وظيفة الإنسان وحالته الباطنية بعد شهر رمضان

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الحدیث الذي یناسب هذا الجمع المبارك حول وظیفة الانسان وحالته الباطنیة بعد شهر رمضان المبارك ما هي الحالة النموذجیة اجمالاً التي ینبقي أن یکون علیها المؤمن في الأعیاد عموماً، عید الفطر وعید الأضحی وعلی رأس الأعید عید الغدیر الاغر الجمعة ایضا عید من أعیاد المسلمین ولکن بمناسبة الحدث نرکز شیئاً علی هذا العید السعید عید الفطر المبارك، هنالك اخواني أربعة مشاعر لا نطیل المقدمة هذه المشاعر الأربع من المناسب أن یعیشها المؤمن الذي قضی صومه أدی صیام الشهر الکریم؛ الخوف والرجاء؛ الخوف اولا والرجاء ثانیاً ونأتي علی باقي الصفات اثناء الحدیث.
اولا الخوف؛ لماذا المؤمن علیه أن یخاف بعد شهر رمضان المبارك؟ لسنا في مقام تنقیص فرحة العید، الانسان عندما یفرح لا یُحب أن ینقص أحدٌ فرحته ولکن هذا هو الواقع کلنا یعلم حدیث النبي الأکرم هذا الحدیث نقرأه قبل شهر رمضان المبارك؛ الصائم في الشهر الذي مضی علینا نومه عبادة أنفاسه تسبیح والشیاطین مغلولة الشاهد هنا: الشیطان مغلول ولهذا الانسان في شهر رمضان المبارك یری في قلبه اجمالاً اقبالٌ رأينا بعض غیر البالغین یصوم شهر رمضان المبارك بلا معاناة شدیدة يعني حتی غیر البالغ یری في قلبه اقبالاً علی الصیام والصلاة والقرآن، تفسیر ذلك أن الشیاطین مغلولة یقل تأثیرها طبعا البعض هکذا الشیطان جعل في وجوده ممثلاً النفس الأمارة حتی لو مات الشیطان جدلاً یبقی صاحبنا یعیش الحالة الشیطانیة طبعا هذه حالة لیست بالکثیرة إن شاءالله؛ المهم في شهر رمضان المبارك الشیاطین مغلولة بعد الشهر الکریم هذه الأغلال تُفتح بمجرد أن يؤذن المؤذن للیلة عید الفطر شهر رمضان ینتهي، مع أذان الغروب الشیاطین تخرج من أغلالها المشکلة أين؟ المشکلة أن للشیطان ما قُضي علیه ما مات ما قُتل کانت مغلولة والآن خرجت من اغلالها طبیعي هذا الشیطان سینتقم تخیل أنت في منزل لوحدك دخل علیك السارق القیت القبض علیه ربطته بالحبال وذهبت ونمت هذا السارق فك الأغلال عن نفسه بطریقة ما؛ هذا السارق ماذا یصنع بك؟ ینتقم منك أيما انتقام وخاصة اذا آذیته هکذا تخیل عذبت السارق جرحته ثم قیدته هذا اذا خرج من القید ماذا یصنع بك؟ ولهذا من الجید أن یعیش الانسان هذا الهاجس هذا الخوف الباطني ومن ناحیة یعیش الفرح لا نرید أن نعیش الجانب المُظلم أو الخوفي وإن کان هذا الخوف محرك، الجانب الفرحي الانسان حقیقتاً یری نفسه بعد لیالي القدر وبعد شهر رمضان المبارك کأنه خرج من الاستحمام کیف انسان في یوم شدید الحر أمضی وقتاً خارج المنزل تحت الشمس یأتي المنزل زوجته تتأفف من رایحته هو یشمئز من نفسه ولکن یدخل الحمام ویخرج وهو منتعش شعورنا في شهر رمضان لمن عاش الشهر طبعا هو هذا الشعور! تقریبا شعور الانسان في العید کشعور الحجاج عندما یرجع من رمي الجمرات الحالة هي هي حالة النشوة حالة الانتصار علی النفس والذات وخاصةً أضع خطاً تحت کلمة وخاصة اذا کان صومه متمیزاً عن السنوات الماضیة؛ قلنا في اول شهر رمضان المبارك إجعل نیتك أن تجعل شهرك هذا خیر شهر رمضان مر علیك لا أدري انا و امثالي وصلت إلی هذه النقطة؟ الآن جعلت شهر رمضان خیر شهر رمضان مر علیك إجعل عیدك ایضاً خیر عید مر عليك اذاً هاتان الحالتان الخوف والفرح اجمعهما في قلبك.
سئوال وجواب: أحدنا مثلا یذهب إلی دورة متعبة في دولة أجنبیة یوم العودة إلی أرض الوطن یرید أن یعلم درجته ما مستواه الطالب طوال العالم یدرس في آخر العام یُقدم امتحاناً بکل ما في الامتحان من قلق واضطراب تخیل هذا الانسان هذا الطالب یُقال له نحن لا نقیمك لا نعطیك الدرجة هذا سر من الاسرار هذا الانسان لا یقبل بهذا الکلام یقول اُرید أن أعلم لتطمئن نفسي ما درجتي؟ هل سئل أحدنا نفسه في ختام شهر رمضان المبارك ما هي درجتي؟ طبعا عند الله عزوجل! من الواضح أن هذا المعنی لا ینکشف في دار الدنیا فکشفنا عنك غطائك في ذلك العالم طبعا مع الموت اذا مات إبن آدم قامت قیامته، ولکن هنالك بعض القرائن رأيتم ایضا نعود لمثال المدرسة النتائج لم تُعلم ولکن أحدنا له علاقة بالمدیر یقول اجمالاً درجتك جیدة اُبشرك يعني نجاح اجمالي التفصیل یأتي لاحقاً اجمالاً بإمکان أحدنا أن یعلم درجته في شهر رمضان المبارك إجمالاً؛ ما هي العلامة حتی تشکر الله عزوجل علیها؟ أفضل علامة في شهر رمضان المبارك علامتان طبقهما علی نفسك ولیس هناك أحد أخبر منك من غیرك لا تبحث عن ولي ولا عن صالح نعم لو رأيت نبیاً سله ذلك لو رأيت جبرائیل سله ذلك ولکن لا نبي بعدي في هذا الزمان ماذا نصنع؟ اولا تبدل الملکات الباطنیة صومك کان جوارحیاً فمك ما أكل فمك ما شرب ما عاشرت النساء في نهار شهر رمضان هذه خواص الجوارح ولکن اُنظر إلی ملکاتك الباطنیة الغضب في الباطن بعد شهر رمضان في شوال في اول موقف تُستفز في اول موقف غضبي اُنظر إلی نفسك؛ خاصة من کان غضوباً طوال العام في شهر شعبان مر علیك هذا الموقف أحدهم قال عنك کلمة نابیة تهمة باطلة خرجت من طورك! في شوال اذا تکرر الموقف اُنظر إلی نفسك إن کان صومك مؤثراً مقبولاً من المفروض أن تعیش حالة من الارتیاح الباطني تغییر الملکات.
وثانیا من العلامات أن تری ترك الحرام موافقاً لمزاجك نحن نذکر من المحرمات في الرسالة العملیة مثلا أکل لحم الخنزیر أکل اللحم غیر المذکی غیر المذکی لا یعني جیفة أکلة طیبة في أرقی المطاعم العالمیة الانسان طبعه یمیل إلی ذلك نحن نقول لحم الخنزیر تتغزز ولکن في بلاد الغرب یقدمون هذا الحیوان في أشهی طبق یعني البعض یسیل لعابه لذلك ولکن هل رأيت فقیها یحذرنا یقول من المحرمات ایضا أن لا تأکل الحشرات مثلا؟ أن لا تأکل فأراً مثلا؟ تقول ما هذا الکلام؟ طبعنا یمج ذلك الآن اللحم غید المذکی من الممکن أن نمیل الیه المرأة الفاتنة الأجنبیة من الممکن أن نمیل الیها اذا وصلت إلی درجة الحرام المأکول الشهي صار في ذائقتك كأکل القاذورة كأکل الحشرة طبعك لا یمیل إلی ذلك، ولهذا حقیقتا هنیئا للبعض البعض یفکر في الحرام قبل النوم الشباب متعارف یجعل نفسه في موقع ارتکاب الحرام ولکنه خیال وهم یُصبح الصباح لا شيء في البین والبعض یفکر في الحرام یذهب للخارج للسوق لیرتکب الحرام ولکن أثناء الطریق ینصرف الاول تخیل الثاني نوی والثالث ارتکب ولکن المؤمن یصل إلی درجة حتی وهم الخیال الحرام لا یأتي في باله هل تتخیل یوماً أن تقتل زوجتك مثلا؟ یقول ما هذا الکابوس ما هذا الخیال؟ اذا کان خیال الحرام لا یأتيك فکیف بالنیة وکیف بالعمل؟ اذاً في شهر الشوال إلی شعبان القادم اذا رأيت في قلبك هکذا في شعبان وفي شهر رجب من الممکن قلبك یزیق ویمیل امامك التلفاز امامك الحاسوب في جوف اللیل والغرفة مغلقة تری منظراً مثیراً تُقدم رجلاً وتُقدم أخری ولکن هذا المعنی ینتفي أي عاقل یُدخل نفسه النار من خلال صورة موهومة؟ اذاً من علامات القبول بعد الملکات أن تعیش هذا المعنی من الزهد في الحرام والرغبة في الواجب، لماذا البعض لا یصلي صلاة الفجر؟ ولکن یوم السفر تراه لا ینام طوال اللیل لأن له شوق للسفر؛ الطالب في الامتحان صباحا یستیقض من دون منبه الخوف من السقوط والرسوب یدفعه ولهذا من یشتکي من عدم القیام لصلاة اللیل نقول راجع نفسك لو کان عندك شوقٌ إلی قیام اللیل لقمت الآن یوم یومان هین البعض لا یصلي في الشهر یوما واحدا صلاة الفجر بل البعض یقول لا توقضني لصلاة الفجر تنقص نومتي! البعض توقضه لصلاة الفجر یقول من قال أن توقضني أو ما علمت المسئلة الشرعیة لا یجب ایقاذ النائم مثلا؟ اذاً البعض هکذا بالنسبة له الواجب والمستحب لیس فیه جاذبیة، نعم في النهار مستیقض یقول لو لم اُصلي الظهرین دخلت جهنم خوف النار یردعه لا شوقاً اذاً هذه ایضا علامة من العلامات.

إلهي بحق اولیائك إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها اجعل صیامنا في الصائمین ارفع صیامنا مع صیام ولیك وقامنا مع قیامه وتلاوتنا مع تلاوته اللهم لا تجعله آخر العهد منا لصیام شهرك الکریم اللهم فك رقابنا من النار عرفنا الإجابة فيما سألناك أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.