قال الباقر (عليه السلام): إنّ الحسين (عليه السلام) صاحب كربلاء، قتل مظلوماً مكروباً عطشاناً لهفاناً، فآلى الله عزّ وجلّ على نفسه أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة، ثمّ دعا عنده وتقرّب بالحسين بن عليّ (عليه السلام) إلى الله عزّ وجلّ، إلّا نفّس الله كربته، وأعطاه مسألته، وغفر ذنبه ومدّ في عمره، وبسط في رزقه، ﴿فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ﴾.
قال ابن أبي یعفور: قلت للصادق (عليه السلام): دعاني الشوق إليك أن تجشّمت إليك على مشقّة، فقال (عليه السلام) لي: لا تشك ربّك، فهلّا أتيت من كان أعظم حقّاً عليك منّي؟
فكان من قوله: «فهلّا أتيت من كان أعظم حقّاً عليك منّي» أشدّ عليّ من قوله: «لا تشك ربّك»، قلت: ومن أعظم عليّ حقّاً منك؟ قال (عليه السلام): الحسين بن عليّ (عليه السلام)، أ لا أتيت الحسين (عليه السلام) فدعوت الله عنده، وشكوت إليه حوائجك؟
قال الصادق (عليه السلام): إنّ أيّام زائر الحسين بن عليّ (عليه السلام) لا تعدّ من آجالهم.
قال الحسين بن عليّ (عليه السلام): أنا قتيل العبرة، قتلت مكروباً، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلّا ردّه، وقلبه إلى أهله مسروراً.