- ThePlus Audio
التصرف الإلهي في عالم الوجود
بسم الله الرحمن الرحيم
التصرف الإلهي في عالم الطبيعة
إن الله تعالى إذا شاء، فإن له نوعين من التصرف. التصرف الأول: هو التصرف في ذرات العالم، وفي النواة، والالكترون، فهو يتصرف فيها كما يشاء. فنحن نعلم بأن ذرات النار محرقة، فما الذي جعل نار إبراهيم عليه السلام تتحول إلى برد وسلام؟ وكذلك بالنسبة إلى البحر لموسى عليه السلام، فإن طبيعة الماء تتمازج، وهناك الشد والتوتر بين جزيئات الماء في عالم الفيزياء كما هو معروف، وكذلك قانون الطفو وما شابه ذلك؛ ولكن الله عز وجل شاء أن يجعل في المياه جدارا كالأنفاق في أعماق الجبال. وكذلك ما حدث لعصا النبي موسى (ع)، فقد أوهم السحرة الناس أن الحبال تسعى وكأنها أفاعي، ولكن عصا موسى عليه السلام، ابتلعت الحبال. ومعنى ذلك؛ أنها حية حقيقية. وهذه صورة من صور التدخل الإلهي في عالم الوجود.
التصرف الإلهي في القلوب
وصورة أخرى من صور التصرف الإلهي هو التصرف القلبي عند المنعطفات الكبيرة التي يمر بها الإنسان. وعلى سبيل المثال تصرفه عز وجل في قلب أم النبي موسى (ع) حتى أصبح فارغا مجردا عن مشاعر الأمومة وحتى ألقت بفلذة كبدها إلى النيل وهو فعل لا يمكن للأمهات القيام به. وكذلك التصرف القلبي في أصحاب الكهف المطاردين الذين أووا إلى الكهف الذي انعدمت فيه مقومات الحياة؛ ولكنه نشر عليهم من رحمته بعد أن ربط على قلوبهم.
بل إن التصرف في القلوب لا يقتصر على أولياء الله عز وجل؛ فهو سبحانه إذا اقتضى الأمر يتصرف في قلوب أعداء الله كما ذكر ذلك القرآن الكريم في قوله : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)[١]. ويروى كذلك أن الرعب يسير أمام الإمام المنتظر (ع) عند ظهوره، والرعب من جنوده (عجل الله فرجه).
خلاصة المحاضرة
- إن الله عز وجل يتصرف في القلوب سلبا أو إيجابا ويلقي فيها الحزن كما يلقي فيها الفرح ويربط على قلوب كما يثير الرعب في غيرها، ولئن كان زمن المعجزات قد انتهى فإن الواردات القلبية باقية وبابها مفتوح إلى الأبد. فليسأل المؤمن مقلب القلوب أن يحول حاله إلى أحسن الأحوال..!