- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
ورد في قوله تعالی في سورة طه کلوا من طیبات ما رزقناکم ولا تطقو فیه فیحل علیکم غضبي فمن یحلل علیه غضبي فقد هوی، کلوا من طیبات ما رزقناکم ولا تطقوا فیه لاتطقو بحسب الظاهر يعني في الأکل من الطیبات الآن ما هو الطغیان في الأکل من الطیبات؟ منها کفران النعمة الآية في سیاق بني اسرائیل؛ ونزلنا علیکم المن والسلوی کلوا من طیبات ما رزقناکم، ولکن الآن هذا المعنی في حد نفسه معنی مقبول الِآن هل هذا المعنی مرتبط بالآیة أم لا معنی آخر؛ عدم الطغیان في الأکل والشرب! مع الأسف هذه الایام یمکن أن نقول أن اغلب الناس یطغون في الأکل وفي الشرب وهذا معنی طبي اعتقد أن الاطباء لو کانوا في هذا المجلس یصدقوني علی ما اقول حاجة ابداننا الی الطعام أقل بکثیر مما نأکل الآن لا اقول النصف أو الثلث ولکن حاجة ابداننا الی الطعام أقل بکثیر مما نظن والشاهد علی ذلك في شهر رمضان المبارك بعض الناس لا یستیقض لطعام السحور لا یتسحر؛ في الیوم وفي اللیلة يأکل وجبة واحدة وهو علی أتم النشاط یقول لا فرق بین نشاطي في شهر رمضان وفي غیره إن لم یکن اکثر نشاطاً خفة الطعام والشراب؛ بعض الذین نراهم یلتزمون بأکل غیر الحیواني النباتیون کما یقال لا نری فرق في حیاتهم بینهم وبین غیرهم؛ المهم الانسان المؤمن علیه أن یسیطر علی هذا المعنی.
الآن المضار السلبيات اولا طبعا لیس هنالك من یقول بحرمة الأکل الزائد! رب العالمین اکرم الأکرمین لا یحاسب یوم القيامة یقول یا فلان لماذا أکلت رقیفین وأنت کنت تشبع برغیف واحد؟ لیس هذا دأب الکرماء ولکن هنالك سلبیات مسئلة الحکمة هنالك في روایات اهل البیت علیهم السلام الی أن الفطنة مع الجوع؛ الفطنة حالة من النباهة الباطنیة الانسان الحکیم الانسان الذي یستوعب الامور کما ینبقي هذه المزیة العقلیة مرتبطة بعد الأکل الکثیر؛ الآن من الممکن أن نوجه القضیة طبیاً ولکن القضیة أعمق من الطب، طبیعي الأکل الانسان عندما یأکل قسم من أجهزة بدنه من دمه یتوجه الی الجهاز الهضمي فبالتالي الدم طاقة البدن تنصرف عن جهاز التفکیر ولهذا أحدنا عندنا یأکل حقیقتا یحس بشيء من الفتور والکسل ولعدم المزاجیة لئن یقرأ کتاباً عمیقاً مثلا إن کان ولابد یقرأ کتابا مسلیاً رأيتم انسان یذاکر کتب الریاضیات وغیره وهو ممتلئ من الطعام والشراب؟ هذا اولا.
وثانیا القضیة کما قلنا فوق عوالم الطب القضیة قضیة القلب لا تُمیت القلوب بکثرة الطعام والشراب؛ القلب هنا لا یراد به حتما المخ والتفکیر القلب الباطني روح الانسان والشهاد علی ذلك في شهر رمضان المبارك عند الافطار للصائم فرحتان فرحة عند افطاره قضیة الفرحة هذه انسان یعیش حالة من حالات الاُنس الباطني حالة الصائم عند الافطار واقعا حالة متمیزة بمجرد أن یأکل کأن هذا النور یُسلب منه! هذا الجوع الذي کان معه في النهار هذا الجوع اعطاه شیئا من الشفافیة والنور في القلب، اذاً القضیة قضیة نور الباطن حکمة الباطن الآن الروایات في هذا المجال کثیرة منها مثلا لا تجمع الفطنة والبطنة؛ البطنة أي الاکل الکثیر هذا لا یجتمع مع الفطنه، النوم الکثیر من لوازمه النوم الکثیر معروف الذي يأکل کثیرا ایضا یزداد نومه؛ ما الذي یحصل؟ کثرة الأکل والنوم یفسدان النفس ویجلبات المضرة يكفي أن النائم في حال سکون في حال موت! صحیح کُتاب السیئات لا یکتبون علیه شيء ولکن في نفس الوقت انسان وقته ذهب هدراً؛ یوم القیامة يؤتی بهذه الساعات الفارغة فیندم علیها.
الآن الکلام لیس في خصوص الحرام؛ مرة انسان یُکثر الطعام الحرام هذه مصیبة هذه کما یقال قاصمة الظهر امیرالمؤمنین سلامه الله علیه هذه الروایة من المناسب أن نکتبها في منازلنا في غرفة الطعام مثلا لعل هذه الروایة تقیدنا إن شاءالله روایة جمیلة عن امیرالمؤمنین علیه السلام من ملئ البطن من المباح لیس الکلام في لحم الخنزیر الکلام حتی في اللحم الحلال ولکن یملئ الانسان بطنه ما النتیجه؟ الروایة فیها وزن متناسب الانسان بإمکانه أن یحفظ الروایه؛ من ملئ البطن من المباح عمي القلب عن الصلاح؛ فکیف اذا امتلئ بالحرام؟
ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس! المؤمن یأکل بثلث بطنه؛ قد یقول قائل کیف المقیاس؟ انا کیف اعرف حجم المعدة حتی آکل الثلث فقط؟ المقیاس جداً سهل والکل بإمکانه أن یطبق؛ قم من الطعام وأنت تشتهیه وأنت جائع! الآن جائع اجمالا بعض الناس یاکل الی درجة اذا جيء له بطعام شهي قد یتغيء منه ما معنی ذلك؟ أنه ملئ الحد بما لا ینبقي شرعاً.
الآن الانسان علی کلٍ اذا هذه الروایات لم تنفع یقول ما لي والفطنة ما لي وللعقل؟ ما لي ولنور الباطن؟ دعوني أتلذذ بالطعام الآن، ائمتنا علیهم علیهم السلام ما ترکوا شیئا حتی الکلام الآن ایضا لأمیرالمؤمنین صلوات الله علیه قبل قلیل اشار الی صلاح القلب عمي القلب عن الصلاح الآن من لم یحرکه هذا الحدیث؛ یقول علی السلام قلة الغذاء کرم النفس وأدوم للصحه؛ الا ترید العافیة الا ترید السلامه؟ السلامة ایضا المعدة بیت الداء والحمیة رأس کل دواء.
وأخیرا هذه الروایة ایضا ختامه مسك قبل أن أختم الروایة هذه الروایة تدل علی علی أن الذي یقلل من الطعام والشراب حتی لو کان وثنیاً هذا یعطی الشيء رب العالمین بنائه علی الانصاف الذي یجهاد نفسه عن المشتهیات ولهذا نری بعض الخوارق بعض الأعاجیب من الکفرة لا تستغرب؛ رب العالمین یعجل لهم الجزاء في الدنیا هذه روایة غريبة الخطاب للنبي صلی الله علیه وآله في المعراج؛ وفي المعراج یا احمد إن العبد اذا جاع بطنه وحفظ لسانه علمته الحکمة وإن کان کافراً؛ ولهذا لاحظ بعض المؤلفات من الکفرة فیها مضامین حکمیة کلام جمیل إن الله لا یضیع أجر من أحسن عملا، طبعا الروایة لها تتمة البعض قد یقول اذاً أين انما یتقبل الله من المتقین؟ الروایة فیها تتمة یقول بعد ذلك قلنا وإن کان کافراً تکون حکمته وبالاً علیه هذا الحکیم الکافر یوم القیامة یُعذب ضعفین یقول هذا الجاهل کان کافراً؛ أنت أعطیناك شيئاً من الحکمة لماذا کنت کافرا؟ وبال علیه، قلنا الروایة الأخیرة هذه؛ رب العالمین بعض الناس یقول عندما أجلس علی المائدة الامر بیدي یفلت الزمام کما یقال هذه الروایات في المسجد جیدة ولکن عند مائدة الطعام عند البطون تعمی العیون؛ الآن الانسان ماذا یعمل اذا خانته ارادته؟ واقعت یطلب من الله عزوجل المدد رب العالمین یوفقه لقلة الطعام هذا توفیق؛الروایة ایضا تشیر الی هذا المعنی الروایة في مستدرك الوسائل اذا اراد الله سبحانه صلاح عبده یرید أن یصلح امره ماذا یعمل؟ یتدخل مباشرة یُنزل علیه ملکاً؟ لا یوفقه للمقدمات ما هي هذه المقدمات؟ الهمه قلة الکلام؛ الهمه یعني مو وحي نزل یوفقه لقلة الکلام بعد ما عنده مزاج یتکلم کثیر بعض الاخوة یقول اذا یتکلم کثیر کأن یعیش حالة الوجع في فکیه حتی جهازه الکلامي یتعب فیسکت؛ الهمه قلة الکلام وقلة الطعام وقلة المنام، بعض الناس طلب من الله عزوجل أن یخفف نومه طبعا في خیر وعافیه؛ قلة النوم حالة مرضیة اذا نام قلیلا اقل من المستوی المطلوب ولکن بعض المؤمنین رب العالمین أعطاهم هدیة ینام في النهار واللیل أربعة ساعات وکأنه نام ضعف ذلك هذا توفیق الهي؛ الهمه قلة الکلام وقلة الطعام وقلة المنام. اللهم وفقنا لجمیع ذلك بمنك وکرمك.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.