Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

ولاية أمير المؤمنين (ع)..حقوق وواجبات

بسم الله الرحمن الرحيم

التشرف باتباع منهج أهل البيت (عليهم السلام)

لقد شُرفنا بحمد لله بأفضل الأديان، وشُرفنا باتباع منهج أهل البيت (ع). عادة في الدول تزداد الضريبة إذا زاد دخل المواطن وزاد راتبه وكثرت أمواله؛ خاصة في بلاد الغرب، وهذا المعنى واضح. والمؤمن كاسب، والدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون. واعلم أنك كلما زدت من الله قرباً، وزدت فهماً ووعياً؛ توقع بعض البلاء والامتحان والاختبار. والبلاء للولاء كما هو مذكور في الروايات.

البلاء للولاء

تقول الرواية: (إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُ بِمَنْزِلَةِ كِفَّةِ اَلْمِيزَانِ كُلَّمَا زِيدَ فِي إِيمَانِهِ زِيدَ فِي بَلاَئِهِ)[١]. وبالطبع إن بلاء المؤمن خارج الذات؛ في المال وفي الولد وفي الزوجة وفي الجار وإلى آخره. ولهذا سل الله عز وجل في ساعة الإقبال ألا يجعل مصيبتك في دينك. إن علاقة المؤمن بربه تزداد رقة وتألقاً؛ كلما زاد عليه البلاء؛ أي يتألق باطنه. ولهذا ترى المؤمن مثلا في مجلس عام له هيئة ولكن عندما تزوره على فراش المرض في المستشفى ترى وجهه يشع نوراً. إن جسمه مبتلى وماله في تناقص وهو متعرض لأذى الخلق خارجا ولكن هو يعلم أنه يزداد قرباً.

ثمرة البلاء

رأيت أحد المؤمنين مر في بلاء عظيم جداً، ويعدما انتهى البلاء كان يقول: يا فلان، إنني أحن إلى ذلك البلاء، فقد كنت في حالة لا توصف. لقد ارتفع البلاء وسُلبت تلك الحالة. ولهذا لا يستوحش المؤمن من البلاء إذا كان سبب في إقباله وسببا في قيام الليل. إن بعض أهل البلاء يوفق لصلاة الليل. إنه لا يقيم الليل في سائر الأيام؛ ولكن عندما تمر عليه المحنة يقبل على ربه. ولهذا كما قلنا المؤمن يستقبل البلاء بصدر رحب. إنك ما دمت على الجادة، وفي قلبك ولاية أمير المؤمنين (ع)؛ فلابد أن تدفع الضريبة.

بلاء المسلمين في المدينة

إن النبي (ص) قضى أكثر عمره في مكة. وبقي بعد البعثة ثلاثة عشر سنة فيها وفي المدينة عشر سنوات. ولكن ماذا كان بلاء المسلمين في مكة؟ إنهم هاجروا إلى الحبشة وخرجوا من مكة ومورس ضدهم  بعض أنواع التعذيب العابر، بغض النظرعما جرى لسمية وعمار وبلال. ولكن في المدينة كانت تأتيهم الغزوة بعد الغزوة، وكانوا يخضون الحرب بعد الحرب. هذا بالإضافة إلى حركة المنافقين وأذاهم رسول الله (ص) وكذلك مكائد اليهود. إن كل أنواع البلاءات اجتمعت على المسلمين في المدينة. لم؟ إنها هذه ضريبة الهجرة. إن النبي (ص) بين أيديهم والحكومة حكومته؛ فمادام النبي (ص) قد صار حاكماً، فيا أيها المسلمون تحملوا أنواع البلاء والفتن. وهذه هي سنة الله تعالى في خلقه.

ماذا نعمل تجاه ضريبة الولاية؟

أولا: إتقان البيان النظري. إن بعض الناس يؤمن بالولاية وبخط الأئمة (ع)، ويقول: لو تجتمع علي أهل الأرض جميعا، وفلاسفة الدهر والحكماء وقالوا: إنك لست على حق؛ قد لا أذكر لهم جوابا شافيا ولكن القضية واضحة لدي وضوح الشمس في رائعة النهار. ولو أقيم ألف دليل على عدم وجود الشمس، يقول: إنني أراها بأم بعيني؟

إن الله سبحانه هو أعلم حيث يجعل رسالته وكذلك هو أعلم حيث يجعل وصاية نبيه. لقد ذكرنا في أكثر من مناشبة أن الأمة بحاجة إلى ممثل السماء نبيا كان أو وصيا منذ أن خلق الله آدم. وهذه سنة الله عز وجل في خلقه. إن طاقة الكهرباء تنتقل من خلال الأسلاك ولكن في كل بقعة هناك تقوية لهذه الطاقة. وهذا هو دور الأنبياء. فهناك فراغ بين النبي والنبي لابد وأن يملأ ولكن بمن؟ بالأوصياء.

بعد أن ذهب النبي (ص) من هذه الأمة في الثامن والعشرين من صفر لم يتغير شيء في الأمة؛ إذ أنهم لا زالوا بحاجة إلى قضاء عادل وبحاجة إلى علم واسع وإلى مفسر للكتاب الكريم وإلى آخره. وهو الذي بشر بالاثني عشر خليفة. ومن زمان الغيبة إلى يومنا هذا قد ملئ الفراغ بالمراجع العظام الذين نقلدهم.

شفاعة أهل البيت (عليهم السلام)

إن المعروف في أوساط المترفين الأثرياء الكبار أن بعض أولادهم ليسوا على مستوى جيد؛ فهو لا يدرس جيداً ولا يعمل جيداً ولا يكتسب مهارة والسبب أنه يعول على تراث أبيه وعلى ثروته. أما ابن الفقير؛ يدفعه خوفه من البطالة ومن الفقر لكي يلج مدارج الحياة. إن البعض باعتقاده يعول على شفاعة أوليائه، والشفاعة مسلمة؛ ولكن يدعوه ذلك – لا شعورياً – إلى التكاسل في عبادته وفي تقواه، ولا تكون ملكاته الباطنية سليمة تماما. يقول: إنهم يوم القيامة يأخذون بيدي إلى الجنة، وهذا المنطق لا نقبله، لعدة أسباب.

أولا: من أين ضمنت الشفاعة؟ إن الإمام الصادق (ع) قد ذكر مانعاً واحدا والموانع كثيرة: (إِنَّ شَفَاعَتَنَا لاَ تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلاَةِ)[٢]، وكذلك العقوق قد يمنع الشفاعة والأمثلة كثيرة. ثانيا: كن طموحاً؟ إن الطمع في هذا المجال جيد. لا يكن همك أن يأخذ الإمام بيدك ويدخلك الجنة بعدما حُكم عليك بدخول النار. وإن كان هذا فوزا كما قال تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)[٣]؛ ولكن اجعل هدفك وطموحك وغاية مناك أن تكون في درجة النبي (ص) وآله (ع) إلى أبد الأبدين.

فقد يدخل أحدنا الجنة بإذن الله عز وجل؛ فيأتيه الخطاب من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت طبعا بإذن الله عز وجل. ستعيش مليارات السنين وأنت بجوار النبي (ص) وآله. كم هذا الفوز عظيم؟ إن هذا المكسب العظيم تكسبه في عشرين سنة. إن أبناء الأربعين – إن العمر الطبيعي هو ستون – في عشرين سنة يكتسبون هذه الأبدية. وأبناء الخمسين في عشر سنوات بحسب الظاهر. وأما أبناء الستين فد انتهت فرصتهم.

اغتنم الفرصة

فاغتنموا الفرص قبل فواتها. وهذا المعنى يجعلك متحركاً، وهذا المعنى يجعلك ساعياً. إننا نريد في عالم المشاعر أن نتسانخ مع أئمة أهل البيت (ع) وكلما تشبهت بأئمتك وعلى رأسهم النبي والوصي كنت بخير. لقد روي عن الإمام علي (ع) أنه قال: (إِنَّ إِمَامَكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدِ اِقْتَنَعَ مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَيَسُدُّ فَوْرَةَ جُوعِهِ بِقُرْصَيْهِ وَلاَ يَطْعَمُ اَلْفِلْذَةَ إِلاَّ فِي سُنَّةِ أُضْحِيَّةٍ وَلَنْ تَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ فَأَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاِجْتِهَادٍ)[٤].

[١] الکافي  ج٢ ص٢٥٣.
[٢] مستدرك الوسائل  ج١٧ ص٥٧.
[٣] سورة آل عمران: ١٨٥.
[٤] مجموعة ورّام  ج١ ص١٥٤.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • عادة في الدول تزداد الضريبة إذا زاد دخل المواطن وزاد راتبه وكثرت أمواله؛ خاصة في بلاد الغرب، وهذا المعنى واضح. والمؤمن كاسب، والدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون. واعلم أنك كلما زدت من الله قرباً، وزدت فهماً ووعياً؛ توقع بعض البلاء والامتحان والاختبار.
  • إن البعض باعتقاده يعول على شفاعة أوليائه؛ ولكن يدعوه ذلك إلى التكاسل في عبادته وفي تقواه، ولا تكون ملكاته الباطنية سليمة تماما. يقول: إنهم يوم القيامة يأخذون بيدي إلى الجنة، وهذا المنطق لا نقبله، لعدة أسباب؛ لعدم وجود الضمان ولوجد الموانع كالاستخفاف بالصلاة وبعض المعاصي.

 

Layer-5.png