نية القربة الخالصة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل إلصلاة وأتم السلام علی أشرف إلخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من أهم إلألبحاث في علم ألأخلاق وفي علم إلسير والسلوك إلی عزوجل وهو شرط العبادات إجمالا، کل عمل لیست فیه هذه ألنیة نیة القربة ألخالصة هذا العمل مردود إلی صاحبه، هنالك في إلتوصلیات کما یقال في ألفقه بعض إلأمور أمرنا بها نعملها من دون قصد قربةٍ ألعمل مجزي کالتطهیر وغیره، نحن مأمورون بتطهیر ثیابنا وأبداننا لو طهرت إلبدن من دون إخلاص ألطهارة حاصلة ولهذا قلنا في إلجملة، ولکن غیر ألمخلص مشکلته ماذا؟ أن الله عزوجل لا یقبل منه إنما یتقبل الله من إلمتقین، هابیل قدم قربانا قابیل قدم قربانا ألقربان ما یُتقرب به إلی الله عزوجل تُقبل من أحدهما ولم یتقبل من إلآخر هذا إلأخلاص وهو لب ألعمل من أين یأتي؟ من ألإخلاص یکون ألخلاص کلمة جامعة، لا تمر علی ألصراط بنجاح من غیر إخلاص من أين یأتي هذا إلأمر؟ نراجع روایات أهل البیت! امیرالمؤمنین صلوات الله علیه وهو علی رأس ألمخلصین یقول سبب ألإخلاص الیقین، ألیقین بالمبدأ والمعاد ألذي یری أن أمامه حساباً یوم القیامة ألذي یعتقد بهذه الآیة ما یلفظ بقول إلا لدیه رغیب عتید هذا الإنسان ینضبط في سلوکه، رأیتم الحدید علی الورق؟ برادة متناثره تمرر علیها حجر ألمغناطیس البرادة کلها تنتظم! أعمالنا کلها کبرادة إلحدید متناثرة تنتظم إذا جعلنا مغناطیساً إلهیاً علی أعمالنا ولهذا یدخل المسجد عینه علی قدمه یقدم إلیمنی یخرج یقدم إلیسری في بیت إلخلاء یعمل عکس ذلك، في کل صغیرة وکبیرة ینتظم إذاً الیقین بأنه هنالك مبدأ ومعاد هذا من موجبات ألإخلاص، غیر المخلص یعني ألمرائي، ألمرائي ما مشکلته؟ یری الغیر في ذهنه کبیراً إذا کنت في دار لوحدك ترائي قطة مثلا دخلت علیك لا ترائي ولکن ترائي إنساناً له وزنه! إذا رأیت ما سوی الله عزوجل لا شيء عندك، روایة منسوبة عن إلنبي إلأکرم یا أباذر مضمون إلروایة لا تبلغ ألإیمان حتی تری الناس کالأباعر، طبعا لیس من باب التحقیر من باب أن إلناس لا وزن لهم خرج من ذلك ألمؤمن ألمتقي إلا إن هم کالأنعام ألناس همج رعاة کالأباعر، إذاً ألمؤمن کیف یُخلص؟ تقول ألروایة أصل ألإخلاص أليأس ما في أيدي الناس، أنت عندما تراعي ألتاجر لا لذاته لجیبه إذا لم تر له جیباً ملفتاً لا تطمع في ماله هذا إلتاجر لا وزن له عندك ولهذا لا ترائي.
کذلك من موجبات ألإخلاص ألرغبة لما عند الله عزوجل هب أنك بنیت مسجداً بنیت مصحاً لغیر الله عزوجل ما ألجائزة یکتبون علی باب إلمسجد علی رخامة بناه فلان وبعد ألتجدید هذه إلرخامة تُلقی جانباً إذاً هذا حضك من إلمسجد؟ ولو أخلصت ما النتیجة؟ من بنی مسجداً کمفحص إلقطاة بنی الله له بیتاً في إلجنة أين رخامة في إلدنیا متر في متر وبين جنة عرضها السماوات والأرض؟ إذاً ألإخلاص أول ألإخلاص ألیأس من ما في أيدي الناس.
من علامات ألمخلص أنه یتهرب من إلسمعة وألرياء یتفق إنسان یعمل خیراً سراً عندما یقال فلان عمل یتهرب لا یرید ثناء إلناس ولهذا في سورة إلدهر ماذا نقرأ؟ إنما نطعمکم لوجه الله إلی هنا ممکن أن نعمل لوجه الله ولکن أمیرالمؤمنین وفاطمة صلوات الله علیهما لا نرید منکم جزاء ولا شکورا، ألآن أحدنا لا یتوقع إلجزاء یتوقع ألشکر حتی هذا ألمقدار ألمؤمن بعید عنه، یتفق إنسان یُحسن إلی إنسان ثم یغتابه أحسن إلیه ثم یغتابه! یقولون لم یا فلان؟ یقول ما شکرني عینه علی شکر إلغیر هذا ینافي ألإخلاص تماماً.
ألشرك في ألعمل أخفی من دبیب إلنمل علی ألمسح إلأسود في إلليلة ألمضلمة، أحدهم یقول صلیت ثلاثین سنة في المسجد جماعةً یقول بعد ذلك قضیتها جمیعا ثلاثون سنة من إلصلاة قضیتها لم؟ یقول تأخرت یوما لعذر وصلیت في ألصف ألثاني فأعترتني خجلٌ من ألناس حین رأوني في الصف ألثاني علمت أن تقدمي في ألصف إلأول کان ریاءً، إذاً إخواني عند ألإمتحان وألإختبار یکتشف ما في جوفه.
روایة معروفة ولکن قل من عمل بها وهنیئا من عمل بها وأخذ ألنتیجة! مجرد ألعمل لا یکفي ألروایة نبویة! ما أخلص عبدٌ لله أربعین صباحا کلامنا في ألإخلاص ما النتیجة؟ إلا أن جرت ینابیع ألحکمة من قلبه علی لسانه، أحدکم یرید أن یخلص طوال عمره هذا قد نفسه لا تتجاوب ولکن خادع نفسه قل أربعین صباحا أرید أن أکون مخلصا من ألصباح إلی الليل لا تعمل شیئا إلا لوجه الله عزوجل.
ختامه مسك ألمخلص مرتبط بالله عزوجل من شئون الله عزوجل رب العالمین قهار متکبر جبار ألمخلِص رب العالمین یلقي علیه إلهیبة من هیبته، الصادق المصدق علیه السلام یقول إن ألمؤمن لیخشع له کل شيء ویهابه کل شيء ثم قال إذا کان مخلصا لله أخاف الله منه کل شيء، قائد عسکري مهاب یدخل علی مرجع إلتقلید متلعثم في قوله هیبةً وإجلالا إذاً من کان لله عزوجل رب العالمین ما یُعطیه هیبة بلا سلطان وعزاً بلا عشیرة هنیئا لمن کان کذلك في ألدنیا والآخرة.

اللهم عجل لولیك ألفرج وألعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.