- جواهر البحار
- » تتمة كتاب المزار
- » أحاديث في زيارة المؤمنين وآدابها
قال الكاظم (عليه السلام): من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا، يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا.
قال الرضا (عليه السلام): من أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على القبر وقرأ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر، أو يوم الفزع.
قال داود الرقّي: قلت للصادق (عليه السلام): يقوم الرجل على قبر أبيه ١ وقريبه وغير قريبه، هل ينفعه ذلك؟ قال (عليه السلام): نعم، إنّ ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهديّة، يفرح بها.
قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما شأنك جاورت المقبرة؟ فقال (عليه السلام): إنّي أجدهم جيران صدق يكفّون السيّئة، ويذكّرون الآخرة.
قال ابن عبّاس: إنّ رجلاً ضرب خباءه على قبر، ولم يعلم أنّه قبر من؟ فقرأ: ﴿تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ الْمُلْك﴾، فسمع صائحاً يقول: هي المنجية، فذكر ذلك للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هي المنجية من عذاب القبر.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كلّ عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول: السلام عليكم أهل الديار _ ثلاثاً _ رحمكم الله _ ثلاثاً _ ثمّ يلتفت إلى أصحابه فيقول: هؤلاء خير منكم، فيقولون: يا رسول الله، ولم؟ آمنوا وآمنّا، وجاهدوا وجاهدنا؟ فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ هؤلاء آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ومضوا على ذلك، وأنا لهم على ذلك شهيد، وأنتم تبقون بعدي، ولا أدري ما تحدثون بعدي.
قال الصادق (عليه السلام): إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم.
قال أبو المقدام: مررت مع الباقر (عليه السلام) بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة، فقلت للباقر (عليه السلام): جعلت فداك، هذا قبر رجل من الشيعة، فوقف عليه وقال (عليه السلام): اللّهمّ ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وآمن روعته، وأسكن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولّاه.
قال جرّاح المدائني: سألت الصادق (عليه السلام): كيف التسليم على أهل القبور؟ قال (عليه السلام): تقول: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، رحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون.
قال المفضّل: من قرأ ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ عند قبر مؤمن سبع مرّات، بعث الله إليه ملكاً يعبد الله عند قبره، ويكتب للميّت ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرّ على هول إلّا صرفه الله عنه بذلك الملك، حتّى يدخله الله به الجنّة، ويقرأ مع ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ سورة الحمد والمعوّذتين و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ وآية الكرسيّ ثلاث مرّات كلّ سورة، و﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ سبع مرّات.
قال محمّد بن مسلم: قلت للصادق (عليه السلام): نزور الموتى؟ فقال (عليه السلام): نعم، قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال (عليه السلام): إي والله، ليعلمون بكم، ويفرحون بكم، ويستأنسون إليكم، قلت: فأيّ شيء نقول إذا أتيناهم؟ قال (عليه السلام): قل: اللّهــمّ جاف الأرض عن جنونهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقّهم منك رضواناً، وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم، وتونس به وحشتهم، إنّك على كلّ شيء قدير، وإذا كنت بين القبور فاقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ إحدى عشرة مرّة، وأهد ذلك لهم، فقد روي أنّ الله يثيبه على عدد الأموات.
كانت فاطمة (عليها السلام)تأتي قبور الشهداء كلّ غداة سبت، فتأتي قبر حمزة فتترحّم عليه وتستغفر له.
قال الحسين (عليه السلام): من دخل المقابر فقال: اللّهــمّ ربّ هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً منّي، كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات. ١
دعا عليّ (عليه السلام) لأهل القبور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على أهل لا إله إلّا الله، من أهل لا إله إلّا الله، يا أهل لا إله إلّا الله، بحقّ لا إله إلّا الله، كيف وجدتم قول لا إله إلّا الله، من لا إله إلّا الله؟ يا لا إله إلّا الله، بحقّ لا إله إلّا الله، اغفر لمن قال: لا إله إلّا الله، واحشرنا في زمرة من قال: «لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ ولي الله».
فقال عليّ (عليه السلام): إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من قرأ هذا الدعاء أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة، وكفّر عنه سيّئات خمسن سنة ولأبويه أيضاً.
روي: إنّ أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليه أن تقف وتقول: اللّهمّ ولّهم ما تولّوا، واحشرهم مع من أحبّوا.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من دخل المقابر فقرأ سورة يس، خفّف الله عنهم يومئذٍ، وكان له بعدد من فيها حسنات.