الخشوع الأمثل في الصلاة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

تعرفون جمیعا أن من المحطات المهمة في حیاة الانسان محطة الصلاة لو أن الانسان بذل قصار جهده في تطویر صلاته الأمر کان في محله، احد اصحاب الائمة علیهم السلام وهو حماد إبن عیسی قال له الامام الصادق علیه السلام تُحسن أن تصلي یا حماد؟ اذکر هذه الروایة في اول الحدیث لنعلم کم اننا مقصرون في اتیان هذه الفریضه؛ یقول فقمت بین یدیه متوجهاً الی القبلة فأستفتحت الصلاة ورکعت وسجدت طبیعي هذا الذي کان مع الامام الصادق علیه السلام علی کلٍ له معرفة اجمالیة بالصلاة ولکن الامام یبدوا لم تعجبه هذه الصلاه، قال یا حماد لا تحسن أن تصلي والله العالم لعل هذه العبارة یفهم منها أنه صلاته کانت صحیحة ولکن لیس بالمستوی الذي یریده امامنا علیه السلام وقال کلمة أثارت في نفس الرجل ما اثارت قال ما اقبح بالرجل أن تأتي علیه ستون أو سبعون سنة فما یقیم صلاة واحدة بحدودها تامه، بعض الناس في سن الستین صلاته فرقها عن صلاته في سن البلوغ لا فرق جوهري صلاته هي الصلاه، الآن بأخطائها الفقهیة وبعدم الاقبال فیها، والحال أن اخواني الصلاة أمر غریب یبدوا هذه المحطة من أهم المحطات في حیاة الانسان! الانسان عندما یصلي یظن أنه يصلي لوحده هناك روایات متعددة أن الانسان اذا قام یصلي الملائکة حفت به الآن حفت به یعني کیف؟ یصلون جماعه أو کذا لا نعلم! ولکن امیرالمؤمنین علیه السلام یقول ملائکة حافون به من قدمیه الی اعنان السماء والبر ینتثر علیه من رأسه الی قدمه وملك عن یمینه وعن یساره، المهم العبارة هکذا للمصلي وما قال أي مصلي ما قال الأنبياء والأوصیاء! القدر المتیقن ذلك المصلي الذي له التفاتة اجمالیة والملك هذا من الجمیل أن الملك ينادي إبن آدم؛ انتم تعرفون الملائکة لها کلام ولکن کلام الملائکة لا یسمعها إبن آدم الا الذین امتحن الله قلوبهم ام موسی لیست من الأنبیاء ولا من الأوصیاء سمعت نداء ملائکة الله عزوجل حین اُمرت بالقاء موسی في البحر، یقول الملك ینادي الروایة عن النبي الاکرم لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت وما التفت، لماذا احدنا ینتقل من الله عزوجل الی خلاف مع زوجته في الصلاه؟ لئن الزوجة في مقام العمل یراها یسمع صوتها یری جمالها ویهمه أمرها ولکن رب العالمین نحن علی کلٍ آمنا به ایماناً نظریاً لا نعلم مقام الربوبیه، والحال بأن الائمة علیهم السلام هناك باب جمیل راجعوا هذا الباب في کتب الروایات الائمة علیهم السلام لهم حالات في الصلاة بین یدي الله عزوجل باب بعنوان خشوع الزهراء علیها السلام باب بعنوان خشوع النبي باب بعنوان خشوع الامام الحسن باب من خشوع الامام علی بن الحسین علیه السلام الروایات کثیرة صفحات في بیان احوال الائمة عند الصلاه، تقریبا الوجه المشترك تغیر الالوان الوجه کان یتغیر! امامنا زین العابدین علیه السلام قبل أن يصلي یقول اذا شرع في الطهارة يعني حین الوضوء أو التیمم اذا متیمماً اصفر وجهُ وظهر علیه الخوف؛ رأيتم بعض الاولاد ایام الامتحانات النهائیه؟ هو لایزال في المنزل لم یذهب لقاعة الامتحان وهو یرتجف الخوف یغلب علیه؛ الصلاة امتحان والمسجد قاعة امتحان نحن في کل فریضة نقدم امتحاناً ولکن مع الاسف النتائج لا نراها الملائکة بعض الاوقات والله العالم قد تضحك علینا تقول ما هذه الصلاة التي صلیتها؟ تغیر الالوان تقریبا صفة مشترکة بین المعصومین.
هنالك اصوات کانت تخرج من صدورهم الزهراء علیها السلام کانت تلهج في الصلاة من خیفة الله عزوجل کیف الانسان الحزین عندما یبکي له صوت في صدره الزهراء علیها السلام کانت هکذا حالتها في الصلاه، هنالك ارتعاد المفاصل الزهراء علیها السلام في الروایة تقول ترتعد فرائصها من خیفتي یعني الروایة منسوبة الی الله عزوجل في وصف فاطمة علیها السلام، ارتعاد الفرایض واصفرار اللون تقریبا صفة مشتركة بین ائمتنا علیهم السلام.
واما النبي صلی الله علیه وآله وسلم کان اذا قام الی الصلاة ثم سجد کأنه ثوب ملقی من اطالة السجود بین یدي الله عزوجل.
کلمة أخيرة لعل هذه الکلمة إن شاءالله یستفاد منها، البعض یکبر ویصلي بلا مقدمات الآن أذنت وأقمت هذه إن شاءالله تحفة صادقیة تبقی في صدورکم الی آخر العمر بعض الروایات الانسان یحفظها الی آخر عمره؛ قبل أن تصلي لا بأس بمناجات خفیفة مناجات یعلمنا امامنا الصادق علیه السلام کیف الطالب قبل أن یذهب لقاعة الامتحان نرجع للمثال عندما یودع اُمه ماذا یقول؟ یقول اماه اُدعوا لي اتوفق في هذا الامتحان حتی لو کان ولداً عاصیاً آبقاً عاقاً في هذه اللحظات یطلب الدعاء من امه، الانسان قبل أن يصلي يناجي ربه الامام علمنا صیغة المناجات؛ اللهم إني اُقدم الیك محمداً یعني یارب شفیعي اليك النبي المصطفی بین یدي حاجتي وأتوجه به الیك فأجعلني به وجیهاً عند في الدنیا والآخرة ومن المقربین تطلب من الله عزوجل الوجاهه، ثم تقول اجعل صلاتي به مقبولة یعني هذا الدعاء حتی لو رفعت صوتك به لا تُتهم انك مشرك لأنك تطلب من الله عزوجل بحق نبیه أن یقبل من صلاتك، اجعل صلاتي به مقبولة وذنبي به مغفوراً ودعائي به مستجابا انك أنت الغفور الرحیم!
اذاً اخواني صلواتنا الظاهریة واحدة الاداء الظاهري واحد ولکن قیمة الصلوات بالاقبال فیها هذه روایة اخیرة جمیلة إن الرجلین من امتي یقومان في الصلاة ورکوعهما وسجودهما واحد وانما بین صلاتیهما مثل ما بین السماء والارض مصلیان صلیا هذا صلی وهذا صلی بین صلاتیهما بعد المشرقین، نسئل الله عزوجل بحرمة اولیائه أن یجعل صلاتنا مقبوله.

اللهم انا نقسم علیك أن تجعلنا من المصلین کما تحب وترضی اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك والفاتحة مع الصلوات.