فتاوى سماحة السيد الخوئي ره
نظرا إلى كثرة الأسئلة الواردة من عدد كبير من الباقين على تقليد المرجع المبرور آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره)، تم جمع هذه الفتاوى من كتاب صراط النجاة بأجزائه الثلاثة، وتم تبويبها في فهرس جامع لتسهيل البحث على المتصفحين الكرام.
- فتاوى سماحة السيد الخوئي «ره»
- » أحــكام حول مسائل متنوعة
- » مسائل عقائدية
السؤال: ١
وهل للخطيب أن ينقل الروايات المتعلقة بالاعتقادات مثل صفات الائمة عليهم السلام وأحوالهم مثلا ، وهو لا يعلم أن هذه الروايات صحيحة ، أم لا ؟
الجواب: لا يجوز النقل استنادا إلى الائمة عليهم السلام وأما بعنوان الحكاية عن كتاب فلا بأس.
السؤال: ٢
هل تزوج إبنا آدم من أخوتهما ، أم حورية وجنية ؟
الجواب: الاخبار الواردة في ذلك مختلفة ، ولا محذور فيما لو صدقت إن كان بالاخوات ، لإمكان أنها لم تكن محرمة في شرع آدم عليه السلام على الاخوة.
السؤال: ٣
ما هي حقيقة الحال في مسألة إسهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الصبح ؟.. وهل يلزم أن يسهي الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ليعلم أنه ليس بإله ، والله تعالى يقول : ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق ) الفرقان ٢٥ ٧ إلى آيات أخرى ، تدل على أنه بشر علاوة على ولادته ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ثم .. هل يلزم أن يسهي الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لتكون رحمة للامة لكي لا يعير أحد أحدا إذا نام عن صلاته ، وقد أجرى الله سبحانه كثيرا من أحكامه على أناس آخرين لا على الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم هذا إذا لا حظنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد ( أنيم ) وليس ( نام ) والفرق واضح بين الحالتين ؟.. وهل صحيح أن ذا اليدين الذي تدور عليه روايات الاسهاء أو السهو لا أصل له ، وأنه رجل مختلق كما يذهب إلى ذلك الشيخ الحر العاملي قدس سره في رسالته التنبيه بالمعلوم من البرهان على تنزيه المعصوم عن السهو النسيان ؟
الجواب: القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية ، والله العالم.
السؤال: ٤
هناك روايات تحدثنا أنه لما توفي النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وفرغ أمير المؤمنين عليه السلام من تجهيزه (صلوات الله عليهما) أدخل الناس عشرة عشرة ليصلوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم لم يؤم أمير المؤمنين عليه السلام هؤلاء الناس في كل مرة ، وليس هناك من يمنعه لانشغال أكثرهم بسقيفة بني ساعدة ؟.. أكان ذلك بوصية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم لسبب آخر؟
الجواب: قد ورد في الجزء الأول من “أصول الكافي” في باب مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووفاته من أبواب التاريخ من “كتاب الحجة“في الحديث السابع والثلاثين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إماما حيا وميتا ، فلا مقتضى في الصلاة عليه أن يتقدم الجماعة إمام.
السؤال: ٥
سيدي ما قولكم في سورة عبس وتولى .. هل نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أم لا ؟وإذا لم تكن نازلة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي من نزلت ؟
الجواب: عند أهل السنة أن الآية نزلت في النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما عند الشيعة فالآية نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وجاء ابن أم مكتوم ، فعبس الرجل ( راجع التفسير ) .
السؤال: ٦
سيدي ما قولكم في سورة عبس وتولى .. هل نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أم لا ؟وإذا لم تكن نازلة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي من نزلت ؟
الجواب: لا بأس به ، فلا يقصد بعنوان الورد.
السؤال: ٧
ما يقول سيدي في قوله تعالى: ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم..) الخ .. فهل الآية على ظاهرها ، أم لها باطن ؟ فإن بعض المفسرين استبعد أن يكون الله قد أخرج ذرية آدم من ظهره فجعلوا للآية باطنا ؟
الجواب: لا إشكال في دلالة ظاهر الآية ، ولا استبعاد فيما هو فعل الله القادر على كل ما هو ممكن جلت قدرته.
السؤال: ٨
ما يقول مولاي في آية الافك التي نزلت ببراءة المقذوفة ؟.. هل كانت في عائشة أم مارية ، فإن اضطراب أقوال مفسرينا قد حيرتنا ؟
الجواب: الآية حسب الرأي الصحيح في مارية وتنزيهها ، والقول الآخر الذي يقول : إنها في عائشة مدركه للاخبار التي روتها عائشة نفسها ، فلا سند تاما يعول عليه.
السؤال: ٩
ما يقول سيدي في قوله تعالى : {فنسي ولم نجد له عزما} .. كيف ينسى آدم عليه السلام ، ونحن نعتقد بأن المعصوم معصوم عن النسيان ؟
الجواب: النسيان يراد منه الترك لما أمر به بتخيل أنه لازم ، ولا سيما بعد أن قاسمهما الشيطان {إني لكما لمن الناصحين} كما حكى الله عنهما في القرآن المجيد (الاعراف:٢١).
السؤال: ١٠
توجد روايتان عن الصادق عليه السلام الأولى تفيد أن القائم (عج) سيخرج يوم النيروز ، والاخرى تفيد أنه يخرج عليه السلام يوم عاشوراء يوم قتل الحسين عليه السلام ، فلو كانتا صحيحتين فهذا يعني أن يوم النيروز الذي يتطابق مع يوم عاشوراء يكون يوم خروج القائم (عج) ، وهذا يتم بعد كل ستة وثلاثين سنة ، ويمكن أن يكون عام ٢٠٠٢ ، وإلا فبعدها بستة وثلاثين سنة وهكذا .. فهل يعتبر هذا توقيتا لخروج الحجة (عج) ؟.. وهل هو جائز ، أم لا ؟
الفتوى:
الجواب: الروايتان ضعيفتا السند ، ومثل هذا لا يعد توقيتا ، والله العالم.
السؤال: ١١
وضع اليد على الرأس عند ذكر الحجة بن الحسن ( عجل الله تعالى فرجه ) .. هل هو مروي برواية معتبرة ؟ وكذا القيام عند ذكر ( القائم ) أرواحنا فداه ؟
الجواب: ما وجدنا في موضوع السؤال من الاثار المروية سوى ما في “مرآة الكمال” للعلامة المامقاني في الأمر الأول من تذييل أحوالات الامام المنتظر ( عج الله تعالى فرجه الشريف ) في ذيل خبر المفضل الطويل عن الشيخ محمد به عبد الجبار في كتاب “مشكاة الانوار” أنه قال : لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أولها (مدارس آيات) على الرضا عليه السلام ، وذكره عج الله تعالى فرجه ، وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائما ودعا له بالفرج ، والله العالم.
السؤال: ١٢
هل يجوز طلب الولد ، أو الرزق ، أو الحفظ والأمان إلخ .. من المعصومين عليهم السلام مباشرة لا لانهم يخلقون أو يرزقون وإنما لانهم الوسيلة إلى الله تعالى والشفعاء إليه بقضاء الحاجات ، ولانهم لا يفعلون شيئا إلا بإذنه جل شأنه ، فهم يسألونه فيخلق ، ويسألونه فيرزق ، ولا ترد لهم مسألة أو دعاء لمنزلتهم منه جل شأنه ، ولولايتهم علينا ، وقد قال تعالى: { وابتغوا إليه الوسيلة } و{ يبتغون إلى ربهم الوسيلة }؟
الجواب: لا بأس بذلك القصد.
السؤال: ١٣
ما هو رأيكم الشريف بزيارة عاشوراء سندا ومتنا الواردة في كتاب ( مصباح المتهجد ) للشيخ الطوسي قدس سره ؟.. وهل تجزئ قراءتها عن الزيادة المذكورة في كتاب ( كامل الزيارات ) لابن قولويه قدس سره ؟ فقد تكلم في ذلك أناس لم يبلغوا رتبة الاجتهاد ؟
الجواب: يجزئك أن تقرأ من أي من النسختين مورد مخالفتهما عن الاخرى ، برجاء أن يكون هو الواقع الوارد.
السؤال: ١٤
هل تجوز شرعا تسمية الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) باسمه الشريف الخاص في محفل من الناس ، أم أن الروايات المانعة من ذلك تعم زمان الغيبة الكبرى ؟
الجواب: لا تعم تلك زماننا هذا.
السؤال: ١٥
المتعارف حال النهوض ، أو القيام ، أو حال أي عمل الاستنجاد بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الأمام علي أو أحد الائمة عليهم السلام .. فهل يجوز ذلك عن قصد ، علما أن الاعتقاد هو أنهم الباب إلى الله تعالى ؟
الجواب: لا بأس بتوسيطهم والاستشفاع بهم إلى الله تعالى كوسيلة في قضائه هو حوائج المتوسلين ، لأنه تعالى رغب في التوسل بقوله تعالى { وابتغوا إليه الوسيلة }.
السؤال: ١٦
إذا رأى مؤمن في منامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو أحد الائمة عليهم السلام ، وهم يأمرونه بشيء .. فهل يكون قولهم في المنام حجة يجب امتثاله ، فهم القائلون بأن من رآهم فقد رآهم حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل بهم ؟
الجواب: لم يثبت الحجية بنفس الرؤيا والأمر فيها.
السؤال: ١٧
ما المقصود بالرجعة ؟.. وهل يجب الايمان بها ؟
الجواب: المقصود منها رجوع بعض من فارق الدنيا إليها قبل يوم البعث الاكبر ، ولكن ليست من الضروري الذي يجب الاعتقاد به.
السؤال: ١٨
هل صحيح ما يذكر عن عالم الذر ؟.. وكيف هو ؟
الجواب: نعم صحيح أصله على إجماله ، وغير معلوم تفصيله.
السؤال: ١٩
هل يترتب الكفر على إنكار حساب القبر ؟
الجواب: لا يترتب عليه ذلك ، والله العالم.
السؤال: ٢٠
ما هي أظهر الروايات لديكم بالنسبة لتعيين ليلة القدر؟.. وما رأيكم في خبر الجهني الذي يستدل به البعض على أنها الليلة الثالثة والعشرون ؟
الجواب: المعروف عندنا أنها الليلة الثالثة والعشرون ، والله العالم.
السؤال: ٢١
مذكور في الروايات لا يدخل الجنة إلا طاهر المولد ، وكذا لا يدخل الجنة ابن زان ، فإذا كان ابن زنا يعمل الصالحات ، ويؤدي الواجبات ، ويبتعد عن المحرمات .. فأين يكون مصيره ، إذا لم يدخل الجنة ؟
الجواب: إذا عمل ابن زنا صالحا دخل الجنة ، ولا فرق بينه وبين غيره من هذه الناحية ، وهذه الروايات ناظرة إلى أن ابن الزنا تحيط به مقتضيات الانحراف والضلال ، فينشأ منحرفا غالبا ، وهذا يؤدي إلى الحرمان من الجنة والابتلاء بالعذاب ، لا أنها علة لما ذكر، فإن سار الشخص على الصراط السوي والعقائد الحقة والعمل الصالح ، فليس مدلولا لتلك الاخبار.
السؤال: ٢٢
هل يعلم المعصوم بالغيب ؟.. وبأي مقدار؟
الجواب: نعم يعلم بالمقدار الذي علمه الله تعالى.
السؤال: ٢٣
هل أن آدم عليه السلام أذنب عندما أكل من تلك الشجرة المنهي عنها أم لا ؟
الجواب: إن خطيئة آدم عليه السلام كانت تركا للاولى ، وما كانت ذنبا ، والله العالم.
السؤال: ٢٤
ما هو أفضل كتاب في أصول الدين حسب رأيكم ؟.. وما رأيكم بكتاب ( عقائد الامامية ) للشيخ المظفر (ره)؟
الجواب: كتاب الشيخ المظفر كتاب نفيس في موضوعه ، لا بأس بأن يستفاد منه.
السؤال: ٢٥
بالنسبة للمنام إذا رأى احد المعصومين الاربعة عشر فقط عليهم السلام ، ولكن ما أخبره الامام بأنه مثلا الامام علي عليه السلام ، ولكنه احتمل بأنه الامام علي عليه السلام .. هل يكفي في أنه راه حقا ؟.. وهل يتبع ذلك مطلق الانبياء نفس المثال ؟
الجواب: لم يثبت ذلك في غير المعصوم.
السؤال: ٢٦
خضر عليه السلام نبي أم عبد صالح ؟
الجواب: ما علم من خضر أنه عبد صالح ، ويقال أنه نبي ، ولم نحققه ، والله العالم.
السؤال: ٢٧
هل صحيح أن الرزق لا يعتمد على الشهادة الدراسية ، ولا على العمل والوظيفة ، بل على الانسان التقوى والعمل الصالح والاتيان ببعض المستحبات للزيادة في الرزق ، وترك بعض المكروهات التي تقلله ؟
الجواب: الرزق يعتمد على الوسيلة ومنها الوظيفة ، والمذكور في السؤال مقتضيات لا وسائل ، وانما الرزق على الله لمن توسل إلى وسائل النيل اليه.
السؤال: ٢٨
هل أن مراقد الائمة والأولياء عليهم السلام كما هو الآن ، أم تختلف أماكن دفنهم ؟
الجواب: مراقدهم هي التي منسوبة اليهم فعلا ، حسب السيرة القطعية التي كانت مستمرة ، والله العالم.
السؤال: ٢٩
لقب المؤمن خاص لشيعة أهل البيت عليهم السلام .. هل يقال للشيعي مؤمن حتى لو ترك الواجبات ، كالصلاة مثلا ؟
الجواب: نعم يقال له مؤمن.
السؤال: ٣٠
الاماكن التي يقصدها الناس للتبرك وينسبونها إلى الائمة المعصومين عليهم السلام لا يعتبرونها حسينية ، كما لا يعتقدون ان الامام مدفون بها ، لكنهم ينسبونها للمعصوم من باب حضوره هنا ، او وجود أثر قدمه ، او ما شابه ذلك .. هل يجوز القصد لهذه الاماكن بقصد التقرب إلى الامام عليه السلام ، او الثواب ؟
والحال ان بعضهم يعتقد ان غير المستطيع لزيارة العتبات المقدسة يكفيه الذهاب إلى هذه المشاهد .. بماذا تأمرونا ؟
الجواب: اذا لم يعتبر قصد هذه الاماكن بتلك الرسوم بدعة ، بل عد من الشعائر بوجه التعظيم للائمة الاطهار فلا بأس ، والله العالم.
السؤال: ٣١
قاعدة اللطف التي ناقشتموها في الاصول صغرى وكبرى ، على ما في مصباح الاصول ، في مناقشتكم لشيخ الطائفة التي استدل بها جمع من أصحابنا على وجوب الامامة ، لانها من صغرياتها .. هل يمكن الاستدلال على هذه الكبرى بما دل من (القرآن الكريم) على أنه لطيف بعباده ، فتكون الامامة من صغريات ما دلت على الكبرى المستفادة من الكتاب العزيز، أم أن اللطف المشار اليه في القرآن الكريم غير اللطف المصطلح الذي تكون مسألة وجوب الامامة من صغرياته ؟
الجواب: نعم هو كما كتب لا يدل على صحة الاستدلال بالقاعدة ، إن تمت القاعدة ، ولا دلالة للاية الشريفة في أدلة الاحكام كما زعمت.
السؤال: ٣٢
هل الاستدلال على أصول الارادة لله تعالى ( على كونه مريدا ) بالادلة المعينة ( بالقرآن الكريم ) تام أم لا ، لا على كونها حادثة كما هو الحق ، فان الاستدلال هنا تام كما تفضلتم به في بحث الاصول ، علما بأن الله خلق كل شي ، ومنها القرآن الكريم بالمشيئة والارادة ؟
الجواب: العلم منه بالجزئيات صريح في الآيات الكثيرة الدالة عليه بما لا يشك فيه ، التي منها الاية (١٣) من سورة الملك قوله تعالى: {واسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} والاية (٦١) من سورة يونس، والاية (٣) من سورة سبأ وغيرها ، المشتملة بعد العموم المكافي على العموم الكمي {مثقال ذرة} ومن صريحة في حده الجزئي كما لا يخفى أو {وما تسقط من ورقة} وأمثالها ما هو واضح .. وأما الشبهة ، فيدفعها أنها اللازمة في العلم الحصولي الذي هو يكشف العلوم بواسطة رسم صورة منه في نفس العالم ، أما في العلم الحضوري الذى هو أتم ، تسمى العلم وهو أوجدية العالم لمعلومه الذى لا ينفك عنه ، فلا تلزم ولا يترتب عليه تغير للعالم بتغير معلومه ، وذلك لان حضور الفعليات عنده ليس فعلية بعد فعلية، وانما هي تدرج في حصولها للزماني في محيط الزمان ، ولكن تلك الفعليات دفعية عنده سبحانه وتعالى قبل الزمان وبعده ، فانه محيط بهما جميعا ، وتفصيل ذلك موكول إلى محله ولا يسعه هنا ، والله العالم.
السؤال: ٣٣
قد نسأل من قبل العامة كما أشار اليه البعض في أن العصمة انقطعت عند العامة بموت النبي صلى الله عليه وآله ، والامامية تدعي أن لا بد من نصب امام بعده لحفظ الشريعة من بعده ، ولكن قد يقال أنه انقطع الاتصال بالمعصوم بغيبة الحجة ، فأدلتكم يا معاشر الامامية على وجوب نصب إمام قاصرة الشمول عن مثل هذا الزمان .. فما هو دليلكم القطعي ، ولو بهذا النحو من الاستتار ؟
الجواب: اشتراط العصمة في الامام بعد الالتزام بالامامة إنما هو بنفس أدلتها في النبي صلى الله عليه وآله ، كما هو مقرر في محله ، أما الانقطاع بالغيبة ، فلا يضر في لزوم الاعتقاد بالامامة ، كما لا يضر باشتراط العصمة ، فوجوده لطف وتصرفه لطف آخر، وعدمه منا ، نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالحضور ويتمم لطفه الثالث بشمول ذلك النور أكثر ، ثم أكثر.
السؤال: ٣٤
هل يعلم المعصوم بشهادته ، وخاصة في حالة تناوله السم مثلا ، أم لا ؟
الجواب: إن المعصوم كالنبي والائمة الاطهار يعلم بكل ما علمه الله تعالى من الوقائع والحوادث والموضوعات ، حيث لا يكون علمه ذاتيا.
السؤال: ٣٥
قد نسأل من قبل زيدية ، أو واقفية ، أو اسماعيلية مثلا .. ما هو دليلكم القطعي على امامة الائمة من بعد الامام علي عليه السلام إلى الامام الحجة عليه السلام ؟.. هل هناك اجماع كاشف عن قول المعصوم السابق يثبت اللاحق ؟.. فما هو طريقكم فأرشدونا ولو إلى مظانه ؟.. وهل هناك أخبار متواترة على الامامة ؟
الجواب: عندنا اجماع ونصوص نبوية ، وغير نبوية من أولئك الائمة الابرار واحدا بعد واحد أيضا مذكورة في أحاديث الاصول.
السؤال: ٣٦
ما تفسير هذا الحديث ( من ادعى الرؤية فكذبوه ) ؟.. وهل يختلف تفسيره بالنسبة للغيبة الصغرى والغيبة الكبرى ؟.. وهل صحيح أنه ينسب للامام الحجة ( عجل الله فرجه )؟
الجواب: التكذيب راجع إلى من يدعي النيابة عنه عليه السلام نيابة خاصة في الغيبة الكبرى ، ولا يكون راجعا إلى من يدعي الرؤية بدون دعوى شيء ، والله العالم.
السؤال: ٣٧
الحديث الذي يرويه الشيخ الطوسي في أماليه (ج ٢ ص ١١) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثت على أثر ثمانية آلاف نبي ، منهم أربعة آلاف من بني اسرائيل .. كيف يوفق بينه وبين المشهور من ان عدد الانبياء هو مائة وأربعة وعشرون ألف نبي (صلوات الله عليهم أجمعين وعلى نبينا وآله الطاهرين ) ؟
الجواب: هذه الرواية ضعيفة سندا ، ومع ذلك يحتمل ان يكون المراد من ذلك العدد عظماء الانبياء ، كما احتمله العلامة المجلسي في البحار ، والله العالم.
السؤال: ٣٨
الحديث المعروف المروي عن هشام بن سالم والذي يروي به ما جرى عليه وعلى بعض أصحابه ، بل وعموم الشيعة بعد وفاة الامام الصادق عليه السلام ، وكيف انه كان مع ثلة من أصحاب الصادق ، ثم كانوا يبحثون عن الخلف من بعده عليه السلام ، فدخلوا على عبد الله بن جعفر ، وقد اجتمع عليه الناس ، ثم انكشف لهم بطلان دعوى امامته ، فخرجوا منه ضلالا لا يعرفون من الامام إلى آخر الرواية .. كيف نجمع بين هذه الرواية التي تدل على جهل كبار الاصحاب بالامام بعد الصادق عليه السلام ، وبين الروايات التي تحدد أسماء الائمة جميعا منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟.. وهل يمكن اجماع الاصحاب على جهل هذه الروايات حتى يتحيروا بمعرفة الامام بعد الامام ؟
الجواب: الروايات المتواترة الواصلة الينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الائمة عليهم السلام بإثني عشر من ناحية العدد ، ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد حتى لايمكن فرض الشك في الامام اللاحق بعد رحلة الامام السابق ، بل قد تقتضي المصلحة في ذلك الزمان اختفائه والتستر عليه لدى الناس ، بل لدى أصحابهم عليهم السلام الا أصحاب السر لهم ، وقد اتفقت هذه القضية في غير هذا المورد ، والله العالم.
السؤال: ٣٩
روي في البحار في ما يتعلق بالجزيرة الخضراء قصة يرويها الشيخ علي بن فاضل ، وقد ورد فيها في ضمن حوار بين الراوي وبين من اتصل بالحجة عليه السلام قلت: يا سيدي قد روت علماء الامامية حديثا عن الامام عليه السلام : انه أباح الخمس لشيعته .. فهل رويتم عنه ذلك ؟ قال: نعم انه عليه السلام رخص وأباح الخمس لشيعته من ولد علي عليه السلام ، وقال: هم في حل من ذلك .. فما تقولون في ذلك ؟ حفظكم الله وأبقاكم ذخرا ، علما بأن هناك من يحتج بمثل هذه الرواية من الشيعة ، أو من ولد علي عليه السلام خاصة في عدم وجوب الخمس في زمان الغيبة عليه ؟
الجواب: الرواية المزبورة ليست معتبرة ، وقد وردت الروايات المعتبرة في التحليل ، لكن لم يكن مفادها الحلية للمكلف بأداء الخمس ، وانما موردها ان من لم يعتقد الخمس ، او لم يؤده عصيانا وانتقل بوجه إلى مؤمن ، فلا يجب عليه التخميس ، وحل له ويكون المهنأ له ، والوزر على المانع ، كما بيناه مفصلا في بحث الخمس ، وأشرنا اليه في المنهاج ، والله العالم.
السؤال: ٤٠
من الرسوم في هذه البلاد ان المؤمنين يستغيثون بالامام الحجة عليه السلام بعد كل صلاة ، ويقولون : يا صاحب الزمان ، يا ابن الحسن العسكري عجل على ظهورك ، واستشكل عليهم بعض العلماء بأن هذا ينافي عقيدة الشيعة ، فان الامام لا يملك أمره ، والدعاء لا بد ان يكون من الله .. فهل يرد هذا الاشكال ، ويحرم مثل هذه الاستغاثة ، أم لا ؟
الجواب: الاشكال المذكور غير وارد ، فان الغرض من الجملة المذكورة الدعاء والالتماس منه عليه السلام بتعجيل ظهوره بطلبه عليه السلام من الله تعالى ، ذلك كما هو الحال في سائر الادعية المشتملة على طلب الحوائج من الائمة الاطهار، فان معنى ذلك هو جعلهم واسطة عند الله تعالى ، وقد ذكر مضمونه في ذيل دعاء العهد الوارد في صباح أربعين يوما عن الصادق عليه السلام ، والله العالم.
السؤال: ٤١
بأي قصد تقرأ المؤمنة هذه الجملة : ( ومن الحور العين برحمتك فزوجنا ) وما أشبهها ، إذ الظاهر اختصاص ذلك بالرجال ؟
الجواب: سنة لزوم تخالف الجنسين في النكاح والزواج من أحكام هذه النشأة ، ولم يثبت لزومه للنشأة الآخرة ، حيث ان سنة الزواج هنا لغرض التوليد ، وتداوم الامثال بدلا عما يتحلل فيها بتمادي قرون الحياة المبنية على حكمة تفاني عناصر الكيان والضرام أمد الحي ، مهما عاش في تقلباته ، ليعمل ناتجا لما شاء الله تعالى له وأمره به ، دون ما هنالك من سنة الجزاء التي لغرض حصاد ما عمله في دنياه من نعيم أو جحيم ، فالسرور أو النفور العائدان هناك غير مرهونين بسنة التوليد وتلاحق الامثال ، فللآخرة شأن آخر، والله العالم.
السؤال: ٤٢
هل يمكن أن يكون القول باحتمال عدم ملكية الزهراء ( عليها السلام ) لفدك نابعا من اجتهاد ، إذا كان القائل به من علماء الخاصة ؟
الجواب: لا موقع للاجتهاد بعد شهادة علي أمير المؤمنين (ع) بصدقها في ملكيتها ، وان كان نفس دعوى الصديقة الطاهرة (عليها السلام) كافية في ثبوتها ، لكونها معصومة لدينا بضرورة المذهب ، والسلام على من اتبع الهدى.
السؤال: ٤٣
هل القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الاعظم (ص) ، لا زيادة ولا نقصان فيه ؟
الجواب: نعم نفس ذلك ، من غير زيادة ولا نقصان ، والله العالم.
السؤال: ٤٤
هل الروايات التي يذكرها خطباء المنبر وبعض الكتاب عن كسر ( عمر ) لضلع السيدة فاطمة (عليها السلام) صحيحة برأيكم ؟
الجواب: ذلك مشهور معروف ، والله العالم.
السؤال: ٤٥
ما معنى العبارة الواردة في دعاء رجب اليومي : ( لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك )؟
الجواب: لعلها تشير إلى أنهم مع بلوغهم في مرتبة الكمال إلى حد نفوذ التصرف منهم في الكون بإذنك ، فهم مقهورون لك ، لأنهم مربوبون لك ، لا حيلة لهم دون إرادتك ومشيتك فيهم بما تشاء ، والله العالم.
السؤال: ٤٦
متى أدخلت ( أشهد أن عليا ولي الله ) إلى الاذان والاقامة ، وهل وردت رواية من المعصوم باستحبابها ؟
الجواب: الرواية واردة باستحباب الشهادة بالولاية له (ع) متى شهد بالنبوة ، لا في خصوص الاذان والاقامة ، ولذا لا نعدها جزءا منهما ، والله العالم.