Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

هل حاولت أن تخشع في صلاتك؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل تتقن الحديث مع رب العالمين؟

من لا يتقن الحديث مع رب العالمين في صلاته؛ كيف يستوعب حقائق القرآن الكريم؟ ومن القرآن ما يتلى في الصلاة أيضا كالحمد والسورة. إننا إذا حللنا الصلاة وجدناها قرآنا وذكرا ودعاء. أما القرآن فيها فالفاتحة والسورة، والذكر فيها هي التسبيحات الأربع وأذكار الركوع والسجود: سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى، وإلى آخر ذلك. وأما الدعاء فيها؛ فالصلاة على النبي وآله والقنوت وما شابه ذلك. فإذن، ثلث الصلاة قرآن؛ فمن أتقن صلاته هيئ نفسه لتلقي معاني القرآن الكريم.

محكمة الصلاة يوم القيامة والخوف من العتاب

لعل أحدنا يُعاتب يوم القيامة ويسئل في تلك المحكمة التي يُسئل فيها عن كل شيء؛ عن حجه عن صيامه عن تعامله مع زوجته عن الخمس وغير ذلك؛ عن صلاته كيف صلاها. فلكل فرع من فروع الدين محكمة، وهذه المحكمة قد تطول لسنوات. وكذلك للصلاة محكمة قد يقال لك فيها: يا فلان، كنت تخاطب رئيس العمل بصورة جادة وحتى الزوجة كنت تتكلم معها وأنت مقبل عليها؛ فلماذا كنت تصلي مدبراً؟ فما عسى أن يكون جواب أحدنا؟ أن المتهمين في المحاكم عادة ما يدعون أن الأمر لم يكن بأيديهم؛ فحتى القاتل يقول: فقدت السيطرة على نفسي ساعة القتل. وهذا أمر معروف عند المحامين؛ أن القاتل يدعي أنه جن ساعة القتل، وإن ثبت أنه كان مجنونا، ومسلوب الاختيار؛ قد لا يُقتص منه.

حاسب نفسك على صلاتك

ولكننا لا زلنا في دار الدنيا وبإمكاننا أن نحاسب أنفسنا وأن نجيب على هذا السؤال. وقد روي كثيرا عنهم (ع): (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ زِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا)[١]. لو أن إنساناً كان بإمكانه في كل آن أن يصنع طابوقا؛ فيعني أنه بإمكانه أن يصنع بيتاً أو قصراً. لأن البيت مركب من آلاف الطوابيق، وهذا بإمكانه أن يصنعها واحدة تلو أخرى. والآن نطبق ذلك على الصلاة ونقول: إن من خشع في العمر دقيقة واحدة وخشع في فاتحة أو في سورة أو في ركوع؛ بإمكانه أن يخشع في الركعات الأربع.

ويا من خشعت خلف مقام إبراهيم في موسم الحج والعمرة أليس بإمكانك أن تصلي صلاة خاشعة في غير ذلك المكان؟ من خشع في الصلاة دقيقة واحدة، بإمكانه أن يخشع في دقيقتين، ومن أمكنه أن يخشع في ركعة، أمكنه أن يخشع في ركعات. من نجح في بناء طابق، ينجح في بناء الطابق المشابه. إن ناطحات السحاب طوابق متشابهة؛ فمن أتقن ركعة، أتقن الركعتين والثلاث والأربع.

لماذا لا نُحاول أن نخشع في جميع الصلاة؟

فما الذي يمنعنا من ذلك؟ التقاعس، والتكاسل. إن لجام فرس النفس بيدك؛ ولكنك أنت من ألقيت زمامه على قاربه؛ فذهب فرسك يميناً وشمالا. يُنقل عن أحد كبار علمائنا الذين كان من الخاشعين في صلواتهم أنه قال: إن الخواطر التي تأتيك في الصلاة قهراً؛ لا تحاسب عليها، وإنما المحاسبة تكون على الخواطر الاختيارية. فإذا صليت وجائتك خاطرة فتعامل معهما معاملتك مع المرأة الأجنبية في الشارع. كما أن النظرة الأولى لك والثانية عليك؛ فذكل الخاطرة الأولى لك، والثانية عليك. فلو صليت من التكبير إلى التسليم وأنت تدافع الخواطر، كأن تأتيك خاطرة الزوجة فتطردها ثم تأتيك خاطرة العمل فتطردها، وإلى آخر ذلك؛ فأنت في مجاهدة إلى أن تنتهي من الصلاة وأنت من الخاشعين. ومثلك كمن دخل السوق ورأى عشرات النساء، وفي كل نظرة جاهد نفسه. إن هذه المجاهدة تجعلك في خانة الخاشعين؛ ولكن الأرقى من ذلك أن لا ترى أجنبية في الصلاة.

[١] مجموعة ورّام  ج١ ص٢٩٨.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إننا إذا حللنا الصلاة وجدناها قرآنا وذكرا ودعاء. أما القرآن فيها فالفاتحة والسورة، والذكر فيها هي التسبيحات الأربع وأذكار الركوع والسجود. وأما الدعاء فيها؛ فالصلاة على النبي وآله والقنوت وما شابه ذلك. فإذن، ثلث الصلاة قرآن؛ فمن أتقن صلاته هيئ نفسه لتلقي معاني القرآن.
Layer-5.png