البكاء من خشية الله

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

أقرب ما یکون العبد الی الله عزوجل کما تعلمون وهو ساجد فکیف اذا اُضیفت الی السجود حالة البکاء بین یدي الله عزوجل! الآن هذا البکاء کان بکاء خوفیاً أو بکاء خشیتياً أو بکاء خجلیاً أو بکاء شوقیاً کل هذا ألوان من البکاء یعود الی لون واحد المهم البکاء بین یدي الله عزوجل هذه الحالة من أرقی الحالات في عالم الخلقة اذا تُتلی علیهم آیات الرحمن خروا سجداً وبکیا قد یسجد الانسان هکذا سجدة ظاهرية وینام في السجود مثلا أو یکرر من التسبیحات هکذا بلا توجه هذا السجود لا یعد سجوداً مطلوباً کما یراد ویخرون للأذقان یبکون ویزیدهم خشوعا اتفاقا هنالك حالة متبادلة بین الخشوع وبین البکاء الخشوع یوجب البکاء والبکاء یزید الخشوع ایضاً أحدهما یساند الآخر طبعا هذا البکاء أعني حالة جریان الدمع هذه الحالة لا تأتي من الفراغ هنالك تفاعلات عجیبة غریبة هذه الغدة في زاویة العین لا تذرف الا عندما یصل الأمر مداه عندما ینکسر القلب ولو لأمر باطل کبکاء بعض النساء مثلا أو بکاء بعض الاطفال المهم بحسب معرفة الشخص هذا البکاء لا یتحقق الا عندما الانسان یری في قلبه إنکساراً قلنا ولو لفقد دمیةٍ المهم المؤمن عندما یصل لهذه الحالة یغتنمها جداً ورب العالمین یبتلیك ببلیة توجب لك إنکسار القلب لتبکي فإذا بکیت فُتحت لك أبواب السماء یبدوا من الروایات هکذا نفهم أن الانسان اذا رق قلبه وجرت دمعته رب العالمین یعطیهما یرید هکذا الارادة الألهیة امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول بکاء العیون وخشیة القلوب من رحمة الله ذکره هکذا الانسان اذا خشع قلبه رب العالمین یتوجه الیه بالرحمة من رحمة الله تعالی ذکره فإذا وجدتموها فأغتنموا الدعاء مع الأسف البعض یذهب الی الطواف بعد طواف کذا مرة أشواط تأتیه الرقة یطفئها بإختیاره مادامت العین جرت مادام القلب رق أغتنم الفرصة وأکثر من الدعاء في هذه الحالة الآن الانسان کیف یثیر دمعته هنالك عدة طرق ایضا من الروایات نستفید هذا المعنی؛ اولا البکاء علی الماضي الذي ذهب سدی من منا یعتقد أن حیاته مضت علی ما یرام؟ أغلب الناس في خسر أغلب الناس أمضو شبابهم في الغفلات وعندما یستیقظ في أواخر العمر لا طریق للعودة ولهذا من کرم المرء بکائه علی ما مضی من زمانه في عالم المادیات البعض یقول لو أشتریت الارض الفلانیة ایام الرخص مثلاً الآن کنت أثری الأثریاء کما هکذا تتحسر علی فوات الفرص المالیة والأقتصادیة لماذا لا تتحسر علی فوات الفرص المعنويه؟ کنت جاراً للمسجد سنوات وما صلیت في المسجد کما یراد الآن ذهبت الی منطقة بعیدة حُرمت جوار المسجد ذهبت الی بلد أجنبي لا تسمع صوت الاذان کم تتحسر علی الایام التي صلیتها فرادی في المنزل وکان بإمکانك أن تصلي جماعة في المسجد، في دار الدنیا أحدنا لا یتحسس ولکن في القبر والقیامة أحدنا یعض أنامله من الندم کیف فوت هذه الفرص لأمور تافهه.
من معالم البكاء ایضا یوم القیامة من الایام والساعات التي يبكي فيها الکل علی ما فرط في جنب الله ولکن هنالك بعض العیون لا تبکي ترد المحشر قریرة العین اولا عین سهرت في سبیل الله طبعا المصداق الواضح لهذه الجملة من کان في القتال یرابط في ثغر من ثغور المسلمین ولکن ما المانع أن نعمم هذه الحالة عالم یسهر اللیل لیفید الامة فقیه یسهر اللیل لیجیب علی أستفتاء ورده هذا من الممکن أن یقال ایضا هذا ساهر في سبیل الله وکذلك انسان بجوار والد مریض في المستشفی والدة مریضة یسهر اللیل في مراقبة أبویه الا یعد هذا ایضا من السهر في سبیل الله؟ لا نستبعد! وعین فاضت من خشیة الله هنیئاً لمن بکی من خشیة الله قد یکون في المسجد مضی علیه شهر لم یعصي الله عزوجل أن یعیش الانسان شهراً من دون معصیة هذا أمر ممکن ولکن حیاءً خشیة من الله عزوجل بلا مقدمات فاضت عینه تذکر الله عزوجل ففاضت عینه خشیةً هنیئا لهذه العین، وعین غضت عن محارم الله لا أقول الآن هنیئاً للشاب المبتلی بالنساء ولکن اذا وجد شاب عمله في السوق عمله في الجامعة دراسته في بلاد الغرب هنیئاً له طبعا للمؤمن کلما رأى حراماً غض بصره بهذا الغض أمن عینه من البکاء یوم القیامه، اذاً السهر في سبیل الله الخشیة من الله عزوجل الغض عن المحارم کل هذا من موجبات قرة العین یوم القیامه.
البعض یشتکي یقول انا أمر بحالة قسوة القلب أحاول أن أبكي لا يأتيني البکاء لیلة الجمعة في دعاء کمیل في زیارة سید الشهداء في مواضع البکاء البعض لیلة الجمعة هنا في أرض الوطن یبکي علی سید الشهداء شوقاً فإذا صار تحت القبة في الحائر یری دمعته قد جفت ما هو الحل؟ یقول امامنا علیه السلام إن لم یجبك البکاء فتباکئ رأینا بعض المستمعین مع الأسف في مجالس الحسین علیه السلام یسمع المقتل ینظر الی الخطیب کما یستمع الی الموعظة طأطئ برأسك حاول أن تتباکی هذا ایضا جید تخشع تباکئ واذا أستمرت الحالة قدم الشکوی بین یدي الله عزوجل قل یارب لماذا أری دمعتي ناشفه؟ اذاً تأذی من الحالة حاول أن تتباکی سل الله عزوجل أن یمنحك الرقة یقول فإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخ بخ؛ ولهذا بعض المؤمنین بعد التباکي محاولة البکاء فترة هکذا یمسح عینیه بإصبعه اذا رأى بللاً قلیلا یشکر الله عزوجل یقول الحمدلله تجاوزنا المحنة محنة قسوة القلب هذه ایضا من الآداب.
کلمة أخیرة الآن لماذا تجف الدموع؟ الروایة المعروفة عن امیرالمؤمنین علیه السلام ما جفت الدموع الا لقسوة القلوب هذه الدمعة المسکینة ماذا ذنبها؟ الغدة الدمعية تقول بلسان الحال انا تابع للقلب اذا القلب إنکسر السلسلة العصبیة تتحرك من المخ الی العین واذا بهذه الغدة تنعصر فتخرج دمعةٌ اذاً ما جفت الوموع الا لقسوة القلوب وما قست القلوب الا لکثرة الذنوب کلمة امیرالمؤمنین کلام طبیب النفوس ما قال للذنب! لکثرة الذنوب ولهذا بعض العصاة یقول انا أعصي بحمدالله دمعتي سخیة ولکن لا تطمئن الی حالتك لا تأمن مکر الله عزوجل یصل الانسان بعد فترة من معاودة الآثام أن القلب یقسوا یحاول لا تخرج منه قطرة دمعة والمصیبة العظمی عندما تتارکم الذنوب فینحرف عن العقیدة الصحیحة قسوة القلب هنیة مقابل الأنحراف العقائدي انا عندما یأتيني انسان یقول انا أشك في المبدأ في المعاد أقول ما الذي صنعت ما الذي عملته في الخلوات؟ حتی أبتلاك رب العالمین بالشك في العقیدة هکذا آثار الذنوب الکثیره.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اجعلنا في درعك الحصینة أبلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.