- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من الأمور الرادعة للمؤمن للمتیقن عن المنکر والدافع له لإرتکاب الحسن والاکتساب المآثر تذکر النهایات کلنا صائرون إلی الله عزوجل، هذه الآیة آیة الاستراجع حقیقتاً لا تُعلم حقیقتها نحن نقرأ هذه الآیة عندما نسمع بخبر موت میت والحال بأن آیة الاستراجع فیها فلسفة الوجود، من تأمل في هذه الآیة هانت علیه الدنیا اولا وثانیا سهلت علیه الطاعة وثالثا استعد للقاء الله عزوجل، انا لله وانا الیه راجعون اقرار بالملك والهُلك هذا الذي یقوله مستفاد من الروایه، انا لله أنت مملوك اذاً ما تقوم به من طاعه لا تمن بها علی أحد خُلقت لتطیع هکذا أراد الخالق وانا الله راجعون یعني أرجع إلی ربي للحساب بین یدیه.
حدیثنا حول الحساب والمعاد هذه مقدمة مرة کلامنا عن الموت؛ الموت کلام یبعث الرعب في نفوس البعض وإن کان البعض یری إن ساعة الموت ساعة اللقاء مع الله عزوجل یتمنی الموت تمنیاً، علی بن أبي طالب صلوات الله علیه أنس بالموت مثل الطفل بثدي اُمه، ولکن کلامنا في المعاد الذي یتذکر ما سیجري علیه في ذلك الیوم من الآن یعد عدته، سُئل النبي عن وجه التسمیة بیوم القیامة فقال صلی الله علیه وآله لئن فیها قیام الخلق للحساب اذاً یقومون للحساب والمحاسب من هو؟ لا یغادر صغیرة ولا کبیره اذاً الذي یعتقد بالحساب علیه بالحساب قبل یوم الحساب، موتوا قبل أن تموتوا زنوها قبل أن توزنوا لماذا لا تحاکم نفسك في دار الدنیا قبل أن تُحاکم طبعا بفارق محاکمتك الآن لا فضیحة فیها، تحاکم نفسك في جوف اللیل کنت تری الحرام تحاکمها فترتدع من اطلع لا أحد؟ ولکن یوم القیامة أحدنا یُفضح علی رئوس الأشهاد.
الفارق الثاني زنوها قبل أن توزنوا هناك مجال للتدارك یتفق أن بعض المؤمنین في ذمته الآلاف لإحدهم إن لم تکن الملایین ولکن یذهب الیه یقول یا فلان انا مُفلس سامحني یقول سامحتك الملایین ارتفعت من ذمته، لو جاء یوم القیامة ماذا یصنع؟ اغتاب انساناً دهراً عشرات السنین موظف یغتاب رب العمل رئیس العمل أحدنا یتوظف في وزارة عشرین سنة وله رئیس واحد عشرون سنة وهو یغتابه في کل یوم في یوم التقاعد یذهب الیه یقول یا فلان أبرئ ذمتي یقول أبرئتك الذمة ذنوب عشرین سنة ارتفعت عن ظهرك طبعا مع الندامة والاستغفار کم العودة إلی الله عزوجل سهل في دار الدنیا.
امامنا زین العابدین صلوات الله علیه یقول اعلم یابن آدم أن من وراء هذا اعظم وافضع وافجع للقلوب یوم القیامه، تمر علیك محنة في دار الدنیا ألم وجع إلی آخره یقول امامنا زین العابدین علیه السلام إنتظر ما هو أعظم.
اما النبي المصطفی صلی الله علیه وآله کیف کان حاله عندما یذکر القیامه؟ نحن نسمع المواعظ نسمع ذکر القیامة اذا زلزلت الأرض زلزالها دکت الأرض دکا نسمع بعذاب یوم القیامة الزقوم والحمیم ولکن لا نحرك ساکناً ینقل الشیخ الطوسي رحمه الله في أماليه یقول کان النبي اذا خطب قال في خطبته اما بعد طبعا النبي لا یحتاج إلی تحظیر عندما یقول اما بعد عندئذ یُکمل الکلام یقول فإذا ذکر الساعة اشتد صوته وإحمرت وجنتاه ثم یقول صبحتکم الساعة أو مستکم ثم یقول بُعثت انا والساعة کهذه من هذه ویشیر بإصبعیه، الاسلام خاتم الرسالات لیس هنالك نبي سیُبعث ولا وصي نبي سيأتي غیر ائمتنا علیهم السلام هکذا نعلم أن الاسلام خاتمة الأدیان والنبي خاتم الأنبیاء وامامنا المهدي خاتم الأوصیاء اذاً بعد الاسلام بعد النبي بعد ائمة الهدی هنالك القیامة ولهذا یقول انا والقیامة کهاتین، بني آدم ما أشد غفلته عن القیامة أو تعلم أن مسافتك عن القیامة لحظات وثواني، إن توقف القلب کما یتفق وأنت الآن في المسجد بعد ثواني تنتقل إلی القیامة اذا مات إبن آدم قامت قیامته اذاً الجلطة في الدماغ حادث سیر طلقة رصاص کل هذه نُذر الموت لحظات والانسان قد یتفق البعض منکم صلی الآن خلفنا باللیل جائته الجلطة مات اللیلة غداً شُیع عصراً دُفن اللیلة القادمة في هذه الساعة هو بین أطباق الثری وما أقوله وقع هکذا بعض المؤمنین رأيناه اللیلة وغدا کان تحت التراب في الساعة نفسها، أقل من یوم ولیلة واذا هو قد تفرق للحساب بین یدي الله عزوجل.
الامام الصادق علیه السلام ینقل روایه؛ عیس بن مریم روح الله صلوات الله علیه قال له متی قیام الساعه؟ الروایة ملفتة یقول انتفض جبرئیل انتفاضةً اُغمي علیه منها جبرئیل یعلم أنه ستُقبض روحه یوم القیامة اذا نفخ اسرافیل في الصور الکل یُصعق لمن الملك الیوم؟ لو کان مجیب لما قال رب العالمین لله الواحد القهار، جبرئیل سمع سُئل عن الساعة تقول الروایة انتفض واُغمي علیه فلما أفاق قال یا روح الله ما المسئول أعلم بها من السائل؟ تسئلني عن القیامة وما علمي بالقیامه؟.
روایة أخیرة هذه الروایة باعثة للخوف والفرح في آنٍ واحد؛ لقوم الروایة مفرحة ولقوم الروایة مفزعه، جبرئیل أتی النبي أخرج النبي إلی البقیع فأنتهی به إلی قبر فصوت بصاحبه الآن من الذي هو صاحب هذه المقاله؟ یبدوا جبرئیل بعثه الله عزوجل لیُعلم النبي درساً ما المانع المعلم هو رب العالمین! جبرائیل قال لصاحب القبر قم بإذن الله فخرج منه رجل أبیض الرأس واللحیة یمسح التراب عن وجهِ وهو یقول الحمدلله والله اکبر اول کلمة قالها التکبیر والحمد فقال جبرئیل له عُد بإذن الله اُدخل القبر مرة أخری جبرئیل أمره أمر الله عزوجل انتهی إلی قبر آخر فقال له قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو یقول یا حسرتاه یا ثبورا لا تکبیر ولا حمد ولا تهلیل ولکن یذکر کلمات الحسرة ثم قال له جبرئیل عد إلی ما کنت بإذن الله، لحظات ذلك اُخرج من قبره وهذا اُخرج فقال له یا محمد صلی الله علیه وآله وسلم هکذا یُحشرون یوم القیامة والمؤمنون یقولون هذا القول یعني الحمدلله والله اکبر وهؤلاء یقولون ما تری غیر المؤمن اول ما یخرج من القبر یقول واحسرتاه یعني علی ما قدمنا في جنب الله.
اللهم لا تجعلنا من المتحسرین یوم لقائك اللهم لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا اللهم أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.