Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

ولادة الإمام المهدي المنتظر (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

حوارية: بحث حول المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

المقدم: مشاهدينا الكرام تقبل الله أعمالنا وأعمالكم في هذه الليلة المباركة من نصف شعبان ونحن بجوار مرقد ثامن الحجج. نسألكم الدعاء ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.

استضفنا في هذه الحلقة سماحة الشيخ حبيب الكاظمي؛ فأهلا وسهلا.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين. أنا بدوري ومن جوار مرقد الرضا (ع) أرحب بالإخوة جميعا وإن شاء الله بعد هذا اللقاء سنزور عنهم جميعاً.

دور التضرع والالتجاء إلى الله في دفع البلاء

المقدم: باعتبار أن هذه الليلة هي النصف من شعبان والموضوع هو حول المهدي المنتظر (عج)؛ نطرح السؤال الأول عن دور التضرع والالتجاء إلى الله عز وجل في دفع البلاء؟

الشيخ؛ حقيقة يظهر في هذه الأيام دور التضرع والدعاء الذي طالما كنا ندعوا إليه في المناسبات المختلفة، وكنا نركز على أن المؤمن عليه أن يكون متضرعاً في السراء والضراء. إن الملائكة تقول عندما يدعو المؤمن في الضراء بما هو مضمون الرواية: أن هذا صوت نسمعه دائما وهو صوت معروف، ومأنوس.

فرق بين دعاء يصعد إلى السماء وهو صوت غريب لأنه يصعد لأول مرة وبين صوت اعتادته الملائكة. نحن ندعوا طوال العمر ولكن دعاء ليس فيه – كما يقال – رقة وانقلاب في الباطن. إن مثال التضرع هم قوم يونس (ع). إنهم كانوا قوما كافرين؛ ولكن لما رأوا بوادر العذاب ضجوا إلى الله عز وجل فنفعهم هذا التضرع. فعليه من يريد السلامة لنفسه ولمجتمعه ولأمة الإسلام؛ بل للبشرية، عليه أن يكثر من ذلك.

ونحن نقول بالمناسبة: إن التضرع كالذهب أو الماس عملة نادرة، ومعدن نادر. إن البعض يتوقع أنه إذا جلس على السجادة ساعة يتضرع طول تلك الساعة، والحال أن التضرع قد يكون لحظات؛ أي قد تدعو ساعة وتضرع دقيقة واحدة. إذا رق القلب وجرى الدمع فدونك دونك. هذا هو التضرع. إن التضرع بمثابة هذه الجواهر النادرة المتفرقة في الجبال. فإذا وجد انتهى الأمر. ومثاله الآخر: كالاتصال الهاتفي؛ أنت بيدك جهاز اتصال فإن لم تكن متصلا بالشبكة فلن تستفيد وإن اتصلت لساعات ولكن إذا اتصل الخط وتكلمت مع المسئول المعني، ومن بيده حل للمشكلة فستحل مشكلتك في ثواني معدودة. إن التضرع – هذه الأيام – جوهرة نفيسة وعلينا أن نستغل هذه الفرصة لأنها قد لا تتكرر.

موقع الإمام الحجة (عج) في نفوس اجداده المعصومين (ع)

المقدم: كيف نربط هذه المناسبة وهذه الولادة ونحن بجوار ثامن الحجج (ع)؟

طبعا لقد فاتني أول الحديث ونحن على بعد أمتار من قبره الشريف وهم أحياء عند ربهم يرزقون؛ أن نقدم التهاني له لأنه هو جده. إن الإمام الرضا (ع) هو جد الإمام الهادي (ع) والإمام الهادي (ع) جد الإمام الحجة (ع). أولا: إننا نقدم له التهاني ونطلب منه بذلك أن يتحفنا هذه الليالي بتحفة تليق به. فيقال في عرف بعض الأوساط: أن عطايا الإمام سلطانية. إنه سلطان في الدنيا والآخرة، وعلى كل حال نطلب منه عطية مناسبة بميلاد ولده الحجة (ع).

في الواقع إن موقع الإمام (عج) من قلب الرضا (ع) هو كموقعه من قلوب جميع آبائه. لقد بحث مرة في الروايات المنقولة عن الأئمة والواردة في حق الإمام (عج)، فوجدت أن الإمام الصادق يقول مثلا: غيبتك نفت رقادي. ولسائر الأئمة (ع) تقريبا كلمات في إظهار الشوق للإمام (ع) لأنه المحقق لآمالهم. لا أحد من أئمتنا (ع) حقق آماله في هذه الدنيا. إن أمير المؤمنين (ع)، والحسين (ع) قد قتلا. وإن الإمام الذي نحن بجواره كذلك قتل مسموماً. فعيونهم جميعا على هذا المولود المبارك.

إنني عندما أزور الرضا (ع) أقول: هنيئا لك يا دعبل، ماذا عملت مع صاحب المقام؟ لقد أبكيته إلى درجة لم يعلم الإمام (ع) ماذا يصنع به؟ وقد أعطاه ما أعطاه في الدنيا وفي الآخرة؟ قال دعبل:

خروج إمام لا محالة خارج
يقوم على اسم الله والبركات

وقد عبر الإمام (ع) عن هذا الموقف وقال لدعبل: نفث روح القدس على لسانك؛ أي لما سمع ذكر ولده المهدي (عج) وأنه القائم عاش حالة معينة. وعلى كل حال هناك علاقة بين أئمتنا جميعا وبين الإمام المهدي (ع). إنني أكرر هذا المعنى دائما وهو أن يسأل المؤمن في مشاهد الأئمة (ع) ذلك المولى إن كان سيد الشهداء (ع) أو أمير المؤمنين (ع) أو الرضا (ع) أن يوصي بك الإمام (عج) خيراً؛ لأن البركات في هذا الزمان – على ما هو معروف عندنا – تجري على يده. يعني كل البركات في زمان الغيبة تجري بإذن الإمام (عج). أي في زمان الإمام الحسن (ع) ومع وجود الإمام الحسين (ع) كان هو المتصدي، وليلة القدر تنزل الملائكة عليه فهو المتصدي لأمر الأمة ظاهراً وباطناً.

وفي زماننا هذا هو الإمام الوحيد، والولي الوحيد المتسلم زمام الإمامة ونحن بانتظاره. فدائما يكون الدعاء في مشاهدهم، وهذه النظرة المهدوية الخاصة هي مما ينبغي أن تستغل. أقول بمناسبة النصف من شعبان: سل الإمام أن يجعلك في دائرة اهتمامه الخاص. ما هو الفرق بين الرحمن وبين الرحيم؟ الرحمن هي الرحمة العامة، والرحيم هي الرحمة الخاصة؛ فحتى رب العالمين له دوائر من العناية. إنه يعتني بالبشرية وقد كرم بني آدم جميعهم ولكن يعتني بالمسلمين خاصة، وهم الذين قال عنهم: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) . ويعتني بالمؤمنين ومن بين المؤمنين يعتني أكثر بأهل المراقبة والتقوى والمحاسبة. فكما أن لرب العالمين دوائر في الاعتناء بالخلق؛ فكذلك للإمام أيضا دوائر، ولا بد أن تسأل نفسك في أي دائرة أنت؟

هل أنت في الدائرة العامة أم في الوسطى أم في الدائرة الخاصة؟ سل الإمام في هذه الأيام أن تكون في تلك الدائرة الخاصة. إنك عادة إن كانت لك مشكلة مع أحدهم فذهبت إلى منزله في ميلاد ولده أو في وفات ولده؛ فسوف لا يؤاخذك على طلباته، ولا يقول: تعال يا فلان، ما دمت قد جئت إلى المنزل فارجع لي ديني. قل: جئتك معزياً أو جئتك مهنئاً، وليس هذا وقت المحاسبة. في هذه المناسبات قد يقول: إن الإمام لا يهنأ. حسنا، فلماذا لا تهنئ أمه السيدة نرجس؟ أو هنأ أباه العسكري (ع) بمناسبة قدوم هذا المولود الميمون، وقل: مولاي يا أبا محمد، أو يا سيدتي يا والدة الحجة، أريد منك هذه العطية. وثق أنك سوف تُعطى ما تريد.

تهيأ العُدّة لشهر رمضان قبل حلوله

المقدم: نحن في النصف الثاني من شهر شعبان المبارك وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك كيف نستعد لهذا الشهر؟

لقد أثرت كامناً. في هذه الأيام بدأ العد التنازلي. طبعا يبدأ العد التنازلي من شهري رجب وشعبان. ما هي إلا أيام وينادي المنادي: لقد حل شهر رمضان. إنني أقول عن نفسي: لست مستعدا كما ينبغي. أي ما هو الفرق الذي يحدث في نفسي في الليلة الأولى من شهر رمضان عن ليلة ما قبل شهر رمضان؟ هل هناك إقبال في العبادة أو إقبال على القرآن؟ ما الجديد في الأمر؟ فأقول: من الآن على الإخوة أن يعدوا أنفسهم لاستقبال الشهر الكريم. وأقترح من هذا المكان المبارك بجوار الرضا (ع) ولوجه الله عز وجل: ما المانع أن تتمرن على أجواء شهر رمضان؟ وذلك أن تقوم في شهر شعبان المبارك بالصيام وبسط مائدة الإفطار، وقيام الليل، وتلاوة القرآن. اجعل لنفسك شهر رمضان مصغر وأنت في شهر شعبان. هذه فرصة نادرة.

خصائص زيارة المعصوم (عليه السلام) عن بعد

المقدم: الكثيرون محرومون من الزيارة عن قرب؛ فكيف نستفيد من الزيارة عن بعيد؟

في الواقع أنا عندي سلسلة من الأحاديث تذكرتها الآن هي بعنوان زيارة الأرواح في المشاهد. قبل سنوات طويلة قلنا في تلك الحلقات المتسلسلة: أن زيارة الإمام هي زيارة الروح لا زيارة البدن للضريح والأبواب والشبابيك. إن الذي يغمض عينيه ويستحضر حقيقة المعصوم وأنه حي يرزق؛ بإمكانه أن يزور زيارة بليغة وهو في مكانه. أنت الآن عند الضريح. أغمض عينيك وسوف لن ترى شيئا وادع الآن. أو افعل ذلك وأنت في المنزل. أغمض عينيك أيضا – وكما يقال – عش حالة التجرد. هناك مصطلح تجرد الأرواح وهو معنى مشكوك فيه؛ ولكن هذا المعنى هو معنى صحيح؛ أن الإنسان يهيم بروحه، ويتجرد بقلبه أينما كان.

ولهذا في مفاتيح الجنان انظر زيارة النبي من قرب، وهناك زيارة النبي (ص) من بعد. إن القرب المكاني أمر جيد وهو ضروري. إنني الليلة جئت عند الإمام بعد فترة من الانقطاع ولي إحساس خاص. إن لهذا القرب أثره؛ ولكن ليس معنى ذلك أنه لا نزور الإمام لأن المشاهد مغلقة. أينما كنت زر. وكما تصلي لله عز وجل ولا ترى شيئا في المسجد أو في المحراب؛ فكذلك زر المعصوم وأنت لا ترى شيئاً.

Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إن مثال التضرع هم قوم يونس (ع). إنهم كانوا قوما كافرين؛ ولكن لما رأوا بوادر العذاب ضجوا إلى الله عز وجل فنفعهم هذا التضرع. فعليه من يريد السلامة لنفسه ولمجتمعه ولأمة الإسلام؛ بل للبشرية، عليه أن يكثر من ذلك.
Layer-5.png