيف يقبل منك صلاةً بقلب دموي وقاسي يغلب عليه الغضب والقسوة وكأن قلب الإنسان القاسي متلطخ بالدم.
وعلى الإنسان أن يصلي في ثوب مباح، والثوب المغصوب يبطل الصلاة، وكذلك الذي يتعدى الآخرين ويظلمهم في مجال التعامل الاجتماعي هو إنسان غاصب، هذا ثوبه مغصوب وذاك سلوكه سلوك إنسان عدواني غاصب؛ فإذا كان الثوب المغصوب يبطل الصلاة فكيف بصاحب هذا السلوك؟
من هو ميت الأحياء؟
ومن الدروس التي نستفيدها في هذا المجال هو أن الصلاة تبطل في ثوب متخذ من الميتة، فما هو الفرق بين الميتة وغير الميتة؟ إن لحم الذبيحة التي تذبح من غير أن يذكر اسم الله عليها وإن كان الذابح مسلماً واتجه إلى القبلة في ذبحه فهو حرام وينبغي أن يتلف، وكذلك القلب الذي لا يرتبط بالله سبحانه هو كالميتة؛ فإذا كانت الذبيحة التي لا تنتسب إلى الله عز وجل تتحول إلى ميتة؛ فكيف بالقلب الذي لا يتصل بالله سبحانه؟ فهذا ممن لا يذكر اسم الله على قلبه ولا على جوارحه وهو ميت الأحياء.
إن المؤمن اللبق الذكي هو من يلتمس الفقه الأكبر من وراء الفقه الأصغر الذي يتعلمه من الرسالة العملية.