قال حكيم من اليونانيّين لتلامذته: كونوا كالنحل في الخلايا، قالوا: وكيف النحل؟ قال: إنّها لا تترك عندها بطّالاً إلّا أبعدته وأقصته عن الخلية، لأنّه يضيّق المكان ويفني العسل ويعلّم النشيط الكسل.
إنّ مثل المؤمن كمثل النحلة، إن صاحبته نفعك وإن شاورته نفعك وإن جالسته نفعك وكلّ شأنه منافع وكذلك النحلة كلّ شأنها منافع.
قال عليّ بن جعفر: سألت الكاظم (عليه السلام) عن قتل النملة، قال (عليه السلام): لا تقتلها إلّا أن تؤذيك، وسألته عن قتل الهدهد، أ يصلح؟ قال (عليه السلام): لا تؤذيه، ولا تقتله، ولا تذبحه، فنعم الطير هو.
قال الصادق (عليه السلام): أقذر الذنوب ثلاثة: قتل البهيمة، وحبس مهر المرأة، ومنع الأجير أجره.
كأنّ المراد بقتل البهيمة قتلها بغير الذبح، أو عند الحاجة إليها في الجهاد وغيره.
قال الكاظم (عليه السلام): مرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قوم نصبوا دجاجة حيّة، وهم يرمونها بالنبل، فقال: من هؤلاء؟ لعنهم الله.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رأيت في النار صاحب الهرّة، تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت أوثقتها ولم تكن تطعمها، ولا ترسلها تأكل من خشاشة الأرض.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قتل عصفوراً عبثاً، جاء يوم القيامة وله صراخ حول العرش، يقول: ربّ، سل هذا فيم قتلني من غير منفعة؟
سئل الصادق (عليه السلام) عن قتل الحيّات والنمل في الدور إذا آذين، قال (عليه السلام): لا بأس بقتلهنّ وإحراقهنّ إذا آذين، ولكن لا تقتلوا من الحيّات عوامر البيوت، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ شابّاً من الأنصار، خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد، وكانت له امرأة حسناء، فغاب فرجع فإذا هو بامرأته تطلع من الباب. فلمّا رآها أشار إليها بالرمح، فقالت له: لا تفعل، ولكن ادخل فانظر ما في بيتك، فدخل فإذا هو بحيّة مطوقة على فراشه، فقالت المرأة لزوجها: هذا الذي أخرجني، فطعن الحيّة في رأسها ثمّ علّقها، فجعل ينظر إليها وهي تضطرب، فبينما هو كذلك إذ سقط فاندقّت عنقه، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنهى يومئذٍ عن قتلها.
قال المنصور يوماً للصادق (عليه السلام): وقد وقع على المنصور ذباب فذبّه عنه، ثمّ وقع عليه، فذبّه عنه، فقال: يا أبا عبد الله، لأيّ شيء خلق الله عزّ وجلّ الذباب؟ قال (عليه السلام): ليذلّ به الجبّارين.