متى نلوم ومن نلوم ؟
- إن لوم النفس لصاحبها حالة إيجابية ، فهي التي تدعو صاحبها لإصلاح ما كان أفسده تجاه نفسه وتجاه غيره .
- إن كثيراً من الذنوب لها ما يكفرها إذا عزم التائب على عدم العود ، فالتوبة من المال المغصوب تكون برده ، وقتل الخطأ بدفع الكفارة ، والزنا مع بشاعته يمحى بالتوبة الصادقة ، ولكن من لايتوب هذا جمع على نفسه لوم الأبد وخسارته .
- إن الأب الرسالي لا يكرر اللوم على الولد حتى يضجره وينفره ، والأمير (عليه السلام) ينبه مواليه قائلاً : (اِيَّاكَ اَنْ تُكَرِّرَ الْعَتْبَ ، فَاِنَّ ذلِكَ يُغْرى بِالذَّنْبِ ، وَ يُهَوِّنُ بِالْعَتْبِ ) .
- إن من أساليب الردع والزجر للمخطئ إظهار الامتعاض والإنزعاج منه بلا أي كلمة ، وهذا من هدي النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في إصلاح البعض كما ورد في الأثر ، أنه ( صلى الله عليه وآله) إذا رأى ما لا يرضي عنه أعرض بوجهه ، ويالها من عقوبة رادعه ! .
- إن المؤمن لا يقطع حبال المودة كلها مع من أزمع قطيعته ، بل يجعل خط رجعه مع الجميع ، متذكراً النصائح الذهبية التي قدمها الإمام علي (عليه السلام) لمواليه (وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ) .
- إن الإمام علي (عليه السلام) يعطينا من كنوز مواعظه ما ينير درب من يريد التوازن في علاقته مع الغير ، فلا إفراط ولا تفريط (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا ).