موجبات عدم الفلاح

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من المفاهیم القرآنیة المهمة مسئلة الفلاح هذه الایام الکل منا یفکر في الفلاح والنجاح، في مجال التجارة التجار یفکرون في فلاحهم في مجال الدراسة الطلاب یفکرون في فلاحهم الزوجة تفکر في فلاحها مع زوجها وهکذا، ما هو الفلاح وما هو النجاح؟ النجاح هو أن یحقق الانسان ما یصبوا الیه بأکبر قدر ممکن طلاب المدارس هذه الایام یتمنون المعدد الکامل درجة العشرین فلاحه أن یصل لهذه الدرجة أو ما یقرب منه اذاً لکل فالح لکل ناجح اولا له سقف واهتمام وثم ینظر الی مدی اقترابه من هذا السقف، بعد هذه المقدمة القرآن کیف یصف الفلاح؟ الغریب العجیب في آیات الفلاح في القرآن الکریم أن الحدیث لیس علی الواجبات الکبری! طبعا الفلاح في الصیام والحج والصلاة وغیرها ولکن لاحظوا في مفتتح سورة المؤمنون ماذا یقول؟ بسم الله الرحمن الرحیم قد افلح المؤمنون الذین هم في صلاتهم خاشعون والذین هم عن اللغو معرضون! صفتان هذه الصفة لیست بواجبة اصل اقامة الصلاة هذا واجب اما الخشوع في الصلاة لیس بواجب! أن تسمع الحرام الغیبة هذا حرام اما أن تسمع اللغو هذا حرام؟ کم من الصباح الی اللیل نسمع الاخبار التي لا تعنینا هذا لغوٌ، القرآن یرید أن یجعل سقف الهمة سقفاً عالیاً أنت مفروغ عنه مُطالب بالواجبات ولکن حاول أن تترقی هذه آیه.
آیة في سورة الجمعة انا استقرأت بعض الآیات الدالة علی الفلاح في القرآن لحن الآیات لحن تکاملي، فإذا قضیت الصلاة فأنتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذکروا الله کثیراً لعلکم تفلحون ایضا الفلاح جعله مرتبطاً بالذکر الکثیر والذکر الکثیر لیس بواجب، اذاً هذه آیة في المقام، فأذکروا آلاء الله لعلکم تفلحون ایضا الفلاح جعله مرتبطاً بذکر آلاء الله ونعمائه.
الآن عکس الفلاح ماذا؟ لا یُفلح الظالمون هنا لعلکم تفلحون عکس الفلاح ماذا؟ ما هي موانع الفلاح؟ من أهم موانع الفلاح الظلم العقائدي أن یتکلم الانسان بما لا علم له وبعبارة أدق یفتري علی الله الکذب إنه لا یفلح الظالمون، هذا في الکتاب، طبعا الذي يفتري علی الله الکذب هذه الایام إن شاءالله قلیل جداً من الذي یتجرأ أن یفتري علی الله الکذب؟ الا علماء السوء الذین وصلوا الی عمق الشر.
ولکن في روایات اهل البیت علیهم السلام انقل لکم روایتین واختم الحدیث القضیة ایضا خطیره، الافتراء علی الله الکذب هذا من موجبات عدم الفلاح ولکن النبي صلی الله علیه وآله وسلم یذکر من مصادیق عدم الفلاح وهذه الروایة تنطبق علی الکثیرین طبعاً تنطبق بمعنی الدرجة السنیة لئن هنا ذکر عمر معین عمر الأربعین، یقول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم طبعاً کما روي عنه، اذا بلغ الرجل اربعین سنة سن الرشد عادة سن الاربعین الانسان تزوج أنجب توظف عمل استقر اطمئن طاف مراحل المراهقة وغیرها ولم یغلب خیره شره قَبَل الشیطان بین عینیه، عادة الذي یُقبل احداً من یحبه الانسان الشیطان یری أن هذا کما یقال في عرفنا الیوم زبونٌ جید یُقبله بین عینیه وبأس التقبیل هذا، وقال هذا وجه لا یُفلح! اربعون سنة بقي من عمرك عشرین حدود عمر رسول الله صلی الله علیه وآله من مات هذه الایام في الستین لا یُستغرب لا یقول مأسوف علی شبابه! الستین والثالثة والستین هذه اعمار الاُمه، الذي بلغ الاربعین بقي من عمره ماذا؟ عشرون العشرون تقریبا ثُلثه في النوم وثلثه في الأکل والعمل بقي ثلث، ثُلث العشرون کم؟ سبع سنوات الذي عمره الآن الاربعین یعتبر في عرفنا لازال شاباً الذي عمره الآن اربعون سنة بقي من عمره سبع سنوات، الشیطان یقول هذا وجه لا یفلح طبعا اذا لم یغلب خیره شره، امامنا الصادق علیه السلام وعدناکم بروایتین هذه نبویة وهذه صادقیة وکلهم نور واحد؛ اذا اذنب الرجل خرج في قلبه نکتة سوداء الذنب علی کل حال وجوده لیس کالعدم من أذنب هناك ولعله رب العالمین نحن لا نعلم ماذا یجري في عالم الوجود! أنت عندما تقول کذبه، اللهم اغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء هناك لعله تأثير حتی في عالم الطبیعة وأنت لا تدري! المهم خرج في قلبه نکتة سوادء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت هذه البقعة تتسع بقعة الدسخ في القلب حتی تغلب علی قلبه، في کل یوم نکتة أو نقطة سوداء تصور انسان في السنة یذنب في الیوم ذنباً واحداً هذه الایام أن يرتكب معصیة في الیوم أمر متعارف الیوم نظر غداً غیبة بعد غد نمیمة وهکذا تصور انسان في السنة ثلثمئة وستین نکتة سوداء في قلبه طبیعي هذا القلب یُعلف بالسواد؛ ما النتیجه؟ ما ارتباط الحدیث بالفلاح؟ موضوع الحدیث یقول امامنا الصادق علیه السلام فلا یُفلح بعدها ابدا، هذه الذنوب المتکثرة یوجب سواد القلب ختم القلب لا یفلح بعدها ابدا.

اللهم اجعلنا من عبادك الفالحین اللهم لا تجعلنا من اتباع الشیاطین اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا بلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مه الصلوات.