تأملات في سورة الكوثر (2)
- إن هناك مقابلة للكثرة تتضح بين سورتي الكوثر والتكاثر ، ففي الكوثر توجب العبادة ( فصل لربك ) ، وفي التكاثر من موجبات الإلهاء عن ذكر الله تعالى ( ألهاكم التكاثر ) .
- إن البشارة في الكوثر تسوق العباد إلى الصلاة في المحاريب وشكر المنعم ، وفي سورة التكاثر تسوق العباد لتعداد الموتى من العشيرة ( حتى زرتم المقابر ) فهو في معرض الذم .
- يتضح لنا أن هناك ارتباطاً بين ( أعطيناك ) و ( فصل ) فاستذكار العطية الإلهية موجب للصلاة وهو مما يورث الخشية والخشوع ، وهذا من سبل الإثارة الباطنية للعباد كلما رأوا في أنفسهم إدباراً.
- إن ذرية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) منحصرة في نسل فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقط ، ولم يذكر لنا التاريخ ذرية للنبي من غير الصديقة الزهراء (عليها السلام) .
- إذا أخذ حق الإنسان فليدافع عن حقه ولو بالمحاكم ، ولكن عليه أن يتذكر أن المحامي والمدافع عنه هو الله سبحانه وليس غيره ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .
- إن الله تعالى دافع عن نبيه في كل ما اتهمه به أهل الضلال ، فقد اتهموه بالجنون ، فدافع عنه ربه ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) ، ونفوا عنه الرسالة ( لست مرسلا ) فدافع عنه قائلاً ( إنك لمن المرسلين ) .
- إن كفار مكة نسبوا للنبي الأكرم عدم العقب ، فدافع الرب المتعال عنه ( إن شانئك هو الأبتر ) فكان منه من الذرية الكثيرة بما فيهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .