نهج الأئمة (ع) في التعامل مع أوليائهم

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

في حیاة ائمتنا علیهم السلام نری تعاملاً رقیقاً رفیقا غریبا الی شیعتهم ومحبیهم، علاقة الامام مع اصحابه کانت علاقة مودة ومحبه، الذي یرید أن یکون علی نهجهم لابد وأن يتأسى بهذه الصفه، اذکر لکم هذه القصة القصیرة التي جرت مع امامنا الصادق علیه السلام لتری طبیعة تعامل الائمة علیهم السلام مع اولیائهم کان رجل من ملوك اهل الجبل هؤلاء الموالون کانوا من اصناف شتی منهم العبید ومنهم الفقراء ومنهم الملوك تقول الروایة کان رجل من ملوك اهل الجبل یأتي الصادق علیه السلام فی حجة کل سنه معنی ذلك أن البعض من هؤلاء الملوك ایضا کان یلتفت الی آخرته في تلك الایام الذهاب الی الحج کان امراً شاقاً وخاصة من الاماکن البعیده، کان یأتي في کل حجة یزور امامنا الصادق علیه السلام في المدینة نأخذ من کل فقرة درساً عملیاً، الامام الصادق علیه السلام کان ینزله فینزله في دار من دوره یبدوا أن سعة الانسان من الناحیة المادية کثرة البیوت هذه نعمة لأهلها الامام له دور مختلفة له دار کأن هذه الدار للضیوف یأتي هذا الانسان قبل الذهاب الی مکة ینزل في المدینة فیسکن في دار من دور امامنا الصادق علیه السلام طال حجه ونزوله کأن هذا الرجل مکث في دار الصادق علیه السلام فترة طویلة أعطی الامام عشرة آلاف درهم قال للامام اشتري لي منزلا في المدینة کلما اجي الی المدینة اسکن في داري ایضا هذا یستفاد من أن الانسان یکون له موضع قدم في المشاهد المشرفة أمر علی کل حال قد یوجب الرغبة في کثرة الزیارة وخرج الی الحج دفع المال للامام، کأن الامام جعله دلالا للمنازل قال یا مولاي هذا المال وأنت المشتري اشتري لي منزلاً البعض من المؤمنین یستنکف عن قضاء حوائج اخوانه بدعوی أنه لیس من شأني انا لیس عندي فراق الی آخره امام زمانه یصبح وکیلا لشراء المنزل عندما رجع الرجل طبیعي یثق بالامام قال جُعلت فداك اشتریت لي الدار؟ ذهب للحج ورجع أين هذه الدار الذي اشتریتها؟ قال الامام نعم اشتریت الدار وأتی بصك فیه ایضا الامام له وثیقة اشتری داراً لابد من وثیقة رسمیة قال هذه هي الدار بسم الله الرحمن الرحیم هذا ما اشتری جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي هذا الملك مم ملوك الجبل اشتری له داراً ولکن هذه الدار أين؟ في المدینه؟ لا اشتری له داراً في الفردوس حده الاول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والحد الثاني امیرالمؤمنین والحد الثالث الحسن بن علي صلوات الله علیه والحد الرابع الحسین بن علی هنیئا لهذا الانسان الذي اشتری له الامام داراً في الجنة بهذه الحدود الاربعه، طبعا الرجل طبیعي ماذا یقول؟ قال قد رضیت جعلت فداك، هنا سئوال وجواب الاول أن الامام کیف یتصرف في هذا المال؟ قال هذا مال عشرة آلاف درهم لیشتری به منزل الامام ماذا عمل بهذا المبلغ؟ یقول اخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسین وارجوا أن یتقبل الله ذلك ویثیبك به الجنه، الجواب أن الامام کرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم اولی بالمؤمنین من انفسهم هذا ما قاله النبي في خطبة الغدیر جعل نفسه اولی بالمؤمنین من انفسهم ثم عقد الولاية لأخیه امیرالمؤمنین یعني ما لي من الولایة هذه الولایة ثابتة لابن عمي امیرالمؤمنین ونحن نعلم ما لأمیرالمؤمنین واولاده الکرام صلوات الله وسلامه علیهم، طبعا الامام ما کان یعمل هذا العمل لولا القابلیة في هذا الانسان الموالي ملك یزور الحج في کل سنة ولکن الامام اختاره جاراً لأربعة من المعصومین صلوات الله وسلامه علیه انصرف الرجل من المنزل الی منزله وکان الصك معه اعتل علة الموت فلما حضزته الوفاة جمع اهله وحلفهم أن یجعلوا الصك معه اذا اراد أن یدخل الجنة بیده صك من امام زمانه یعني یقول یارب انا مکاني محجوز في الجنة سلفاً هذه الدار وهذا هو الصك فعلوا ذلك؛ فلما اصبحوا القوم غدوا الی قبره فوجدوا الصك علی ظهر القبر مکتوب علي وفی لي والله جعفر بن محمد بما قال، هو لازال في عالم البرزخ والامام صلوات الله علیه وفی له بما قال في حیاته.
بعض الناس اخواني هکذا طبعا هذا الملك هنیئا للملوك في الدنیا ملك وفي الاخرة جار للنبي وآله بعض الناس یجمع خیر الدنیا والآخره، بعض الناس الآن لیس له صك مکتوب ولکن له صك في قلبه الذي یموت علی محبتهم وهو علی دربهم خالٍ من الذنوب والآثام طبیعي أن یکون له هذا الموقع المتمیز هذا المکان المحجوز في جنات عدن عند ملیك مقتدر، طبعا من کفل یتیماً کان مع النبي واشار الی اصبعیه.

اللهم اجعلنا في زمرتهم واحشرنا معهم في جنتك مع اولیائك اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.