الأعمال العامة في الليل والنهار من شهر رمضان المبارك ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وهي متوفرة لكم في موقع السراج، وهي مما أثر عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من الأدعية الجليلة والأذكار العظيمة.
- مفاتيح الجنان
- » أعمال أشهر السنة
- » ما يعمّ لّيالي وأيام شهر رمضان
روى السيّد ابن طاووس (رحمه الله) عن الصادق والكاظم (عليهما السلام) ، قالا: «تقول في شهر رمضان من أوله إلى آخره بعد كلّ فريضة:
اللهُمَّ ارزُقني حَجَّ بَيتِك الحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عامٍ ما أبقَيتَني في يُسرٍ مِنكَ وَعافيَةٍ وَسَعَةِ رِزقٍ، وَلا تُخلِني مِن تِلكَ المَواقِفِ الكَريِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّريفَةِ، وَ زيارة قَبرِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ، وَفي جَميعِ حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخرةِ فَكُن لي. اللهُمَّ إنّي أسألُكَ فيما تَقضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمرِ المَحتومِ في لَيلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الَّذي لايُرَدُّ وَلايُبَدَّلُ أن تَكتُبَني مِن حُجَّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ المَبرورِ حَجُّهُم، المَشكورِ سَعُيُهُم، المَغفورِ ذُنوبُهُم، المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم، وَاجعَل فيما تَقضي وَتُقَدِّرُ أن تُطيلَ عُمُري وَتوَسِّعَ عَلَيَّ رِزقي، وَتؤَدّيَ عَنّي أمانَتي وَدَيني، آمينَ رَبَّ العالَمينَ».
وتدعو عقيب كلّ فريضة فتقول:
يا عَليُّ يا عَظيمُ، يا غَفورُ يا رَحيمُ، أنتَ الرَّبُّ العَظيمُ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَميعُ البَصيرُ، وَهذا شَهرٌ عَظَّمتَهُ وَكَرَّمتَهُ وَشَرَّفتَهُ وَفَضَّلتَهُ عَلى الشُهورِ وَهُوَ الشَّهرُ الَّذي فَرَضتَ صيامَهُ عَلَيَّ وَهُوَ شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ هُدىً لِلناسِ وَبَيِناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ، وَجَعَلتَ فيهِ لَيلَةَ القَدرِ وَجَعَلتَها خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ فياذا المَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ فيمَنْ تَمُنُّ عَلَيهِ وَأدخِلني الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
وروى الكفعمي في (المصباح) وفي (البلد الأمين) كما روى الشيخ الشهيد في مجموعته عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من دعا بهذا الدّعاء في رمضان بعد كلّ فريضة غفر الله له ذنوبه الى يوم القيامة:
اللهُمَّ أدخِلْ عَلى أهلِ القُبورِ السُّرورِ، اللهُمَّ أغنِ كُلَّ فَقيرٍ، اللهُمَّ اشبِع كُلَّ جائِعٍ، اللهُمَّ اكسُ كُلَّ عُريانٍ، اللهُمَّ اقضِ دَينَ كُلِّ مَدينٍ، اللهُمَّ فَرِّج عَن كُلِّ مَكروَبٍ، اللهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَريبٍ، اللهُمَّ فُكَّ كُلَّ أسيرٍ، اللهُمَّ أصلِح كُلَّ فاسِدٍ مِن أُمورِ المُسلِمينَ، اللهُمَّ اشفِ كُلَّ مَريضٍ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقرَنا بِغِناكَ، اللهُمَّ غَيِّر سوءَ حالِنا بِحُسنِ حالِكَ، اللهُمَّ اقضِ عَنّا الدَّينَ وَأغنِنِا مِنَ الفَقرِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ ».
وروى الكليني في الكافي عن أبي بصير، قال: كان الصادق (عليه السلام) يدعو بهذا الدّعاء في شهر رمضان:
اللهُمَّ إنّي بِكَ وَمِنكَ أطلُبُ حاجَتي، وَمَن طَلَبَ حاجَةً إلى النّاسِ فَإنّي لا أطلُبُ حاجَتي إلاّ مِنكَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأسألُكَ بِفَضلِكَ وَرِضوانِكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهل بَيتِهِ، وَأن تَجعَلَ لي في عامي هذا إلى بَيتِكَ الحَرامِ سَبيلاً حِجَّةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكيَةً خالصةً لَكَ تَقَـرُّ بِها عَيني وَتَرفَعُ بِها دَرَجَتي، وَتَرزُقَني أن أغُضَّ بَصَري وَأن أحفَظَ فَرجي وَأن أكُفَّ بِها عَن جَميعِ مَحارِمِكَ حَتَّى لا يَكونَ شيءٌ آثَرَ عِندي مِن طاعَتِكَ وَخَشيَتِكَ، وَالعَمَلِ بِما أحبَبتَ وَالتَّركِ لِما كَرِهتَ وَنَهَيتَ عَنهُ، وَاجعَل ذلِكَ في يُسرٍ وَيَسارٍ وَعافيَةٍ وَما أنعَمتَ بِهِ عَلَيِّ، وَأسألُكَ أن تَجعَلَ وَفاتي قَتلاً في سَبيلِكَ تَحتَ رايَةِ نَبيِّكَ مَعَ أوليائِكَ، وَأسألُكَ أن تَقتُلَ بي أعدائكَ وَأعداءَ رَسولِكَ، وَأسألُكَ أن تُكرِمَني بِهَوانِ مَن شِئتَ مِن خَلقِكَ، وَلا تُهِنّي بِكَرامَةِ أحَدٍ مِن أوليائِكَ. اللهُمَّ اجعَل لي مَعَ الرَّسولِ سَبيلاً، حَسبيَ اللهُ ما شاءَ اللهُ.
أقول: هذا الدّعاء يسمّى دعاء الحج، وقد رواه السيّد في (الاقبال) عن الصادق (عليه السلام) لليالي شهر رمضان بعد المغرب.
وقال الكفعمي في (البلد الامين) يستحب الدّعاء به في كلّ يوم من رمضان وفي أول ليلة منه، واورده المفيد في (المقنعة) في خصوص اللّيلة الاُوّلى بعد صلاة المغرب.
وأعلم أنّ أفضل الأعمال في ليالي شهر رمضان وايامه هو تلاوة القرآن الكريم، وينبغي الإكثار من تلاوته في هذا الشّهر ففيه كان نزول القرآن، وفي الحديث: «إن لكلّ شيء ربيعاً وربيع القرآن هو شهر رمضان» ويستحب في سائر الايام ختم القرآن ختمة واحدة في كلّ شهر وأقل ما روى في ذلك هو ختمه في كلّ ستة ايام، وأما شهر رمضان فالمسنون فيه ختمه في كلّ ثلاثة ايام، ويحسن ـ إن يتيسر له ـ أن يختمه ختمة في كلّ يوم.
وروى العلّامة المجلسي (رحمه الله) : إنّ بعض الأئمة الاطهار (عليهم السلام) كانوا يختمون القرآن في هذا الشّهر أربعين ختمة وأكثر من ذلك، ويضاعف ثواب الختمات إن أهديت الى أرواح المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) يخص كلّ منهم بختمة؛ ويظهر من بعض الروايات أنّ أجر مهديها أن يكون معهم في يوم القيامة، وليكثر المرء في هذا الشّهر من الدّعاء والصلاة والاستغفار ومن قول: لا إلهَ إلاّ اللهُ.
وقد روي أن زين العابدين (عليه السلام) كان إذا دخل شهر رمضان لايتكلّم إلاّ بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير. وليهتم اهتماماً بالغاً بالمأثور من العبادات ونوافل الليالي والأيام.