Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

هشام بن الحکم والوصية الكاظمية

بسم الله الرحمن الرحيم

هشام بن الحكم رائد حق أهل البيت (عليهم السلام)

إن لإمامنا الكاظم باب الحوائج (ع) كلمات حكمية كثيرة، من أشهرها وصيته لهشام بن الحكم. وقد أدرك هشام هذا إمامين من أئمتنا (ع)، وقد كان عظيم الشأن جليل القدر حتى قال فيه الإمام الصادق (ع): (رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيد لصدقنا، والدامغ لباطل أعدائنا، من تبعه واتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا)[١]. وقد قال له (ع) أيضا: (لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك)[٢].

وهو وصف وصف به النبي (ص) شاعر من شعرائه وكان هشام ينفث روح القدس على لسانه كما ينفث على شعراء أهل البيت (ع). كان هشام ب الحكم كلقمان حكيما من الحكماء وهو الذي فتق الكلام في الإمامة وكان له دور كبير في تثبيت أركانها، وكان محترما عند الخاصة والعامة  وذاع صيته في الآفاق رغم صغر سنه.

مخالف أهل البيت (عليهم السلام) وشريك هشام في التجارة…!

وإننا لو تأملنا في سيرة هذا الرجل؛ علمنا أن الواحد منا يستطيع في زمن الغيبة أن يصل إلى مقام الذب عن أهل البيت (ع). كان لهشام بن الحكم محل تجاري وكان شريكه يخالفه في الرأي مخالفة شديدة حيث لم يكن يتبع منهج أهل البيت (ع)؛ ولكنهما كانا شريكين في التجارة متصافيين، ولا عجب من هشام بن الحكم الذي تربى على يد أهل البيت (ع).

من الوصايا التي أوصى بها الإمام الكاظم (ع) هشاما عدم الاكتراث بقول الناس، حيث قال (ع): (يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ اَلنَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ اَلنَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ)[٣]. لو تاملنا في هذه الوصية الكاظمية؛ لما وقع في الكثير من المشاكل التي نعاني منها اليوم بسبب تعاملنا مع الناس.

لا تعباأ بكلام الناس

إن مشكلتنا عادة لا تكون مع الضرب؛ فقليلون هم من يتطاولون على الآخرين بالضرب ولكن الكلام الذي يصدر من الناس هو الذي يسبب لنا إزعاجا في كثير من الأحيان. إنك تتفوه بكلمة وإذا بها تجري على ألسن الناس ويتدولها الآلاف. لو لم يكترث المؤمن بكلام الآخرين، لانتهت مشاكله.

إن الإمام (ع) بهذا المثال يبين عدم أهمية كلام الناس. إذا قال أحدهم عنك كلاماً سيئاً؛ فانظر إلى ما تمتلكه هل هي جوزة أم لؤلؤة؟ إن كانت لؤلؤة، فقل: غفر الله لك، فكم أنت جاهل لا تفرق بين اللؤلؤة والجوزة؟ وإذا رأيتها جوزة وقيل أنها لؤلؤة وصدقتهم، لما جلب ذلك غير العجب والغرور.

الناس لا يتعاملون معك وإنما يتعاملون مع صورة منك…!

إن علم النفس اليوم يدور حول هذه الكلمة، وهي: إن تعامل الناس معك من الزوجة والأولاد والجيران والناس جميعا على أساس الصورة الذهنية التي يرسمونها عنك لا على أساس ذاتك ونفسك التي أنت عليها بصيرة. فإن كانت الصورة جميلة يقدسونك، وإن صوروك صورة قبيحة لعنوك. فسل الله أن يصفي أذهان الناس وأن ترتسم صورة جميلة عنك في تلك الأذهان، واعلم أن كلام الناس لا يعكس الواقع وإنما الواقع هو ما تعمله أنت ولا يضرك جهل من جهله.

[١] الشافي ص ١٢.
[٢] ملحقات الفهرست ص ٧.
[٣] بحار الأنوار  ج١ ص١٣٦.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إن علم النفس اليوم يدور حول هذه الكلمة، وهي: إن تعامل الناس معك من الزوجة والأولاد والجيران والناس جميعا على أساس الصورة الذهنية التي يرسمونها عنك لا على أساس ذاتك ونفسك التي أنت عليها بصيرة. فإن كانت الصورة جميلة يقدسونك، وإن صوروك صورة قبيحة لعنوك
Layer-5.png