موجبات الحكمة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

رب العالمين عندما يصف الشيء بالكثير أو بالعظيم هذا الوصف الصادر من رب العالمين يشعر بعظمة الشيء حقيقتا نحن بني آدم كثيرا ما نبالغ يقول رأيت منظرا مثلا عظيماً فلان له مال كثير نحن هكذا ولكن الله عزوجل بيدن ملكوت السماوات والأرض عندما يقول عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا هذا المقام عظيم وإنك لعلى خلق عظيم وكذلك عندما يصف الحكمة بأنه الخير الكثير يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا طبيعي هذا المعنى هبة الهية يؤتي الحكمة هذه الحكمة أحدنا لا يحصل عليها في المدارس أو في غير ذلك هذا كما يقال أمر هبتيٌ أعطائي من الله عزوجل ولا يعطيه الا الخواص من عباده المؤمنين ولهذا القرآن الكريم جعل الحكمة في مقابل الكتاب الكتاب المتيقن منه هو القرآن الكريم في مقابل الكتاب هنالك الحكمة ايضا طبعا اذا لم يجعل الحكمة هنا تفسيراً للكتاب، بعد هذه المقدمة دعونا نتكلم عن موجبات الحكمة وآثار الحكمة اولا من طرق الحكمة الجلوس مع العلماء والحكماء الحكيم هنا المراد العاقل الذي يعلم تكليفه العالم الحكيم الجلوس معه هذا قد يورثك الحكمة ولعلمك جلوسك الآن في هذه الساعة نتعلم الحكمة لأن ما نقوله من كلام اهل البيت عليهم السلام وهم معادن حكمة الله أو تعلم أن جلوسك في هذه اللحظات في حكم العبادة بل أعظم من بعض العبادات من أين؟ الرواية عن النبي الأكرم كلمة الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة كلمة واحدة فيها حكمة هذا خير من عبادة سنة الحكيم ليس بنبي لقمان ما كان نبياً ولكن النبي كما روي عنه يقول كاد الحكيم أن يكون نبياً انظروا الى عظمة مقام الحكمة يبدوا بعد النبوة والوصايا مقام الحكمه، مع ذلك بعض الأوقات تصدر من غير الحكيم كلمة حكمية أغتنمها ما المانع لا يعقل أن نقول أن كل ما يقوله غير المؤمن باطل محض يتفق انسان يقول كلاماً طيبا خذ هذا الكلام ولو من غير المؤمن لابد سمعتم الحكمة ضالة المؤمن خذ الحكمة ولو من اهل النفاق وفي رواية ولو من أفواه المنافقين اذاً المؤمن يهمه ما قيل ولا يهمه من قال اذاً هذا ايضا من صفات المؤمن.
الآن ما هي علامات الحكيم؟ الحكيم انسان له وقار بين الناس الانسان الذي بمزح كثيرا بلا وجه الانسان الذي يكثر من الهزل هذا ليس بحكيم اميرالمؤمنين يقول هكذا من عُرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة الحكمة من موجبات العيبة والوقار ومن لا وقار له لا حكمة له، طبعا المؤمن ينبسط أي يرتاح في الكلام مع أقرانه اذا رأيت مؤمناً يرتاح في الحديث مع غير مؤمن اعلم أنه ليس بعاقل العاقل الحكيم هكذا يتودد الى المؤمنين ما لك وغير المؤمن؟ اميرالمؤمنين ليس بحكيم من أبتذل بإنبساطه الى غير الحميم الآن الحميم الوالدان الحميم الزوجة الحميم الأخ المؤمن لا تنبسط الى غير الحميم كن ثقيلاً وقوراً ولكن مع الأخوان مع الوالدين مع الزوجة إنبسط يعني أخرج من حالة الرسمية الآن انسان تزوج امرأة وأنجب منها وبعد ايام علم أنها لا تصلح له امرأة على كل حال ليس لها ذلك الأيمان الرادع سيدة الخلق ولكن ماذا تصنع؟ تزوجتها الآن كما يقال تورطت بها وكما العكس مؤمنة صالحة مدح لها فلان وبين قوسين وتزكي أحداً للتزويج الا وأنت مطمئن بعض الناس يعتمد على تزكيتك فيتورط بهذا الرجل أو بالمراة الآن انسان تورط زوجة متورطة زوج متورط ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته ماذا تصنع؟ هذه الزوجة كما يقال لابد أن تعيش معها انتهي الأمر ايام الخطوبة والعقد كان لك مجال التراجع بعد أن أشتعل الرأس شيبا تريد أن تطلقها؟ هذا لا يعقل كن حكيما أصبر على أذاها ايتها كن حكيمة أصبري على أذى الرجل ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته الى متى؟ تقول الى متى أصبر؟ يقول حتى يجعل الله له من ذلك مخرجا إما بموت أو بإصلاح هذه المرأة وهذا الرجل قل يارب أمنحني خيرها وأصرف عني شرها وهكذا العكس.
من علامات العاقل أنه لا ينزعج من قول الزور فيه أنت انسان تصلي في المسجد في اول الوقت اُشيع عنك بأنك تارك الصلاة تضحك على صاحبه هذا كلام زور لا تنزعج أصلا أنت مؤمن تغض بصرك البعض يقول فلان رأيناه في الأسواق يتكلم مع غير المحارم ما لك وهذا الكلام؟ ليس بعاقل من أنزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه انسان يراك لأول مرة يقول ماشاءالله ما هذا النور في وجهك رآك لدقائق أكتشف فيك النور هذا الثناء لا قيمة له الذي يرضى بثناء الجاهل هذا الانسان غير حكيم.
كلمة أخيرة من علامات الحكيم وسنذكر قصة قصيرة عن لقمان لقمان كان في زمان داوود عليهما السلام الانسان بتعبيرنا الدارج الفضولي المتطفل هذا ليس بحكيم رأى لقمان داوود النبي وهو يعمل عملاً ملفتاً يدخل حلقة في حلقة هذا أشبه بلعب الأطفال الأطفال يركبون الحلقات بعضها في بعض نبي الله داوود نبي عظيم كيف يقوم بهذا العمل؟ لو كان أحدنا مكان لقمان اول ما يسئل يا نبي الله ماذا تصنع؟ اراد أن يسئله ما هذا العمل الغريب؟ فأدركته الحكمة فسكت ما لي والتدخل في شئون الأنبياء سكت فلما أتمها داوود لبسها وقال نعم لبوس الحرب أنت يخاطب الدرع يقول هذا الدرع الآن هذه الحلقات صارت درعاً رأيتم في المسلسلات يلبسون الدرع مجموعة من الحلقات المتشابكة لقمان قال الصمت حكمة وقليل فاعله انا سكت ولكن نبي الله داوود هو بين لي ما هذا الشيء لو تكلم لقمان لما كان حكيماً داوود عليه السلام ايضا مدح لقمان قال بحق ما سميت حكيماً سكوتك هذا دليل على حكمتك المؤمن طبعه على السكوت الا ما خرج بالدليل.

إلهي بحق اوليائك اجعلنا من عبادك الحكماء اللهم هب لنا ما هبت لأوليائك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.