Search
Close this search box.
  • كيف نراقب الله في حياتنا
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحمیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من الاصطلاحات الثابتة والاساسیة في علم الأخلاق فیما یتقرب به العبد إلی ربه اصطلاح المراقبة والمحاسبة لا یخلوا کتاب أخلاقيٌ من هذه الدعوة، الذي لا یراقب نفسه ولا یحاسب نفسه بمثابة سائق یسوق في طریق لا ینظر یمیناً وشمالاً لا یفرمل هذا الانسان سیسقط في الوادي بعد قلیل، المراقبة عماد عملیة القرب إلی الله عزوجل.
اولا ما معنی المراقبة؟ المراقبة علی معنیین اولا مراقبة العبد لربه وثانیا مراقبة العبد لنفسه، نحن عندما نقول راقب یعني راقب سلوكك عملك هذا‌ جید ولکن قبل ذلك أن تراقب الله عزوجل قد تقول کیف أراقب؟ أراقب نفسي؟ هذا معلومٌ أری أخطائي ذنوبي، ما معنی مراقبة الله عزوجل؟ اولا لنعلم أن الله عزوجل یراقبنا رب العالمین جعل نفسه رقیباً إن الله کان علیکم رقیبا اذاً هو رقیب وقریب کلاهما من صفات الله عزوجل رب العالمین یراقبك عینه علیك نقرأ في آیة الکرسي لا تأخذه سنة ولا نوم اذاً کما أن الله عزوجل یراقبك ینظر الیك أنت ایضاً راقب الله عزوجل بمعنی النظر إلی مقامه وأما من خاف مقام ربه ونهی النفس ما قال خاف جهنمه ناره عذابه خاف مقام ربه، أنت عندما تزور عالماً کبیرا مرجع تقلیداً تری هیبةً في محضره لو زرت کبار العسکر لا تری هذه الهیبة المرجع لیس له شيء یخیفه مقامه یجعلك تهابه، اذا کان العالم الانسان یورث مثل هذه المهابة بکیف برب العالمین؟ وهنا بین قوسین سریعین قد تقول الملائكة ایضاً رقیبة اذاً ما هو الجدید؟ رب العالمین رقابةُ لنا کراقبة الملائکة؟ الجواب عند امیرالمؤمنین علیه السلام کلکم قرأتم دعاء کمیل ولو في یوم من الایام عندما تمر علی هذه الفقرة تأمل فیها امیرالمؤمنین یشیر إلی الکرام الکاتبین وجعلتهم شهوداً علي مع جوارحي وکنت أنت الرقیب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم، ما معنی هذه الجملة وکنت أنت الرقیب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم؟ الملائکة تکتب کل صغیرة وکبیرة هنا کلامنا بین قوسین هنا معنیان: وجعلتهم شهوداً علي مع جوارحي رأي یقول بأن الملائکة تری الجوارح تری ذنوبك الخارجیة ولکن الله عزوجل یعلم جوانحك تهم بمعصیة تنوي المعصیة ولا تعمل الذي إطلع علیها رب العالمین الملائکة لا تعلم ما یدور في جوفك هذا معنی، معنی آخر رب العالمین تلطفاً تفظلاً ببعض المؤمنین یُخفي بعض أعماله علی الملائکة لعل هکذا لئلا یُفتضح المؤمن یُلقي علیه ستراً طبعا هذا لکبار المؤمنین زلت به قدمٌ رب العالمین هکذا لا یجعل الملائکة تطلع علیه هذا ایضا رأي المهم اذاً المراقبة التي نقصدها ما ذکره علی علیه السلام طوبی لمن راقب ربه لیس الکلام عن المعصیة لیس الکلام عن فعلك راقب ربه، نرجع إلی مثال العالم أو الحاکم عندما تجلس بین یدي العالم أو الحاکم عینك علیه لا تشتقل بالأباطیل! رأيت انساناً في محضر شخصیة کبیرة یتصل بزوجته مثلا؟ یغازلها یخاطبها یقول المقام؟ لیس بهذا المقام، اذاً مراقبة الرب هذا مقام من أجل المقامات ومع الأیام هذه الصفة تتأصل في النفس إلی درجة طبعا هذه الدرجة قد تکون فیها مبالغة البعض یقول انا عندما أنام أمد رجلي في محضر الله عزوجل لا ضیر أنت نائم البعض حتی في جلسته رأینا بعض کبار العلماء في المجلس أثناء التدریس إلی آخره یجلس جلسة مؤدبة یقول انا بین یدي الله عزوجل بل رأيت في بعض سیر العلماء في المنزل لا یلبس أرذل ثیابه یلبس ثوباً محترما یقول وانا في المنزل بین یدي الله عزوجل لعله مثلاً یتطیب یلبس ثوباً جیداً یقول أرید أن أکون بهیئة حسنة حتی في المنزل، هذا من آثار المراقبة الإلهیة.
المعنی الثاني للمراقبة قلنا له معنیان أن تراقب کل فعلك قولك وفعلك ما یلفظ من قول إلا لدیه رقیب عتید من أعتقد بهذا المبدأ بینك وبین الله یتکلم باطلا؟ یملي علی ربه کتابا هذا المعنی یجعله متأدباً، الآن ماذا نصنع؟ کیف نراقب أنفسنا أفعالنا؟ لا مراقبة الله عزوجل، النبي الأکرم صل الله علیه وآله وسلم یبین لنا کیف نقسم الوقت لا داعي لئن تراجع من یدعي فن القیادة وتنظیم الوقت النبي بین العاقل له هذه الساعات، ساعة یناجي فیها ربه عزوجل طبعا لیس المراد بالساعة هنا ستون دقیقة بل وقتٌ ولم یقل النبي یصلي یدعوا! یناجي فيها ربه نحن نصلي ولا نناجي طوال الصلاة نفکر في کل شيء نقرأ دعاء کمیل في فکرنا نذهب یمیناً وشمالاً المراد لیس هذا ساعة یناجي فیها ربه ولو في دقیقة واحده هذه الدقیقة الذهبیة، وساعة یحاسب نفسه لا بأس التجار صاحب محل صغیر آخر اللیل ماذا یصنع؟ ینظر إبی الدخل کم کسب الیوم؟ کسبه ما هو؟ إن کان قلیلا یفکر في مضاعفة کسبه عمرك لیس بالهین أربع وعشرون ساعة أخذتها من رب العالمین ما هي النتیجة؟ حاسب نفسك وساعة یتفکر فیما صنع الله عزوجل إلیه في الأزمنة القدیمة البشر لم یطلع علی أعماق البحار لم یطلع علی المجرات لم یطلع علی باطن البدن ولکن العلم هذه الأیام تقدم أُنظر إلی عظمة الخالق لو جلست أمام التلفاز وتنظر إلی عجائب الخلقة هذه الساعة مباركة من الساعات التي یریدها النبي صل الله علیه وآله، بقي شيء؟ اذاً ساعة للمناجات ساعة للمحاسبة ساعة للتفکر.
وأخیراً وساعة یخلوا فیها بحظ نفسه من الحلال شهوة البطن والفرج ما المانع أن يأخذ الانسان حظه من الحلال ایضا هذه الساعة مطلوبة للمؤمن بل النبي الأکرم له کلمة جمیلة فإن هذه الساعة أي الأخیرة ساعة الإستجمام ساعة التلذذ بالحلال عونٌ لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزیع لها، بعد أن أکل جلس مع زوجته ارتاح من کل الجهات یذهب یصلي رکعتین بین یدي الله عزوجل هاتان الرکعتان لها طعم ممیز لأنه إرتاح من کل شيء.
روایة أخيرة صاحب القول حکیم من حکماء الأئمة في أزمنة السابقة لقمان کان هو الحکیم وفي زماننا الآن للأئمة مقام محفوظ من غیر الأئمة أبوذر حقیقتا له کلمات حکمیة کلقمان یقول أبوذر الروایة ینقلها المجلسي في بحاره یقول یومك جملك بأي معنی؟ اذا أخذت برأسه أتاك ذنبه خذ رأس الجمل الذیل یأتيك تبعا ماذا یرید أن یقول أبوذر؟ یعني اذا کنت من أول النهار في خیر لم تزل فیه إلی آخره افتتحت صباحك بصلاة الفجر في مسجد في جماعةٍ قبلها صلاة اللیل بین الطلوعین کنت ذاکراً مستیقضاً هذا الجمل أخذته برأسه، من إفتتح نهاره بهکذا طاعة یرجی أن یکون آخر نهاره ایضا فیه طاعه.

إلهي بحق أولیائك وبالصالحین من عبادك بارك لنا في أعمارنا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین أبدا أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.