- كلمات قصيرة
- » عالم الغيب
- » الايمان بالغيب
الكلمة:١
إن الإنسان الذي يقوم بأنواع العبادات، وأنواع المجاهدات: سيفاً، أو قلماً، أو قولاً، أو قدماً.. ولكنّ له قلبا مضطربا، وقلبا يخشى المستقبل، ويقلق على الماضي، وغير مستقر.. فهذا القلب مقطوع الصلة بعالم الغيب، ولا صلة له بالله عز وجل..
الكلمة:٢
لا شك في أن للمحيط الذي يعيش فيه الإنسان، الأثر الكبير على سلامة الروح والارتباط بعالم الغيب..
الكلمة:٣
إن بني آدم يؤمن بالغيب في الدنيا، ولا يؤمن بالغيب في الآخرة، فلئن قال: بأني آمنت بالغيب الدنيوي لآثاره.. فلِمَ لا يؤمن بالغيب الأخروي لآثاره؟.. أليس الله -عز وجل- له هذه الآثار؟!.. فانظروا إلى آثار رحمة الله!.. فلماذا لا تؤمن بهذا الغيب، وتؤمن بهذا الغيب؟.. {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؛ الإيمان بالغيب بكل ما غاب عن بصرك، سواء في ذلك المبدأ، وسواء في ذلك المعاد.. ولهذا في آخر هذه الآيات يقول: {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يخص المعاد وهو غيب بالذكر أيضاً.
الكلمة:٤
إن الإنسان قد يعترف، وقد يعلم، وقد يتيقن بالغيب؛ إلا أنه لا يتحول إلى قوة مطمئنة.. فالإيمان فيه عنصر الاطمئنان والأمن.. والاطمئنان والأمن قد لا يقترنان مع العلم.. هنا يأتي دور الغيب في أمرين: الأمر الأول: في إعطاء المعرفة النظرية، وثانياً: في تحويل المعلومة النظرية إلى حالة اطمئنان ويقين باطني.. (هم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، كأن زفير جهنم في أصول آذانهم).
الكلمة:٥
إن إيمان الحواريين قبل إنزال المائدة كان إيماناً غيبياً، وكان إيماناً بالله -عز وجل- وبقدرته، تعبداً واعتقاداً بما أخبرهم نبيهم روح الله عيسى (ع).. فهذا الإيمان التعبدي، والإيمان الغيبي، كان له قيمة متميزة.. ولكن بعد إنزال المائدة، أي أن تنزل مائدة من السماء؛ فإنه من الواضح أنه إعجاز من قبل الله عز وجل.. فهذه المائدة سلبت ذلك الجو الغيبي.
الكلمة:٦
إن الذي يستمر في المجاهدة في طريق الطاعة والعبودية -وخاصة في وجود ظروف مشاكسة- فإنه تتجلى له بعض صور عالم الغيب.. فالذي يمشي في طريق العبودية يعطى بعض الجوائز والنفحات، مثل: المنامات الصادقة، أو يرى بعض الصور الجميلة، أو يشم بعض الروائح الطيبة، ولكن لا ينبغي أن ينشغل بها عن الله -عز وجل- الواهب لهذه الأمور؛ فإنه لا يخلو من سوء أدب!..
الكلمة:٧
طوبى لمن تكفله الله تعالى، وأخرجه من حالة اليتم وضياع الكفيل التي نعيشها جميعا، وان لم نعترف بها!.. فانظر كيف استخلص الله -تعالى- وليدا تتقاذفه أمواج النيل، ليصبح كليمه في وادي طور سيناء؟!.. وانظر كيف اختار الله -تعالى- من ألقي في وسط النيران المتأججة، ليصبح بانيا لبيته الحرام؟.. وانظر كيف اصطفى الله -تعالى- يتيم مكة، ليخرجه من غار صغير لفتح ممالك الوجود أجمعها، بإنسها وجنـّـها!..
الكلمة:٨
إن الجانب العبادي، ليس المقصود به الصلاة والصوم والأوراد، بل هو الالتفات إلى عالم الغيب.. فالإنسان بإمكانه أن يعيش عالماً من عوالم القرب من الله -عز وجل- وهو جالس في مكانه لا يتحرك، ويعيش حالة الأنس والارتياح والمعية برب العالمين، بما لا يقاس لا بالأمومة ولا بالعروس.. ذلك الأنس الذي جعل أهل الجنة يتركون القصور والحور، وينشغلون بالنظر إلى جلال الله وجماله.
الكلمة:٩
لا يمكن إنكار أن هنالك طاقات كامنة خفية مؤثرة في عالم الوجود، ولكن الدخول في هذا العالم له إشكالاته الشرعية، من باب أن التكهن يحتمل الإيذاء فيه للنفس وللغير.. وأيضاً له إشكال عقلي حضاري، إذ أن عالم الغيب محكوم بضوابط، ولا يمكن تصديق كل من يدعي ويتخرص في هذا المجال، بأن ما يقوله هو عين الواقع والحقيقة.. وعليه، فإنه ينبغي للمؤمن أو المؤمنة عند رؤية أي تغير ملحوظ في حياته اليومية، أن يبادر إلى التفكير في أخطائه؛ ليعرف موجبات هذا التغير، سواء كان نفورا من الزوج أو الزوجة أو ما شابه ذلك.. فإن الالتجاء إلى مثل هذه الأمور، حركة غير علمية، وغير حضارية، وغير شرعية في بعض صورها.