- ThePlus Audio
وداع شهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
المؤمن بين الفرح لاستقبال العيد والحزن من وداع شهر رمضان المبارك
بإمكان المؤمن أن يكتشف أن أعماله في شهر رمضان قد قبلت أم لم تقبل، وذلك من خلال مقياس باطني ألا وهو شعوره بالسرور من انتهاء شهر رمضان ودخول العيد أم شعوره بالحسرة والانقباض لانتهاء هذا الشهر المبارك، وليس كل سرور لدخول العيد سرور ممقوت بل قد يكون السرور من أجل ما يحمله يوم العيد وليلته من بركات؛ فهو يوم لا يقل عن ليلة القدر وفيه يعتق الله عز وجل الرقاب الكثيرة من النار، وفيه تمنح الجوائز، ويبدو ذلك جليا من خلال أدعية ليلة العيد ويومه.
الفرح المذموم لانتهاء الشهر المبارك
أما إذا كان الشعور بالسرور لأجل التخلص من قيود الشهر وشوقا إلى الطعام والشراب والأمور التي كان يضيق لتركها ذرعا كالتدخين مثلا، فهو يعد الأيام شوقا للخروج من هذا الشهر؛ فليعلم أنه لا سنخية بينه وبين هذا الشهر الكريم.
هل أنت حزين لفراق شهر رمضان؟
ولذلك فإن محبو شهر رمضان يشعرون بالضيق وينتابهم الحزن وتغلب عليهم الكآبة عند سماعهم دخول هلال العيد، ولقد كان الإمام السجاد (ع) يودع شهر رمضان بحرقة وألم يبدو واضحا من خلال دعائه في وداع شهر رمضان.
استغلال الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك
ولابد للمؤمن أن يستغل الساعة الأخيرة من شهر رمضان خصوصا إذا كان قد فرط في شهره، فهي ساعة حساسة ترتفع فيها الملائكة وتطلق فيها الشياطين ولم تعد الأنفاس تسبيحا ولا النوم عبادة ويرجع كل شيء إلى ما كان عليه في شهر شعبان، ويمكن القول أن شهر شوال من أصعب الشهور على المؤمن وأكثر الشهور جفافا في العبادة والتقرب، إذ أن المؤمن يدخل في هذا الشهر بعدما قضى ثلاثة أشهر من أشهر التقرب إلى الله عز وجل وأعني بها شهر رجب وشهر شعبان بالإضافة إلى شهر رمضان المبارك، فهناك الكثير من المؤمنين ممن يبدأ عبادته وصيامه وتقربه من شهر رجب انتهاء بشهر رمضان، ومثله كمثل الإنسان الذي تزود من غدير عذب زلال وهو الآن متوجه إلى صحراء جرداء قاحلة.
مضاعفة الجهود في شهر شوال
وبإمكان المؤمن أن يحول هذه الصحراء بتلالها الجرداء إلى واحة جميلة غناء أو روضة ملتفة الشجر بما يعمر من ليالي الجمعة والأسحار بالعبادة والدعاء والاستغفار، ومن الطبيعي أن يضاعف الجهد في هذا الشهر ويخلق لنفسه الأجواء والمناسبات إذ أن شهر شوال يخلو من المناسبات المهمة، ولذلك قد يصوم البعض مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان – ما عدا يوم العيد الذي يحرم فيه الصيام – ويستمرون في ختمهم للقرآن الكريم، وهناك من يتقلص بعد العيد قيامه – إن كان يقيم الليل – إلى أقصى حد ممكن، فقد يغلب عليه الإرهاق والتعب ويرى نفسه غنيا عن الاستمرار بعد شهر رمضان بما أقام من ليالي الشهر وأحيا من ليالي القدر وذرف الدموع وخشع لله سبحانه، ويظن أنه بذلك على شيء وهو غافل عن أن لكل يوم رزقه وعمله، وليس العيد إلا لمن غفر الله ذنوبه، وقد قيل: (ليس العيد لمن لبس الجديد وإنما العيد لمن أمن الوعيد)[١].
العيد الحقيقي
وأي عيد لمن يعصى الله فيه بالنظر المحرم في الأسواق والخوض في الباطل ولا يستغفره ولا يؤدي حقه. إن الطفل يفرح بالعيد فرحة ساذجة سطحية وليست فرحته هذه إلا للثياب الجديدة أو للهدايا التي يحصل عليها من والديه وأرحامه، ولكن المؤمن يفرح لأمر آخر غير هذه الظواهر البسيطة المتعارفة وإنما يفرح للمغفرة ويفرح لتوفيق صيام الشهر بعدم الابتلاء بعارض مرض أو سفر.
وبعبارة مختصرة: إن فرحة العيد هي فرحة الإنجاز والإتقان والمغفرة والرضوان، الفرح بما وفق له من إحياء لياليه وإقامة العزاء لأمير المؤمنين (ع) وتأدية الفرائض، ومن الطبيعي أن يخرج المؤمن بعد هذا بالمغفرة والرضوان بعد ما كان باب الرحمة في هذا الشهر مفتوح على مصراعيه.
تكثيف الحملات الشيطانية بعد شهر رمضان المبارك!
وينبغي الحذر من ضياع مكتسبات هذا الشهر الكريم، فالشياطين تترصد المؤمنين لتصادر منها في يوم واحد ما اكتسبوه في عدة أشهر، وكمثال على ذلك، ما تفعله الجيوش في استدراج العدو إلى نقطة الكمين ثم الانقضاض عليه بعد ما قطعوا عليه الإمداد من الخلف، ولذلك القائد المحنك لا يهجم على معقل من المعاقل إلا بعد تأكده من قدرته على الثبات والمقاومة لفترة طويلة، والحفاظ على طريق الإمداد والدعم، ليستمر مكوثه في ذلك الثغر وحتى لا يحتاج إلى أن يرفع الأعلام البيضاء بعد يومين من الفتح!
ولذلك قد تصيب بعض المؤمنين انتكاسات شديدة بعد الحج وبعد شهر رمضان المبارك، وقد سمعت عن بعض الإخوة أنهم ابتلوا بمعاصي كبيرة بعد حجهم أو بعد صيام شهر رمضان، وما ذلك إلا لمضاعفة الجهود الشيطانية حتى يدعو المؤمن صفر اليدين مما اكتسب.
الاستمرار في التقرب إلى الله عز وجل بعد شهر رمضان
فلابد من الاستمرار في تحصيل المكاسب والثبات عليها، ويجدر بالمؤمن أن يكون وفيا للمسجد وللجماعة، فكم ذرف في زواياه الدموع وكم ارتفع صوته فيه بالدعاء والمناجاة خاصة في ليالي القدر المباركة، وكأن الأصوات التي كانت ترتفع بيا الله كانت غناء ربانيا مطربا، أفهل من الوفاء أن يدبر المؤمن ويقل مجيئه إلى المسجد، وكأن المسجد لا يؤتى والرب لا يتجلى إلا في شهر رمضان؟ ليس هذا منطق المؤمن، وقد قال سبحانه: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[٢]، وهو القائل: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)[٣]، وهل من الوفاء أن يكرمك المرء في منزله أيما إكرام ثم تعرض عنه؟
الإقبال الاستثنائي من الله عز وجل على العباد
وكيف نعرض عن الله عز وجل بعد إقباله الكبير على المؤمنين في شهر رمضان، فقد كان الرجل لا يصلي الفرائض إلا بتثاقل وكسل وإذا به يحيي الليل حتى الصباح في ليالي القدر المباركة تلك الساعات الطويلة دون ملل أو كلل، ويبدو جليا أن العبد لا يقبل على الله إلا وقد سبق إقبال الله عليه، كما لا يتوب العبد إلا أن يتوب الله عليه فلما تاب الله عليه، تاب العبد إليه، وقد قال سبحانه: (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا)[٤]، أفلا يكون توفيقك للصلاة ألف ركعة بحول الله عز وجل وقوته؟ أليس هو الذي حبب الإيمان في قلوب المؤمنين؟ (وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)[٥]، بل حتى المراهقين والذين لم يبلغوا الحلم قد تمكنوا بفضل الله من إتقان الفرائض والنوافل وإحياء ليالي القدر المباركة.
كيف نستمر في الأعمال بعد شهر رمضان؟
ولا نعني بالاستمرارية مطابقة الأعمال لما كانت عليه في شهر رمضان، فالذي كان يختم القرآن في الشهر مرة لا بأس أن يختمه في الشهرين مرة وهلم جرا.
وهنا تأتي دور المراقبة، قد تلاحظ النباتات المنزلية سرعان ما تذبل إذا لم تتعهدها بالسقي وقد تجف حتى تصبح هشيما تذروها الرياح، وحال القلب حال هذه النبتة، إن لم تتعهده بالاستغفار الدائم، فالاستغفار للقلب كالماء للنبات.
أهمية الاستغفار الدائم
وكان النبي (ص) دائم الاستغفار؛ فقد روي عن عنه (ص) أنه قال: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ بِالنَّهَارِ سَبْعِينَ مَرَّةً)[٦]، وقد أظهر الأصمعي – اللغوي المشهور – العجز عن تفسير هذا الحديث واكتفى بالشرح اللغوي له، فلم يكن يرى نفسه بالمقام الذي يخوله الحديث عن قلب النبي الأكرم (ص).
وليس الاستغفار للذنوب والمعاصي فحسب؛ بل الاستغفار يعم كل ما يخلو من الفائدة وكل فعل عبث لا يعود بالنفع على دنيا الإنسان ولا آخرته، من قبيل مشاهدة المسلسلات والاستماع إلى الأخبار والإعلانات غير النافعة، أو النظر إلى صور النساء وإن لم تكن النظرة محرمة، أو مشاهدة البرامج الرياضية أو تقليب المحطات الفضائية عبثا، أفلا تحتاج هذه الساعات التي تهدر على هذه البرامج والأفعال إلى الاستغفار؟ وكم شغلت البرامج الفكاهية والتسلية أوقاتنا النفيسة في شهر رمضان المبارك، ولو وقف الإنسان على حقيقة الوقت المضيع هذا لذرف عليه الدموع وعلا له نشيجه ونحيبه!
انقطاع المدد الإلهي
ويمكننا أن نشبه مكاسب الإنسان وتوفيقاته بالأثقال التي تنقلها القوة الكهربائية من الباخرة إلى الميناء، فلو انقطع الكهرباء عن جهاز المغناطيس هذا انفصل الثقل ليسقط على الأرض، والمدد الإلهي بمثابة هذا المغناطيس الذي لو انفصل أو انقطع عن الإنسان طرفة عين وإذا به يهوي إلى أسفل السافلين، وقد روي عن النبي الأكرم (ص): (إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا جُلَسَاءَهُ فَيَهْوِي بِهَا أَبْعَدَ مِنَ اَلثُّرَيَّا)[٧]، والثريا نجمة يضرب بها المثل في البعد، ويتبين من هذا الحديث أن الذنب الصغير قد يردي الإنسان ويسقطه ومن منا معصوم عن مثل هذه الذنوب؟ فلا عصمة إلا من عصم الله سبحانه، وحتى الأنبياء لم يستطيعوا ذلك لولا العناية الإلهية والمدد الغيبي، فقد قال سبحانه عن النبي يوسف (ع): (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[٨]، وهو القائل عز من قائل: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)[٩]، ويذكر لنا القرآن الكريم أن المرء لا يمكنه التقرب والتزكي إلا بفضل الله عز وجل: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ)[١٠].
حذار من سلب التوفيق، وتلاعب الشيطان
وماذا يبقى للإنسان بعد أن يسلب منه توفيق العمل؟ وكم هم الذين تقهقروا بعد الحج وأصبح سلوكهم أسوأ مما كان عليه قبل الحج، أو تقهقروا وتراجعوا بعد شهر رمضان المبارك حتى أصبح شوالهم خير من شعبانهم، وكأن لم يتخلل الشهرين صيام وقيام ودعاء وإحياء لليالي القدر المباركة؟ وينبغي لنا أن نعلم أن الإنسان قد يصل إلى مرحلة يلعب به كما يلعب الصبيان بالكرة، وقد ذكر في الدعاء الذي يستحب عند النوم: (اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ اَلاِحْتِلاَمِ وَمِنْ شَرِّ اَلْأَحْلاَمِ وَأَنْ يَلْعَبَ بِيَ اَلشَّيْطَانُ فِي اَلْيَقَظَةِ وَاَلْمَنَامِ)[١١] .
فقرات من دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) في وداع شهر رمضان
وسأذكر فقرات من دعاء الإمام السجاد (ع) في وداع شهر رمضان والمذكور في الصحيفة السجادية، لنقف على عظمة هذا الشهر وعلى عمق الخسارة بفقدانه وانتهائه.
يقول الإمام (ع): (وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مَقَامَ حَمْد وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُور، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ)[١٢]، تقرأ القرآن فتكتب لك الآية ختمة، تنام عشرات الساعات لتتحول إلى عبادة، تتنفس فيه فإذا بهذه الأنفاس تسبيحات، ثم يقول: (ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ وَوَفَاءِ عَدَدِهِ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا)، وكأنه يفقد أبا وأخا رحيما بعد ثلاثين يوما من العشرة الطيبة، ثم يكمل (ع): (السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الاكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ)، فيوم العيد هو فراق العيد، فكل يوم من أيامه كان عيدا للمؤمنين، فحق عليهم أن يحزنوا عليه في يوم العيد.
ثم يكمل (ع): (السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِر رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ..)، وهذه من بركات هذه الشهر المبارك أن يرق فيه قلب من لم يكن يرجى منه ذلك في سائر الشهور، وإذا له تجري دموعه بمجرد أن يسمع لفظ الجلالة.
ويقول (ع): (أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِ فِيكَ)، وقد ورد عن ابن عباس أنه سمع رسول الله (ص) يقول: (إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ اَلْإِفْطَارِ [أَلْفَ أَلْفِ] عَتِيقٍ مِنَ اَلنَّارِ فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ اَلْجُمُعَةِ وَيَوْمُ اَلْجُمُعَةِ أُعْتِقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُمَا أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ اَلنَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اِسْتَوْجَبُوا اَلْعَذَابَ فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ – أَعْتَقَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ بِعَدَدِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ اَلشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ)[١٣].
وكم كان ثقيلا هذا الشهر على المفطر المجرم الذي لم يرع حرمته: (أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ).
[٢] سورة الحديد: ٤.
[٣] سورة البقرة: ١١٥.
[٤] سورة التوبة: ١١٨.
[٥] سورة الحجرات: ٧.
[٦] مفتاح الفلاح ج١ ص١٥٠.
[٧] بحار الأنوار ج٦٩ ص٢٥٧.
[٨] سورة يوسف: ٢٤.
[٩] سورة النساء: ٨٣.
[١٠] سورة النور: ٢١.
[١١] مستدرك الوسائل ج٥ ص٤٦.
[١٢] الصحيفة السجادية
[١٣] فضائل الأشهُر الثلاثة ج١ ص١٢٥.
خلاصة المحاضرة
- إن المؤمن لا يخلو من حالتين في نهاية شهر رمضان؛ إما أن يكون حزينا على فراق الشهر أو يكون سعيدا باستقبال يوم العيد، وكلاهما أمر حسن ما لم يكن الفرح بيوم العيد فرح لانتهاء التكليف والتخلص من الصيام والقيام، بل فرح لما في يوم العيد من خير وبركة وغفران.
- إن الشياطين تكثف حملاتها على المؤمنين بعد شهر رمضان المبارك وكأنها تريد الانتقام للأيام التي كانت فيها مغلولة ومحبوسة عن المؤمنين، ولابد للمؤمن أن يكون يقظا نبها لهذه الحملات، حتى لا تصادر منه الشياطين في يوم ما اكتسبه في شهر!
- الاستمرارية في ما اعتاد عليه المؤمن في شهر رمضان من أهم المسائل التي ينبغي للمؤمن أن يهتم بها في شهر شوال وما بعده، وليس المطلوب منه أن يقوم بما كان يقوم به في شهر رمضان؛ بل أن يستمر في العمل نفسه وإن قلت كميته، فإن كان يختم القرآن كل أسبوع؛ فليختمه كل شهر.