يذكر الشيخ عباس القمي في هذا الباب من كتاب مفاتيح الجنان فضل شهر رجب وعظمته والورايات الواردة في فضله وأعمال شهر رجب الأصب التي حثت عليها الروايات الشريفة والتي من أهمها الصيام، وهي متوفرة لكم في موقع السراج.
- مفاتيح الجنان
- » أعمال أشهر السنة
- » فضل شهر رجب وأعماله
اعلم أنّ هذا الشهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف، والأحاديث في فضلها كثيرة، بل روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «إنّ رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً، والقتال مع الكفّار فيه حرام، ألا إنّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي. ألا فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الأكبر، وابتعد عنه غضب الله واُغلق عنه باب من أبواب النار».
وعن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: «من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النار مسير سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة».
وقال أيضاً: «رجب نهر في الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر».
وعن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «رجب شهر الاستغفار لاُمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنّه غفور رحيم. ويسمّى رجب الأصبّ لانّ الرحمة على اُمّتي تصبّ فيه صبّاً، فاستكثروا من قول: أستَغفِرُ الله وَأسألُهُ التَّوبَةَ ».
وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) في رجب وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إليّ قال لي: «يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟» قلت: لا والله يا بن رسول الله، فقال لي: «فقد فاتك من الثواب مالم يعلم مبلغه إلاّ الله عز وجل. إنّ هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته». قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فإن صمت مما بقي منه شيئاً هل أنا أفوز ببعض ثواب الصائمين فيه ؟ فقال: «يا سالم، من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً من شدّة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جوازاً على الصراط، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن من يوم الفزع الاكبر من أهواله وشدائده، واُعطي براءة من النار». واعلم أنه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير، وروي أنّ من لم يقدر على ذلك يسبّح الله في كلّ يوم مائة مرّة بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه: سُبحانَ الإله الجَليلِ سُبحانَ مَن لا يَنبَغي التَّسبيحُ إلاّ لَهُ سُبحانَ الأعَزِّ الأكرَمِ سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أهلٌ.