- جواهر البحار
- » تتمة كتاب المزار
- » أحاديث في كتابة الرقاع للحوائج إلى الأئمّة (ع)
قال أبو المفضّل الشیباني: سمعت أبا العبّاس بن كشمرد في داره ببغداد، وسأله شيخنا أبو عليّ محمّد بن همّام بن سهيل الكاتب (رحمه الله) أن يذكر لنا حاله إذ كان عند الهجري بالأنبار، حدّثنا أبو العبّاس أنّه كان ممّن أسر بالهيت مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال: وكان أبو طاهر سليمان مكرماً لأبي الهيجاء برّاً به، وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه، ويستدعيه أيضاً بالليل للحديث معه، فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي، فأجابني إلى ذلك، ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه، وعاد من عنده ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني ورفيقي في كلّ ليلة عند عوده من عند سليمان، فتسكن نفوسنا ويعرّفنا أخبار الدنيا، فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة مع سؤالي إيّاه الخطاب في أمري استوحشت لذلك، فصرت إليه إلى منزله المرسوم به، وكان أبو الهيجاء مبرزاً في دينه مخلصاً في ولاية سادته متوفّراً على إخوانه.
فلمّا وقع طرفه عليّ بكى بكاء شديداً، وقال: والله، يا أبا العبّاس، لقد تمنّيت أن مرضت سنة ولم أجر ذكرك، قلت: ولم؟ قال: لأنّي ذكرتك له، اشتدّ غضبه وغيظه، وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرنّ بضرب رقبتك غداً عند طلوع الشمس، ولقد اجتهدت _ والله _ في إزالة ما عنده بكلّ حيلة، وأوردت عليه كلّ لطيفة وهو مصرّ على قوله، وأعاد يمينه بما خبّرتك عنه.
قال: ثمّ جعل أبو الهيجاء يطيّب نفسي وقال: يا أخي، لولا أنّي ظننت أنّ لك وصيّة أو حالاً تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك ما أطلعتك عليه من نيّته، وسترت ما أخبرتك به عنه، ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمّك من هذه الحالة الغليظة إليه، فإنّه جلّ ذكره يجير ولا يجار عليه، وتوجّه إلى الله تعالى بالعدّة والذخيرة للشدائد والأمور العظيمة بمحمّد وعليّ وآلهما الأئمّة الهادين(عليهم السلام).
قال أبو العبّاس: فانصرفت إلى موضعي الذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها كفني، وأقبلت على القبلة، فجعلت أصلّي وأناجي إلى ربّي، وأتضرّع إليه وأعترف له بذنوبي، وأتوب منها ذنباً ذنباً، وتوجّهت إلى الله تعالى بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والحجّة لله في أرضه المأمول لإحياء دينه، قال: ولم أزل في المحراب قائماً أتضرّع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأستغيث به وأقول: يا أمير المؤمنين، أتوجّه بك إلى الله تعالى ربّي وربّك فيما دهمني وأظلّني ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلى الله وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين (عليه السلام) إذ نعست عيني.
فرقدت فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا ابن كشمرد، قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين، فقال: ما لي أراك على هذه الحالة، فقلت: يا مولاي، أ ما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده بغير وصيّة يسندها إلى متكفّل بها أن يشتدّ قلقه وجزعه، فقال (عليه السلام): تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين الذي توعدك فيما أرصدك به من سطواته، اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل _ فلان بن فلان _ إلى المولى الجليل الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم، وسلام على آل يس، ومحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن وحجّتك يا ربّ على خلقك.
اللّهــمّ إنّي لمسلم، وإنّي أشهد أنّك الله إلهي، وإله الأوّلين والآخرين، لا إله غيرك، وأتوجّه إليك بحقّ هذه الأسماء التي إذا دعيت بها أجبت، وإذا سئلت بها أعطيت، لما صلّيت عليهم وهوّنت عليّ خروجي، وكنت لي قبل ذلك عياذاً ومجيراً، ممّن أراد أن يفرط عليّ، أو يطغى.
واقرأ سورة يس، وادع بعدها بما أحببت، يسمع الله منك ويجب، ويكشف همّك وكربك، ثمّ قال لي مولاي: اجعل الرقعة في كتلة من طين وارمِ بها في البحر، فقلت: يا مولاي، البحر بعيد منّي، وأنا محبوس ممنوع في التصرّف فيما التمس، فقال: ارمِ بها في البئر وفيما دنا منك من منابع الماء.
قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنا مع ذلك قلق، غير ساكن النفس لعظيم الجرم، وضعف اليقين من الآدميين، فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس، استدعيت فلم أشكّ أنّ ذلك لما وعدت به من القتل، فلمّا دخلت عى أبي طاهر وهو جالس في صدر مجلس كبير على كرسيّ، وعن يمينه رجلان على كرسيّين، وعلى يساره أبو الهيجا على كرسيّ، وإذا كرسيّ آخر إلى جانب أبي الهيجا ليس عليه أحد.
فلمّا بصر بي أبو طاهر استدناني حتّى وصلت إلى الكرسيّ، فأمرني بالجلوس عليه، فقلت في نفسي: ليس عقيب هذا إلّا خير، ثمّ أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك، وأن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك، وإمّا أن تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك، فقلت له: في المقام عند السيّد النفع والشرف، وفي الانصراف إلى عيالي ووالدتي عجوز كبيرة الثواب والأجر، فقال: افعل ما شئت، فالأمر مردود إليك.
فخرجت منصرفاً من بين يديه، فناداني فرددت إليه، فقال لي: من تكون من عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقلت: لست نسيباً له ولكنّي وليّه، فقال: تمسّك بولايته، فهو أمرنا بإطلاقك والإفراج عنك، فلم يمكننا المخالفة لأمره، ثمّ أمسك، فجهّزت وأصحبنى من أوصلني مكرماً إلى مأمني، فلك الحمد.
ومن رقاع الاستغاثات استغاثة إلى المهدي (عليه السلام) تكتب ما سنذكره وتطرحها على قبر من قبور الأئمّة(عليهم السلام)أو فشدّها واختمها، واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه، واطرحها في نهر، أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فإنّها تصل إلى صاحب الأمر (عليه السلام) وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه، تكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت يا مولاي، صلوات الله عليك مستغيثاً، وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عزّ وجلّ، ثمّ بك من أمر قد دهمني وأشغل قلبي وأطال فكري، وسلبني بعض لبّي، وغير خطير نعمة الله عندي أسلمني عند تخيّل وروده الخليل، وتبرأ منّي عند ترائي إقباله إلي الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي، وخانني في تحمّله صبري وقوّتي، فلجأت فيه إليك، وتوكّلت في المسألة لله جلّ ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عنّي، علماً بمكانك من الله ربّ العالمين، وليّ التدبير ومالك الأمور، واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة إليه جل ثناؤه في أمري، متيقّناً لإجابته تبارك وتعالى إيّاك بإعطاء سؤلي.
وأنت يا مولاي، جدير بتحقيق ظنّي وتصديق أملي فيك في أمر كذا وكذا فيما لا طاقة لي بحمله، ولا صبر لي عليه وإن كنت مستحقّاً له، ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عزّ وجلّ، فأغثني يا مولاي _ صلوات الله عليك _ عند اللهف وقدم المسألة لله عزّ وجلّ في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النعمة عليّ، واسأل الله جلّ جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً فيه بلوغ الآمال وخير المبادي وخواتيم الأعمال والأمن من المخاوف كلّها في كلّ حال، إنّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدء والمآل.
ثمّ تصعد النهر أو الغدير وتعمد بعض الأبواب، إمّا عثمان بن سعيد العمري، أو ولده محمّد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو عليّ بن محمّد السمري، فهؤلاء كانوا أبواب المهديّ (عليه السلام)، فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان، سلام عليك، أشهد أنّ وفاتك في سبيل الله، وأنّك حيّ عند الله مرزوق، وقد خاطبتك في حياتك التي لك عند الله عزّ وجلّ، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا (عليه السلام) فسلّمها إليه، فأنت الثقة الأمين، ثمّ ارمها في النهر أو البئر أو الغدير، تقضى حاجتك إن شاء الله … .
قال الصادق (عليه السلام): إذا كان لك حاجة إلى الله تعالى، أو خفت شيئاً فاكتب في بياض بعد البسملة: اللّهــمّ إنّي أتوجّه إليك بأحبّ الأسماء إليك، وأعظمها لديك، وأتقرّب وأتوسّل إليك بمن أوجبت حقّه عليك، بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة(عليهم السلام) _ وتسمّيهم _ اكفني كذا وكذا.
ثمّ تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين، وتطرحها في ماء جار أو بئر، فإنّه تعالى يفرّج عنك.
قال الصادق (عليه السلام): من قلّ عليه رزقه، أو ضاقت معيشته، أو كانت له حاجة مهمّة من أمر دنياه وآخرته، فليكتب في رقعة بيضاء ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، وتكون الأسماء في سطر واحد: بسم الله الرحمن الرحيم، الملك الحقّ المبين، من العبد الذليل، إلى المولى الجليل، سلام على محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والقائم سيّدنا ومولانا، صلوات الله عليهم أجمعين، ربّ، مسّني الضرّ والخوف، فاكشف ضرّي، وآمن خوفي، بحقّ محمّد وآل محمّد، وأسألك بكلّ نبيّ ووصيّ وصدّيق وشهيد، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، يا أرحم الراحمين، اشفعوا لي يا سادتي، بالشأن الذي لكم عند الله، فإنّ لكم عند الله لشأناً من الشأن، قد مسّني الضرّ يا سادتي _ والله _ أرحم الراحمين، فافعل بي يا ربّ، كذا وكذا.
ومنها ما يكتب أيضاً على كاغذ ويرسل في الماء: بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل إلى المولى الجليل، ربّ ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ﴾، بحقّ محمّد وآله، صلّ على محمّد وآله، واكشف همّي، وفرّج عنّي غمّي، برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال عبد الله بن جعفر الحميري: كنت عند مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام)، إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه، يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان، وكتب إليه: يا عبد الله، إنّ الله عزّ وجلّ يمتحن عباده ليختبر صبرهم، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين، فعليك بالصبر، واكتب إلى الله عزّ وجلّ رقعة وأنفذها إلى مشهد الحسين بن عليّ (عليه السلام)، وارفعها عنده إلى الله عزّ وجلّ، وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب في الرقعة:
إلى الله الملك الديّان، المتحنّن المنّان، ذي الجلال والإكرام، وذي المنن العظام والأيادي الجسّام، وعالم الخفيّات، ومجيب الدعوات، وراحم العبرات، الذي لا تشغله اللغات، ولا تحيره الأصوات، ولا تأخذه السنات من عبده الذليل البائس الفقير المسكين الضعيف المستجير، اللّهــمّ أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، والمنن العظام والأيادي الجسام، إلهي، مسّني وأهلي الضرّ، وأنت أرحم الراحمين وأرأف الأرأفين وأجود الأجودين وأحكم الحاكمين وأعدل الفاصلين.
اللّهــمّ إنّي قصدت بابك، ونزلت بفنائك، واعتصمت بحبلك، واستغثت بك، واستجرت بك، يا غياث المستغيثين، أغثني، يا جار المستجيرين، أجرني، يا إله العالمين، خذ بيدي، إنّه قد علا الجبابرة في أرضك، وظهروا في بلادك، واتّخذوا أهل دينك خولاً، واستأثروا بفيء المسلمين، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، وصرفوها في الملاهي والمعازف واستصغروا آلاءك، وكذبوا أولياءك وتسلّطوا بجبريتهم ليعزّوا من أذللت، ويذلّوا من أعززت، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة، أو من ينتجع منهم فائدة، وأنت مولاي، سامع كلّ دعوة، وراحم كلّ عبرة، ومقيل كلّ عثرة، سامع كلّ نجوى، وموضع كلّ شكوى، لا يخفى عليك ما في السماوات العلى والأرضين السفلى وما بينهما وما تحت الثرى.
اللّهــمّ إنّي عبدك ابن أمتك، ذليل بين بريّتك، مسرع إلى رحمتك، راجٍ لثوابك، اللّهــمّ إنّ كلّ من أتيته فعليك يدلّني، وإليك يرشدني، وفيما عندك يرغبني، مولاي، وقد أتيتك راجياً سيّدي، وقد قصدتك مؤمّلاً، يا خير مأمول ويا أكرم مقصود، صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، ولا تخيّب أملي ولا تقطع رجائي واستجب دعائي وارحم تضرّعي، يا غياث المستغيثين، أغثني، يا جار المستجيرين، أجرني، يا إله العالمين، خذ بيدي، أنقذني واستنقذني، ووفّقني واكفني، اللّهــمّ إنّي قصدتك بأمل فسيح، وأمّلتك برجاء منبسط، فلا تخيّب أملي ولا تقطع رجائي، اللّهــمّ إنّه لا يخيّب منك سائل، ولا ينقصك نائل، يا ربّاه، يا سيّداه، يا مولاه، يا عماداه، يا كهفاه، يا حصناه، يا حرزاه، يا لجئآه.
اللّهــمّ إيّاك أمّلت، يا سيّدي، ولك أسلمت مولاي، ولبابك قرعت، فصلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تردّني بالخيبة محزوناً، واجعلني ممّن تفضّلت عليه بإحسانك وأنعمت عليه بتفضّلك، وجدت عليه بنعمتك، وأسبغت عليه آلاءك، اللّهــمّ أنت غياثي وعمادي، وأنت عصمتي ورجائي، ما لي أمل سواك ولا رجاء غيرك، اللّهــمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد، وجد عليّ بفضلك، وامنن عليّ بإحسانك، وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوى وأهل المغفرة، وأنت خير لي من أبي وأمّي ومن الخلق أجمعين.
اللّهــمّ إنّ هذه قصّتي إليك، لا إلى المخلوقين، ومسألتي لك، إذ كنت خير مسئول وأعزّ مأمول، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وتعطّف عليّ بإحسانك، ومنّ عليّ بعفوك وعافيتك، وحصّن ديني بالغنى، واحرز أمانتي بالكفاية، واشغل قلبي بطاعتك، ولساني بذكرك، وجوارحي بما يقرّبني منك، اللّهمّ ارزقني قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وطرفاً غاضّاً ويقيناً صحيحاً، حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تقديم ما أجّلت، يا ربّ العالمين ويا أرحم الراحمين، صلّ على محمّد وآل محمّد، واستجب دعائي، وارحم تضرّعي وكفّ عنّي البلاء، ولا تشمت بي الأعداء ولا حاسداً، ولا تسلبني نعمة ألبستنيها، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً، يا ربّ العالمين، وصلّ على محمّد النبيّ وآله وسلّم تسليماً.
دعاء يدعى به في المهمّات والشدائد بعد صلاة الليل مع رقعة تكتب وشرح الحال في ذلك: تخلص النيّة، وتزيل عنك الشكّ في الطويّة، وتعمل على أن تصلّي فريضة العشاء الآخرة، ثمّ تصلّي ركعتين وأنت جالس: تقرأ في الأولى الفاتحة وسورة الواقعة، وفي الثانية الحمد و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وتدع الكلام والحديث، ولا تتشاغل بشيء سوى التسبيح والذكر، فإذا دخلت في فراشك تسبّح تسبيح فاطمة (عليها السلام)، ثمّ تضطجع على جانبك الأيمن وأنت تذكر الله، إلى أن يغشاك النوم، وكلّما استيقظت ذكرت الله عزّ وجلّ بالتقديس والتعظيم، وما يحضرك من الذكر.
فإذا كان الثلث الأخير قمت فأسبغت الوضوء، وصلّيت ثمان ركعات متّصلات: تقرأ في ركعة فاتحة الكتاب و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ خمسين مرّة، ثمّ تصلّي اثنتين: تقرأ في الأولى الحمد و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، وفي الثانية الحمد و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، فإذا فرغت منهما قمت فصلّيت ركعة الوتر تقرأ فيها الحمد ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وتدعو بدعاء الوتر، وتطيل القنوت بخشوع وتضرّع واستكانة.
فإذا فرغت من الوتر وسلّمت، قمت قياماً فرفعت يدك اليمنى برقعة كتبتها بخطّك على ما أشرح لك، وكشفت رأسك واعتمدت باليد اليسرى على ظهرك، وتقول: «يا ربّ» _ حتّى ينقطع النفس منك _ «يا سيّدي» _ كذلك _ «يا مولاي» _ كذلك _ هذا مقام العائذ الضارع، الذليل الخاشع، البائس الفقير المسكين، الحقير المستكين المستجير، الذي لا يجد لكشف ما به غيرك، ولا يرجع فيما قد أحاط به إلى سواك، سيّدي، أنا من قد علمت، وفي ما عرفت من ضعفي عن عبادتك إلّا بتوفيقك، وتقصيري عن شكرك إلّا بعونك، أقرّ بذنبي في ذلك، وأعترف بجرمي، وأسأل الصفح عنّي، فصلّ على محمّد وآله، وأبلغهم الساعة الساعة الساعة عنّي أفضل التحيّة والسلام، واقبلني بهم.
اللّهــمّ على ما كان منّي وارحم ضعف ركني واستجب دعائي، برحمتك يا أرحم الراحمين، ثمّ تبكي أو تباكى، ثمّ تمسك عن الدعاء وأنت بطرف خاشع، ويدك بالرقعة مرفوعة نحو السماء، ولتكن في ذلك خالياً وحدك، وبحيث لا يراك أحد إن استطعت، وكن كذلك إلى أن يلوح الفجر إن أطقت، وإن نكلت عن ذلك وأعييت وقلّ صبرك، فاسجد وعفّر خدّيك، وارفع سبابتك اليمنى، وخدّك على الأرض، واستجر بربّك واستغث به، وقل: سيّدي، أوبقتني الذنوب، وحيّرتني الخطوب، وأحدقت به الكروب، وانقطع رجائي في كشف ذلك إلّا منك، وثقتي لمن تنصرف عنك.
إلهي وسيّدي، فانظر بعين رأفتك إليّ، وجد بجودك وإحسانك عليّ، وأجرني في ليلتي، واقبل قصّتي، واقض حاجتي واستجب دعوتي، واكشف حيرتي، وأزل الفقر والفاقة عنّي، وأعذني من شماتة الأعداء ودرك الشقاء، وأعطني سؤلي ومسألتي، بجودك وكرمك يا مولاي، إنّك قريب مجيب، وانو ترك شيء ممّا أنت عليه بنيّة مقلع منيب، فإنّ الله عزّ وجلّ أكرم مدعوّ وأقرب مجيب.
نسخة الرقعة: بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل الحقير الفقير المذنب، الجاني على نفسه، المنقطع به السائل المستكين، المقرّ بذنوبه، الظالم لنفسه، المستجير بربّه، إلى المولى الكريم العظيم العليّ الأعلى، ربّ السماوات والأرضين، مالك الأمور، وعلّام الغيوب، من لا ضدّ له، ولا ندّ له، ولا صاحبة ولا ولد له، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أقول بخضوع وخشوع: ربّ، عملت سوءاً، وظلمت نفسي، فصلّ على محمّد وآله، واعف عنّي، واغفر خطائي، واصفح عن زللي، وخذ بيدي، بجودك ومجدك.
ثمّ أقول: يا أكرم الأكرمين، يا غاية الطالبين، يا مجيب دعوة المضطرّين، يا منفّس عن المكروبين، يا أرحم الراحمين، إلهي وسيّدي، أنا عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، فلان بن فلان، أنشأتني وكنت صغيراً، وأغنيتني وكنت فقيراً، ورفعتني وكنت حقيراً، وجبرتني وكنت كسيراً، ومننت عليّ بما أنت أهله وأعلم به منّي، نأشتني وعزّتك وجلالك، من المحنة تكـرّماً، ونعشتني بعد قلّة، وأسبغت عليّ النعمة، وأوجبت عليّ المنّة، وبلغتني فوق الأمنيّة لتبلوني، فتعرف شكري ومقدار سعيي وطاعتي وإقراري وإنابتي، أخذاً بالفضل عليّ، وتأكيداً للحجّة فيما لديّ، فجحدت حقّ نعمتك، ونسيت ما عندي من مننك، وقادني الجهل والعمى إلى ركوب الزلل والخطاء، حتّى وقعت في غواية الردى، وتبدّلت بالتقصير والعمى، وركبت طريق من حار وطغا، وركبت فحل بي ما كنت أخفتني، وبرح منّي الخفاء، وصرت إلى حال البؤس والضرّاء بعد إحسانك الكامل، ونعمتك المترادفة، وسترك الجميل، وصيانتك التامّة.
إلهي وسيّدي ومولاي، فقد تغيّر بالزلل حالي، وكسف بالي، وظهر اختلالي، وشاعت فاقتي، وشهر فقري، وانقطعت من المخلوقين آمالي، وأنت العائد على العاصين بالنعم، والآخذ على المسيئين بالإحسان والمنن، فضلاً منك وطولاً وجوداً ومجداً، وولي بإتمام ما ابتدأت في أمري منّي، وربّ، ما أسديت من معروفك عندي، فقد ظلمت نفسي، وفرّطت في أمري، وقصرت في حقّك عندي، وأنا عائذ منك بك، وهارب إليك عنك، من الحرمان وسوء القضاء، متوسّل بك إليك في قبولي، والصفح عنّي، وإتمام ما أنعمت به عليّ وإصلاحه لي، وكشف الضرّ والفقر والفاقة عنّي، والإخلال والبلوى حتّى يجري حالي على أجمل حال، وأسبغ نعمة كانت عليّ في وقت من الأوقات.
يا ربّ، إن كانت ذنوبي أخلقت وجهي عندك وغيّرت حالي، فإنّي أسألك، وأتوجّه إليك، وأتوسّل إليك، وأتقرّب إليك، وأستشفع إليك، وأقسم عليك، يا من لا مسئول غيره ولا ربّ سواه، بجاه سيّدنا محمّد رسولك، وبجاه أوليائك وخيرتك وأصفيائك وأحبّائك من خلقك، علىّ أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، والخلف الصدق الصالح، صاحب زمانك، والقائم بحجّتك وأمرك، وعينك في عبادك، من ولد نبيّك، صلواتك عليهم أجمعين وسلامك ورحمتك وبركاتك خالصاً.
وأسألك بحقّك عليهم، وبالحقّ الذي جعلته لهم عليك وعلى جميع خلقك، أن تصلّي عليهم أجمعين، وتبلغهم سلامي الساعة الساعة، وتكشف بهم ضرّي، وتفرّج بهم همّي، وتخرجني بهم عن حيرتي إلى روحك وفرجك وخلاصك وعافيتك، وأن تغفر ذنوبي التي أصارتني إلى ما أنا فيه، وأن تأخذ بيدي وتعفو عنّي عفواً، ألقاك به وأنت منّي راضٍ، وتتمّ ما ابتدأت به من أمري إحساناً إليّ، وتكميلاً للنعمة عندي، وحراسة لي ما أبقيتني، وتفتح ما انغلق من أسبابي، فترزقني الساعة الساعة الساعة منك، رزقاً واسعاً واسعاً واسعاً، صبّاً صبّاً صبّاً، حلالاً طيّباً، من غير كدّ ولا كدر ولا منّة من أحد من خلقك، إلّا سعة من عطاياك السابغة، وخزائنك العظيمة في سمائك وأرضك.
فمن فضلك أسأل، فصلّ على محمّد وآله، وعجّل ذلك عليّ في يسر منك، وعافية ونعمة وسلامة وحميد عاقبة، وسهّل لي قضاء ديوني كلّها، وصلاح شئوني كلّها، عاجلاً عاجلاً غير آجل، وخذ بناصيتي إلى العمل بطاعتك وطاعة محمّد وآله _ صلواتك عليهم _ فيما تهبه لي، واحرسه عليّ وعندي ما أبقيتني، وأقبل عليّ بصباح يكون لي فيه كامل الفلاح والصلاح والنجاح وتعجيل السراح، يا من بيده خزائن كلّ مفتاح، فإنّك على كلّ شيء قدير، وما تشاء من أمر يكون، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، والصلاة على رسوله وآله الطاهرين الأخيار الأبرار، وعلى جبرئيل وميكائيل، وجميع الملائكة المقرّبين والأنبياء والمرسلين والأئمّة الطاهرين _ صلوات الله عليهم _ وما شاء الله كان، وهو خير الغافرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ثمّ تأخذ الرقعة، فترمي بها في بحر أو في نهر جار، يقضي الله حوائجك ويفرّج عنك إن شاء الله عزّ وجلّ.
قال الباقر (عليه السلام): إذا دهمك أمر يهمّك، أو أعرض لك حاجة يعلم الله سبحانه حقيقتها وصدق القول فيها، فهو عالم بالغيوب وخفيّات الأمور، فكن طاهراً، وصم يوم الخميس، أصبح يوم الجمعة فاكتب في رقعة ما أنا ذاكره لك بمداد أو بحبر، واطو الورقة، واعمد إلى وسط البحر، فاستقبل القبلة، وسمّ الله عزّ وجلّ جلاله، وصلّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى آله الأبرار، وقل: «الله لكلّ شيء»، وارم بها في البحر، فإنّ الله جلّت عظمته يقضي حاجتك، ويكفيك بقدرته … .
روی محمّد ابن بابويه (رحمه الله)عن الأئمّة(عليهم السلام) ١ وقال: ما دعوت في أمر إلّا رأيت سرعة الإجابة وهو: اللّهــمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، يا أبا القاسم، يا رسول الله، يا إمام الرحمة، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن، يا أمير المؤمنين، يا عليّ بن أبي طالب، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا فاطمة الزهراء، يا بنت محمّد، يا قرّة عين الرسول، يا سيّدتنا ومولاتنا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهة عند الله، اشفعي لنا عند الله.
يا أبا محمّد، يا حسن بن عليّ، أيّها المجتبى، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا عبد الله، يا حسين بن عليّ، أيّها الشهيد، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن، يا عليّ بن الحسين، يا زين العابدين، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا جعفر، يا محمّد بن عليّ، أيّها الباقر، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا عبد الله، يا جعفر بن محمّد، أيّها الصادق، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن، يا موسى بن جعفر، أيّها الكاظم، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن، يا عليّ بن موسى، أيّها الرضا، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا جعفر، يا محمّد بن عليّ، أيّها الجواد، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن، يا عليّ بن محمّد، أيّها الهادي النقيّ، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا محمّد، يا حسن بن عليّ، أيّها المجتبى، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا وصيّ الحسن والخلف الحجّة، أيّها القائم المنتظر، يا ابن رسول الله، يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله.
ثمّ يسأل حاجته، فإنّها تقضى إن شاء الله.
وروي في الكتاب العتيق الغروي مثله ٢ إلّا أنّه روي في الكلّ بصيغة المتكلّم وحده، وزاد في آخره:
«يا سادتي ومواليّ، إنّي توجّهت بكم أئمّتي وعدّتي ليوم فقري وحاجتي إلى الله، وتوسّلت بكم إلى الله، واستشفعت بكم إلى الله، فاشفعوا لي عند الله، واستنقذوني من ذنوبي عند الله، فإنّكم وسيلتي إلى الله، وبحبّكم وبقربكم أرجو نجاة من الله، فكونوا عند الله رجائي، يا سادتي، يا أولياء الله، صلّى الله عليهم أجمعين، ولعن الله أعداء الله ظالميهم من الأوّلين والآخرين، آمين ربّ العالمين».
(٢) أي مثل الدعاء السابق المشهور بدعاء التوسّل.
قال المفضّل بن عمر: قال الصادق (عليه السلام): إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعاً فصلّ ركعتين، فإذا سلّمت كـبّر الله ثلاثاً، وسبّح تسبيح فاطمة (عليها السلام)، ثمّ اسجد وقل مائة مرّة: «يا مولاتي فاطمة، أغيثيني»، ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، ثمّ عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرّة وعشر مرّات واذكر حاجتك، فإنّ الله يقضيها.