- كلمات قصيرة
- » القرآن
- » أهمية القرآن
الكلمة:١
إن السياسة الشرعية قائمة على أساس الوقاية قبل العلاج.. ومن المستغرب أن يُرى هذا السلوك المخالف، ممن يعتقد بأن القرآن الكريم وحي منزل!.. فكيف نجمع بين هذا الاعتقاد وبين سلوكنا في الخارج؟!..
الكلمة:٢
إن مائدة القرآن الكريم من أغنى المعارف الإنسانية، لأنها تستمد موادها من مبدع هذا الوجود، وهو الكتاب الذي لا يصل الباطل إليه على مر الدهور.. وينبغي أن نعلم أن قوانين القرآن في عالم السنن الاجتماعية، هي كقوانينه في عالم المعادلات الطبيعية، وذلك لأن صاحب الخلق هو صاحب الأمر والتشريع.. ومن هنا، فإن المستوعب لهذه الحقيقة، يتعبد بكل ما جاء في الشريعة، وإن لم يفهم أسرارها.. فمتى استوعبنا أسرار الطبيعة، لنستوعب أسرار ما وراءها؟..
الكلمة:٣
إن القرآن الكريم، هو حديث المولى -جلا وعلا- مع العبد، بعكس الصلاة التي هي حديث العبد مع الرب.. والقرآن الكريم، لا يقل أهمية عن سائر العبادات والطاعات.
الكلمة:٤
وجب علينا أن نفهم أن كتاب الله الكريم، وبحكم تعبدنا الدائم بالاسترسال في تلاوته، وحفظه، والتركيز على معانيه العميقة ومدلولاته البعيدة.. لا تعد تلك الأفعال المجردة بحد ذاتها عبادة، إلا إذا ما قورنت بصدق النية، والتطبيق الفعلي لآيات الله في الحياة؛ ليجسد كلٌّ منا معنى القرآن الناطق بالفعل والعمل؛ داعياً إلى سبيل الرشاد.. لنواكب ذاك القرآن الصامت، كما هم آل البيت عليهم السلام.
الكلمة:٥
نحن ظلمنا القرآن، كم قرأنا القرآن ولم نلتفت إلى أدق المعاني في كتاب الله عز وجل؟!..
الكلمة:٦
لا خير في عبادة لا تدبر فيها، فـ{الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ}؛ أي تبيان للناس، ورب العالمين يدعونا للتدبر في كتابه.. ولو كان كتابا معقدا لما أمرنا بذلك.
الكلمة:٧
إن المؤمن دائما على مائدة القرآن الكريم، وهو من صور المتعة في الحياة.. فالمؤمن يستمتع بأن يسمع تارة حديث ربه؛ فيقرأ القرآن.. ويستمتع تارة بالحديث مع ربه؛ فيصلي بين يديه.. فالقرآن الصاعد هي الصلاة، والنازل هو الذي بين أيدينا.. فهنيئا لمن صارت له هذه الحالة من الأنس بكتاب الله عز وجل!..
الكلمة:٨
إن الذي يتلو القرآن كثيرا؛ يختلط لحمه ودمه وعظمه بالقرآن، والتلاوة تكون مع أدنى درجات الالتفات الذهني؛ أي أن يعي ما يقرأ.. أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يقولون: لبيك اللهم لبيك!..عندما يتلون: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}.. قد لا يتوقع منا نحن هذه الدرجة، ولكن من المناسب للإنسان عندما يقرأ المصحف، أن يقرأ تفسير بعض الكلمات المشكلة.
الكلمة:٩
إن القرآن الكريم هو نعمَ المائدة الربانية، التي نستفيد من بركاتها.. فالمؤمن إذا ضاقت بهِ الحياة، واجتمعت عليه الهموم والغموم، لهُ طريقان لتفريج همه: إما أن يتحدث مع الله -عز وجل-، والحديث مع الله -عز وجل- يعني الدعاء، سواء كان دعاءً مستقلاً، أو كان ضمن صلاة، فالصلاةُ هي القرآن الصاعد..
الكلمة:١٠
لا ينبغي أن يقيد الإنسان المؤمن نفسه بزمان أو مكان معين.. أي لا يجعل لتلاوة القرآن زمنا معينا، بحيث لو لم يقرأ القرآن في هذا الوقت، فإنه يترك أو يهجر قراءة القرآن الكريم.. ولكن بلا شك أن هنالك بعض الأوقات فيها مزية: كساعة السحر، وساعة بين الطلوعين، وبعد الفرائض الواجبة.. حتى أن البعض يختم القرآن الكريم من خلال النافلة، فمن المعلوم أن بعض الفقهاء يجوز قراءة السورة مجزئة في النافلة.. وبالتالي، فإن بإمكان الإنسان المؤمن أن يتهجد من خلال تلاوة القرآن الكريم.. وكذلك من الأفضل أن يكون المكان الذي يتلى فيه كتاب الله، مكاناً فارغاً من كل شاغل، حتى يتفرغ للتعمق والتدبر في المضامين.
الكلمة:١١
إن الذي يتدبر في الآيات، وتصبح له حالة من حالات الأنس في الشهر الكريم، فإنه يرجى منه أن يكمل هذه العلاقة بعد انتهاء هذا الشهر.. فهو بمثابة إنسان نزل عند شخص لا يعرفه جيداً، ويجهل قدره.. فعندما حل عنده ضيفاً ثلاثين ليلة؛ عرف منزلته.. وبالتالي، فإنه لا يرتحل عنه.. وكذلك فإن الذي يأنس بالكتاب الكريم، ولو أنه كان قد جفا كتاب الله قبل هذا الشهر، فإن هذا الإنسان سوف يلهج بالقرآن الكريم.. ومن هنا نقول: أنه لابد أن نعطي للقرآن الكريم في شهر رمضان تلاوةً متميزة، حتى يبقى هذا الأنس بعد الانتهاء من هذا الشهر.
الكلمة:١٢
إن الشياطين تجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، لذلك يجب أن نستعيذ بالله من الشيطان عند تلاوة القرآن الكريم، يقول تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.. لأن الشياطين عينها على الإنسان الذي يتلو القرآن، وتخشى من انتقال المعاني البليغة التي في القرآن إلى قارئه.
الكلمة:١٣
إن مواعظ القرآن مواعظ سلسة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}، فالذي يفتح مسامع قلبه للقرآن الكريم؛ فإنه سيكون له تأثير تكويني على النفوس.. ولعل البعض لم يلتفت أن رب العالمين جعل في القرآن خاصية الشفاء، كما جعل خاصية الشفاء في العقاقير الطبية.. هذه الأدوية والإبر المسكنة من بركات رب العالمين، ولكن بني آدم كفر بهذه النعمة، وحول هذه المواد المعينة على الشفاء إلى مواد تجلب له الشقاء.
الكلمة:١٤
إن الشفاء الأول الأساسي للقرآن، هو شفاء الصدور، وشفاء ما في القلوب من أمراض.. نعم، بعض الآيات رب العالمين جعل فيها خاصية الشفاء لبعض الأمراض هذا الأمر جانبي.. فالأنبياء ما جاءوا لعلاج الناس من الأمراض البدنية، وقد ورد في رواية عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (إن نبياً من الأنبياء مرض فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني.. فأوحى الله عز وجل: لا أشفيك حتى تتداوى، فإن الشفاء مني والدواء مني.. فجعل يتداوى فأتى الشفاء).. هذا هو الطريق الطبيعي، فإبراهيم الخليل (ع) عندما كان يمرض، كان يراجع الطبيب، ولكن شعاره: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.. هو الشافي، وهو العالم بالأسباب؛ ولكن هذا لا يعني ألا يراجع من هو وسيلة للشفاء.
الكلمة:١٥
إن الكتاب الإلهي يمثل قمة الحكمة في عالم الوجود، ولو أن القرآن الكريم يتحمل أكثر من هذه المعاني، ويمكن إنزاله بشكل أفضل لأنزله الله تعالى.. فالنبي خاتم الأنبياء، وأمير المؤمنين خاتم الأوصياء، والقرآن الكريم خاتم الكتب السماوية!..
الكلمة:١٦
إن الإنسان عندما يقرأ القرآن، يعيش حالة من حالات الثقة والاطمئنان!..
الكلمة:١٧
إن المعالم القرآنية ليست منحصرة في آيات القرآن الكريم، فالقرآن حمال أوجه، وهنالك معان خلف هذه الظواهر القرآنية.. فالمؤمن بإمكانه أن يفسر آية بآية، ويخرج منهما بفائدة جميلة.. رحم الله الطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، حيث أن منهجه هو تفسير القرآن بالقرآن!..
الكلمة:١٨
إن هناك محطات تأمل جميلة جداً في سورة مريم!.. هذه السورة التي ينبغي لكل مؤمنة أن تقرأها، لا قراءة من أجل تيسير ساعة الولادة مثلاً.. ولكن هذه السورة وسورة النور، من السور التي يطلب من المؤمنات قراءتها قراءة واعية ومتأملة!..
الكلمة:١٩
ليس المطلوب منا أن نقرأ كتب الفلسفة والمنطق وغيره، بل علينا أن نفهم كتاب ربنا بألفاظه، وأن نعلم مسائلنا الشرعية.. والمسائل الضرورية محدودة جداً، قد لا تتجاوز المائة مسألة: في الصلاة، والطهارة، والصوم، والخمس، وما شابه ذلك.. فلو أراد أحدنا أن يتعلم المسائل الفقهية الضرورية في الشريعة، فإن شهراً واحداً يكفيه كي يتعلم هذه المسائل.. والذين يريدون وصلاً بليلى، لابد أن يعرف من هي ليلى، وما هي مواصفاتها، وأن ينظر إلى صورتها.