موجبات الإستغفار وأثره

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الأوراد التي یلتزم بها المؤمن في کل أحواله وتغلباته الاستغفار المتواصل الاستغفار هذا ذکر ثابت للمؤمن سواء بعد المعاصي أو لم یکن مرتکباً لمعصیة الآن الاستغفار بعد المعصیة معناه واضح طبعا الاستغفار الحقیقي نحن نعلم أن قوام الاستغفار بالندامة الامام الرضا علیه السلام یقول من استغفر بلسانه ولم یندم بقلبه فقد أستهزئ بنفسه لو أن الانسان کان نادماً وعازماً علی عدم العود وإن لم یظهر باللسان لعل هذا یکفي شرعاً النبي الأکرم روي عنه أنه قال خیر الاستغفار عند الله الاقلاع والندم ما الفائدة أن تبكي في جوف اللیل أمام الحطیم في الحائر تبکي مستغفراً وبعد الخروج من الحرم تعود الی الحرام؟ اذاً خیر الاستغفار الاقلاع والندم اولا الاقلاع ترك المعصیة وبعد ذلك أستشعار الندامة الباطنیه، اذاً بعد المعاصي الاستغفار ضرورته واضحةً الکلام بغیر معصیة النبي الأکرم ائمة اهل البیت لاحظوا في أدعیتهم في دعاء الکمیل کم یستغفر امیرالمؤمنین في مناجات التائبین في ادعیة الصحیفة کل ائمة اهل البیت کانت ألسنتهم تلهج بالأستغفار هذه الروایة منقولة في کتب الفریقین یعني في المستدرك وفي کنز العمال الکتابان أحدهما للعامة والثاني للخاصة النبي الأکرم یقول إنه لیغان علی قلبي وإني لأستغفر الله في کل یوم سبعین مره؛ طبعا العلماء توقفوا عند هذه الروایة ما معنی لیغان علی قلبي؟ الغین بمعنی في اللغة الغین کیف الغیم تغطي علی الارض تحول بین الارض وبین الشمس؟ النبي الأکرم هکذا یروی عنه أنه یغان علی قلبي! النبي یری في قلبه شیئا یستغفرالله في الیوم مئة مرة في روایة سبعین مرة في روایة الامام الصادق علیه السلام کان رسول الله یتوب الی الله في کل یوم سبعین مرة من غر ذنب حتی أن الروایة یقول هکذا الراوي یسئل الامام النبي کان یقول استغفرالله وأتوب الیه؟ قال لا یقول أتوب الی الله ولو هذه الجملة القصیرة أتوب الی الله تقولها سبعین مرة وأنت تأسى بالنبي في کل یوم استغفرالله بقولك أتوب الی الله اتوب الی الله.
الآن لماذا النبي یستغفر الجواب أن هذا تذلل نفس الاستغفار من دون معصیة هذا تواضع تذلل اظهار لمقام العبودیة یأتيك ضیف تکرمه غایة الأکرام ولکن عندما تودعه علی الباب تقول هذا الکلام متعارف یا فلان اغفر لنا تقصیرنا في ضیافتك هذا أدب هذا تواضع ولکن هناك توجیه آخر ایضاً النبي في حال المعراج یکلم الله عزوجل أوحی الی عبده ما أوحی النبي له حالات لا یسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل وفي نفس الوقت یجلس مع جفاة الجاهلیة مع جفاة الاعراب مع المنافقین طبیعي حالة النبي عند المنافقین لیس کحالته في عالم المعراج مثلا اذاً استغفار النبي لتبدل الحال من الحالة العلیا الی الحالة العالیة هذا المعنی لا ضیر فیه لا ینافي العصمه.
واما نحن قد تقول انا من أي شيء أستغفر؟ انا لم ارتکب معصیة مثلا انسان عادل منذ سنوات أتصف بهذه الملکة یقول انا استغفر من أي شيء ولم أرتبك معصیه؟ هنا یقول البعض له کلام جمیل یقول الانسان لا یخلوا کل بشر لا یخلوا عن معصیة بجوارحه کل بشر غیر المعصوم لا یخلوا من معصية بجوارحه فإن خلی عن المعاصي فلا یخلوا عن الهم بالذنوب بالقلب طالما نویت المعصیة ولم ترتکب أقتربت من الحرام ولکن لم تقع في الحرام هذا ایضا من موجبات الاستغفار الانسان الذي یهم بالحرام هذا إبتعد عن ربه ولهذا علیه أن یستغفر طبعا هذا المعنی لیس بواجب ولکن منقصة فیه، إن خلی بالهم عن المعاصي لا یخلو عن وسواس الشیطان بإیراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذکر الله طالما یتفق في اللیل لا یأتيك النوم یصیبك الأرق کما یقال کم تفکر في الأباطیل أنت لم ترتکب معصیة جوارحیة ولا جوانحیة ولم تهم بذنب الا أنك کنت مشغولاً بالمتفرقات بالأفکار تمسی في کتب القوم بعالم الکثرات الأمور الباطلة هذا ایضا یحتاج الی الاستغفار.
هناك أمر آخر انسان یذکر الله عزوجل في المسجد یذکر الله عزوجل ولکنه لا بستحضر الوجود الالهي لا یراقب رب العالمین هذا ایَضا علیه أن یستغفر طبعا بالمعنی الدقیق جلس في المسجد قرأ جزء من القرآن صلی رکعتین دعی بالدعاء لا في تلاوة القرآن أقبل لا في صلاته أقبل لا في دعائه أقبل لو وقف علی باب المسجد وقال اللهم إني أستغفرك من مکوثي في هذا المسجد انا مستحي منك أي مکوث هذا؟ اذاً من المعصیة الی العبادة في المسجد هذا کله ماذا؟ هذه دائرة الأستغفار اذاً تلخص من کلامنا أن الاستغفار بعد المعاصي وغیرها، ما هي النتیجه؟ الاستغفار سواء عن المعصیة عن الغفلة عن الخواطر عن الوسواس القلبي کل ذلك من موجبات الزیادة في الرزق ویا قوم استغفروا ربکم ثم توبوا الي طبعا هنا بحث عمیق ما معنی التوبه؟ الآیة قالت ثم توبوا مرحلة أخری هذا للتراخي الاستغفار والله العالم أن تطلب المغفرة ولکن توبوا أن تعود الی الله عزوجل بکل وجودك التائب لا یصدر منه الذنب من عاد الی الله عزوجل حق العودة هذا لا یحتاج الی أن یستغفر لأنه رجع الی ربه ما هي النتیجه؟ الشاهد یرسل السماء علیکم مدرارا ویزدکم قوة الی قوتکم وفي آیة أخری رب العالمین وعد بالأمداد بالذریة والبنین اتفاقا في الأدعیة هکذا من أراد ولداً من طلب الاولاد فلیکثر من الاستغفار من اراد الرزق فلیکثر من الاستغفار وأخیراِ إنتابك ضیق إنتابك إکتئاب وهذه الایام ما أکثر الضیق والاکتئاب والاضطراب النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم قال من أکثر الاستغفار جعل الله له من کل هم فرجاً ومن کل ضیق مخرجاً اذاً ترید المال استغفر ترید الذریة استغفر ترید النجاة من کل هم وغم أستغفر ولکن بشرطها وشروطها وقلنا الاستغفال الکامل ما کان عن ندامة باطنیة وعزم علی عدم العود خارجاً الی المعاصي تأسوا برسول الله اجعل لنفسك في الیوم واللیلة محطة استغفار وأنت تقول أتوب الی الله.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من بریتك إجعلنا من عبادك التائبین لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.