Search
Close this search box.
  • کیف زار الإمام الصادق (عليه السلام) سيد الشهداء؟
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

کیف زار الإمام الصادق (عليه السلام) سيد الشهداء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نطلب الشفاء من تربة الحسين (عليه السلام)؟

من السنن الإلهية في خلقه ما ورد عن لسان النبي إبراهيم الخليل (ع) في القرآن الكريم: (وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَيَشۡفِينِ)[١]. ولكن هل كان إبراهيم الخليل يستنكف عن الذهاب للأطباء؟ هذا المعنى غير وارد. إن الاستعانة بالطبيب في الشفاء، والاستعانة بالعامل في إنجاز المهمات، وبالمهندس في بناء المنزل، وبالزوجة في تدبير شئون البيت سنة طبيعية. إننا نطلب الشفاء من الله عز وجل؛ ولكن من خلال هذه التركيبة الجامعة مثلا: ماء زمزم، وتربة الحسين (ع)، وسورة الفاتحة. تمزج الماء بالتربة، وتقرأ عليه الحمد لتتداوى به. هذا بالنسبة إلى الشفاء من الأمراض البدنية. أما بالنسبة إلى أمراض الروح؛ فهناك وصفة للشفاء الروحي في باب العلاقة مع الحسين (ع).

من أي الأبواب ندخل على الحسين (عليه السلام)؟

لقد راجعت مجموعة من الروايات التي تتحدث عن زيارة مختصرة للحسين (ع) بكربلاء. إنها وصفة جامعة، وزيارة مختصرة مفيدة، وهي مع ذلك مروية عن الإمام الصادق (ع). وينبغي أن نعلم أن ما تأتينا من التوصيات في القيام بالعبادات والصلاة خصوصا من غير أئمة أهل البيت (ع) لا نقيم لها وزناً كثيرا. فإذا قيل: هناك صلاة بالكيفية الفلانية، تقرأ فيها السورة الفلانية بلا دليل لا نقوم بها ولا نُكلف أنفسنا شططاً ما دام الأمر غير مستند إلى المعصوم. ولا أقول: أن الإتيان بها حرام؛ إلا أن المؤمن إذا كان عنده متسع من الوقت ولديه طاقة ونشاط للعبادة؛ فليصرفهما في ما هو مأثور.

وكذلك الأمر في زيارة الحسين (ع). كما أن الدخول إلى المسجد الحرام والدخول إلى مسجد النبي (ع) يُستحب أن يكون من بعض الأبواب المرجحة؛ فالدخول إلى الحائر أيضا يُستحب أن يكون من الباب الشرقي كما أمر به الصادق (ع). ليس هنالك شيء عشوائي في زيارة الحسين (ع)؛ فالتزم عند الدخول على الحسين (ع) أن يكون الدخول من الباب الشرقي.

الزيارة الصادقية للحسين (عليه السلام)

ويجدر بالمؤمن أن يزور الحسين (ع) بهذه الزيارة الصادقية التي تبدأ بـ (اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اَللَّهِ)[٢]، وإلى آخر ما ورد في هذه الزيارة الشريفة حتى تنتهي إلى أن تسلم على الإمام (ع) وعلى الأرواح التي حلت بفنائه، وتسلم على الملائكة المحدقين به، وإلى آخر ذلك. إنها زيارة مختصرة في نصف صحفة؛ ولكن الإمام الصادق (ع) يعدك عليها أجرا عظيما. فقد ورد في ثوابها كذا من الحج وكذا من العمرة. وقد يسأل سائل فيقول: كيف يترتب على عمل واحدة – زيارة واحدة – ثواب متغاير؛ ففي بعضها حجة، وفي بعضها أكثر من حجة؟ الجواب: إن الثواب يكون متغيرا بحسب درجات الفاعل، ومستوى المعرفة.

ماذا نفعل بعد الدخول من الباب الشرقي؟

بعد أن دخلت من الباب الشرقي، وزرت الحسين (ع) بهذه الزيارة؛ اذهب إلى جهة الرأس الشريف، وصل ركعتين تقرأ فيهما سورتين مما أمرك بهما الصادق (ع): تقرأ في الأولى الحمد، وقلب القرآن الكريم ياسين، وتقرأ في الثانية الحمد وعروس القرآن سورة الرحمن. ثم سل الله عز وجل ما تريد من الحوائج. ثم تدعو الله عز وجل بهذا الدعاء الذي لو قرأته على من يتهمك بالشرك لكف عن تهمته. أظهر التوحيد بعد الولاية والتوسل عند رأس الحسين (ع)، وقل: (اَللَّهُمَّ إِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لِأَنَّهُ لاَ تَجُوزُ اَلصَّلاَةُ وَاَلرُّكُوعُ وَاَلسُّجُودُ إِلاَّ لَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اَللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)[٣]. هال بقيت شبهة الشرك؟ وكأنك تنادي بأعلى صوتك، يا رب، إني زرت الحسين (ع) لما أمرتنا به من المودة في القربى، وإني الآن أصلي لك.

لا تعدد حوائجك واكتف بهذه الكلمة

ثم تقول: (اَللَّهُمَّ وَهَاتَانِ اَلرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ)[٤]. إنها كلمة عاطفية. إنك إن أردت أن تهدي المرجع هدية؛ فهل تهديه هدية فاسدة؟ هل تعطيه فاكهة غير ناضجة أو شيئا فاسداً؟ أو ستقدم له أحسن ما عندك؟ حاول في هاتين الركعتين اللتين تقدمهما هدية إلى سيد الشهداء (ع) أن تكون مقبلا خاشعا؛ لا أن تصلي وعينك على كتابات الحرم مثلا. ثم بعد كل هذا لا داعي لأن تعدد حوائجك، بل قل: علمك بحالي يغني عن سؤالي.

[١] سورة الشعراء: ٨٠.
[٢] المصباح (للکفعمی)  ج١ ص٤٩٩.
[٣] المصباح (للکفعمی)  ج١ ص٤٨٢.
[٤] المصباح (للکفعمی)  ج١ ص٤٨٢.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

مقتطفات من الخطبة

  • كما أن الدخول إلى المسجد الحرام والدخول إلى مسجد النبي (ع) يُستحب أن يكون من بعض الأبواب المرجحة؛ فالدخول إلى الحائر أيضا يُستحب أن يكون من الباب الشرقي كما أمر به الصادق (ع). ليس هنالك شيء عشوائي في زيارة الحسين (ع).
Layer-5.png