Search
Close this search box.
  • ماهو العجب المهلك؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك بعض الآفات تصیب غیر المؤمن، المؤمن بریئ من هذه الآفات کالتکبر کالحقد کالحسد طبعا نعني بالمؤمن هنا من بلغ رتبةً راقیةً من الایمان، الایمان بمثابة النار التي تحیل الشيء إلی معدن آخر نفس المؤمن في بوتغتة التقوی ینصهر إلی ما ینسجم مع الکمالات والفضائل ولکن هنالك بعض الآفات تصیب المؤمنین ینبقي الحذر منها ومن هذه الآفات العُجب بالنفس، انسان لا عمل له انسان فاسق انسان فاجر هذا الانسان کیف یُبتلی بالعجب؟ رأيت فقیراً یُعجب بماله؟ لا مال له ولهذا اذا رأیت فقیرا متبختراً فقیرا متکبراِ تضحك علیه تقول له ما لك والکِبر لست بسلطان ولا ثريٍ طبعا لیس معنی ذلك أن السلطان والغني لهما الحق في التکبر ولکن یُتوقع منهم ذلك الفقیر لا یُتوقع منه، اذاً الفاسق لا یُتوقع منه العجب بل العکس بعض الفسقة بعض الفجرة بعض العاصین هکذا نقول عندما یذهب للمشاهد لحج بیت الله للعمرة وغیره تراه حول البیت یبکي بکاءً کثیرا یتذکر ذنوبه السالفة وّذلك یقترب من الرحمة الإلهیة اذاً الخوف علی المؤمن أفمن زُین له سوء عمله فرآه حسناِ هذا الانسان یری نفسه علی الطریق المستقیم وقدمنا إلی ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباء منثورا قل هل اُنبئکم بالأخسرین أعمالا؟ الذین ضل سعیهم في الحیاة الدنیا وهم یحسبون أنهم یحسنون صنعا، هذا الخطاب لیس للفسقة الفاسق لا یقول هکذا اذاً المؤمن أو من یدعي الایمان من إشتبه أنه مؤمن هذه مشکلته، ولهذا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول آفة اللب العُجب، الذي له لُبٌ ما هذا الانسان یُعجب بنفسه وإلا الخاوي لا یُعجب بنفسه.
الامام الصادق علیه السلام یذکر روایة عن المسیح ویعتبر المُعجب بنفسه في ضمن دائرة الحمقی، الأحمق لا یلتفت من یُعجب بنفسه ایضا لا یلتفت هو یضحك علیك یقول أنا المصیب أنت المخطئ والحال أنه هو المخطئ فهو الأحمق، یقول عیسی بن مریم داویت المرضی فشفیتهم بإذن الله في سورة المائدة عیسی علیه السلام أبرئ الأکمه والأبرص وأبرئت الأکمه والابرص بإذن الله وعالجت الموتی فأحییتهم بإذن الله، عیسی یحیی الموتی ولکن عیسی عجز عن شيء، المیت الأکمه الابرص عالجهم أحیاهم وعالجت الأحمق فلم أقدر علی إصلاحه فقیل یا روح الله وما الأحمق؟ قال المُعجب برأیه ونفسه الذي یری الفضل کله له لا علیه ویوجب الحق کله لنفسه ولا یوجب علیها حقاً وبعبارة المناطقة هذا الجاهل المرکب هو جاهل ویجهل أنه جاهلٌ، الجاهل البسیط أمره هین جاهل ویعلم أنه جاهل ولهذا یطرق أبواب العلماء لیعلم ولکن الجاهل بالجهل المرکب هذا لا أمل فیه! یقول المسیح فذاك الاحمق الذي لا حیلة في مداواته ولهذا قلنا للمؤمنین إن اُبتلیت بإنسان یخالفك في العقیدة لا تباحث معه لا تضیع من وقتك لا تحرق من أعصابك کما یقال هو قاطع بما هو فیه اذاً أين مساحة النقاش؟ النقاش للمتردد حاول أن تشککه إن شك أکمل نقاشك، إن شککته وهو یضك علیك لماذا تجادله، هذا لا جدال معه، اذاً الانسان المُعجب بنفسه هذا الانسان بعید عن الرحمة.
روایة طریفة یدخل رجلان المسجد أحدهما عابدٌ والآخر فاسقٌ یتفق فاسق یدخل المسجد لیصلي فیخرجان من المسجد والفاسق صدیقٌ والعابد فاسقٌ دخل المسجد المتوقع العابد یزداد عبادةً ولکنه یتحول إلی فاسق وذلك أنه یدخل العابد المسجد ومُدلٌ بعبادته یعني له دلال علی الله عزوجل یارب إني عابد انا مواظب للمسجد انا حمامة المسجد عُجبه هذا یحوله إلی فاسق ویکون فکرة الفاسق في التندم علی فسقه یأخذ زاویة في المسجد یقول یارب ضیفك المسیئ ببابك، في المسجد یقول انا أحقر الموجودین، المراجع یکتبون تحت رسالتهم وانا الأحقر هذا الفاسق یقول انا أحقر الموجودین في المسجد ولهذا یصلي في الصفوف المتأخرة یقول الصف الاول لأهل الفضل هکذا المستحب لا یتجرأ علی ذلك فیستغفر الله من ذنوبه هذا یخرج وهو عابد.
سیئةٌ تسوئك الیوم ارتکبت معصیة نظرت إلی امرأة بشهوة هذه سیئة ولکن تندم تقول هذه اللیلة لا أقوم من لصلاة اللیل؟ ترفع یدك إلی السماء وأنت تقول یارب العفو العفو ودموعك تجري نظرتك في أول اللیل أعقبتك صلاة اللیل هذه سیئةٌ سائتك ولکن هذا خیر عند الله من حسنة تُعجبك هذا صلی في اول الوقت في المسجد في اللیل ینام إلی الصباح یقول صلینا إنتهی الامر وذلك الذي ارتکب الحرام ضمیره یؤنبه، اذاً المؤمن مهما عمل من الطاعات لا یُعجب.
کلمة أخيرة لماذا لا یُعجب؟ لأمرین اولا ینظر إلی تاریخه الماضي هناك فترة مظلمة من حیاة أحدنا أغلب الناس بعد البلوغ بسنوات لیس علی الجادة تذکره للماضي یُؤرق مزاجه وثانیا من أين لك العلم بالخاتمة الحسنة؟ ماضیك فيه ما فیه مستقبلك مجهول لماذا أنت معجب بحاضرك؟ لا وجه للعُجب ابداً.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.