- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
القرآن الکریم یستعمل باب الامثال، المثل یُجسد الفکرة هذه الایام عالم الفن یُجسد لنا المعاني ما یسمی بالافلام، الانسان اذت اراد أن یجسد فکرةً من دون هذه الادوات لیس له الا طریق الامثال، القرآن الکریم یذکر لنا مثلاً! حدیثنا الليلة حول الامثال یشبه الحیاة الدنیا بماء أنزلناه من السماء اختلط به نبات الارض فأصبح هشیماً تذروه الریاح، رأیت انسان هذه الایام یشتري مزرعة من ورد في صحراء وهو یعلم أن هذه الورود ستذبل بعد اشهر، ذهبتم الصحراء ایام الربیع تری الصحراء ملیئاً بالزهور ولکن هذه الزهور لا دوام لها، العاقل لا یعلق قلبه علی هذا الزائل هذا مثال.
ننتقل الی الروایات؛ هناك مجموعة من المواعظ لنبي الله عیسی روح الله مواعظ فیها امثال وهي امثال جمیله، اقول من المناسب علی رأس السنة المیلادیة الذین یتبجحون بأنهم من اتباع المسیح أنتم اذکروا لهم روایات المسیح نحن علمنا قدر عیسی حق معرفته هؤلاء جهلوا قدره، المسیح علیه السلام عنده امثال یقول إن الشجرة لا تکمل الا بثمرة طیبة لو اُعطیت غابة من الاشجار! طبعا الشجر بعض الاوقات یُستفاد من خشبه لا اقول شجر لا یستفاد من خشبه ولا ثمرة له هذه الغابات من الاشجار هل تشاریها بفلس واحد؟ لا خشب یستفاد ولا ثمرة تستفاد! یفول المسیح علیه السلام إن الشجرة لا تکمل الا بثمرة طیبه، هذا مثال، الآن ما هو التطبیق؟ یقول کذلك لا یکمل الدین الا بالتحرج عن المحارم انسان له دین کالشجرة لها اوراق کثیرة لها غصون وجدوع الا أنه لا ثمرة لها انسان قد یکون من رواد المسجد یصلي کثیراً یقرأ القرآن کثیرا یحج کثیرا ولکن في مقام العمل لا فرق بینه وبین أفسق الفاسقین! ما قیمة هذه الشجره؟ اذاً لا ینبقي أن یُغش الانسان بکبر شجرةِ المهم الثمرة الطیبه.
الا بالتحرج عن المحارم؛ اخواني کلمة لوجه الله عزوجل الانسان الذي یجعل في حیاته حراماً من المحرمات هذا بمثابة قربة فیها ثقب واحد اذا کان هناك حرامان ثقبان بالنتیجة الماء لا یستقر في هذه القربه، الثقب الواحد یصرف الماء بعد فترة الخمس ثقوب اسرع ولکن النهایة ماذا النتیجة واحده! الذي في حیاته حرام واحد هذا الحرام یجعله لا یترقی نحو الکمال؛ سمعنا بعض المؤمنین یقول انا لیس في حیاتي الا استماع الغناء لا حرام في النظر ولا في القول، یکفي هذا الحرام کما یقول المسیح هذه الثمرة ثمرة مخدوشه.
کذلك صلوات الله وسلامه علیه کلامنا في الأمثال؛ المسیح في روایات کثیرة یستعمل المثل کثیراً یقول بحقٍ أقول لکم إن الماء یطفئ النار هذه بدیهة رجال الاطفاء هذه الایام عمدة عملهم بالماء إن الماء یطفئ النار کذلك الحلم یُطفئ الغضب! الحلم حالة من حالات التحکم في الذات الانسان الغضبوب في ساعة الغضب لا تحکم له انا ذکرت هذا المثال کثیراً لو أن انسان هذه اللیلة أعطاك هدیة دابة من اغلی سیارات العالم ولکن فیها عیب واحد أنها لا تفرمل سیارة محرکها في أعلی درجات القوة ولکن عندما ترید أن تقف هذه السیارة لا تقف هل تشتریها بفلس واحد؟ هذا تابوت متحرك من رکبه بعد لحظات في عالم الموتی، اذاً الانسان الذي لا یفرمل غضبه هذا الانسان بمثابة دابة کهذه، الحلم یُطفئ الغضب، المسیح علیه السلام احدنا لا یتوقع من نفسه أن لا یغضب! بني آدم یری ما لا یعجبه وغضب الانسان لیس دائماً علی الباطل غضبه بحق ولکن کیف یُنفذ هذا الغضب الأمر بیده الآن یغضب أو غداً هو رأى الیوم ما یُغضبه ولکن قد یکون الغضب في هذه الساعة انفاذها في غیر محله ینتظر یوماً کاملاً ثم یقول لفلان أنت عملت هکذا فیغضب علیه، اذاً متی یغضب؟ وکیف یغضب؟ انسان ارتکب خطأً بسیطاً یحتاج الی غضب بسیط ارتکب منکراً یحتاج الی غضباً اکبر وهکذا.
وثالثاً هذا الثالث مهم علیك بالغضب الظاهري ولا الباطني إن کان ولابد لك من الغضب لیکن وجهك مکفهراً ارفع صوتك هناك منكر ولکن اجعل قلبك هادئاً فرق بین انسان یغلي باطنیاً وبین انسان هو هادئ ولکن لمصلحة ما یغضب هذا الانسان عندما ینتهي غضبه یقول الله اکبر یصلي صلاةً خاشعة لئن باطنه باطن هادئ.
واخیراً یقول إنه لا یکون مطر بغیر سحاب رأیتم مطراً بلا سحاب؟ یقول المسیح علیه السلام کذلك له یکون عمل في مرضاة الرب الا بقلب نقي الا من أتی الله بقلب سلیم، القلب النقي بمثابة السحاب الممطرة کلما زاد القلب نقاوةً کلمه زاد مطره والمطر ماذا؟ العمل في مرضاة الرب.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.