أسئلة ذات صلة بـ تهذيب النفس
- مسائل وردود
- » تهذيب النفس
- » كثرة النوم
السؤال
إحدى الأخوات تسأل عن كثرة النوم، وهي تعرف جيدا قيمة الوقت، لكنها لا تستطيع مقاومة النوم.. ما الحل برأيك؟!..
الجواب
ما دمت سألت عن الوقت، وهدر العمر الذي ابتلي به الكثيرون، فإنني أفضل إن أقدم لكم ملاحظاتي في نقاط محددة، نظرا لأهمية الأمر، فأقول مستعينا بالله تعالى:
أولا: لا بد من وقفة متأملة مع النفس في هذا المجال، وإقناعها بأن السعادة الأبدية تتحدد بساعات العمر القصيرة.. ومن المعلوم أن اللانهاية عندما تقسم على المحدود، فإن النتيجة هي اللانهاية أيضا، ومعنى ذلك أن كل قطعة من قطع العمر-ولو على مستوى الثانية- توازيها سعادة أو شقاوة لا نهائية.. أوليس الأمر مخيفا بعد هذه المعادلة؟!..
ثانيا: ضرورة برمجة الحياة في قنوات مرسومة في نهاياتها وبداياتها.. فإن الذي ليست له خارطة لعملية البناء الذاتي، فإنه لا يقوم له بناء أبدا، إذ أن جمع المواد الأولية على ساحة بناء، من دون خارطة ومقاول ومشرف؛ لهو أمر عقيم!.. والغريب أن الناس يبرمجون حياتهم المادية أيما برمجة، ولكن عندما يصل الأمر إلى شؤون النفس، فإنهم يلقون حبلهم على غاربهم وكأنهم منكرون-في مقام العمل- حياة الروح في أفق الأبد!..
ثالثا: أن النوم مطلوب كوسيلة لتجديد النشاط اليومي، لا كهدف يجعله الإنسان في قائمة الموضوعات المستساغة لديه، بل إن بعضهم يرى النوم هو الموت الأصغر.. وعليه، فإن هذه الساعات التي ينام فيها العبد ساعات باطلة في حد نفسها، إن لم تكن مقدمة للاستجمام والذي هو بدوره مقدمة لاستئناف نشاط جديد.
رابعا : من المناسب أن يسعى العبد للالتزام بآداب ما قبل النوم وما بعده.. فإن البعض يتقلب في فراشه إلى أن ينام، وهو يعيش في عالم من السرحان، والتفكير الباطل-شهويا كان أو غضبيا- مما يرسخ في عقله الباطني بعض الصور التي يمكن أن تكون أداة للفساد في اليقظة.. ولا يخفى مدى اللطف في الدعاء الذي يدعو به العبد عند الاستيقاظ، حيث يقول: (الحمد لله الذي أحياني بعد إذ أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي رد إلي روحي لأحمده وأعبده).
خامسا: هنالك أمور تشحذ الهمة وتقوي العزيمة، ومنها: الالتزام بالنوافل وخاصة عند منافرة الطبع، وقيام الليل، والصيام، والإنفاق المالي، وكظم الغيظ.. وإلا فإن ابتلاء الإنسان بحالة من الاسترخاء، والتثاقل إلى الأرض، من موجبات حركة النفس نحو موجبات الهوى التي توافق المزاج غالبا.. ومن الملاحظ إن أغلب السالكين إلى الله تعالى لهم أورادهم وعباداتهم الموزعة على الليل والنهار، لئلا تتحقق ثغرة من الثغرات ينفذ من خلالها إبليس.
سادسا: أن معاشرة ذوي الهمم العالية من موجبات انقداح الهمم، وإلا فإن العيش مع البطالين يجر الإنسان إلى عوالمهم.. والغريب أن سرعة انتقال الخصال السيئة من ذوي المعاشرة، لا تقاس بانتقال الخصال الحسنة، فإن طبيعة النفس ميالة إلى اللعب واللهو، مملوءة بالغفلة والسهو.
سابعا: لا بد من الالتفات إلى أن من موجبات بعث الجدية في الحياة هو: التفكير في الأجور التي لا تخطر بالبال، وعلى رأسها الرضوان الإلهي الذي يمكن الوصول إليه في الدنيا قبل الآخرة!.. ولا شك أن التفكير في مثل هذه العطاءات مما يزيل حالة الكسل والوهن، ومن هنا ينبغي التأمل في هذا النص المبارك المنقول عن إمامنا الصادق (ع) حيث يقول: (إذا كان الثواب من الله، فالكسل لماذا؟!).
وأخيرا: نستعيذ بالله تعالى من أن يتحول أحدنا إلى: جيفة في الليل، وبطال في النهار، وإن كثرة النوم تدع العبد فقيرا يوم القيامة.
أولا: لا بد من وقفة متأملة مع النفس في هذا المجال، وإقناعها بأن السعادة الأبدية تتحدد بساعات العمر القصيرة.. ومن المعلوم أن اللانهاية عندما تقسم على المحدود، فإن النتيجة هي اللانهاية أيضا، ومعنى ذلك أن كل قطعة من قطع العمر-ولو على مستوى الثانية- توازيها سعادة أو شقاوة لا نهائية.. أوليس الأمر مخيفا بعد هذه المعادلة؟!..
ثانيا: ضرورة برمجة الحياة في قنوات مرسومة في نهاياتها وبداياتها.. فإن الذي ليست له خارطة لعملية البناء الذاتي، فإنه لا يقوم له بناء أبدا، إذ أن جمع المواد الأولية على ساحة بناء، من دون خارطة ومقاول ومشرف؛ لهو أمر عقيم!.. والغريب أن الناس يبرمجون حياتهم المادية أيما برمجة، ولكن عندما يصل الأمر إلى شؤون النفس، فإنهم يلقون حبلهم على غاربهم وكأنهم منكرون-في مقام العمل- حياة الروح في أفق الأبد!..
ثالثا: أن النوم مطلوب كوسيلة لتجديد النشاط اليومي، لا كهدف يجعله الإنسان في قائمة الموضوعات المستساغة لديه، بل إن بعضهم يرى النوم هو الموت الأصغر.. وعليه، فإن هذه الساعات التي ينام فيها العبد ساعات باطلة في حد نفسها، إن لم تكن مقدمة للاستجمام والذي هو بدوره مقدمة لاستئناف نشاط جديد.
رابعا : من المناسب أن يسعى العبد للالتزام بآداب ما قبل النوم وما بعده.. فإن البعض يتقلب في فراشه إلى أن ينام، وهو يعيش في عالم من السرحان، والتفكير الباطل-شهويا كان أو غضبيا- مما يرسخ في عقله الباطني بعض الصور التي يمكن أن تكون أداة للفساد في اليقظة.. ولا يخفى مدى اللطف في الدعاء الذي يدعو به العبد عند الاستيقاظ، حيث يقول: (الحمد لله الذي أحياني بعد إذ أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي رد إلي روحي لأحمده وأعبده).
خامسا: هنالك أمور تشحذ الهمة وتقوي العزيمة، ومنها: الالتزام بالنوافل وخاصة عند منافرة الطبع، وقيام الليل، والصيام، والإنفاق المالي، وكظم الغيظ.. وإلا فإن ابتلاء الإنسان بحالة من الاسترخاء، والتثاقل إلى الأرض، من موجبات حركة النفس نحو موجبات الهوى التي توافق المزاج غالبا.. ومن الملاحظ إن أغلب السالكين إلى الله تعالى لهم أورادهم وعباداتهم الموزعة على الليل والنهار، لئلا تتحقق ثغرة من الثغرات ينفذ من خلالها إبليس.
سادسا: أن معاشرة ذوي الهمم العالية من موجبات انقداح الهمم، وإلا فإن العيش مع البطالين يجر الإنسان إلى عوالمهم.. والغريب أن سرعة انتقال الخصال السيئة من ذوي المعاشرة، لا تقاس بانتقال الخصال الحسنة، فإن طبيعة النفس ميالة إلى اللعب واللهو، مملوءة بالغفلة والسهو.
سابعا: لا بد من الالتفات إلى أن من موجبات بعث الجدية في الحياة هو: التفكير في الأجور التي لا تخطر بالبال، وعلى رأسها الرضوان الإلهي الذي يمكن الوصول إليه في الدنيا قبل الآخرة!.. ولا شك أن التفكير في مثل هذه العطاءات مما يزيل حالة الكسل والوهن، ومن هنا ينبغي التأمل في هذا النص المبارك المنقول عن إمامنا الصادق (ع) حيث يقول: (إذا كان الثواب من الله، فالكسل لماذا؟!).
وأخيرا: نستعيذ بالله تعالى من أن يتحول أحدنا إلى: جيفة في الليل، وبطال في النهار، وإن كثرة النوم تدع العبد فقيرا يوم القيامة.