النية الصادقة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الامور المهمة التي ینبقي أن نلتفت اليها اخواني اخواتي مسئلة النیه؛ انتم تعرفون بأن قوام النیة أمر قلبي هناك نية وهناك عمل الآن الصیام في الصیف في الیوم الحار الطویل أمر شاق علی البدن ولکن النیة ما کلفتها؟ النية أن یعقد الانسان عزماً علی عمل فإذن النیة علی رخصها إن صح التعبیر هذه النیة عظیمة جداً، اتفاقا الانسان یوم القیامة یفاجئ بکم من الحسنات یعطاها من دون عمل کیف؟ یأتي العبد یوم القیامة ما اقوله لیس تخیلاً الروایة عن الامام الرضا علیه السلام اذا کان یوم القیامة أوقف المؤمن بین یدیه المؤمن یحاسب بین یدي الله عزوجل الروایة فیها تفصیل المؤمن یری الحسنات فیفرح یری السیئات یتغیر لونه یقول امامنا الرضا علیه السلام وترتعش فرائصه وتفزع نفسه عندما یری دیوان السیئات یضطرب اضطراباً کبیرا لئن الروایة تقول فیکون هو الذي یتولی حسابه، یا له من موقف کما یقال مهیب رب العالمین یتولی حساب الخلق! الآن یبدوا هنا الشاهد المؤمن الآن یعیش بین الخوف والرجاء یری الحسنات فیفرح یری السیئات فیحزن ثم یقول الله عزوجل للملائکة هلموا الصحف التي فیها الاعمال التي لم یعملوها الی الآن المؤمن عینه علی حسناته ولکن الآن رب العالمین یقول للملائکة هذه الصحف هذه الاعمال التي لم یعملوها اقرأوها، یقرأونها ثم یقولون وعزتك إنك لتعلم انا لم نعمل منها شیئاً المؤمن یقول یارب طبعا من باب الآن الشکر أو التعجب یقول یارب أنت تعطیني الحسنات مقابل عملٍ لم اعمله فیقول صدقتم انتم صادقون هذه السنة ما ذهبتم للحج في شهر شعبان ما ذهبتم للعمرة ما ذهبتم العمرة الرجبیة ولکن المؤمن یتفاجئ یوم القیامة بعمرة رجبیة بعمرة شعبانیة بحجة مقبولة فیقول صدقتم نویتموها فکتبناها لکم مؤمن له قلة ذات ید هنالك مانع من السفر یقول یارب أنت الشاهد علي لو کنت مستطیعاً لذهبت الی العمرة مثلا أو الحج لو کان عندي مال لبنیت مسجدا مثل هذا المسجد ولکن تعلم یدي کما یقال قصیرة ونیتي جازمه، یقول رب العالمین نویتموها بکتبناها لکم ثم یثابون علیها، رب العالمین یثیبك علی عمل لم تعمل، ولهذا نقول لإخواننا في شهر رمضان المبارك مثلا البعض یقرأ ارزقني حج بیتك الحرام في عامي هذا وفي کل عام یقول انا اعلم أن وضعي لا یساعدني علی الحج لیس عندي رخصة اجازة هذه السنة فلماذا اطلب من الله عزوجل هذا الطلب؟ الجواب علیك بالنیة قل یارب انا ناوي للحج رغم قطعي أن حسب الاسباب الطبیعیة لا حجة في هذه السنه، اذاً هذه الروایة إن شاءالله تحفزنا جمیعا لئن ننوي.
روایة أخیرة ایضا إن شاءالله من الروایات المحفزة عن الامام الصادق علیه السلام ما ضعف بدن عما قويت علیه النیه، البعض لیست له همة النیة ایضا درجات مرة انسان ینوي قیام اللیل نیة سطحیة هذه تمني ینام من دون استعمال منبه ینام ممتلأً بالطعام ویقول یارب ایقظني هذه اللیله! هذا تمني النیة اذا کانت صادقة اهل اللیل قبل الفجر بفترة لا یمکنهم النوم وهو علی فراش المرض في المستشفی لا یدع قیام اللیل امامه امیرالمؤمنین ما ترك صلاة اللیل حتی في لیلة الهریر تلك اللیلة من الحرب التي کان یهر احدهم علی الآخر قتال من اقوی قتال ایام امیرالمؤمنین في ظلمة اللیل لیلة القتال ما ترك امیرالمؤمنین صلاة اللیل اذاً النیة اذا قویت ولهذا البعض یتعذر بضعف البدن بغلبة النوم کذا وکذا هؤلاء لا نیة لهم اذا کانت النیة صادقة الانسان یقوی بدنه واذا کانت النفوس کباراً تعبت في مرادها الاجسام.

اللهم وفقنا لما تحب وترضی اللهم اجعل عواقب امرنا خیرا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.