موجبات الحسرة يوم القيامة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من اسماء القیامة ومن أوصاف القیامة أنه یوم حسرة وهذا الیوم یوم حسرةٍ للجمیع کل من في المحشر تنتابه حالة الحسره، الآن هذه الحسرة اما لنقص في العمل أو لسوء العمل غیر المؤمن مشکلته في أنه عمل سیئاً ومشکلة المؤمن أنه کان بإمکانه أن یتزود وما تزود کما ینبغي ولهذا في القرآن الکریم یقول وأنذرهم یوم الحسرة إذ قضي الأمر أن تقول نفس في آیة أخری یا حسرتاه علی ما فرطت ما في جنب الله في آیة ثالثة ویوم یعض الظالم علی یدیه یقول یا لیتني أتخذت مع الرسول سبیلا هذه الحسرة القاتلة إن صح التعبیر وانا لا أستبعد أن هذه الحسرة لو بقیت في قلب المؤمن ثم دخل الجنة لما أستمتع بنعیم الجنه! رب العالمین کما یذهب الغل من صدور المؤمنین ونزعنا ما في قلوبهم من غل ایضا ینزع هذه الحسرة اذا تذکرت دار الدنیا وتقصيرك فیها من الطبیعي أن هذا التذکر یجعلك لا تتنهئ بالجنة ولهذا المؤمن في الجنة عندما یری زمیله عندما یری أخاه في النسب في ظرف مشترك في بيئة واحدة یری بأن درجته أرقی منه بکثیر هذه الحسرة ایضا من الممکن رب العالمین یزیلها من قلب الانسات لعل یعیش الحسرة في الجنة ایضا.
الآن ما هي موجبات الحسرة علی ضوء السنه؟ ذکرنا الکتاب نذکر السنة ونعني بذلك أحاديث النبي محمد وآله من موجبات هذه الحسرة نبتدأها برواية النبي الأعظم إن أشتد الناس ندامة یوم القیامة رجل باع آخرته بدنیا غیره وهذا له أمثلة انسان یعمل علی تجارة انسان هناك محل لأحدهم هذا البائع کم هو مسکین عندما یحلف کذباً حتی یربح صاحب المحل هو یکذب هو یغش هو یقول وصفاً لیس في البضاعة لماذا؟ لدنیا غیره کم هذا الانسان مسکین! وهکذا في أمر الدنیا في أمر الجاه البعض حتی مثلا یترشح أو یفوز مرحشه في المجالس النیابیة وغیرها یقول کذباً یغتاب غیره حتی أن هذا یفوز بمقعد بهذه الدنیا وهذا المقعد کم هو وزر علیه الشاهد هذا یکذب لیفوز غیره بالرئاسة مثلاً ذاك الأول هذا الثاني وهکذا من یجعل دینه مقدمةً لدنیا غیره وطبعاً مثاله في قضاة الجور علماء البلاط علماء السلاطین کانوا یجعلون الأحادیث ویکذبون علی رسول الله تزلفاً لذلك السلطان الزائل هذا ایضاً ممن باع آخرته بدنیا غیره اذاً هذا من اعظم الناس حسرةً یوم القیامه.
ایضاً من موجبات الحسرة امیرالمؤمنین علیه السلام یذکر مثالاً والد إکتسب مالاً وفیراً من الحرام من الغش من الربا من السرقة الأموال المحرمة هذه الایام کثیرة له ولد هذا الولد قد یکون غیر بالغ قد یکون قاصراً هذا یبلغ ولا یعلم قصة والده من أين أکتسب هذا المال یستفتي العلماء یقولون له خذ بظاهر الحال أبوك كان مؤمناً أنت لست ملزماً مثلا بتطهیر ماله لا تعلم أن علیه خمس مثلا یأکل المال لا یأکله هکذا یصرفه في الخیر هذا الأب یوم القیامة یدخل النار بماله وهذا الولد الصالح یدخل الجنة بهذا المال، المال هو هو الوالد علیه الوزر والولد له المنفعة والغن إن أعظم الحسرات یوم القیامة عن امیرالمؤمنین علیه السلام حسرة رجل کسب مالاً في غیر طاعة الله فورثه رجل فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة ودخل الاول به النار وهذا المسکین هذا الوالد هذا المورث لم یستمتع بماله تحمل الوزر لا دنیا ولا آخرة والولد الوارث له الدنیا والآخرة کم حسرته، طبعا هنا بین قوسین هذه القاعدة ولکن من الممکن اذا کان الولد باراً صالحاً یوم القیامة يأخذ بيد أبيه یقول یارب انا دخلت الجنة بسبب أبي لا أتحمل أری والدي في النار؟ یوم القیامة المؤمن یشفع کقبیلة ربیعة ومضر الوالد أولا بالشفاعة هنیئا لمن کان له ولد بار في الدنیا یخدمه وفي الآخرة یشفع له طوبی لهکذا والد وولد.
وأخیراً امامنا الصادق علیه السلام کلامنا في موجبات الحسرة یوم القیامة وهذا ینطبق علي وعليك أنت المؤمن یا من تتبع نهج علي وأولاده المعصومین قد تکون من أعظم الناس حسرة یوم القیامة کیف؟ إن أعظم الناس یوم القیامة حسرة من وصف عدلاً ثم خالفه الی غیره هو في مقام المدیح یذکر امیرالمؤمنین یذکر أوصاف المتقین یلهج بذکرهم ولکن في مقام العمل لا یتبع سنتهم هذا ایضا مسکین یوم القیامة الآن الخارج عن دائرتهم حسابه معلوم کلامنا في من یتخذهم أئمة ولا یقتدي بهداهم هذا ایضا من الذین تشتد حسرتهم یوم القیامه.
وأخیراً ایضا الروایة صادقیة إن الحسرة والندامة والویل کله لمن؟ لمن لم ینتفع بما أبصره ومن لم یدري ما الأمر الذي هو علیه مقیم أنفع له أم ضر، أنت الآن في مجال معین إتخذت طریقاً في الحیاة لا تعلم أن هذا الطریق ینفعك أو يضرك الآن مقام تجارةٌ مالٌ خدمةٌ رئاسةٌ أي شيء هل اذا قال لك أحد هل تقسم بالله أنك علی الطریق المستقیم علی الطریق القویم إن لم تقسم يعني أنك شاك لا تدري أنت في طریق النفع أو الضرر هذا الانسان ایضاً ممن له الحسرة والویل.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أغفرلنا ذنوبنا وأستر عیوبنا اللهم أصلح ما فسد من أمر دیننا ودنیا ابلغ سلامنا اللیلة وکل لیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.