باب في فضل زيارة عبد العظيم الحسني (شاه زاده عبد العظيم) أورده الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وعبد العظيم الحسني من علماء السادة الحسنيين، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بأربع وسائط. ويعد من كبار المحدثين، وقد عاصر أربعة من أئمة الشيعة عليهم السلام في القرنين الثاني والثالث الهجري ومدفنه في مدینة الري في إيران وقد دفن قربه الشيخ الصدوق.
- مفاتيح الجنان
- » الزيارات
- » فضل زيارة شاه عبد العظيم
عبد العظيم (شاه زاده عبد العظيم) اللازم التعظيم وينتهي نسبه الشريف بوسائط أربع إلى سبط خير الورى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومرقده الشريف في الري معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلو مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنّه من سلالة خاتم النبيّين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين، وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد وذوي الورع والتقوى. وهو من أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام) وكان متوسّلاً بهما أقصى درجات التوسّل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع.
وقد روى عنهما أحاديث كثيرة وهو المؤلف لكتاب (خطب أمير المؤمنين (عليه السلام))، وكتاب (اليوم والليلة)، وهو الذي عرض دينه على إمام زمانه الإمام الهادي (عليه السلام) فأقرّه وصدّقه وقال: «يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه فاثبت عليه ثبّتك الله بالقول الثابت في الدنيا والآخرة».
وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله، وشيخنا ثقة الإسلام النوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب (المستدرك)، وروى هناك وفي كتاب (الرجال) للنجاشي أنه خاف من السلطان فطاف بالبلدان على أنّه فيج (الرسول) ثمّ ورد الريّ وسكن بساربانان.
وعلى رواية النجاشي سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة المولى وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطريق ويقول هو رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام). فلم يزل يا وي إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم السلام حتى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: إنّ رجلاً من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باغ (بستان) عبد الجبار بن عبد الوهاب وأشار إلى المكان الذي دفن فيه فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له: لأي شيء تطلب الشجرة ومكانها فأخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة، أنّه كان رأى مثل هذه الرؤيا وأنه جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ (البستان) وقفاً على الشريف والشيعة يدفنون فيه.
فمرض عبد العظيم ومات (رحمه الله) فلمّا جرّد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وقال أيضاً الصاحب بن عبّاد في وصف علم عبد العظيم: أنه روى أبو تراب الروياني قال: سمعت أبا حماد الرّازي يقول: دخلت على الإمام علي النقي (عليه السلام) في سرّ من رأى فسألته عن أشياء من حلالي وحرامي فأجابني فلمّا ودّعته قال لي: «يا حمّاد إذا أشكلّ عليك شيء من أمور دينك بناحيتك أي في بلدة الري فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني واقرأهُ مني السلام».
وقال المحقّق الدّاماد في كتاب (الرواشح): إنّ في فضل زيارة عبد العظيم روايات متضافرة. وروي أنّ من زار قبره وجبت له الجنة. وهذا الحديث رواه أيضاً الشهيد الثاني (رحمه الله) في حواشي الخلاصة عن بعض النسّابين.
وروى ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّي عن الإمام عليّ النقيّ (صلوات الله عليه) قال: دخلت عليه فقال: «أين كنت؟» فقلت: زرت الحسين (عليه السلام) قال: «أما لو أنّك زرت قبر عبد العظيم (عليه السلام) عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (صلوات الله عليهما)».