أضف النص الخاص بالعنوان هنا
حيدر علي حسين
/
أية المودة
يظهر من الروايات أن المقصود بالقربى هم أهل البيت (عليهم السلام)، فعن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأل عن قوله تعالى : (قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّة َ القُربَى)، فقال هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته.
وعن أبي جعفر أيضاً (عليه السلام)، أنه أجاب عن الآية وأن المقصود بالقربى هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم : (أنظر المحاسن للبرقي ج١ص١٢٤ـ ١٤٥).
وفي (قرب الإسناد للحميري ص ١٢٨) أن الإمام الصادق (عليه السلام) سأل الأحول ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : (قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّة َ القُربَى)، قال : (جعلت فداك يقولون : إنها لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته، قال لأنها نزلت فينا أهل البيت في الحسن والحسين وعلي وفاطمة أصحاب الكساء.
ولكن ما تعمله من الأنفاق على بعض السادة المنتسبين لرسول الله (صلى الله عليه واله) هو من الأعمال الجيدة، وبه تنال شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) باذن الله، وان لم يدخل أولئك في القربى المذكورين في الآية، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال : (إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجل أحب ذريتي بالقلب واللسان، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا).
وعن أبي جعفر أيضاً (عليه السلام)، أنه أجاب عن الآية وأن المقصود بالقربى هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم : (أنظر المحاسن للبرقي ج١ص١٢٤ـ ١٤٥).
وفي (قرب الإسناد للحميري ص ١٢٨) أن الإمام الصادق (عليه السلام) سأل الأحول ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : (قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّة َ القُربَى)، قال : (جعلت فداك يقولون : إنها لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته، قال لأنها نزلت فينا أهل البيت في الحسن والحسين وعلي وفاطمة أصحاب الكساء.
ولكن ما تعمله من الأنفاق على بعض السادة المنتسبين لرسول الله (صلى الله عليه واله) هو من الأعمال الجيدة، وبه تنال شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) باذن الله، وان لم يدخل أولئك في القربى المذكورين في الآية، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال : (إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجل أحب ذريتي بالقلب واللسان، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا).
حيدر علي حسين
/
اية المباهلة
يستدل علماؤنا بكلمة : (وانفسنا) على امامة أمير المؤمنين (ع), تبعاً لائمتنا.
ولعل اول من استدل بهذه الآية هو أمير المؤمنين (ع) نفسه, عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه, فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة, وكلهم اقرّوا بما قال (ع) (تاريخ دمشق ٣ / ٩٠ ح ١١٣١).
وروى صاحب الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٣٨ أن المأمون العباسي سأل الامام الرضا (ع) : هل لك دليل من القرآن على امامة علي؟
فذكر له الامام (ع) آية المباهلة, واستدل بكلمة : (وانفسنا).
لان النبي (صلى الله عليه وآله) عندما أمر ان يخرج معه نساء ه, فأخرج فاطمة فقط, وأبناء ه الحسن والحسين فقط, وامر بان يخرج معه نفسه, فأخرج علياً, فكان علي نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله), إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن, فيكون المعنى المجازي هو المراد, واقرب المجازات الى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو ان يكون مساوياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الخصوصيات الا في النبوة, اذ لا نبي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ومن خصوصيات رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنه افضل من جميع المخلوقات وعلي (عليه السلام) كذلك, والعقل يحكم بقبح تقدم المفضول على الفاضل, اذن لابد من تقدم علي (ع) على غيره في التصدي لخلافة المسلمين.
ولعل اول من استدل بهذه الآية هو أمير المؤمنين (ع) نفسه, عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه, فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة, وكلهم اقرّوا بما قال (ع) (تاريخ دمشق ٣ / ٩٠ ح ١١٣١).
وروى صاحب الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٣٨ أن المأمون العباسي سأل الامام الرضا (ع) : هل لك دليل من القرآن على امامة علي؟
فذكر له الامام (ع) آية المباهلة, واستدل بكلمة : (وانفسنا).
لان النبي (صلى الله عليه وآله) عندما أمر ان يخرج معه نساء ه, فأخرج فاطمة فقط, وأبناء ه الحسن والحسين فقط, وامر بان يخرج معه نفسه, فأخرج علياً, فكان علي نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله), إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن, فيكون المعنى المجازي هو المراد, واقرب المجازات الى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو ان يكون مساوياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الخصوصيات الا في النبوة, اذ لا نبي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ومن خصوصيات رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنه افضل من جميع المخلوقات وعلي (عليه السلام) كذلك, والعقل يحكم بقبح تقدم المفضول على الفاضل, اذن لابد من تقدم علي (ع) على غيره في التصدي لخلافة المسلمين.
حيدر علي حسين
/
لفظ اهل البيت في اية التطهير
ان معنى لفظ (البيت) عند علماء اللغة هو : (مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره) او (مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك).
فان كان المراد من لفظ البيت في الآية ؛ المعنى الاول :-(مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره)
فسيكون الكلام عن بيت مخصوص من البيوت ؛ وهو بيت سارة في الآية القرآنية ؛ بقرينة توجّه الخطاب اليها ؛ أما في آية التطهير التي تذكر اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؛ فلا يمكن ان يكون المراد من لفظ (البيت) بيت ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) لانه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود بل كان لكل منهن بيت خاص ؛ كما انه لا سبيل الى القول بان المراد بيت واحد من بيوتهن اذ لا قرينه على ذلك.
فتعين ان يكون المقصود من لفظ :(البيت) في الآية ؛ بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس الا ((بيت السيدة فاطمة عليها السلام)) اذ لم يكن في جانب بيوت ازواج النبي بيت سوى بيتها عليها السلام ؛ ويؤيد هذا القول نزول الآية المشار اليها - آية التطهير - في بيت فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجمع النبي اياها وزوجها وابنيها عليهم السلام تحت الكساء.
وان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الثاني : -(مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك)
فالمراد يكون هو بيت النبوة وبيت الوحي ومركز الانوار المعنوية ؛ فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة ؛ فلا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب او النسب وفي الوقت نفسه يفتقد الاواصر المعنوية الخاصة.
ولو فرض ان سارة متحقق عندها تلك الوشائج التي تجعلها مشمولة بالخطاب فهو لا يعني ان تلك الوشائج متحققة عند نساء كل نبي حتى تشمل نساء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتمين عن طريق الاواصر الجسمانية الى بيت خاص الا ان تكون هناك الوشائج المشار اليها موجودة عندهم, وهذا المعنى هو الاقرب لان آية التطهير تدل في آخرها على تلك الوشائج المتمثلة بعصمة اولئك الاشخاص فقال تعالى : ((ويطهركم تطهيرا)) فلا تكون الآية شامله لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا اعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة ؛ لان جميع المسلمين متفقون على عدم عصمة غير العترة, والوقائع التاريخية تشير الى صدور الاخطاء والاشتباهات والمعاصي والانحرافات من بعض اقارب النبي _ غير عترته _ وهذا ما يخالف العصمة.
والروايات التي وصلت من الفريقين تحدد المراد من اهل البيت في الآية حين نزولها بالخمسه اصحاب الكساء فلا يبقى معنى لدخول غيرالمعصومين في آية التطهير حتى لو كان لفظ اهل البيت عاماً يشمل غيرهم في غير آية التطهير.
فاذا رجعنا الى صحيح مسلم والترمذي والنسائي والى مسند احمد والبزار والى المستدرك وتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور نجد انهم يروون عن ابن عباس وعن ابي سعيد وعن جابر بن عبد الله الانصاري وعن سعد بن ابي وقاص وعن زيد بن ارقم وعن ام سلمه وعن عائشة انه لما نزلت آية التطهير جمع النبي (صلى الله عليه وآله) اهله أي علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) والقى عليهم كساء اً وقال (صلى الله عليه وآله): (هؤلاء اهل بيتي).
وقد أشتمل لفظ الحديث في اكثر طرقه على ان ام سلمه ارادت الدخول معهم تحت الكساء فلم يأذن لها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالدخول وقال لها (انك على خير) أو (الى خير) وبالاضافه الى ذلك كله فان النبي (صلى الله عليه وآله) حدد المراد من البيت بشكل عملي! فكان يمر ببيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) عدة شهور كلما خرج الى الصلاة فيقول : الصلاة اهل البيت ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).
واما الروايات التي تقول ان الآية نزلت في حق نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وازواجه فانها تصل الى عكرمه الخارجي الحروري وعروة بن الزبير المعروف بالانحراف عن الامام علي عليه السلام ومقاتل بن سليمان الذي يعد من اركان المشبهة وانّ قراء ة بسيطة في ترجمة هؤلاء يكشف عن قيمة رواياتهم وانها لا تقف في قبال تلك الروايات الصحيحة والكثيرة التي تحدد اهل البيت (عليهم السلام).
واما بخصوص سارة فانها كانت ابنة عم نبي الله ابراهيم (عليه السلام) فدخلت في اهل بيته من هذا الوجة.
وأما آية نبي الله موسى (عليه السلام) ففيها مصطلح آخر متفق عليه وهو (أهل الرجل) وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) فقد قال الله تعالى ((إذ قال لأهله أمكثوا)) وهذا المصطلح لغوي معروف مشهور مستعمل بكثرة في اللغة العربية وليس هو مصطلح خاص وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) وبالتالي أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
و الحمد لله رب العالمين
فان كان المراد من لفظ البيت في الآية ؛ المعنى الاول :-(مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره)
فسيكون الكلام عن بيت مخصوص من البيوت ؛ وهو بيت سارة في الآية القرآنية ؛ بقرينة توجّه الخطاب اليها ؛ أما في آية التطهير التي تذكر اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؛ فلا يمكن ان يكون المراد من لفظ (البيت) بيت ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) لانه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود بل كان لكل منهن بيت خاص ؛ كما انه لا سبيل الى القول بان المراد بيت واحد من بيوتهن اذ لا قرينه على ذلك.
فتعين ان يكون المقصود من لفظ :(البيت) في الآية ؛ بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس الا ((بيت السيدة فاطمة عليها السلام)) اذ لم يكن في جانب بيوت ازواج النبي بيت سوى بيتها عليها السلام ؛ ويؤيد هذا القول نزول الآية المشار اليها - آية التطهير - في بيت فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجمع النبي اياها وزوجها وابنيها عليهم السلام تحت الكساء.
وان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الثاني : -(مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك)
فالمراد يكون هو بيت النبوة وبيت الوحي ومركز الانوار المعنوية ؛ فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة ؛ فلا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب او النسب وفي الوقت نفسه يفتقد الاواصر المعنوية الخاصة.
ولو فرض ان سارة متحقق عندها تلك الوشائج التي تجعلها مشمولة بالخطاب فهو لا يعني ان تلك الوشائج متحققة عند نساء كل نبي حتى تشمل نساء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتمين عن طريق الاواصر الجسمانية الى بيت خاص الا ان تكون هناك الوشائج المشار اليها موجودة عندهم, وهذا المعنى هو الاقرب لان آية التطهير تدل في آخرها على تلك الوشائج المتمثلة بعصمة اولئك الاشخاص فقال تعالى : ((ويطهركم تطهيرا)) فلا تكون الآية شامله لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا اعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة ؛ لان جميع المسلمين متفقون على عدم عصمة غير العترة, والوقائع التاريخية تشير الى صدور الاخطاء والاشتباهات والمعاصي والانحرافات من بعض اقارب النبي _ غير عترته _ وهذا ما يخالف العصمة.
والروايات التي وصلت من الفريقين تحدد المراد من اهل البيت في الآية حين نزولها بالخمسه اصحاب الكساء فلا يبقى معنى لدخول غيرالمعصومين في آية التطهير حتى لو كان لفظ اهل البيت عاماً يشمل غيرهم في غير آية التطهير.
فاذا رجعنا الى صحيح مسلم والترمذي والنسائي والى مسند احمد والبزار والى المستدرك وتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور نجد انهم يروون عن ابن عباس وعن ابي سعيد وعن جابر بن عبد الله الانصاري وعن سعد بن ابي وقاص وعن زيد بن ارقم وعن ام سلمه وعن عائشة انه لما نزلت آية التطهير جمع النبي (صلى الله عليه وآله) اهله أي علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) والقى عليهم كساء اً وقال (صلى الله عليه وآله): (هؤلاء اهل بيتي).
وقد أشتمل لفظ الحديث في اكثر طرقه على ان ام سلمه ارادت الدخول معهم تحت الكساء فلم يأذن لها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالدخول وقال لها (انك على خير) أو (الى خير) وبالاضافه الى ذلك كله فان النبي (صلى الله عليه وآله) حدد المراد من البيت بشكل عملي! فكان يمر ببيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) عدة شهور كلما خرج الى الصلاة فيقول : الصلاة اهل البيت ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).
واما الروايات التي تقول ان الآية نزلت في حق نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وازواجه فانها تصل الى عكرمه الخارجي الحروري وعروة بن الزبير المعروف بالانحراف عن الامام علي عليه السلام ومقاتل بن سليمان الذي يعد من اركان المشبهة وانّ قراء ة بسيطة في ترجمة هؤلاء يكشف عن قيمة رواياتهم وانها لا تقف في قبال تلك الروايات الصحيحة والكثيرة التي تحدد اهل البيت (عليهم السلام).
واما بخصوص سارة فانها كانت ابنة عم نبي الله ابراهيم (عليه السلام) فدخلت في اهل بيته من هذا الوجة.
وأما آية نبي الله موسى (عليه السلام) ففيها مصطلح آخر متفق عليه وهو (أهل الرجل) وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) فقد قال الله تعالى ((إذ قال لأهله أمكثوا)) وهذا المصطلح لغوي معروف مشهور مستعمل بكثرة في اللغة العربية وليس هو مصطلح خاص وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) وبالتالي أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
و الحمد لله رب العالمين
حيدر علي حسين
/
الشفاعة
قد وردت نصوص تفيد أنّ الظالمين لآل محمد (عليهم السلام) آيسون من رحمة الله، ومن هذا يظهر عدم شمول الشفاعة لمن ظلمهم.
وأمّا من لم يظلمهم (عليهم السلام) ولكن ظلم شيعتهم، فتارة ظلم شيعتهم لأنّهم شيعة لأهل البيت (عليهم السلام) فهذا بحكم الناصبي، والناصبي لا شفاعة له ولا نجاة.
وتارة أخرى ظلم شيعتهم بعنوان آخر غير عنوان كونهم شيعة لأهل البيت (عليهم السلام) ولكن ظلمهم بعنوان شخصي مثلا، فهذا يدخل ضمن مظالم العباد، ومظالم العباد فيما بينهم حسب ما في الروايات معلّق على أداء الحق الى أصحابه، فإذا ادّى هذا الانسان الظالم الحقّ الى أصحابه أو استبرأ ذمّتهم، فحينئذ يبقى الحق الخاص بالله تبارك وتعالى، لان ظلم العباد فيه حقّين : حق الله وحق العبد، فاذا سقط حق العبد بقي حق الله، وهذا يمكن ان تعمّه الشفاعة.
أمّا إذا لم يسقط حق العبد، يعني لم يعد الحق الى صاحبه ولم يستبرء ذمّته، فمقتضى الروايات الواردة ان الشفاعة موقوفة على رضا صاحب الحق، ولكن قد يستفاد من بعض الروايات امكان الشفاعة في هذا القسم.
فالخلاصة : من ظلمهم (عليهم السلام) لا تشمله الشفاعة، وأما من ظلم شيعتهم لتشيعهم فهو ناصبي فلا تشمله الشفاعة، وان لم يكن لتشيعهم فيدخل في مظالم العباد، فان ادّى الحق أو ابرأ الذمة فتشمله الشفاعة، والا فلا تشمله الشفاعة إلا ان يرضي الله خصومه.
أما كيف يرضي الله خصومه؟ فيمكن ببعض الاعمال الصالحة من قبيل الاستغفار والصدقة على الطرف المعتدى عليه، وهذه مسألة متروكة الى الله تعالى.
ثم إن المتبادر من ظالميهم من ظلم مقامهم الاكبر وظلم ولايتهم وأنكر مودّتهم أو ما شاكل ذلك. فمن اعتقد ان الشفاعة تشمله، فهو منحرف الاعتقاد.
وأمّا لو أن شخصا يحب الامام الحسين (عليه السلام) مثلا ويعتقد بإمامته، ولكن دخل معه في معاملة فظلمه بدينار مثلا، فهنا يمكن للامام (عليه السلام) أن يعفو عنه ويصفح عنه، لانها مظلمة شخصية مادية، فهنا يمكن ان تناله الشفاعة، لان ظلمه هذا لم يكن ناتج عن بغض لهم (عليهم السلام) وانكار لمقامهم.
وأمّا من لم يظلمهم (عليهم السلام) ولكن ظلم شيعتهم، فتارة ظلم شيعتهم لأنّهم شيعة لأهل البيت (عليهم السلام) فهذا بحكم الناصبي، والناصبي لا شفاعة له ولا نجاة.
وتارة أخرى ظلم شيعتهم بعنوان آخر غير عنوان كونهم شيعة لأهل البيت (عليهم السلام) ولكن ظلمهم بعنوان شخصي مثلا، فهذا يدخل ضمن مظالم العباد، ومظالم العباد فيما بينهم حسب ما في الروايات معلّق على أداء الحق الى أصحابه، فإذا ادّى هذا الانسان الظالم الحقّ الى أصحابه أو استبرأ ذمّتهم، فحينئذ يبقى الحق الخاص بالله تبارك وتعالى، لان ظلم العباد فيه حقّين : حق الله وحق العبد، فاذا سقط حق العبد بقي حق الله، وهذا يمكن ان تعمّه الشفاعة.
أمّا إذا لم يسقط حق العبد، يعني لم يعد الحق الى صاحبه ولم يستبرء ذمّته، فمقتضى الروايات الواردة ان الشفاعة موقوفة على رضا صاحب الحق، ولكن قد يستفاد من بعض الروايات امكان الشفاعة في هذا القسم.
فالخلاصة : من ظلمهم (عليهم السلام) لا تشمله الشفاعة، وأما من ظلم شيعتهم لتشيعهم فهو ناصبي فلا تشمله الشفاعة، وان لم يكن لتشيعهم فيدخل في مظالم العباد، فان ادّى الحق أو ابرأ الذمة فتشمله الشفاعة، والا فلا تشمله الشفاعة إلا ان يرضي الله خصومه.
أما كيف يرضي الله خصومه؟ فيمكن ببعض الاعمال الصالحة من قبيل الاستغفار والصدقة على الطرف المعتدى عليه، وهذه مسألة متروكة الى الله تعالى.
ثم إن المتبادر من ظالميهم من ظلم مقامهم الاكبر وظلم ولايتهم وأنكر مودّتهم أو ما شاكل ذلك. فمن اعتقد ان الشفاعة تشمله، فهو منحرف الاعتقاد.
وأمّا لو أن شخصا يحب الامام الحسين (عليه السلام) مثلا ويعتقد بإمامته، ولكن دخل معه في معاملة فظلمه بدينار مثلا، فهنا يمكن للامام (عليه السلام) أن يعفو عنه ويصفح عنه، لانها مظلمة شخصية مادية، فهنا يمكن ان تناله الشفاعة، لان ظلمه هذا لم يكن ناتج عن بغض لهم (عليهم السلام) وانكار لمقامهم.
حيدر علي حسين
/
الامام الحسن عليه السلام
(كريم اهل البيت عليهم السلام)
اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور، لأن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال (الكرم)، وقد عرّفوه : بأنه إيثار الغير بالخير، ولا تستعمله العرب إلاّ في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك.
والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لا تمام معناه، وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم تجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الاطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرواة، كما يتجلى لنا أيضاً من خلاله اتصاف الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الخصلة واشتهاره بها فإنه كان كثير الإنفاق على الفقراء وقد خرج لله عن ماله مرات عديدة وكان يؤثر بالمال كل طالب له منه ولم يؤثر عنه أنه ردّ سائلاً يوماً ما.
وخلاصة ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو : ان اختصاص بعض الأئمة (عليهم السلام) بألقاب معينة واشتهارها فيهم يحتمل فيه وجهان :
الأول : ان تلك الألقاب توقيفية أطلقت عليهم من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده بعض الأخبار كحديث اللوح وغيره.
الثاني : ان تلك الألقاب اشتهروا بها نتيجة لظروف موضوعية اتفقت لكل منهم في الأزمنة التي عاشوا فيها.
وهو لا يدل بأي حال من الأحوال على أن يكون مفاد الشهرة (وهو الخصلة المشتهر بها لكل منهم) غير موجودة لدى سائرهم، بل كل إمام كريم وكاظم وعالم وصادق وجواد ورضا، لأن مداليل هذه الألقاب من مكارم الأخلاق وقد كملت لديهم جميعاً. فتأمل.
اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور، لأن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال (الكرم)، وقد عرّفوه : بأنه إيثار الغير بالخير، ولا تستعمله العرب إلاّ في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك.
والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لا تمام معناه، وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم تجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الاطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرواة، كما يتجلى لنا أيضاً من خلاله اتصاف الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الخصلة واشتهاره بها فإنه كان كثير الإنفاق على الفقراء وقد خرج لله عن ماله مرات عديدة وكان يؤثر بالمال كل طالب له منه ولم يؤثر عنه أنه ردّ سائلاً يوماً ما.
وخلاصة ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو : ان اختصاص بعض الأئمة (عليهم السلام) بألقاب معينة واشتهارها فيهم يحتمل فيه وجهان :
الأول : ان تلك الألقاب توقيفية أطلقت عليهم من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده بعض الأخبار كحديث اللوح وغيره.
الثاني : ان تلك الألقاب اشتهروا بها نتيجة لظروف موضوعية اتفقت لكل منهم في الأزمنة التي عاشوا فيها.
وهو لا يدل بأي حال من الأحوال على أن يكون مفاد الشهرة (وهو الخصلة المشتهر بها لكل منهم) غير موجودة لدى سائرهم، بل كل إمام كريم وكاظم وعالم وصادق وجواد ورضا، لأن مداليل هذه الألقاب من مكارم الأخلاق وقد كملت لديهم جميعاً. فتأمل.
حيدر علي حسين
/
ميزان الاعمال
ليس المراد بميزان الأعمال في يوم القيامة المعنى الاصطلاحي والمتبادر الى الذهن لوجوب التّناسب بين الميزان والموزون، وقد أشارت الآيات والروايات الى عدّة مصاديق للميزان في يوم القيامة منها :
هيئة الفرد وظاهره في المحشر :
تختلف صور الأفراد وأشكالهم الظاهريّة باختلاف أعمالهم الصالحة والفاسدة عند حضورهم في المحشر، فتصبح هذه العلامات الظاهرية ميزاناً لمعرفة الفرد عند باقي الناس الموجودين في المحشر, وأما بالنسبة الى الله عز وجل، فلا احتياج لأي علامة أو ميزان، لأنه تعالى بكل شيء عليم, وقد وردت آيات وروايات متعددة حول ظاهر الأفراد في القيامة منها :
قوله تعالى : (يعرَف المجرمونَ بسيمَاهم)
وقوله تعالى : (وجوهٌ يَومَئذ مّسفرَة ٌ ضَاحكَة ٌ مّستَبشرَة ٌ وَوجوهٌ يَومَئذ عَلَيهَا غَبَرَة ٌ تَرهَقهَا قَتَرَة ٌ)
وقوله تعالى : ((يَومَ تَبيَضّ وجوهٌ وَتَسوَدّ وجوهٌ)) وقوله تعالى : ((وَنَحشره يَومَ القيَامَة أَعمَى))
وروى علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر الله امتي يوم القيامة بين الأمم غراً محجّلين من آثار الوضوء).
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): (ما من عبد يحشر الا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي الحسين (عليه السلام)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر أمتي يوم القيامة على خمس رايات, فأول راية ترد على راية فرعون هذه الأمة وهو معاوية وأما الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون وأنت امامهم)
وقال علي (عليه السلام): (يحشر المرجئة عميانا)
وقال أبو جعفر (عليه السلام): (يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مسخوا قردة وخنازير)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الشاك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من النار, فيه ثلاثمائة شعبة, على كل شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة)
وورد عن البراء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالساً قريباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منزل أبي أيوب الأنصاري وسؤاله عن (يَومَ ينفَخ في الصّور فَتَأتونَ أَفوَاجًا)، فقال (صلى الله عليه وآله): (تحشر من أمّتي اشتاتاً قد ميّزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم, فبعضهم على صورة القردة, وهم القتات, وبعضهم على صورة الخنازير, وهم أهل السحت, وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثم يسحبون عليها, وهم الآكلون الربا, وبعضهم عمى يترددون, وهم الجائرون في الحكم, وبعضهم بكم لا يعقلون, وهم المعجبون بأعمالهم, وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهم العلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم, وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم, وهم الذين يؤذون الجيران, وبعضهم مصلبون على جذوع من النار, وهم السعاة بالناس الى السلطان, وبعضهم أشد نتنا من الجيف, وهم الذين يتمتعون بالشهوات واللذّات ويمنعون حق الله في أموالهم, وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم, وهم أهل التجبر والخيلاء).
صحيفة الأعمال :
بعد خروج الناس من القبور وإحضارهم الى موقف المحاكمة ووقوفهم بين يدي الله تعالى في يوم القيامة, تنشر الصحف فيأخذ كل انسان كتابه الذي دوّن فيه ما عمله من صغير وكبير, فمنهم من يفوز بتلقي الكتاب بيمينه ومنهم من يخسر ويتلقاه بشماله ويمكن تمييز الصالح من الطالح من خلال ميزان صحيفة الأعمال ووردت آيات وروايات حول هذه المسألة منها :
قوله تعالى : (وَإذَا الصّحف نشرَت)
وقوله تعالى : (وَوضعَ الكتَاب فتَرَى المجرمينَ مشفقينَ ممَّا فيه وَيَقولونَ يَا وَيلَتَنَا مَال هَذَا الكتَاب لا يغَادر صَغيرَة ً وَلَا كَبيرَة ً إلا أَحصَاهَا وَوَجَدوا مَا عَملوا حَاضرًا)
وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَن أوتيَ كتَابَه بيَمينه فسَوَف يحَاسَب حسَابًا يَسيرًا وَيَنقَلب إلَى أَهله مَسرورًا وَأَمَّا مَن أوتيَ كتَابَه وَرَاء ظَهره فسَوَف يَدعو ثبورًا وَيَصلَى سَعيرًا)
وقوله تعالى : (انَّ رسلَنَا يَكتبونَ مَا تَمكرونَ)
وورد عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (اذا كان يوم القيامة دفع الى الانسان كتابه, ثم قيل له : اقرأ, فقلت : فيعرف ما فيه؟ فقال : إن الله يذكره فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شيء فعله الا ذكره كأنه فعله تلك الساعة).
وعن أبي جعفر (عليه السلام): (المؤمن يعطى كتابه بيمينه)
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (ان المؤمن يوم القيامة يعطى كتابا منشورا مكتوب فيه : كتاب الله العزيز الحكيم أدخلوا فلانا الجنة)
النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين :
إنّ اتباع النبي وأهل بيته (عليهم السلام) والسير على خطاهم والتخلّق بأخلاقهم والتمسّك بولايتهم والقرب المعنوي إليهم يعدّ ميزاناً لمعرفة الأشخاص في الدنيا وفي الآخرة, لأنّ من تقرب إليهم فقد تقرب الى الله والقرب والبعد من الله يتبع الإيمان والعمل الصالح، فلهذا اشارت الكثير من الروايات الى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته هم الميزان لأعمال العباد, منها :
قال الامام الباقر (عليه السلام): (مضيت مع والدي علي بن الحسين (عليه السلام) الى قبر جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالنجف بناحية الكوفة, فوقف عليه ثم بكى, وقال : السلام على أبي الأئمة و.. وميزان الأعمال وسيف ذي الجلال..).
وقال علي (عليه السلام): (انا موازين القسط ليوم القيامة)
وسئل الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى : (وَنَضَع المَوَازينَ القسطَ ليَوم القيَامَة)
قال : (الموازين الأنبياء والأوصياء).
هيئة الفرد وظاهره في المحشر :
تختلف صور الأفراد وأشكالهم الظاهريّة باختلاف أعمالهم الصالحة والفاسدة عند حضورهم في المحشر، فتصبح هذه العلامات الظاهرية ميزاناً لمعرفة الفرد عند باقي الناس الموجودين في المحشر, وأما بالنسبة الى الله عز وجل، فلا احتياج لأي علامة أو ميزان، لأنه تعالى بكل شيء عليم, وقد وردت آيات وروايات متعددة حول ظاهر الأفراد في القيامة منها :
قوله تعالى : (يعرَف المجرمونَ بسيمَاهم)
وقوله تعالى : (وجوهٌ يَومَئذ مّسفرَة ٌ ضَاحكَة ٌ مّستَبشرَة ٌ وَوجوهٌ يَومَئذ عَلَيهَا غَبَرَة ٌ تَرهَقهَا قَتَرَة ٌ)
وقوله تعالى : ((يَومَ تَبيَضّ وجوهٌ وَتَسوَدّ وجوهٌ)) وقوله تعالى : ((وَنَحشره يَومَ القيَامَة أَعمَى))
وروى علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر الله امتي يوم القيامة بين الأمم غراً محجّلين من آثار الوضوء).
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): (ما من عبد يحشر الا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي الحسين (عليه السلام)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر أمتي يوم القيامة على خمس رايات, فأول راية ترد على راية فرعون هذه الأمة وهو معاوية وأما الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون وأنت امامهم)
وقال علي (عليه السلام): (يحشر المرجئة عميانا)
وقال أبو جعفر (عليه السلام): (يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مسخوا قردة وخنازير)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الشاك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من النار, فيه ثلاثمائة شعبة, على كل شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة)
وورد عن البراء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالساً قريباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منزل أبي أيوب الأنصاري وسؤاله عن (يَومَ ينفَخ في الصّور فَتَأتونَ أَفوَاجًا)، فقال (صلى الله عليه وآله): (تحشر من أمّتي اشتاتاً قد ميّزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم, فبعضهم على صورة القردة, وهم القتات, وبعضهم على صورة الخنازير, وهم أهل السحت, وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثم يسحبون عليها, وهم الآكلون الربا, وبعضهم عمى يترددون, وهم الجائرون في الحكم, وبعضهم بكم لا يعقلون, وهم المعجبون بأعمالهم, وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهم العلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم, وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم, وهم الذين يؤذون الجيران, وبعضهم مصلبون على جذوع من النار, وهم السعاة بالناس الى السلطان, وبعضهم أشد نتنا من الجيف, وهم الذين يتمتعون بالشهوات واللذّات ويمنعون حق الله في أموالهم, وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم, وهم أهل التجبر والخيلاء).
صحيفة الأعمال :
بعد خروج الناس من القبور وإحضارهم الى موقف المحاكمة ووقوفهم بين يدي الله تعالى في يوم القيامة, تنشر الصحف فيأخذ كل انسان كتابه الذي دوّن فيه ما عمله من صغير وكبير, فمنهم من يفوز بتلقي الكتاب بيمينه ومنهم من يخسر ويتلقاه بشماله ويمكن تمييز الصالح من الطالح من خلال ميزان صحيفة الأعمال ووردت آيات وروايات حول هذه المسألة منها :
قوله تعالى : (وَإذَا الصّحف نشرَت)
وقوله تعالى : (وَوضعَ الكتَاب فتَرَى المجرمينَ مشفقينَ ممَّا فيه وَيَقولونَ يَا وَيلَتَنَا مَال هَذَا الكتَاب لا يغَادر صَغيرَة ً وَلَا كَبيرَة ً إلا أَحصَاهَا وَوَجَدوا مَا عَملوا حَاضرًا)
وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَن أوتيَ كتَابَه بيَمينه فسَوَف يحَاسَب حسَابًا يَسيرًا وَيَنقَلب إلَى أَهله مَسرورًا وَأَمَّا مَن أوتيَ كتَابَه وَرَاء ظَهره فسَوَف يَدعو ثبورًا وَيَصلَى سَعيرًا)
وقوله تعالى : (انَّ رسلَنَا يَكتبونَ مَا تَمكرونَ)
وورد عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (اذا كان يوم القيامة دفع الى الانسان كتابه, ثم قيل له : اقرأ, فقلت : فيعرف ما فيه؟ فقال : إن الله يذكره فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شيء فعله الا ذكره كأنه فعله تلك الساعة).
وعن أبي جعفر (عليه السلام): (المؤمن يعطى كتابه بيمينه)
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (ان المؤمن يوم القيامة يعطى كتابا منشورا مكتوب فيه : كتاب الله العزيز الحكيم أدخلوا فلانا الجنة)
النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين :
إنّ اتباع النبي وأهل بيته (عليهم السلام) والسير على خطاهم والتخلّق بأخلاقهم والتمسّك بولايتهم والقرب المعنوي إليهم يعدّ ميزاناً لمعرفة الأشخاص في الدنيا وفي الآخرة, لأنّ من تقرب إليهم فقد تقرب الى الله والقرب والبعد من الله يتبع الإيمان والعمل الصالح، فلهذا اشارت الكثير من الروايات الى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته هم الميزان لأعمال العباد, منها :
قال الامام الباقر (عليه السلام): (مضيت مع والدي علي بن الحسين (عليه السلام) الى قبر جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالنجف بناحية الكوفة, فوقف عليه ثم بكى, وقال : السلام على أبي الأئمة و.. وميزان الأعمال وسيف ذي الجلال..).
وقال علي (عليه السلام): (انا موازين القسط ليوم القيامة)
وسئل الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى : (وَنَضَع المَوَازينَ القسطَ ليَوم القيَامَة)
قال : (الموازين الأنبياء والأوصياء).
العبد
/
ان لله لطف خفي
ايها العبد!.. اذا اصبحت مؤمنا قانتا لله عز وجل وحده، فهل تعتقد بان الله لن يدافع عنك في هذه الدنيا، وحتى في بعض الاحيان يدافع عنك بدون ان تعلم انت بهذا؟..
من قول الامام علي (ع): (ان لله لطف خفي).. فهذا القول يدل على معاني كثيرة، وليس معنى واحد فقط.. فيا أيها العبد المؤمن، اعلم بان الله لن يتخلى عنك، مادمت محبا مطيعا له وحده!
من قول الامام علي (ع): (ان لله لطف خفي).. فهذا القول يدل على معاني كثيرة، وليس معنى واحد فقط.. فيا أيها العبد المؤمن، اعلم بان الله لن يتخلى عنك، مادمت محبا مطيعا له وحده!
المذنب
/
منازل الآخرة
مختصر من منازل الآخرة
* سكرات الموت :
في الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام أن مما يهون سكرات الموت عدة أمور منها :
برّ الوالدين، صلة الرحم، كسوة المؤمن، اطعام المؤمنين، قراء ة يس والصافات عند المحتضر، والصلوات والأذكار والسور والأعمال المخصوصة التي يأتي بها الانسان في حياته ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* وحشة القبر :
مما يهونها : أن يداوم الانسان في حياته على صلاة ركعتي الوحشة كل ليلة واهداء ثوابها الى من مات على حب محمد وآل محمد في تلك الليلة، واتمام الركوع في الصلوات اليومية، وقراء ة سورة يس قبل النوم، وعيادة المريض، وبعد الموت أن لا يفاجأ الميت بالقبر عند حمله له ويقدم اليه قليلا ويوضع قليلا ثم يقدم الى شفير القبر، وصلاة الوحشة تهدى للميت والتصدق عنه في أول ليلة من دفنه، وغيرها من الأذكار والأعمال ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* ضغطة القبر :
مما يهونها : في حياة الانسان الاحتراز من البول والنجاسات، وتجنب النميمة والاستغابة وسوء الخلق مع العيال، وتجنب تضييع النعم، واتمام الوضوء، والسعي في قضاء حوائج المؤمنين، وادمان قراء ة سور النساء والزخرف والقلم والتكاثر، والمداومة على صلاة الليل، والدفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام، ووضع جريدتي نخل رطبتين مع الميت في قبره، وتربة سيد الشهداء، وقراء ة سورة الملك (المنجية) عند قبر الميت، وغيرها من الأذكار والأعمال ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* مساء َلة منكر ونكير في القبر :
مما يهونها : تلقين الميت بالشهادة عند وضعه في القبر وبعد دفنه، وصوم ٩ أيام من شعبان، واحياء ليلة ٢٣ من شهر رمضان، والدفن في النجف، وغيرها من الأذكار والأعمال الواردة في الكتب المختصة.
* البرزخ :
قال تعالى : (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
وقال الامام الصادق عليه السلام : (ولكني والله اتخوف عليكم من البرزخ). قيل : وما البرزخ؟ قال : (القبر منذ حين موته الى يوم القيامة).
ومما يهون العذاب البرزخي ويوصل الثواب إلى الميت، الدعاء له والاستغفار له والترحم عليه والتصدق عنه واهداء الصلاة، واطعام الطعام، وزيارة قبور الأموات لا سيما في الأوقات المخصوصة كيوم الجمعة وغيره وزيارتهم والدعاء لهم وقراء ة القرآن، وسائر أعمال البرّ والصدقات الجارية التي يهدى ثوابها إلى الميت.
* القيامة :
ومما ينجي من شدائد القيامة، ويؤمن من الفزع الأكبر : قراء ة سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة، وقراء ة سورة الدخان في الفرائض والنوافل، وقراء ة الأحقاف كل ليلة أو كل جمعة وقراء ة (والعصر) في نوافل، وتوقير ذي الشيبة المسلم، واجتناب فاحشة أو شهوة من مخافة الله عزّ وجلّ، وكظم الغيظ مع المقدرة، وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المؤمنين..
وفي الرواية أيضا أن وضع اليد على قبر المسلم وقراء ة القدر سبع مرّات تؤمنه من الفزع الأكبر.
* ساعة الخروج من القبر :
مما يهون أهوال ساعة خروج الانسان من قبره :
اخراج الحقوق الشرعية من الأموال، والمشي لتشييع الجنازة، وتنفيس الكرب عن المؤمن وادخال السرور على قلبه، ودعاء الجوشن في أول رمضان، وتجنّب النميمة والنظرة المحرمة وشرب الخمر والنفاق وسائر الموبقات والمعاصي.
* الميزان ووزن الأعمال :
اعلم أنه لا يوجد عمل لأجل تثقيل ميزان الأعمال مثل الصلوات على محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وأيضاً حسن الخلق. عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتّى أثقل بها حسناته).
* الصراط :
وهو جسر ينصب على جهنم، ولا يدخل أحدٌ الجنة إلاّ بالمرور عليه. وقد ورد في الروايات انّه أدق من الشعرة وأحَدُّ من السيف، ومما ينفع في عبور الصراط :
صلة الرحم، واداء الأمانة، وزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وصوم ٦ أيام من رجب، وصلاة أول ليلة منه، وصلاة الليلة التاسعة والعشرين من شعبان، وغيرها من اعمال البرّ.
* سكرات الموت :
في الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام أن مما يهون سكرات الموت عدة أمور منها :
برّ الوالدين، صلة الرحم، كسوة المؤمن، اطعام المؤمنين، قراء ة يس والصافات عند المحتضر، والصلوات والأذكار والسور والأعمال المخصوصة التي يأتي بها الانسان في حياته ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* وحشة القبر :
مما يهونها : أن يداوم الانسان في حياته على صلاة ركعتي الوحشة كل ليلة واهداء ثوابها الى من مات على حب محمد وآل محمد في تلك الليلة، واتمام الركوع في الصلوات اليومية، وقراء ة سورة يس قبل النوم، وعيادة المريض، وبعد الموت أن لا يفاجأ الميت بالقبر عند حمله له ويقدم اليه قليلا ويوضع قليلا ثم يقدم الى شفير القبر، وصلاة الوحشة تهدى للميت والتصدق عنه في أول ليلة من دفنه، وغيرها من الأذكار والأعمال ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* ضغطة القبر :
مما يهونها : في حياة الانسان الاحتراز من البول والنجاسات، وتجنب النميمة والاستغابة وسوء الخلق مع العيال، وتجنب تضييع النعم، واتمام الوضوء، والسعي في قضاء حوائج المؤمنين، وادمان قراء ة سور النساء والزخرف والقلم والتكاثر، والمداومة على صلاة الليل، والدفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام، ووضع جريدتي نخل رطبتين مع الميت في قبره، وتربة سيد الشهداء، وقراء ة سورة الملك (المنجية) عند قبر الميت، وغيرها من الأذكار والأعمال ومنها المذكورة تفصيلا في كتاب منازل الآخرة للشيخ المحدث القمّي
* مساء َلة منكر ونكير في القبر :
مما يهونها : تلقين الميت بالشهادة عند وضعه في القبر وبعد دفنه، وصوم ٩ أيام من شعبان، واحياء ليلة ٢٣ من شهر رمضان، والدفن في النجف، وغيرها من الأذكار والأعمال الواردة في الكتب المختصة.
* البرزخ :
قال تعالى : (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
وقال الامام الصادق عليه السلام : (ولكني والله اتخوف عليكم من البرزخ). قيل : وما البرزخ؟ قال : (القبر منذ حين موته الى يوم القيامة).
ومما يهون العذاب البرزخي ويوصل الثواب إلى الميت، الدعاء له والاستغفار له والترحم عليه والتصدق عنه واهداء الصلاة، واطعام الطعام، وزيارة قبور الأموات لا سيما في الأوقات المخصوصة كيوم الجمعة وغيره وزيارتهم والدعاء لهم وقراء ة القرآن، وسائر أعمال البرّ والصدقات الجارية التي يهدى ثوابها إلى الميت.
* القيامة :
ومما ينجي من شدائد القيامة، ويؤمن من الفزع الأكبر : قراء ة سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة، وقراء ة سورة الدخان في الفرائض والنوافل، وقراء ة الأحقاف كل ليلة أو كل جمعة وقراء ة (والعصر) في نوافل، وتوقير ذي الشيبة المسلم، واجتناب فاحشة أو شهوة من مخافة الله عزّ وجلّ، وكظم الغيظ مع المقدرة، وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المؤمنين..
وفي الرواية أيضا أن وضع اليد على قبر المسلم وقراء ة القدر سبع مرّات تؤمنه من الفزع الأكبر.
* ساعة الخروج من القبر :
مما يهون أهوال ساعة خروج الانسان من قبره :
اخراج الحقوق الشرعية من الأموال، والمشي لتشييع الجنازة، وتنفيس الكرب عن المؤمن وادخال السرور على قلبه، ودعاء الجوشن في أول رمضان، وتجنّب النميمة والنظرة المحرمة وشرب الخمر والنفاق وسائر الموبقات والمعاصي.
* الميزان ووزن الأعمال :
اعلم أنه لا يوجد عمل لأجل تثقيل ميزان الأعمال مثل الصلوات على محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وأيضاً حسن الخلق. عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتّى أثقل بها حسناته).
* الصراط :
وهو جسر ينصب على جهنم، ولا يدخل أحدٌ الجنة إلاّ بالمرور عليه. وقد ورد في الروايات انّه أدق من الشعرة وأحَدُّ من السيف، ومما ينفع في عبور الصراط :
صلة الرحم، واداء الأمانة، وزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وصوم ٦ أيام من رجب، وصلاة أول ليلة منه، وصلاة الليلة التاسعة والعشرين من شعبان، وغيرها من اعمال البرّ.
محمد اليعقوبي
/
الجزاء
من الحقائق التي بينها الله تبارك وتعالى من خلال القرآن الكريم، لتثبيتها في قلوب وعقول المؤمنين : ان ما يصيبهم من بلاء وعنت وضيق وشدة، فإنما هو نتيجة أعمالهم السيئة : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة ٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير).
جمال الحسين
/
من يبكي عليك بعد موتك؟
من يبكي عليك بعد موتك؟
يقول الله سبحانه وتعالى حين اهلك قوم فرعون : (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)..
روي : ان رجلا قال : يا ابن عباس رايت قول الله تعالى : (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)، فهل تبكي السماء والارض على احد؟..
فقال ابن عباس : نعم، انه ليس احد من الخلائق الا وله باب في السماء، منه ينزل رزقه، ومنه يصعد عمله.. فاذا مات المؤمن، فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله، وينزل منه رزقه، بكى عليه.. واذا فقده مصلاه في الارض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله تعالى فيها، بكت عليه.
قال ابن عباس : ان الارض تبكي على المؤمن اربعين صباحا.
فقلت له : أتبكي الارض؟
قال : اتعجب؟!.. وما للارض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالسجود وبالركوع!.. وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل!..
*** وحين تعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة الكتاب الكريم، فهي ستبكي عليك يوم تفارقها قريبا او بعيدا، فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي اليها لسنين عديدة، ستفقدك عاجلا ام اجلا.
يقول الله سبحانه وتعالى حين اهلك قوم فرعون : (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)..
روي : ان رجلا قال : يا ابن عباس رايت قول الله تعالى : (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)، فهل تبكي السماء والارض على احد؟..
فقال ابن عباس : نعم، انه ليس احد من الخلائق الا وله باب في السماء، منه ينزل رزقه، ومنه يصعد عمله.. فاذا مات المؤمن، فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله، وينزل منه رزقه، بكى عليه.. واذا فقده مصلاه في الارض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله تعالى فيها، بكت عليه.
قال ابن عباس : ان الارض تبكي على المؤمن اربعين صباحا.
فقلت له : أتبكي الارض؟
قال : اتعجب؟!.. وما للارض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالسجود وبالركوع!.. وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل!..
*** وحين تعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة الكتاب الكريم، فهي ستبكي عليك يوم تفارقها قريبا او بعيدا، فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي اليها لسنين عديدة، ستفقدك عاجلا ام اجلا.
شاكر مهدي
/
شفاعة القران الكريم
في يوم الحساب هناك ثلاث دواوين بانتظارنا، وهي : (الحسنات، والسيئات، والنعم) فعندما يفتح ديوان حسناتنا وسيئاتنا، نجد هناك الرحمة والعدل الإلهي..
فلما تكون حسناتنا كثيرة وسيئاتنا قليلة، تنجدنا الرحمة الإلهية لمحو السيئات، وحسب قوله تعالى : (إن الحسنات يذهبن السيئات).
ولما تكون - نستجير بالله - سيئاتنا كثيرة وحسناتنا قليلة، ينطبق علينا العدل الإلهي، وتتبخر حسناتنا، وحسب قوله تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباء منثورا).
أما الديوان الثالث فهو ديوان النعم، فلو شكرنا المولى ليلا ونهار، فلكثرة نعم الله علينا لا نستطيع أن نملأ هذا الديوان..
وعندما تنقطع بنا السبل - - إذا كنا من الذين يداومون على قراء ة القرآن - ينزل الشفيع وهو القرآن الكريم، فيقول : يا ربي شفعني في هذا العبد، لأنه كان ممن يقرؤني في الحياة الدنيا، فيغفر الله له ذنوبه بشفاعة القرآن.
فلما تكون حسناتنا كثيرة وسيئاتنا قليلة، تنجدنا الرحمة الإلهية لمحو السيئات، وحسب قوله تعالى : (إن الحسنات يذهبن السيئات).
ولما تكون - نستجير بالله - سيئاتنا كثيرة وحسناتنا قليلة، ينطبق علينا العدل الإلهي، وتتبخر حسناتنا، وحسب قوله تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباء منثورا).
أما الديوان الثالث فهو ديوان النعم، فلو شكرنا المولى ليلا ونهار، فلكثرة نعم الله علينا لا نستطيع أن نملأ هذا الديوان..
وعندما تنقطع بنا السبل - - إذا كنا من الذين يداومون على قراء ة القرآن - ينزل الشفيع وهو القرآن الكريم، فيقول : يا ربي شفعني في هذا العبد، لأنه كان ممن يقرؤني في الحياة الدنيا، فيغفر الله له ذنوبه بشفاعة القرآن.
عاشقه اهل البيت
/
لماذا لم يذكر اسم الامام علي في القرآن
هذه الورقة الرابحة - حسب اعتقادهم - والتي يمسكونها كدليل ينفون به هذا الفضل الكبير للإمام علي (ع):
قد سُئل الامام الصادق (ع) نفس هذا السؤال، ففي صحيحه ابي بصير المروية في الكافي
قال : سُئِل أبو عبد الله (ع) عن قول الله تعالى : (وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)؟..
فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ع).
فقلت له : أن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله؟
قال (ع): فقولوا لهم أن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة، ولم يسم الله لهم ثلاثة ولا أربعا، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعا، حتى كان رسول (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ونزلت في علي والحسن والحسين.
فقال رسول الله (ص) في علي (ع): (من كنت مولاه فعلي مولاه).
وقد ورد أيضا تعليلٌ لعدم ذكر علي (ع) في القرآن بأن اسمه لو ذكر في القرآن، لأقدم المنافقون على حذف اسمه، ولتصرفوا في القرآن، لكن مشيئة الله تعالى أرادت حفظ القرآن، فلم يذكر اسمه صريحا.
قد سُئل الامام الصادق (ع) نفس هذا السؤال، ففي صحيحه ابي بصير المروية في الكافي
قال : سُئِل أبو عبد الله (ع) عن قول الله تعالى : (وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)؟..
فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ع).
فقلت له : أن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله؟
قال (ع): فقولوا لهم أن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة، ولم يسم الله لهم ثلاثة ولا أربعا، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعا، حتى كان رسول (ص) هو الذي فسر ذلك لهم.
ونزلت : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ونزلت في علي والحسن والحسين.
فقال رسول الله (ص) في علي (ع): (من كنت مولاه فعلي مولاه).
وقد ورد أيضا تعليلٌ لعدم ذكر علي (ع) في القرآن بأن اسمه لو ذكر في القرآن، لأقدم المنافقون على حذف اسمه، ولتصرفوا في القرآن، لكن مشيئة الله تعالى أرادت حفظ القرآن، فلم يذكر اسمه صريحا.
أحمد
/
القضاء والقدر وعدل الله فيه
هناك مسألة كثيراً ما يساء فهمها، ألا وهي العدل، ولهذا الموضوع عدة فروع، منها مسألة الجمع بين القدر وعلم الله تعالى بتفاصيل كل ما سيحدث، سيتم توضيح أن الإنسان مخير ولكن تحت قيد (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين)، وأن علم الله وتقديره الأمور لا يتنافى مع مسألة اختيارنا لمصيرنا.
القدر :
معنى كلمة قدر هو التقدير والمقدار والمقادير، ليس معنى القدر أن الله تعالى وضع لنا خطة وجودية وأجبرنا أن نمشي وفقها من دون الخروج عنها، كذلك ليس معناها أنا خرجنا من حوله وقوت ومشيئته وإرادته.
وللتوضيح إليكم المثال التالي :
عندما تحضّر الكعك عليك أن تراعي المقادير، لئلا يختل النظام، فلا تنضج مثلاً أو ربما تنتفخ زيادة عن اللازم.. كذلك هو القدر، ومعناه وضع مقادير الوجود عندما نقول (إن الله تعالى قدر لنا المنازل والسكن في البيوت)، بالفطرة والوجدان إذا كانت الأمطار تهطل ستغطي رأسك، وكذلك نفس الأمر في حال أحرقتنا الشمس، أما إذا هبت الريح مصحوبة بالرمال فسنغطي جوانبنا، سيقول هذا الإنسان (لماذا لا أصنع مكعب أسكن فيه) - وقصده هو المنزل - حتماً سيصنع باب ونافذة وإلا كيف يدخل المنزل ويتنفس؟! وحتما سيصنع جهازاً لدفع الحرارة وهو المكيف.... وهكذا هلم جرا.
العدل الإلهي :
الآن يخطر ببال الإنسان سؤال آخر بعد ما يقرأ ما كتب بالأعلى، فيقول في نفسه : (هل يريد الله تعالى أن نعيش في شقاء وكدح؟)
فنقول له : لا تظن أن هذه دار الاستقرار! فبمجرد أن تظنها كذلك ستحسب أن الله تعالى يظلمك - نعوذ بالله - لأنك تعبد هذه الدنيا وتراها معشوقتك، فكل ما يبعدك عنها هو عدو يجب محاربته حتى الله! انظر من حولك وسترى أن كل بلاء وكل أذى وتعب يصيبك، هو لأجل أن تثاب، ومنشؤه رحمة الله وليس نقمة الله، أبى الله تعالى إلا أن نسعى، لأن الله تعالى لا يعطي المقامات العالية إلا للراضين والصابرين، بل ويتحول الصبر على الأذى من أجمل الأشياء، كما كان إمامنا الشهيد عليه السلام يشرق لونه الشريف كلما اشتد البلاء، والله يعلم ماذا أعطي إمامنا المجاهد من قرب من محبوبه عز وجل ليكون بهذا الإشراق. فكر الآن بأن لو أعطانا الله تعالى الراحة منذ الخلق، لكان الله تعالى ليس حكيماً، وإذا لم يكن حكيماً فهو ليس الله لأن الله كمال ووجود مطلق، فلو خلا منه صفة كمالية لانتقضت ألوهيته وهو محال وغير ممكن.
علمه تعالى وفعلنا :
أما علمه الأزلي فاتضح مما سبق بأن أزليته ووجوده المطلق يقتضي أن يكون عالماً بكل شيء، وأما مشيئته فهي ابتداء الأمور من الخلق، وأما مسألة الأمر بين الأمرين فهي أن الله تعال هو الذي أعطانا الوجود والقوة لفعل لشيء، ويدل عليه قول الله تعالى : (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللَّه).. ويوضح الله تعالى بالآية التي تليها فيقول عز وجل : (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَة فَمِن نَّفْسِك) كل كمال وخير يعود للوجود، وكلما كان الوجود أشد وأكمل كان الخير أكثر، فالله صلاح لا مثله صلاح، لأنه مطلق، والمحدود ليس كامل فلا ريب يكون فيه سوء، لذلك يحتاج المحدود لله المطلق لجبر نقائصه.
وتوضيح ذلك في حديث من عيون أخبار الرضا عليه السلام (قلت للرضا (عليه السلام) : يا بن رسول الله!.. روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : لا جبر ولا تفويض، بل أمرٌ بين أمرين فما معناه؟.. فقال : مَن زعم أنّ الله يفعل أفعالنا ثم يعذّبنا عليها فقد قال بالجبر، ومَن زعم أنّ الله عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليه السلام) فقد قال بالتفويض، فالقائل بالجبر كافرٌ، والقائل بالتفويض مشركٌ، فقلت له : يا بن رسول الله!.. فما أمرٌ بين أمرين؟..
فقال (عليه السلام): وجود السبيل إلى إتيان ما أُمروا به وترك ما نُهوا عنه، فقلت له : فهل لله عزّ وجلّ مشيّة ٌ وإرادة ٌ في ذلك؟.. فقال : أما الطاعات فإرادة الله ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها، قلت : فلله عزّ وجلّ فيها القضاء؟.. قال : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير وشرّ إلا ولله فيه قضاء ٌ، قلت : فما معنى هذا القضاء؟.. قال : الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة).
وقد قال الله تعالى في سورة الزخرف الآية ٧٦ : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) معناه هي من قبيل قول الله تعالى (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا)، وأيضا : (وَوجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وهو تجسد الأعمال فالشهوة والغضب قد يكونا المقصود من السلاسل التي يقيد بها أهل النار، فإنسانية الإنسان تكون مقيدة بالشهوة والغضب، فتظهر في الآخرة على صورة قيود!
وكل ما قرأته في الفقرات السابقة يتلخص في هذه الأحاديث :
عن أبي الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ : قال : قلت : ما معنى قدر؟ قال : تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت : فما معنى قضى؟ قال : إذا قضى أمضاه فذلك الّذي لا مَرَدَّ له.
قال أبو الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ ليونس مولى علي بن يقطين : أوَ تَدري ما قدر قال : لا. قال : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء. ثم قال : إنَّ الله إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدَّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
أما من القرآن فقول الله تعالى في سورة يس : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) أي وضعنا المقادير، بحيث يسير القمر بهذه الكيفية وفي هذا الزمن وفي هذا المكان الذي أنا حددته بتقديري وهندستي.
القدر :
معنى كلمة قدر هو التقدير والمقدار والمقادير، ليس معنى القدر أن الله تعالى وضع لنا خطة وجودية وأجبرنا أن نمشي وفقها من دون الخروج عنها، كذلك ليس معناها أنا خرجنا من حوله وقوت ومشيئته وإرادته.
وللتوضيح إليكم المثال التالي :
عندما تحضّر الكعك عليك أن تراعي المقادير، لئلا يختل النظام، فلا تنضج مثلاً أو ربما تنتفخ زيادة عن اللازم.. كذلك هو القدر، ومعناه وضع مقادير الوجود عندما نقول (إن الله تعالى قدر لنا المنازل والسكن في البيوت)، بالفطرة والوجدان إذا كانت الأمطار تهطل ستغطي رأسك، وكذلك نفس الأمر في حال أحرقتنا الشمس، أما إذا هبت الريح مصحوبة بالرمال فسنغطي جوانبنا، سيقول هذا الإنسان (لماذا لا أصنع مكعب أسكن فيه) - وقصده هو المنزل - حتماً سيصنع باب ونافذة وإلا كيف يدخل المنزل ويتنفس؟! وحتما سيصنع جهازاً لدفع الحرارة وهو المكيف.... وهكذا هلم جرا.
العدل الإلهي :
الآن يخطر ببال الإنسان سؤال آخر بعد ما يقرأ ما كتب بالأعلى، فيقول في نفسه : (هل يريد الله تعالى أن نعيش في شقاء وكدح؟)
فنقول له : لا تظن أن هذه دار الاستقرار! فبمجرد أن تظنها كذلك ستحسب أن الله تعالى يظلمك - نعوذ بالله - لأنك تعبد هذه الدنيا وتراها معشوقتك، فكل ما يبعدك عنها هو عدو يجب محاربته حتى الله! انظر من حولك وسترى أن كل بلاء وكل أذى وتعب يصيبك، هو لأجل أن تثاب، ومنشؤه رحمة الله وليس نقمة الله، أبى الله تعالى إلا أن نسعى، لأن الله تعالى لا يعطي المقامات العالية إلا للراضين والصابرين، بل ويتحول الصبر على الأذى من أجمل الأشياء، كما كان إمامنا الشهيد عليه السلام يشرق لونه الشريف كلما اشتد البلاء، والله يعلم ماذا أعطي إمامنا المجاهد من قرب من محبوبه عز وجل ليكون بهذا الإشراق. فكر الآن بأن لو أعطانا الله تعالى الراحة منذ الخلق، لكان الله تعالى ليس حكيماً، وإذا لم يكن حكيماً فهو ليس الله لأن الله كمال ووجود مطلق، فلو خلا منه صفة كمالية لانتقضت ألوهيته وهو محال وغير ممكن.
علمه تعالى وفعلنا :
أما علمه الأزلي فاتضح مما سبق بأن أزليته ووجوده المطلق يقتضي أن يكون عالماً بكل شيء، وأما مشيئته فهي ابتداء الأمور من الخلق، وأما مسألة الأمر بين الأمرين فهي أن الله تعال هو الذي أعطانا الوجود والقوة لفعل لشيء، ويدل عليه قول الله تعالى : (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللَّه).. ويوضح الله تعالى بالآية التي تليها فيقول عز وجل : (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَة فَمِن نَّفْسِك) كل كمال وخير يعود للوجود، وكلما كان الوجود أشد وأكمل كان الخير أكثر، فالله صلاح لا مثله صلاح، لأنه مطلق، والمحدود ليس كامل فلا ريب يكون فيه سوء، لذلك يحتاج المحدود لله المطلق لجبر نقائصه.
وتوضيح ذلك في حديث من عيون أخبار الرضا عليه السلام (قلت للرضا (عليه السلام) : يا بن رسول الله!.. روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : لا جبر ولا تفويض، بل أمرٌ بين أمرين فما معناه؟.. فقال : مَن زعم أنّ الله يفعل أفعالنا ثم يعذّبنا عليها فقد قال بالجبر، ومَن زعم أنّ الله عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليه السلام) فقد قال بالتفويض، فالقائل بالجبر كافرٌ، والقائل بالتفويض مشركٌ، فقلت له : يا بن رسول الله!.. فما أمرٌ بين أمرين؟..
فقال (عليه السلام): وجود السبيل إلى إتيان ما أُمروا به وترك ما نُهوا عنه، فقلت له : فهل لله عزّ وجلّ مشيّة ٌ وإرادة ٌ في ذلك؟.. فقال : أما الطاعات فإرادة الله ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها، قلت : فلله عزّ وجلّ فيها القضاء؟.. قال : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير وشرّ إلا ولله فيه قضاء ٌ، قلت : فما معنى هذا القضاء؟.. قال : الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة).
وقد قال الله تعالى في سورة الزخرف الآية ٧٦ : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) معناه هي من قبيل قول الله تعالى (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا)، وأيضا : (وَوجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وهو تجسد الأعمال فالشهوة والغضب قد يكونا المقصود من السلاسل التي يقيد بها أهل النار، فإنسانية الإنسان تكون مقيدة بالشهوة والغضب، فتظهر في الآخرة على صورة قيود!
وكل ما قرأته في الفقرات السابقة يتلخص في هذه الأحاديث :
عن أبي الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ : قال : قلت : ما معنى قدر؟ قال : تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت : فما معنى قضى؟ قال : إذا قضى أمضاه فذلك الّذي لا مَرَدَّ له.
قال أبو الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ ليونس مولى علي بن يقطين : أوَ تَدري ما قدر قال : لا. قال : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء. ثم قال : إنَّ الله إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدَّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
أما من القرآن فقول الله تعالى في سورة يس : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) أي وضعنا المقادير، بحيث يسير القمر بهذه الكيفية وفي هذا الزمن وفي هذا المكان الذي أنا حددته بتقديري وهندستي.
بو حيدرا
/
مصحف فاطمة عليها السلام
مصحف فاطمة
لقد أثار مصحف فاطمة حفيظة العديد من الكتّاب، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، تارة باستغلال اسمه ـ باعتبار أنه يطلق عليه اسم مصحف ـ وجعله باباً لاتهامهم بأنهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفّتين والمتداول بين المسلمين قاطبة، فيوقعون الناس في وهم بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.
ـ المصحف في اللغة
المصحف ـ مثلثة الميم من أصحف بالضم ـ أي جعلت فيه الصحف (٤)، وسمي المصحف مصحفاً لأنه أصحف أي جعل للصحف المكتوبة بين الدفتين. وبناء ً عليه، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم.
فالمصحف كل كتاب أصحف وجمع بين دفتين، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم أوجبت انصراف الأذهان إليه.
ـ مصحف فاطمة في أخبار أهل البيت (عليهم السلام)
١ـ عن أبي حمزة أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال : (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله)(٥).
٢ـ عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله (عليه السلام): (... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن)(٦).
٣ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (إن عندي... ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً)(٧).
٤ـ عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم (عليه السلام) قال : (عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن)(٨).
٥ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : (وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد)(٩).
٦ـ عن سليمان بن خالد قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة)(١٠).
تبين من خلال هذه الروايات أن مصحف فاطمة (عليها السلام) ليس قرآناً، بل هو كتاب حديث متضمناً لبعض المعارف التي تلقتها عن أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكذلك تذكر الروايات على شمول مصحف فاطمة (عليها السلام) على وصيتها.. وربما يتحدث بعض الناس عن شيء اسمه مصحف الزهراء انطلاقاً من بعض الأحاديث المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام) التي قد توحي بأنه يمثل قرآناً آخر أو شيئاً من القرآن فيما تتحدث به بعض تلك الكلمات : (إنه ثلاثة أمثال قرآنكم) (وما فيه حرف من القرآن) ولكن النظرة الناقدة لهذه الأحاديث تدل على نفي كونه قرآناً وفي بعضها فيما ورد عن الإمام جعفر الصادق (عندي الجفر الأبيض... ومصحف فاطمة... أما والله ما فيه حرف من القران ولكنه إملاء رسول الله وخط علي) ممّا يوحي بأنه ليس مصحفاً كبقية المصاحف فيما توحي به كلمة المصحف ولكن كتاب حديث يشتمل على أحكام الشرع ممّا أملاه رسول الله على علي (عليه السلام) وفي بعض الأحاديث إن فيه وصية فاطمة (عليه السلام)..
ولعل الملاحظ في مثل هذا الموضوع الذي يثير مثل هذه الضجة لدى الكثير من الكتاب أنه يتحرك ضمن خطة إعلامية تستهدف تسجيل نقطة سلبية ضد بعض المذاهب الإسلامية من دون نقد أو تمحيص ولكننا نحب أن نثير القضية من جهة أخرى وهي أن أي مسلم مخلص يستطيع أن يعرف كذب مثل هذه الإثارة من خلال ملاحظة حاسمة وهي إنه لو فتش في شرق الأرض وغربها على نسخة واحدة من مصحف فاطمة لم يجدها لأنها لا وجود لها أساساً في كل الأوساط حتى بطريقة خفيه وليس هناك من يعتقد بشيء من هذه القبيل من قريب أو من بعيد وهذا ما نحب أن نؤكده خدمة للحقيقة القرآنية...
المهم هو الإشارة إلى أن مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل إلى غيرهم (عليهم السلام)، ولم تصل إلى شيعتهم، وليس هناك أي واقع لما يدّعيه افتراء ً بعض الكتاب من كون هذا المصحف متداولاً في بعض مناطق الشيعة، لا في بلاد الحجاز ولا في غيرها، والمؤسف أن أصحاب هذه الأقلام يطلقون العنان لأقلامهم دون تدبر ولا تثبّت، ويأخذون معلوماتهم من العوام، ويصدقون كلّ مقولة للطعن والتشنيع، فيثبتونها في كتبهم لتصبح بعد ذلك مصادر يعتمد عليها المأجورون والسّاعون وراء تفريق المسلمين وزرع الفتن بينهم. ويبقى أمامنا في حديث حفظ القرآن من قبل الله ما يجب أن نثيره من التركة المثقلة من الأحاديث التي تتدخل في تفسير القرآن لمصلحة هذا الفريق أو ذاك بالمستوى الذي يسيء إلى الفهم القرآني المنفتح عندما يحاصره التأويل والتفصيل من كل جانب.. ممّا يجعل النص القرآني أدباً رمزياً لا تعبر فيه الكلمة عن المعنى إلا بطريقة بعيدة جداً ممّا يبعده عن الأسلوب البلاغي الأمر الذي نلاحظ فيه أن هؤلاء الناس قد يهمهم حماية مذاهبهم وأفكارهم الخاصة أكثر ما يهمهم حماية كتاب الله إذ لا يكفي وجود حديث واحد من شخص ثقة بحسب الموازين الفنية في علم الحديث لنرفع اليد عن الإشراق التعبيري للقرآن فيما يتضمنه من معنى أو يدل عليه من ظاهر لأن القرآن يمثل الكتاب المعصوم الذي نقطع بصحة كلماته المنسجمة مع أروع الأساليب الفنية في اللغة العربية فلابدّ في تأويله والخروج عن ظاهره من وثيقة حديثية بالقوة التي تناسب مع قوته أو تكون قريبة منه مع ضرورة دراسة طبيعتها المضمونية ومدى ملاء متها للأجواء العامة للقرآن روحاً ومنهجاً وفكراً.
إننا نضع هذه الملاحظة أمام الدارسين ليدرسوها حتى لا نضيع في متاهات الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن تأويل القرآن وتتصرف بطريقة أو بأخرى من دون أية محاكمة دقيقة فنبتعد بذلك عن صفاء الوحي الإلهي لنفرض عليه فكراً من فكرنا ونخضعه لخلافتنا فلا يصلح بعد ذلك لأن يكون حكماً فيما نختلف فيه لابتعادنا عن صفاء مدلوله وإشراق معانيه. ونحب أن نعود في نهاية المطاف إلى مسألة حفظ القرآن لنؤكد أن استمرار القرآن لدى جميع المسلمين في صيغة واحدة فيما يلتزمونه كمصدر للتشريع وفيما يقرأونه في الصلاة وفي غيرها وفيما يثيرونه في حياتهم من خلاله من مفاهيم وعقائد هو الدليل على ذلك فليس هناك في العالم الإسلامي كله ولا في غيره صيغة أخرى أو نسخة أخرى يختلف فيها القرآن لدى مذهب عن القرآن لدى مذهب آخر بالرغم من وجود كلمات شاذة هنا أو هناك فإن مثل هذه الكلمات لم تستطع أن تنفذ إلى مستوى العقيدة العامة..
وإذا كان بعض هؤلاء الذين ذهبوا إلى التحريف يملكون موقعاً متقدماً من حيث العلم والوثاقة لدى أهل مذهبهم فإنهم لم يتمكنوا من النفاذ إلى الواقع العقيدي العملي في داخلهم كما إنهم لا يملكون الوعي الفكري القرآني الذي يستطيعون من خلاله إدراك خطورة السلبية الكبيرة في هذا الاتجاه على مستوى العقيدة الإسلامية عندما يتسرب الخلل إلى النص القرآني..
هذا إلى جانب أن هؤلاء لا يملكون الذوق الفني الذي يعينهم على فهم أسرار اللغة العربية ليقارنوا بين هذه الكلمات التحريفية وبين طبيعة الأسلوب القرآني المعجز.
إننا لا نريد لهذا اللغو أن ينفذ إلى أجواء القرآن كما لا نريد لهذا الجدل العقيم الذي اتخذ أسلوب الحرب الكلامية التي لا يعتمد أصحابها على قاعدة ثابتة للحوار بل كل ما هناك أن هذا الفريق يريد أن يسجل نقطة ضد الفريق الآخر لحسابات مذهبية أو سياسية.
وحسبك أن تعلم بأن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم ونستوحي حوارنا من هديه ونوره قد جمع في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله) وفي حياته وكانت المصاحف تكتب من ذلك الذي جمع في زمانه (صلّى الله عليه وآله) لا من صدور الصحابة وشهادة الشهود فحسب وقد رافقت فاطمة (عليها السلام) أباها النبي وزوجها الوصي وهما يوجهان الأمة إلى كتابة القرآن وحفظه وجمعه وتعليمه والعمل به ولذلك نلاحظ من خلال دراستنا لخطب الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلّى الله عليه وآله) كيف صاغ القرآن حجتها الدامغة أمام خصومها من منكري حقها في فدك وكيف وضع القرآن بين يديها الميزان كله لتفصل بين الحق والباطل في مفهوم الخلافة والولاية ولم يستكثر المسلمون عليها ذلك فهي ابنة القرآن وربيبته وقد لفتت بمنهجيتها تلك إلى أهمية مرجعية القرآن الكريم لفضّ خلافات المسلمين ونزاعاتهم فليس بعد كلام القرآن كلام وليس بعد كلام الزهراء كلام.
(١) - سورة فصلت، الآية ٤٢.
(٢) - سورة الحجر، الآية ٩.
(٣) - سورة الحجر، الآيات ٦ - ٢٠.
(٤) - القاموس المحيط، الفيروز آباد بمادة صحف، (لسان العرب) ابن منظور (مادة صحف).
(٥) - الصفار (بصائر الدرجات) (١٥٠) ط المرعشي، والمجلسي (بحار الأنوار) ج٢٦، ص٣٨ وص٤٧ وص٢٧١.
(٦) - نفس المصدر.
(٧) - نفس المصدر.
(٨) - نفس المصدر.
(٩) - الكليني : ج١، ص٢٣٩. والمصدر السابق أيضاً.
(١٠) - الصفار، بصائر الدرجات، ص١٥٠، ط المرعشي، والمجلسي بحار الأنوار، ج٢٦، ص٤٣.
لقد أثار مصحف فاطمة حفيظة العديد من الكتّاب، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، تارة باستغلال اسمه ـ باعتبار أنه يطلق عليه اسم مصحف ـ وجعله باباً لاتهامهم بأنهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفّتين والمتداول بين المسلمين قاطبة، فيوقعون الناس في وهم بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.
ـ المصحف في اللغة
المصحف ـ مثلثة الميم من أصحف بالضم ـ أي جعلت فيه الصحف (٤)، وسمي المصحف مصحفاً لأنه أصحف أي جعل للصحف المكتوبة بين الدفتين. وبناء ً عليه، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم.
فالمصحف كل كتاب أصحف وجمع بين دفتين، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم أوجبت انصراف الأذهان إليه.
ـ مصحف فاطمة في أخبار أهل البيت (عليهم السلام)
١ـ عن أبي حمزة أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال : (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله)(٥).
٢ـ عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله (عليه السلام): (... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن)(٦).
٣ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (إن عندي... ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً)(٧).
٤ـ عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم (عليه السلام) قال : (عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن)(٨).
٥ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : (وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد)(٩).
٦ـ عن سليمان بن خالد قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة)(١٠).
تبين من خلال هذه الروايات أن مصحف فاطمة (عليها السلام) ليس قرآناً، بل هو كتاب حديث متضمناً لبعض المعارف التي تلقتها عن أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكذلك تذكر الروايات على شمول مصحف فاطمة (عليها السلام) على وصيتها.. وربما يتحدث بعض الناس عن شيء اسمه مصحف الزهراء انطلاقاً من بعض الأحاديث المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام) التي قد توحي بأنه يمثل قرآناً آخر أو شيئاً من القرآن فيما تتحدث به بعض تلك الكلمات : (إنه ثلاثة أمثال قرآنكم) (وما فيه حرف من القرآن) ولكن النظرة الناقدة لهذه الأحاديث تدل على نفي كونه قرآناً وفي بعضها فيما ورد عن الإمام جعفر الصادق (عندي الجفر الأبيض... ومصحف فاطمة... أما والله ما فيه حرف من القران ولكنه إملاء رسول الله وخط علي) ممّا يوحي بأنه ليس مصحفاً كبقية المصاحف فيما توحي به كلمة المصحف ولكن كتاب حديث يشتمل على أحكام الشرع ممّا أملاه رسول الله على علي (عليه السلام) وفي بعض الأحاديث إن فيه وصية فاطمة (عليه السلام)..
ولعل الملاحظ في مثل هذا الموضوع الذي يثير مثل هذه الضجة لدى الكثير من الكتاب أنه يتحرك ضمن خطة إعلامية تستهدف تسجيل نقطة سلبية ضد بعض المذاهب الإسلامية من دون نقد أو تمحيص ولكننا نحب أن نثير القضية من جهة أخرى وهي أن أي مسلم مخلص يستطيع أن يعرف كذب مثل هذه الإثارة من خلال ملاحظة حاسمة وهي إنه لو فتش في شرق الأرض وغربها على نسخة واحدة من مصحف فاطمة لم يجدها لأنها لا وجود لها أساساً في كل الأوساط حتى بطريقة خفيه وليس هناك من يعتقد بشيء من هذه القبيل من قريب أو من بعيد وهذا ما نحب أن نؤكده خدمة للحقيقة القرآنية...
المهم هو الإشارة إلى أن مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل إلى غيرهم (عليهم السلام)، ولم تصل إلى شيعتهم، وليس هناك أي واقع لما يدّعيه افتراء ً بعض الكتاب من كون هذا المصحف متداولاً في بعض مناطق الشيعة، لا في بلاد الحجاز ولا في غيرها، والمؤسف أن أصحاب هذه الأقلام يطلقون العنان لأقلامهم دون تدبر ولا تثبّت، ويأخذون معلوماتهم من العوام، ويصدقون كلّ مقولة للطعن والتشنيع، فيثبتونها في كتبهم لتصبح بعد ذلك مصادر يعتمد عليها المأجورون والسّاعون وراء تفريق المسلمين وزرع الفتن بينهم. ويبقى أمامنا في حديث حفظ القرآن من قبل الله ما يجب أن نثيره من التركة المثقلة من الأحاديث التي تتدخل في تفسير القرآن لمصلحة هذا الفريق أو ذاك بالمستوى الذي يسيء إلى الفهم القرآني المنفتح عندما يحاصره التأويل والتفصيل من كل جانب.. ممّا يجعل النص القرآني أدباً رمزياً لا تعبر فيه الكلمة عن المعنى إلا بطريقة بعيدة جداً ممّا يبعده عن الأسلوب البلاغي الأمر الذي نلاحظ فيه أن هؤلاء الناس قد يهمهم حماية مذاهبهم وأفكارهم الخاصة أكثر ما يهمهم حماية كتاب الله إذ لا يكفي وجود حديث واحد من شخص ثقة بحسب الموازين الفنية في علم الحديث لنرفع اليد عن الإشراق التعبيري للقرآن فيما يتضمنه من معنى أو يدل عليه من ظاهر لأن القرآن يمثل الكتاب المعصوم الذي نقطع بصحة كلماته المنسجمة مع أروع الأساليب الفنية في اللغة العربية فلابدّ في تأويله والخروج عن ظاهره من وثيقة حديثية بالقوة التي تناسب مع قوته أو تكون قريبة منه مع ضرورة دراسة طبيعتها المضمونية ومدى ملاء متها للأجواء العامة للقرآن روحاً ومنهجاً وفكراً.
إننا نضع هذه الملاحظة أمام الدارسين ليدرسوها حتى لا نضيع في متاهات الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن تأويل القرآن وتتصرف بطريقة أو بأخرى من دون أية محاكمة دقيقة فنبتعد بذلك عن صفاء الوحي الإلهي لنفرض عليه فكراً من فكرنا ونخضعه لخلافتنا فلا يصلح بعد ذلك لأن يكون حكماً فيما نختلف فيه لابتعادنا عن صفاء مدلوله وإشراق معانيه. ونحب أن نعود في نهاية المطاف إلى مسألة حفظ القرآن لنؤكد أن استمرار القرآن لدى جميع المسلمين في صيغة واحدة فيما يلتزمونه كمصدر للتشريع وفيما يقرأونه في الصلاة وفي غيرها وفيما يثيرونه في حياتهم من خلاله من مفاهيم وعقائد هو الدليل على ذلك فليس هناك في العالم الإسلامي كله ولا في غيره صيغة أخرى أو نسخة أخرى يختلف فيها القرآن لدى مذهب عن القرآن لدى مذهب آخر بالرغم من وجود كلمات شاذة هنا أو هناك فإن مثل هذه الكلمات لم تستطع أن تنفذ إلى مستوى العقيدة العامة..
وإذا كان بعض هؤلاء الذين ذهبوا إلى التحريف يملكون موقعاً متقدماً من حيث العلم والوثاقة لدى أهل مذهبهم فإنهم لم يتمكنوا من النفاذ إلى الواقع العقيدي العملي في داخلهم كما إنهم لا يملكون الوعي الفكري القرآني الذي يستطيعون من خلاله إدراك خطورة السلبية الكبيرة في هذا الاتجاه على مستوى العقيدة الإسلامية عندما يتسرب الخلل إلى النص القرآني..
هذا إلى جانب أن هؤلاء لا يملكون الذوق الفني الذي يعينهم على فهم أسرار اللغة العربية ليقارنوا بين هذه الكلمات التحريفية وبين طبيعة الأسلوب القرآني المعجز.
إننا لا نريد لهذا اللغو أن ينفذ إلى أجواء القرآن كما لا نريد لهذا الجدل العقيم الذي اتخذ أسلوب الحرب الكلامية التي لا يعتمد أصحابها على قاعدة ثابتة للحوار بل كل ما هناك أن هذا الفريق يريد أن يسجل نقطة ضد الفريق الآخر لحسابات مذهبية أو سياسية.
وحسبك أن تعلم بأن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم ونستوحي حوارنا من هديه ونوره قد جمع في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله) وفي حياته وكانت المصاحف تكتب من ذلك الذي جمع في زمانه (صلّى الله عليه وآله) لا من صدور الصحابة وشهادة الشهود فحسب وقد رافقت فاطمة (عليها السلام) أباها النبي وزوجها الوصي وهما يوجهان الأمة إلى كتابة القرآن وحفظه وجمعه وتعليمه والعمل به ولذلك نلاحظ من خلال دراستنا لخطب الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلّى الله عليه وآله) كيف صاغ القرآن حجتها الدامغة أمام خصومها من منكري حقها في فدك وكيف وضع القرآن بين يديها الميزان كله لتفصل بين الحق والباطل في مفهوم الخلافة والولاية ولم يستكثر المسلمون عليها ذلك فهي ابنة القرآن وربيبته وقد لفتت بمنهجيتها تلك إلى أهمية مرجعية القرآن الكريم لفضّ خلافات المسلمين ونزاعاتهم فليس بعد كلام القرآن كلام وليس بعد كلام الزهراء كلام.
(١) - سورة فصلت، الآية ٤٢.
(٢) - سورة الحجر، الآية ٩.
(٣) - سورة الحجر، الآيات ٦ - ٢٠.
(٤) - القاموس المحيط، الفيروز آباد بمادة صحف، (لسان العرب) ابن منظور (مادة صحف).
(٥) - الصفار (بصائر الدرجات) (١٥٠) ط المرعشي، والمجلسي (بحار الأنوار) ج٢٦، ص٣٨ وص٤٧ وص٢٧١.
(٦) - نفس المصدر.
(٧) - نفس المصدر.
(٨) - نفس المصدر.
(٩) - الكليني : ج١، ص٢٣٩. والمصدر السابق أيضاً.
(١٠) - الصفار، بصائر الدرجات، ص١٥٠، ط المرعشي، والمجلسي بحار الأنوار، ج٢٦، ص٤٣.
احمد ابو مؤمل
/
ولائيات
دخل أبو شاكر الديصاني - وهو زنديق ملحد - على الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال : يا جعفر بن محمّد دلِّني على معبودي!.
فقال له (عليه السلام): إجلس، فإذا غلام صغير في كفِّه بيضة، فقال (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها.
فقال (عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضَّة الذائبة، ولا الفضَّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها. لا يُدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبِّراً؟..
فأطرق الديصاني مليّاً، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنك إمام وحجَّة من الله على خلقه، وأنا تائب إلى الله تعالى ممَّا كنت فيه.
فقال له (عليه السلام): إجلس، فإذا غلام صغير في كفِّه بيضة، فقال (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها.
فقال (عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضَّة الذائبة، ولا الفضَّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها. لا يُدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبِّراً؟..
فأطرق الديصاني مليّاً، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنك إمام وحجَّة من الله على خلقه، وأنا تائب إلى الله تعالى ممَّا كنت فيه.
فهيمة علي
/
مشاركة في الرد على سؤال يتكرر دائما
مشاركة بحدودي العلمية وتصوراتي الفقهية للإجابة عن سؤال يتكرر حول لماذا التوسل
بالأئمة المعصومين؟..
لو قرأرنا سورة الإنسان والكل أجمع في أن نزولها في أهل البيت عليهم السلام، قوله تعالى :(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله, يدخل من يشاء في رحمته).. الدعاء يعنى طلب الرحمة والدخول فيها, وهذه الرحمة تحتاج للمشيئة الربانية التي أودعها عز وجل في المعصومين الذين يعملون بأمره سبحانه, فأين الشرك؟.. والآيات الكريمة توضح بأنهم حملة مشيئته عز وجل التي لا تعمل إلا بأمره، كما قال لهم عز وجل : (وما تشاؤؤن).. فالذي دائما يقول (إن شاء الله) يكون ملازما للمشيئة، وبالتالي يدخل في الرحمة الإلهية.. ولهذا فالذكر الدائم لأهل بيت العصمة، يعني تذكير أنفسنا بمشيئة الخالق عز وجل، في إدخال من يشاء في رحمته، فيزداد تواضعنا وانكسارنا.. ومشيئته عز جل هي الحاكمة، فلا مفر منها إلا إليها.
لو سأل الإنسان نفسه من المخاطب في هذه الآية؟.. وهل هو في حالته التي هو عليها يستحق أن يحمل الرحمة الإلهية، التي لا تشاء إلا أن يشاء الله؟..
لأجاب بنفسه على هذا السؤال : نعم المشيئة بيد الله عز وجل, ولكن الرحمة لها أهلها وهم : فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
بالأئمة المعصومين؟..
لو قرأرنا سورة الإنسان والكل أجمع في أن نزولها في أهل البيت عليهم السلام، قوله تعالى :(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله, يدخل من يشاء في رحمته).. الدعاء يعنى طلب الرحمة والدخول فيها, وهذه الرحمة تحتاج للمشيئة الربانية التي أودعها عز وجل في المعصومين الذين يعملون بأمره سبحانه, فأين الشرك؟.. والآيات الكريمة توضح بأنهم حملة مشيئته عز وجل التي لا تعمل إلا بأمره، كما قال لهم عز وجل : (وما تشاؤؤن).. فالذي دائما يقول (إن شاء الله) يكون ملازما للمشيئة، وبالتالي يدخل في الرحمة الإلهية.. ولهذا فالذكر الدائم لأهل بيت العصمة، يعني تذكير أنفسنا بمشيئة الخالق عز وجل، في إدخال من يشاء في رحمته، فيزداد تواضعنا وانكسارنا.. ومشيئته عز جل هي الحاكمة، فلا مفر منها إلا إليها.
لو سأل الإنسان نفسه من المخاطب في هذه الآية؟.. وهل هو في حالته التي هو عليها يستحق أن يحمل الرحمة الإلهية، التي لا تشاء إلا أن يشاء الله؟..
لأجاب بنفسه على هذا السؤال : نعم المشيئة بيد الله عز وجل, ولكن الرحمة لها أهلها وهم : فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
باقر علم النبيين
/
أهل البيت وسياق آية التطهير
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة َ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا (٢٨) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاة َ وَآتِينَ الزَّكَاة َ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)}
إنّ سياق آية التطهير لا يتناقض مع حصر عنوان أهل البيت بأصحاب الكساء دون نساء النبي.. ولتوضيح هذه المسألة يمكننا أن نطرح هذا السؤال :
عندما يكون هناك شخص تهتم لأمره بالغ الاهتمام، أفلا تحذر كل من يحاول أن يسيء إليه؟.. وهذا تماماً ما تشير إليه هذه الآيات، فهي قد حذرت نساء النبي (ص)، من القيام بأي عمل قد يسيء إلى أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسنين).. فكأنّ الآيات تريد أن تقول :
يا نبي الله!.. حذر نساء ك بمضاعفة العذاب عليهنّ، إذا ما قمن بأي عمل ٍ يسيء إليكم.. وإني ما أردتُ من تحذير نساء ك، إلاّ لحمايتكم أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسنين)، من أي سوء قد يصدر منهن تجاهكم.
وما يؤكد أنّ الآيات كانت بصدد تحذير نساء النبي من الإساء ة إلى أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين)، هو ما حدث بالفعل على أرض الواقع.. فإننا نجد أنّ من ضمن ما ذكرته الآيات، هو أنّ الله قد خيّر النساء بين التسريح - أي الطلاق -، أو الاستقامة : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة َ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَميلاً)، لما كان يصدر منهنّ من إساء ة وأذية لرسول الله.. والآيات القرآنية صريحة في ذلك، كما في قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَة ُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا).
وكذلك تصرّح الآيات بأنّ الله قد أمرهنّ بالقرار في البيت : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).. وفي ذلك إشارة واضحة، لما كان سيحدث مستقبلاً في معركة الجمل، التي قادتها بعض نساء النبي (ص)، ضد الإمام علي (ع)، والتي كان فيها إساء ة وأذيّة واضحة للإمام علي (ع)، من قبل بعض تلك النساء.
إنّ سياق آية التطهير لا يتناقض مع حصر عنوان أهل البيت بأصحاب الكساء دون نساء النبي.. ولتوضيح هذه المسألة يمكننا أن نطرح هذا السؤال :
عندما يكون هناك شخص تهتم لأمره بالغ الاهتمام، أفلا تحذر كل من يحاول أن يسيء إليه؟.. وهذا تماماً ما تشير إليه هذه الآيات، فهي قد حذرت نساء النبي (ص)، من القيام بأي عمل قد يسيء إلى أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسنين).. فكأنّ الآيات تريد أن تقول :
يا نبي الله!.. حذر نساء ك بمضاعفة العذاب عليهنّ، إذا ما قمن بأي عمل ٍ يسيء إليكم.. وإني ما أردتُ من تحذير نساء ك، إلاّ لحمايتكم أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسنين)، من أي سوء قد يصدر منهن تجاهكم.
وما يؤكد أنّ الآيات كانت بصدد تحذير نساء النبي من الإساء ة إلى أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين)، هو ما حدث بالفعل على أرض الواقع.. فإننا نجد أنّ من ضمن ما ذكرته الآيات، هو أنّ الله قد خيّر النساء بين التسريح - أي الطلاق -، أو الاستقامة : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة َ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَميلاً)، لما كان يصدر منهنّ من إساء ة وأذية لرسول الله.. والآيات القرآنية صريحة في ذلك، كما في قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَة ُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا).
وكذلك تصرّح الآيات بأنّ الله قد أمرهنّ بالقرار في البيت : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).. وفي ذلك إشارة واضحة، لما كان سيحدث مستقبلاً في معركة الجمل، التي قادتها بعض نساء النبي (ص)، ضد الإمام علي (ع)، والتي كان فيها إساء ة وأذيّة واضحة للإمام علي (ع)، من قبل بعض تلك النساء.
يوسف
/
لا بد للحق ان يتجلى ويكتمل
سقراط أحد العلماء اليونانيين، الذي كان له السبق في وضع النظريات في المنطق وفي نظام الحكم والقوانين الوضعية.. فمن أهم ما توصل إليه سقراط في نظريات الحكم وسيادة الدولة، هو نظام الديموقراطية، أو بالأصح تعديل وتحسين هذا النظام.. ومن المعروف أن هذا النظام، يعتمد على انتخاب أفراد الشعب للحاكم.. ومن المعروف أيضا أن هذه الأصوات الانتخابية، يمكن شراؤها من قبل المرشحين، ويمكن أن يتلاعب بها صاحب الجاه المال والإعلام كيف شاء.. فلذلك قام هذا العالم الحكيم بتعديل هذا النظام، بحيث جعله أكثر فعالية، وأكثر عادلية، في اختيار الحاكم المناسب، حيث أنه جعل المؤهل للانتخاب، هو ذاك الشخص الذي يتحلى بالعلم والحكمة والأخلاق الفاضلة، بالإضافة إلى وجوب أعدلية وأفضلية وأعلمية المرشح.. لكن هذا التعديل سرعان ما حورب، من قبل رجال الدولة آنذاك، ونكل بهذا العالم شر تنكيل.
تعليق على هذا الكلام :
من الملاحظ أن هذا العالم، أتى بنظرية تعد من أهم النظريات، التي يوافق عليها العقل والمنطق، في اختيار الحاكم.. لكن ألا يمكننا أن نتوصل إلى أبعد ممن توصل إليه سقراط؟.. نعم يمكننا ذلك.. لو دققنا النظر أكثر، في الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشح والمنتخب لدى سقراط، لوجدنا ذلك أنها تحتاج إلى من يحدد هذه الشروط، ويقيم الأفضلية والأعلمية والأعدلية.. وهذا الشخص، يجب أن يكون على قدر كبير من هذه الصفات، لكي يمكنه التحديد والتقييم الصحيح.. فيا ترى من ذا الذي يصلح، أن يكون المحدد والمقيم للمرشح؟.. هذا ما عجز عن الإجابة عليه سقراط..
ولكن تأتي هنا نظرية أهل البيت (عليهم السلام)، التي تقول : إن من يقدر على هذه المهمة، مهمة الاختيار، هو الله وحده.. لأنه عين الكمال المطلق، الذي لا يمكن فرض النقص عليه، وهو الخبير بالعباد، وهو العادل الحكيم، وهو العالم بما تخفي الصدور والأنفس.. فلذلك تعين أن الله هو من يحدد هذا الشخص أو ذاك.. وسوف يكون هذا الشخص في أعلى مراحل العدل والعلم، لكي يتمكن من تحقيق الهدف من تنصيبه، أي بمعنى، أنه يجب عقلا أن يكون معصوما.
تعليق على هذا الكلام :
من الملاحظ أن هذا العالم، أتى بنظرية تعد من أهم النظريات، التي يوافق عليها العقل والمنطق، في اختيار الحاكم.. لكن ألا يمكننا أن نتوصل إلى أبعد ممن توصل إليه سقراط؟.. نعم يمكننا ذلك.. لو دققنا النظر أكثر، في الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشح والمنتخب لدى سقراط، لوجدنا ذلك أنها تحتاج إلى من يحدد هذه الشروط، ويقيم الأفضلية والأعلمية والأعدلية.. وهذا الشخص، يجب أن يكون على قدر كبير من هذه الصفات، لكي يمكنه التحديد والتقييم الصحيح.. فيا ترى من ذا الذي يصلح، أن يكون المحدد والمقيم للمرشح؟.. هذا ما عجز عن الإجابة عليه سقراط..
ولكن تأتي هنا نظرية أهل البيت (عليهم السلام)، التي تقول : إن من يقدر على هذه المهمة، مهمة الاختيار، هو الله وحده.. لأنه عين الكمال المطلق، الذي لا يمكن فرض النقص عليه، وهو الخبير بالعباد، وهو العادل الحكيم، وهو العالم بما تخفي الصدور والأنفس.. فلذلك تعين أن الله هو من يحدد هذا الشخص أو ذاك.. وسوف يكون هذا الشخص في أعلى مراحل العدل والعلم، لكي يتمكن من تحقيق الهدف من تنصيبه، أي بمعنى، أنه يجب عقلا أن يكون معصوما.
عاشق علي
/
كلمة إمام في القرآن
من منا لم يسمع ولم يقرأ الحديث الوارد عن النبي الأعظم - صلى الله عليه واله وسلم -: (أن الأئمة من بعدي اثنا عشرة نقيبا أو اثنا عشرة خليفة) مع اختلاف الألفاظ إلا أن المؤدى واحد أن الخلفاء بعد رسول الله (ص) عددهم " ١٢ ".
هذه الروايات الواردة بهذا المضمون، لها أصل في القرآن الكريم، حيث أن كلمة إمام وردت في القرآن الكريم، اثنا عشرة مرة " ١٢ ".
وآخر كلمة إمام في القرآن ورقمها " ١٢ "، وردت في سورة ياسين، ورقم الآية أيضا " ١٢ " قال تعالى : " وكل شيء احصيناه في امام مبين ".
هذه ليست صدفة، إنما هو قرآن كريم أحكمت وفصلت آياته من لدن حكيم عليم.
هذه الروايات الواردة بهذا المضمون، لها أصل في القرآن الكريم، حيث أن كلمة إمام وردت في القرآن الكريم، اثنا عشرة مرة " ١٢ ".
وآخر كلمة إمام في القرآن ورقمها " ١٢ "، وردت في سورة ياسين، ورقم الآية أيضا " ١٢ " قال تعالى : " وكل شيء احصيناه في امام مبين ".
هذه ليست صدفة، إنما هو قرآن كريم أحكمت وفصلت آياته من لدن حكيم عليم.
batul
/
الفرق بين الحديث القدسي وبين الحديث النبوي
إن المقصود من الحديث النبوي، هو الحديث الذي يحكي قول النبي محمد (ص)، أو فعله، أو تقريره.
أما الحديث القدسي أو الإلهي أو الرباني أو أسرار الوحي : هو كل حديث يضيف فيه المعصوم (عليه السلام) قولا إلى الله - سبحانه وتعالى -، ولم يرد في القرآن الكريم.
أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها في ترتيبها بعينه، لا لغرض الإعجاز، نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه " أو به ").
وبذا افترق عن القرآن، الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة، في ترتيبها المعين للإعجاز.. كما أنه بخلاف الحديث النبوي، الذي هو الوحي إليه (صلوات الله عليه)، بمعناه لا بألفاظه.
أما وجه إضافة الحديث القدسي إلى القدس، فلأنها الطهارة والتنزيه.. وإلى الإله والرب، لأنه صادر منه، وهو المتكلم به، والمنشئ لـه.. وإن كان جميعها صادراً بوحي إلهي، لأن الرسول (ص) : (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى)، من هنا كان من أسرار الوحي.
والحاصل ـ كما قيل ـ أن الحديث القدسي ما كان لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومعناه من عند الله - تبارك وتعالى - بالإلهام أو المنام أو غيرهما.. وأما القرآن فإن اللفظ والمعنى منه سبحانه، ولذا فُضّل عليه.
وقـد ذكـر فـي فـوائد الأمير حميد الدين ـ كما في كشاف اصطلاحات الفنون : ٢ / ١٥ ـ أن الفرق بين القرآن والحديث القدسي على ستة أوجه :
الأول : أن القرآن معجز، والحديث القدسي لا يلزم أن يكون معجزاً.
الثاني : أن الصلاة لا تكون إلا بالقرآن، بخلاف الحديث القدسي.
الثالث : أن جاحد القرآن يكفر، بخلاف جاحد الحديث القدسي.
الرابع : أن القرآن لابد فيه من كون جبرئيل عليه السلام وسيلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين الله تعالى، بخلاف الحديث القدسي.
الخامس : أن القرآن يجب أن يكون لفظه من الله تعالى، وفي الحديث القدسي يجوز أن يكون لفظه من النبي (صلى الله عليه وآله).
السادس : أن القرآن لا يمسّ إلا مع الطهارة، والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث.
أما الحديث القدسي أو الإلهي أو الرباني أو أسرار الوحي : هو كل حديث يضيف فيه المعصوم (عليه السلام) قولا إلى الله - سبحانه وتعالى -، ولم يرد في القرآن الكريم.
أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها في ترتيبها بعينه، لا لغرض الإعجاز، نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه " أو به ").
وبذا افترق عن القرآن، الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة، في ترتيبها المعين للإعجاز.. كما أنه بخلاف الحديث النبوي، الذي هو الوحي إليه (صلوات الله عليه)، بمعناه لا بألفاظه.
أما وجه إضافة الحديث القدسي إلى القدس، فلأنها الطهارة والتنزيه.. وإلى الإله والرب، لأنه صادر منه، وهو المتكلم به، والمنشئ لـه.. وإن كان جميعها صادراً بوحي إلهي، لأن الرسول (ص) : (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى)، من هنا كان من أسرار الوحي.
والحاصل ـ كما قيل ـ أن الحديث القدسي ما كان لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومعناه من عند الله - تبارك وتعالى - بالإلهام أو المنام أو غيرهما.. وأما القرآن فإن اللفظ والمعنى منه سبحانه، ولذا فُضّل عليه.
وقـد ذكـر فـي فـوائد الأمير حميد الدين ـ كما في كشاف اصطلاحات الفنون : ٢ / ١٥ ـ أن الفرق بين القرآن والحديث القدسي على ستة أوجه :
الأول : أن القرآن معجز، والحديث القدسي لا يلزم أن يكون معجزاً.
الثاني : أن الصلاة لا تكون إلا بالقرآن، بخلاف الحديث القدسي.
الثالث : أن جاحد القرآن يكفر، بخلاف جاحد الحديث القدسي.
الرابع : أن القرآن لابد فيه من كون جبرئيل عليه السلام وسيلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين الله تعالى، بخلاف الحديث القدسي.
الخامس : أن القرآن يجب أن يكون لفظه من الله تعالى، وفي الحديث القدسي يجوز أن يكون لفظه من النبي (صلى الله عليه وآله).
السادس : أن القرآن لا يمسّ إلا مع الطهارة، والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث.
بنت علي ع
/
هل تعرف عن المعقبات؟
المعقبات أو ما تسمى بالقوة الحافظة
وهي مجموعة متناوبة، تعمل بشكل دائب، دون ملل ومستمر، ألا وهي الملائكة التي أمر الله - جل وعلا - بأن تحفظ الإنسان من بين يديه وخلفه.. فعندما يتعرض الإنسان للمخاطر وينجو، يتعجب الإنسان كيف نجى، إلا أنه ينجو بواسطة المعقبات أو الدرع الواقي.
إن عدم إدراكنا لوجود هذه المعقبات عن طرق الحس، ليس دليلا على عدم وجود المعقبات معنا.. إضافة إلى ذلك، يتعرض الإنسان إلى كثير من المخاطر في حياته الاعتيادية، والتي لا يمكن النجاة من هذه المخاطر إلا بوجود المعقبات.. وقد أكد أهل بيت النبوة، بكثير من الأحاديث بهذا الصدد :
عن الإمام البافر (ع) في قوله : " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله "، يقول : (بأمر الله من أن يقع في ركي، أو يقع عليه حائط، أو يصيبه شيء.. حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، يدفعونه إلى المقادير.. وهما ملكان يحفظانه بالليل، وملكان يحفظانه بالنهار يتعاقبان).
عن الإمام الصادق (ع): (ما من عبد إلا ومعه ملكان يحفظانه، فإذا جاء الأمر من عند الله، خليا بينه وبين أمر الله).
وفي نهج البلاغة عن الأمير علي (ع): (إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه).
وهي مجموعة متناوبة، تعمل بشكل دائب، دون ملل ومستمر، ألا وهي الملائكة التي أمر الله - جل وعلا - بأن تحفظ الإنسان من بين يديه وخلفه.. فعندما يتعرض الإنسان للمخاطر وينجو، يتعجب الإنسان كيف نجى، إلا أنه ينجو بواسطة المعقبات أو الدرع الواقي.
إن عدم إدراكنا لوجود هذه المعقبات عن طرق الحس، ليس دليلا على عدم وجود المعقبات معنا.. إضافة إلى ذلك، يتعرض الإنسان إلى كثير من المخاطر في حياته الاعتيادية، والتي لا يمكن النجاة من هذه المخاطر إلا بوجود المعقبات.. وقد أكد أهل بيت النبوة، بكثير من الأحاديث بهذا الصدد :
عن الإمام البافر (ع) في قوله : " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله "، يقول : (بأمر الله من أن يقع في ركي، أو يقع عليه حائط، أو يصيبه شيء.. حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، يدفعونه إلى المقادير.. وهما ملكان يحفظانه بالليل، وملكان يحفظانه بالنهار يتعاقبان).
عن الإمام الصادق (ع): (ما من عبد إلا ومعه ملكان يحفظانه، فإذا جاء الأمر من عند الله، خليا بينه وبين أمر الله).
وفي نهج البلاغة عن الأمير علي (ع): (إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه).
حواء
/
بيان الإمام الصادق ع في عظمة الله
دخل أبو شاكر الديصاني - وهو زنديق ملحد - على الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال : يا جعفر بن محمّد دلِّني على معبودي!.
فقال له (عليه السلام): إجلس، فإذا غلام صغير في كفِّه بيضة، فقال (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها.
فقال (عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضَّة الذائبة، ولا الفضَّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها. لا يُدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبِّراً؟..
فأطرق الديصاني مليّاً، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنك إمام وحجَّة من الله على خلقه، وأنا تائب إلى الله تعالى ممَّا كنت فيه.
فقال له (عليه السلام): إجلس، فإذا غلام صغير في كفِّه بيضة، فقال (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها.
فقال (عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضَّة الذائبة، ولا الفضَّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها. لا يُدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبِّراً؟..
فأطرق الديصاني مليّاً، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنك إمام وحجَّة من الله على خلقه، وأنا تائب إلى الله تعالى ممَّا كنت فيه.
صادق عبد الجليل سلمان أحمد
/
شفاعة النبي (ص) أسبغُ النعم!..
من المتواتر لدى المذاهب الإسلامية المختلفة، نيلُ البعض شفاعة النبي الأكرم يوم القيامة، فهي من الأمور المسلم بها.. وهنا قد يتساء ل المرء : هل يُعمل بالوساطة و " المحسوبية " يوم القيامة؟.. أيعقلُ ذلك؟!.. قد يكون الجواب : " حاشا لله "!..
إذن، فما هي حقيقة فلسفة الشفاعة، علماً القرآن أكد مراراً على مبدأ {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَة ٌ وِزْرَ أُخْرَى} و {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
من المعلوم أن العقيدة الإسلامية، ترتكز على مبدأ اليقين الإلهي، الذي يتمخض عنه محبة الله وعشقه.. ويكاد لا يختلف اثنان على أن الإنسان في هذا الخصوص، يفتقر إلى الآليات السليمة، التي تجعله يذوب في العشق الإلهي ؛ ذلك لأن الاستغراق في عشق وحب كُنية ٍ بالعين المجردة، يجعل الأمر إلى حدٍ على القدرة الإنسانية المحدودة.. وفي هذا الصدد، فإن المرء يقف مدهوشا ومصعوقا عندما يقرأ حديث الصادق (ع) عن صلاة الليل (والله، إن ركعتين في جوف الليل ؛ أحب إلي من الدنيا وما فيها ".
فهنا نلاحظ الهيام والعشق الصريح للكنية الإلهية، الذي يوصل الإنسان إلى مرتبة، تجعله لا يرى سوى الله ؛ فيأتمر بأوامره، وينتهي بنواهيه.
ومن هنا أرى شخصياً محبة النبي وآله، أتت وفرضت ؛ لتسهل على العباد هذه العملية.. ومن المعلوم بأن النبي وآله آيات من آيات الله - عز وجل - وهم التجسيد العملي للقرآن.
فمحبة النبي الإنسان الذي يمكن للعباد أن يتصوروه، ويرسموه في أذهانهم ؛ أصدق دليل على محبة الله.. فهو بالتالي رحمة ٌ للعباد، فكثير منا يخفق في توطيد تلك العلاقة الربانية.. فكأنما يقول الله، رحمة منه، " إذا لم تستطيعوا الوصول إلي، فصلوني بمحمد وآله "، ومن هنا وجبت الشفاعة.
إذن، فما هي حقيقة فلسفة الشفاعة، علماً القرآن أكد مراراً على مبدأ {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَة ٌ وِزْرَ أُخْرَى} و {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
من المعلوم أن العقيدة الإسلامية، ترتكز على مبدأ اليقين الإلهي، الذي يتمخض عنه محبة الله وعشقه.. ويكاد لا يختلف اثنان على أن الإنسان في هذا الخصوص، يفتقر إلى الآليات السليمة، التي تجعله يذوب في العشق الإلهي ؛ ذلك لأن الاستغراق في عشق وحب كُنية ٍ بالعين المجردة، يجعل الأمر إلى حدٍ على القدرة الإنسانية المحدودة.. وفي هذا الصدد، فإن المرء يقف مدهوشا ومصعوقا عندما يقرأ حديث الصادق (ع) عن صلاة الليل (والله، إن ركعتين في جوف الليل ؛ أحب إلي من الدنيا وما فيها ".
فهنا نلاحظ الهيام والعشق الصريح للكنية الإلهية، الذي يوصل الإنسان إلى مرتبة، تجعله لا يرى سوى الله ؛ فيأتمر بأوامره، وينتهي بنواهيه.
ومن هنا أرى شخصياً محبة النبي وآله، أتت وفرضت ؛ لتسهل على العباد هذه العملية.. ومن المعلوم بأن النبي وآله آيات من آيات الله - عز وجل - وهم التجسيد العملي للقرآن.
فمحبة النبي الإنسان الذي يمكن للعباد أن يتصوروه، ويرسموه في أذهانهم ؛ أصدق دليل على محبة الله.. فهو بالتالي رحمة ٌ للعباد، فكثير منا يخفق في توطيد تلك العلاقة الربانية.. فكأنما يقول الله، رحمة منه، " إذا لم تستطيعوا الوصول إلي، فصلوني بمحمد وآله "، ومن هنا وجبت الشفاعة.