Search
Close this search box.
  • المغبون والمغبوط
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك اصطلاحان في مقابل بعضهما البعض هنالك مغبون وهنالك مغبوط الوزن مقتارب المغبون والمغبوط صنفان من الناس، ولننظر أننا من أي هذین الصنفین؟ من هو المغبون ومن هو المغبوط؟ عادة اهل الدنیا في حساباتهم الدنیویة عندهم المغبوط ذلك الانسان الذي استوت له الدنیا زوجة مثلا متیزة في جمالها منزل فاره دابة سریعة ذریة إلی آخره یقولون هنیئاً لفلان، کلمة هنیئا لفلان لا تطلقها کذا استعجالا لیس کل انسان من یقال له هنیئا له.
الآن هذه الهنائة لمن؟ لابد أن إلی روایات اهل البیت صلوات الله علیهم اجمعین، هم اهل المقاییس الحق امیرالمؤمنین من اوصافه أنه المیزان أنه الفاروق یفرق بین الحق والباطل، المغبون عند امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یجعل الغبن في العمر لا في المال، أن تکون مفلساً هذه لیست بخسارة عظمی المغبون من غبن عنره وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه، البعض بعد اربعین سنة یهتدي البعض یأتي عندنا ویعترف یقول امضیت عمري في جاهلیة لا جاهلیة الاصنام یقول عشت في غفلة والآن من استیقض في الأربعین ایضا لا بأس به البعض لا یستیقض ابداً والبعض یستیقض ایام احتضاره وموته ما الفائدة؟ عندما یدخل المستشفی ویقولون أنك مصاب بمرض قاتل عندئذ یلملم أمره یسوي حساباته ولکن فرق بین هذا وبین من قال عنه امیرالمؤمنین وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه، نعلم بعض الصالحین في زماننا هذا قبل البلوغ کان غیر مُکلف وبعد البلوغ هکذا کان عادلاً عدالة برائة الطفولة وعدالة المعصیة إلی أن عاش دهراً هنیئا له، سمعت من بعض علمائنا الکبار یقولون سمعنا أن فلان العالم المرجع لا یرتکب المکروه فضلا عن الکرام، عاشرناه مدة من الزمن حقیقتاً رأینا لم یرتکب مکروها کل مکروه جائز ولکن یصل الانسان في سلم التکامل إلی درجة حتی المکروه لا یصدر منه لأنه مکروه لله عزوجل، قلنا في مکانه المؤمن یصل إلی درجة لا یفرق بین الحرام والمکروه، الحرام مکروه والمکروه کروهٌ وإن کان في الثاني رفع الله عزوجل العذاب عن صاحبه، اذاً الغبن والغبطة یقاس بالاعمار ما المغبوط الا من کانت همته نفسه؛ بعض الناس لیست همته نفسه ولا حتی زوجته وذریته بعض اصحاب الشرکات الکبری تسئل زوجته عنه یقول لا نراه، الرجل من عاصمة إلی عاصمه مم بلد إلی بلد لیجمع المال هذا مغبون ابداً، لیکن هذا أثری أثریاء البلد ما قیمته ظلم نفسه ظلم زوجته ظلم ذریته في المقابل زاد بعض الاصفار في دفتر حسابه کان یملك ألف دینار اُضیف إلی ذلك ثلاثة اصفار أصبح یملك ملیون دینار هذه عاقبة أمره، اذاً امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یجعل ایضا من علامات الغبطة أنه همته نفسه علیکم أنفسکم قو انفسکم واهلیکم ناراً وقودها الناس والحجارة هذا ایضا من صفات المغبوط.
الآن نأخذ جولة في روایات المغبون قلنا المغبوط هکذا صفته من المغبون یا امیرالمؤمنین؟ قصار جمل الامام حقیقتاً لا تُقدر بثمن هذه غرر الحکم، في کلمة جامعة یقول امیرالمؤمنین علیه السلام من أغبن ممن باع الله سبحانه بغیره؟ کلمة واحده، زوجتك تقول لك مثلا اشتري لي امراً کذائیا فیه اسراف وتبذیر رب العالمین یقول إن المبذرین اخوان الشیاطین عندما یشتري السلعة باع الله بغیره، الآن هکذا في أمر الزوجة والاولاد نفسه تقول ‌کُل الطعام الفلاني في بلاد الکفر منذ ایام لم یأکل طعاماً حلالا نفسه تنزاعه تکل الطعام الفلاني أنت مضطر تسول له نفسه عندما یأکل الحرام باع الله عزوجل بمعدته باع الله بفرجه باع الله بغیره کم هذا مغبون یوم القیامه؟ خذها شعاراً في کل مخالفة لله عزوجل بعت الله بغیره بلا مجاملة من أغبن ممن باع الله سبحانه بغیره، من باع الله عزوجل بغیره ظلم نفسه هو الخاسر رب العالمین لا تضره معصية الخلائق لو اجتمل الاولون والآخرون علی معصیته لم ینتقص من ملکه شيء ولهذا ایضا امیرالمؤمنین علیه السلام یقول من باع نفسه بغیر نعیم الجنة فقد ظلمها ظلم نفسه.
وأخیرا الامام الصادق علیه السلام یذکر روایة طریفة عند المصیبة تذکر هذه الروایه؛ کلامنا في المغبون والغبن جده قال قولته ولده الصادق علیه السلام ایضا له کلام في هذا المجال من کان الأخذ أحب الیه من العطاء فهو مغبون؛ یرید أن یُرزق ولداً ویبقی اذا مات الولد سقطا أو صار صبیا ومات الولد صار کبیرا ومات الولد مرض الولد دائما یرید أن یأخذ! یأخذ العافیة یأخذ المال یأخذ الجاه یأخذ السعادة دائما یرید أن یأخذ ولکن یُطعي لله یقول یارب ولدي امانة مالي امانة خذ ما تشاء هذا المغبوط وغیره مغبون، الآن لماذا الناس هکذا یحبون الأخذ والسلامة والمال؟ الامام الصادق علیه السلام یبین لأنه یری العاجل بغفلته أفضل من الآجل؛ یرید نقداً لا یرید مؤجلاً وهناك روایة طریفة لو یعلم المؤمن ما یُعطی من الأجر یوم القیامة في مقابل دعوة غیر مستجابة لتمنی أنه لو لم تُستجب له دعوة واحدة في الحیاة الدنیا لما یری من التعویض بین یدیه.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك ارحمنا برحمتك اللهم ادخلنا الجنة التي حشوها البرکة وعمارها الملائکة أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.