نفحات من سورة الحديد

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

أن الحدید فیه بئس شدید ومنافع للناس هذه الایام کما تعرفون الدول تقوم علی ارکان ثلاثة القوة التشریعیة والقوة التنفیذیة والسلطة القضائیة وکمال الدولة ونجاح هذه الدولة في امورها متوقفة علی النجاح في الحقول الثلاث، البعض یستفید هذه الحقول الثلاث من هذه الآیة المبارکه؛ وأنزلنا معهم الکتاب، کأن الکتاب اشارة الی التشریع المحکم الحکیم لیس کل تشریع حکیم أنزلنا معهم الکتاب الکتاب الالهي هو التشریع الحکیم والمیزان القوة القضائیة انتم تعرفون شعار القضاء لعل في بعض الدول علامة المیزان لئن المیزان یرمز الی الحق في التعامل والمیزان لیقوم الناس بالقسط الآن هناك قوم متمردون کما یقال مجرمون عصاة ماذا نعمل بهم؟ وانزلنا الحدید فیه بئس شدید ومنافع للناس القوة التنفیذیة تحتاج الی قوة کما یقال والحدید هذه الایام تعرفون الحدید اما یستعمل في البناء أو في السلاح، السلاح من حدید والبناء من حدید ایضا فیه بئس وفیه ایضا منافع للناس، ولیعلم الله من ینصره ورسله بالغیب.
الدرس العملي من هذه الآیة رغبتنا أن نتجاوز التفسیر الی الدروس العملیة الذي یرید أن یکون محطاً للنظرة الالهية لابد أن یتخلق بأخلاق الله عزوجل رب العالمین لا یلتفت الی الذي لا یتخلق بأخلاقه ومنه اسم العادل أو صفة العادل، علینا أن ننظر في حیاتنا نسبة العدالة فيما نقوم به هنالك عدالة فقهیة ممکن الانسان عنده ملکة التقوی لا یرتکب الکبائر ولا الصغائر انا قلت للإخوان اجعلوا هذا همتکم کم من الجمیل أن يأم الانسان في بیته یصلي صلاة جماعه، المأمومون من؟ زوجته اولاده أحفاده حتی خادمتهُ ولکن ماذا نعمل؟ لیست الصلاة اجباریه! لو أجبرت الزوجة علی أن تصلي خلفك وهي مؤمنة طبیعي تعید صلاتها في الخفاء لئن هذه صلاه، اقول ممکن الانسان واقعاً جداً ممکن لیست قضیة صعبة هي لیست کالإجتهاد مثلاً والتحقیق في الاصول والفقه أن تکون عادلاً الناس تقول لا نعلم منه الا خیراً هذا یقال للمیت مجاملةً لا نعلم منه الا خیراً حقیقتاً بعض الناس لا نعلم منه الا خیراً؛ هذا العادل ولکن هناك معنی أرقی من العدالة وهو اقامة القسط أو تعلم أن الذي یتکلم مع جمهور ولا یوزع نظرته علی الجمیع هذا الانسان غیر عادل قسم نظراتك علی الجمیع، أحدهم دخل المنزل وقَبَل ولده الآن إبنه أو بنته واذا بأحد المعصومین ولعل النبي صلی الله علیه وآله قال هلا ساویت بینهما لماذا تقبل هذا الطفل دون هذا الطفل؟ حتی في التقبیل کن عادلاً، طبعا کذلك بالنسبة للنساء انتم تعرفون القرآن الکریم یقول ولن تعدلوا بین النساء ولو حصرتم! اذاً العدل والقسط بمعناه العام هذا من اخلاق الله عزوجل ومن الممکن أن یصل الانسان لهذه الدرجة تقریباً عن طریق المراقبه! المراقبة الدقیقة فيما یقول حتی أنه بعض الناس مثلا له في المجتمع صفة خاصة لقب خاص یبلغ به الدقة أن لا یذکر اللقب الذي لا یریح هذا الانسان المؤمن المهم یراعي أن یؤذي احداً ولو طبعاً هذه رتبة عالیة وصاحبها امیرالمؤمنین علیه السلام وأنی لنا بمقامات علی واولاده؟ أن لا ینزع جلب شعیرة من نمله! یعجبني بعض المؤمنین یتحرج من قتل النمل في منزله عندما یمشي تراه یمشي یمیناً شمالاً یقول لئلا أضع رجلي علی نملة بریئة تمشي هذه مرحلة راقية من القسط.
ثم الآیة تقول ولقد ارسلنا نوحاً وابراهیم وجعلنا في ذریته النبوة والکتاب فمنهم مهتد، منهم من؟ من ذریة ابراهیم! ذریة ابراهیم من؟ هنیئاً لإبراهیم الخلیل داوود سلیمان عیسی نبینا محمد صلی الله علیه وآله وسلم فمنهم مهتد وکثیر منهم فاسقون، اذاً کون البعض من اولاد الأنبیاء لا یعني بالضرورة أن یکون علی الخط المستقیم هنا مرجع الضمیر ماذا؟ یقول فمنهم أي من الذریة وجعلنا في ذریتهما النبوي أي نوح وابراهیم النبوة والکتاب فمنهم من الذریة مهتد وکثر منهم فاسقون اذاً لا یتبجح البعض أنه فقط من ذریة النبي ولا عمل له! علیك بالعمل الآیة تقول کثیر منهم فاسقون بنص القرآن الکریم ومن هنا الآن بعض المؤمنین واقعاً بلاء عظیم سلوا ربکم أن لا یبتلیکم بهذا البلاء قبل وقوع البلاء أي بلاء؟ أن یبتلی الانسان بذریة مشاکسه، الآن لو اُبتلیت من دون تقصیر أنت مقصر تارة اسأت التربیة بعثت ابنك في عنفوان الشباب والمراهقة الی بلاد کان سبباً لإنحرافه أنت المقصر! مرة أنت اطعمته حلالاً جئت به للمسجد درسته علمته دللته حتی الحنان لم تقصر واذا به یصبح کإبن نوح لا تتألم لا تتأثر أنت عليك بتربیتهم کما یحب الله ویرضی والنتیجة لیست بیدك هذه الایام الفضائیات والانترنت والمدارس والجامعات هي التي تسوق شخصیة الشاب علیك أن تعمل ما في وسعك أقول هذه الکلمة لئلا نتفاجئ بعض الناس یعیش هماً عمیقاً ما تقصیري انا؟ اقول أنت لست مقصر هؤلاء اولاد الأنبیاء وعلی رأس هؤلاء من؟ عصبة یوسف الذین اُلقوا یوسف في غیابت الجب أولاد من؟ اولاد نبي الله یعقوب لا واحد لا اثنین عصبة الوحید الذي کان امتاز عنهم ذلك الذي قال القوه في غیابت الجب من باب الاضرار أنه ما دامت النیة هي القتل القوه في البئر لئن في باله أنه عسی أن ینجوا، فرد من بین اولاد کُثر اجتمعوا علی أکبر جریمة في التأريخ جريمة قتل أو محاولة قتل یوسف اذاً علی الانسان أن لا یتعجب من ذلك، هنالك آیة اقرأها اللیلة وتفسیرها غداً لا بأس تفکرون في الآیة بعض الآیات حقیقتاً مبهمة هذه من الآیات المشکلة في القرآن الکریم لا بأس فکروا في معنی هذه الآیه! یقول وجعلنا في قلوب الذین اتبعوه رأفةً ورحمة اتباع عیسی المسیحیین کما یقال ورهبانیةً ابتدعوها ما کتبناها علیهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعایتها، هناك مفاهیم متضاربة اذا هي رهبانیة ابتدعوها اذا هي بدعة فلماذا یقول ما کتبناها علیهم الا ابتغاء رضوان الله؟ اذا هي بدعة لماذا تقول الآیة فما رعوها حق رعایتها؟ واذا کانت الرهبانیة مبغوضة مبتدعة فلماذا قلنا مُدح علیها واذا لم تکن محمودة اذا محمودة لماذا النبي قال لا رهبانیة في الاسلام؟ لماذا الرهبانية في الاسلام مذمومة في المسیحیة یقول ابتدعوها ایضاً مذمومة ولکن یقول الا ابتغاء رضوان الله هنالك معاني کثیرة في هذا الآية إن شاءالله نأتي علیها في حدیث لاحق.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه والفاتحة مع الصلوات.