- ThePlus Audio
عناصر التوجه إلى إمام العصر (عج)
بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤكد أنّ الإمام الحجة (عجل الله فرجه) لهُ دورٌ في زمان الغيبة، فغيبتهُ عنّا لا تعني التراجع أو إهمال الوضع الموجود، لإنّ الإمام (عجل الله فرجه) لهُ رعاية عامة لهذا الوجود بتفويض وإذن من الله (سُبحانهُ وتعالى)، وكذلك النفوس المستعدة في زمان الغيبة تحظى برعاية خاصة من إمامنا (عجل الله فرجه)، لكنّ السؤال هو أنّ الإمام (صلواتُ الله وسلامهُ) عليه كيف يرعى محبيه في زمان الغيبة؟ صحيح إنّ الحديث الوارد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يقول: كالشمس وراءَ السحاب، ولكن ما هيَ آلية العناية في هذا الزمان وفي هذا العصر؟
وقبل الجواب لا بد من ذكر مقدّمة تبين أنواع التوجه الى الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)
وهناك ثلاث أنواع من التوجه الى الإمام (عجل الله فرجه):
التوجه الحبّي الشديد
الشوق إلى لقائه، الشوق للحديث معهُ (صلواتُ الله وسلامهُ عليه)، هذا من العوالم التي توجب تشرف الإنسان بعناياته (صلوات الله وسلامه عليه).
طريق الابتلاءات الشديدة
لاحظنا في زمان الغَيبة، إنّ الذينَ أُبتلُوا بمحَن عَويصة والتجئوا إلى الله (عزّ وَجلّ)، الإمام(عجل الله فرجه)، أيضاً يرعى هذه الفئة المبتلات من شيعَته.
الاستمداد منَ الإمام (صَلواتُ الله وسلامهُ عليه)
لأن يكون الإنسان تحتَ إشرافه وبعينه وعندئذ الأمر لا يتوقف على أنّ يتجلى الإمام للإنسان في يقظةٍ أو في نومٍ وَالتوصية المباشرة، وإنما هناك ما يُسَمى بالرعاية اللاشعورية، نحنُ نعلم التوفيق أن يوضع العبد في ذلك المسير الذي يوصلهُ إلى الله (عزَّ وجلّ)، التفتَ العبد لذلك أو لم يلفت بعض الأوقات الإنسان الأعمى عندما نُريد أن نقوده إلى جهةٍ من الجهات، يكفي أنْ يستسلم هذا المبتلى، لهذا الإنسان، والإنسان يقودهُ من زاوية إلى زاوية إلى أنْ يوصلَهُ إلى هدَفه المنشود، ففي زمان الغيبة على الإنسان أنْ يعترف بالعمى، لأنه لا يعلم كيفَ يتحرك سواءً في اُموره الحياتية الجزئية أو في أُموره الاستراتيجية الكلية، لا يعلم ما هوَ القرار الحكيم، وصلاً، فصلاً، صلحاً، غضَباً، رضاً، حتى في أُمور المعاش، لا يعلم ما هي الجهة التي تناسبهُ دنياً وآخرة، وعندئذٍ يكون شعورهُ نفس شعور هذا الأعمى الذي يقول لإمامه خُذ بيدي فليسَ عندي أي اختيار، ولكن إذا لاحظنا أنّ الأعمى أثناء القيادة يناقش البصير، وقد يستنكف من أن يُسّلم نفسه في بعض المراحل، طبيعي الإنسان يترك الأعمى في هذه الحالة ويقول: إذا كنت مسلماً الأمر إليّ أنا كبصير دعني اُوصلك إلى الهدف المنشود، والانسان البصير؛ طبعا لا يكلفه شيء يرى الهدف أمام عينيه بكل وضوح، هذا المبتلى، هذا الانسان الأعمى، يرى أنّ المشكلة عويصة وأنّ الهدف لا ينال، لكنّ الإنسان البصير يرى الهدف بين يديه سهل يسير.
الإمام(عجل الله فرجه) بصير بما يصلح العباد
لقد تجلى الله (تعالى) بصفاته في أئمة الهدى (عليهم السلام)، فالإمام يرى بعين الله (عزّ وجلّ) وينظر بأمر الله (تعالى)، وبالتالي إذا أراد أي انسان أنْ يكون موفقا في حياته، عليه أن يُسلّم نفسه بهذه المشاعر إلى ولي الأمر (صلوات الله وسلامه عليه)، وما من شك أن التقوى وهي الامتثال لأوامر الله ونواهيه، هي التي تقربنا إلى إمامنا(عجل الله فرجه)، لأنّ الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) كجده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فكما أنّ النبي عبدٌ ورسول فكذلك هو(عجل الله فرجه) عبدٌ ورسول، فهو الذي يمثل العبودية بكل صورها، ولابدّ أنْ يكون أقرب الناس للإمام اكثرهم تقوى، كما أنّ الله (عزّ وجلّ) يقول في كتابه الكريم: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[١]، وكذلك أكرمكم عند الامام اتقاكم، فاذا أردنا أنْ نصل الى هذه العناية العظمى من امامنا (صلوات الله وسلامه عليه)، علينا أنْ نكون بهذا المستوى، كلما تقربنا في الايمان والتقوى درجة كلما اقتربنا إلى قلب امامنا (صلوات الله وسلامه عليه).
الخلوة مع امامنا(عجل الله فرجه) والدعاء طريق للتخفيف عن مصابه وتخليصنا من المحن
كما أنّ على الإنسان المؤمن أنْ تكون له خلوات يتحدث بها مع امامه (صلوات الله وسلامه عليه)، فإنّ المصائب التي رافقت حياة الامام(عجل الله فرجه) لا يمكن تصورها، من جهة حجم المصائب ومدتها، فقلب الامام من القلوب النادرة في التاريخ منذ أن خُلِق آدم إلى يومنا هذا، فهو يستوعب هذه المكاره الواقعة على الامة، والنكبات التي مرت عليها من سنة 260هـ إلى الآن والامام يعيش هذه النكبات، كم من الدماء التي اُريقت، كم من الآهات التي حُبست في سجون الظالمين، كم من العلماء الذين قتلوا، كم من الاعراض التي هتكت في زمان الغيبة، الآلاف بل ملايين الحوادث مرت على إمامنا (صلواتُ الله وسلامهُ عَلَيه) وَهَوَ يتحمل فقلبه(عجل الله فرجه) تحمل الكثير من المصائب، فعلينا الدعاء لهُ بالفرج لتنتهي هذه المحن بفرجه (صلواتُ الله وسلامهُ عليه)، من سبل التقرب إلى قلبه (صلواتُ الله وسلامهُ عليه) الدعاء بحرقَه فعلينا أن نَدعوا لإمامنا بالظهور، وَكَأَنَهُ مطَلَبٌ شَخصي، كَيفَ إنّ أَحدنا يدعوا بحرقة لشفاء ولده، لوجدان عزيزه، كذلك بالنسبة للإمام (صلواتُ الله وسلامهُ عليه)، فهو أعَزُّ مفقود، أيُ مفقود أعظم من فقد الإمام (صلواتُ الله وسلامُهُ عَلَيه)، علينا أن نصل إلى هذه الدرجة من الحرقة بالأجواء الطبيعية، وليس في الأجواء المثيرة والمذكرة فقط، فإنّ القيمة الكبرى أن يَتَذَكر الإنسان من تلقاء نفسه، يَتَذَكر محنة الإمام (صَلَواتُ الله وسلامهُ عليه) ويكثر من الدعاء له بتعجيل الفرج.
جعلنا الله من خيار انصاره وأعوانه بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.
خلاصة المحاضرة
- لا يخفى إنّ التوجه إلى إمام الزمان(عليه السلام) والشعور بوجوده من المسائل التي تُعتبر في غاية الاهميّة هناك ثلاث أنواع من التوجه إليه صلواتُ الله وسلامهُ عليه:
١. التوجه الحبّي الشديد، الشوق إلى لقائه، الشوق للحديث معهُ صلواتُ الله وسلامهُ عليه، هذا من العوالم التي توجب تشرف الإنسان بعناياته صلوات الله وسلامه عليه.
٢. الطريق الثاني: هوَ طريق الابتلاءات الشديدة: لاحظنا في زمان الغَيبة، إنَ الذينَ أُبتلُوا بمحَن عَويصة والتجئوا إلى الله عزَ وَجَل، الإمام(عليه السلام) أيضاً يرعى هذه الفئة المبتلات من شيعَته.
٣. الطَريقَ الثالث: الاستمداد منَ الإمام صَلواتُ الله وسلامهُ عليه لأن يكون الإنسان تحتَ إشرافه وبعينه وعندئذ الأمر لا يتوقف على أن يتجلى الإمام للإنسان في يقظةٍ أو في نومٍ وَالتوصية المباشرة، وإنما هناك ما يُسَمى بالرعاية اللاشعورية.
الإمام يرى بعين الله عز وجل وينظر بأمر الله تعالى، وبالتالي إذا أراد أي انسان أن يكون موفقا في حياته عليه أن يُسلّم نفسه بهذه المشاعر إلى ولي الأمر صلوات الله وسلامه عليه، وما من شك أن التقوى وهي الامتثال لأوامر الله ونواهيه، هي التي تقربنا إلى إمامنا(عليه السلام).
كما انّ على الإنسان المؤمن أن تكون له خلوات يتحدث بها مع امامه صلوات الله وسلامه عليه، فإنّ المصائب التي رافقت حياته لا يمكن تصورها، من جهة حجم المصائب ومدتها، فعلينا الدعاء لهُ بالفرج لتنتهي هذه المحن بفرجه صلواتُ الله وسلامهُ عليه.