نور المؤمن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا في هذه اللیلة حول نور المؤمن ومصادر هذا النور، المؤمن له نور یمشي به في الناس هذا النور هو الذي یضيء له الظلمات یوم القیامه، المؤمن نوره یسعی بین یدیه ومن خلفه هذا النور یُکنسب في الدنیا من أين يأتي هذا النور؟ اخواني کونوا معي جیداً لئن هذا النور هو الذي ینیر القبر وینیر عرصات القیامة وینیر القلب، القلب ثم القبر، اول مصدر من مصادر النور کتاب الله عزوجل النبي صلی الله علیه وآله وسلم یصف القرآن أن هذا القرآن حبل الله والنور المبین اذاً القرآن نور إن هذا القرآن فیه مصابیح النور هذا کلام امامنا المجبتی علیه السلام طبعا هذا النور لا یأتي من التلاوة المجردة لابد من التدبر والتأمل في المضامین ونور القرآن لا یأتي في القلوب الملوثة بالمعاصي معاصي الجوارح والجوانح.
المصدر الثاني للنور نور الامام أي نور المعصوم بدءً من النبي صلی الله علیه وآله وسلم الی اولاده المعصومین صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین یقول الامام الحسن الا وأن لکل مأموم امام یقتدي به ویستضيء بنور علمه اذاً النور من مصادر النور الامام، طبعا الامام المقتدی الامام المتبع والا مجرد اظهار الولاء من دون تبعیة لا یستلزم هذا النور.
وأخیرا نور المجاهدة اذاً نور القرآن نور الامام المجاهده؛ أن یجاهد الانسان نفسه المجاهدة طبعا لها صور منها مجاهدة الشهوات المحرمة التعفف من الشهوات المحللة بمعنی التغول فیها وکذلك المجاهدة بمعنی أن یقدم الانسان لله عزوجل قرباناً في بعض الصفقات مع رب العالمین المؤمن یربح هذه الصفقه، هذا الکلام من امیرالمؤمنین من روائع کلامته في وصف السالك الی الله عزوجل یقول قد احیاء عقله وامات نفسه حتی دق جلیله ولطف غلیظه غیر المؤمن باطنه غلیظ لا بمعنی القساوة المتعارفة أي لا رقة له لا نور له یقول برق له لامع کثیر البرق عندئذ یری طریقه في الحیاة وبرق له لامع کثیر البرق.
کلمة أخیرة من الشواهد في حیاة النبي لمن نور الله قلبه؛ هذا النور عندما دخل في قلوب بعض الصحابة حول حیاتهم انتم تسمعون بمصعب بن عمیر مصعب تربی في بیئة بتعبیرنا الیوم مترفة لیس کل من کان في الجاهلیة والاسلام کانوا فقراء! مصعب تربی بأطیب الاطعمة والبین اللباس ولکن عندما دخل هذا العالم جو الاسلام طبیعي هذا الدین لیس دین المترفین هذا العبد الصالح تحول من ذلك الغلام المدلل الی انسان علیه سیماء التقشف دخل علی النبي وعلیه ایهاب کبش هذا الزي لیس زي المترفین فقال النبي صلی الله علیه وآله انظروا الی رجل قد نور الله قلبه القلب استنار بنور الله عزوجل فزهد في الدنیا وزهد في المباهج یقول النبي صلی الله علیه وآله کما روي عنه ولقد رأيته وهو بین أبویه یغذیانه بأطیب الاطعمة وألين اللباس فدعاهُ حب الله ورسوله الی ما ترون؛ حب الله ورسوله دعی هذا العبد لئن یظهر بهذا المظهر أن یتغشف أن يترك زخرف الدنیا یظهر بهذا المظهر نور الله قلبه.
اخواني انظروا الی الفاعل نور الله قلبه انسان قد یدرس العلوم الحوزویة العلوم الدینیة سنوات من عمره ولکن هذا النور لا یستقر في قلبه لیس العلم مضمون الروایة لیس العلم بکثرة التعلم وانما العلم نور یقذفه الله في قلب من یشاء هنا من یشاء الفاعل من هو؟ قد تجعله الله عزوجل وقد تجعله العبد! الذي یشاء هذا النور یعطی هذا النور طبعا اذا کان صادقا في طلبه.

اللهم اجعلنا من عبادك الصادقین اللهم بارك لنا في ما رزقتنا أنر قلوبنا بنور معرفتك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.