– إن التحلي بملكة، أو ترقية النفس إلى مدرجٍ من مدارج الكمال.. هذا الأمر سيدخل السرور على المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم– وعلى أئمة الهدى (ع).. فهذا الإمام الصادق –عليه السلام– يُبدي ارتياحه وفرحه لأن أحد أصحابه أدخل السرور على ابن عمه وتفقده.. إذا كان الإمام يفرح عندما يقوم مؤمن بزيارة مؤمن، فكيف إذا كان الأمر أرقى من ذلك؟.. وكيف إذا كان الأمر فيه إحياء لسنتهم، وإحياء لحقهم؟.. وهو الذي دعا لكم قبل قرون، وترحم عليكم فرداً فرداً.. حيث قال: (رحم الله من أحيا أمرنا)!.. واستعمال الفعل الماضي في هذا المجال، يعني أن الأمر محقق الوقوع، فالله -عز وجل- قال في كتابه الكريم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}، رغم أنها ستقع، ولكن عبر بـ{وَقَعَتِ}؛ لأن القيامة واقعة لا محالة!..
– إن بعض العلماء يعتقد بأن الإحياء الشعوري والفكري والتربوي، أقرب إلى خط الأئمة –عليهم السلام– من الإحياء الشعاري والعاطفي.. كلاهما يصب في هذا الطريق، ولكن تأثير الشعاري قد يكون تأثيراً مؤقتاً.. إن الالتفات حول الدين، ورموز الدين، وحول مفاهيم عاشوراء، في العشرة الأولى من المحرم.. هي حركة شعارية مباركة، ولكن مشكلة الحركة الشعارية، أنها منبسطة أفقاً وقليلة العمق!..
– إن من بركات هذا الدين وهذا الخط المبارك، أنه هيأ لنا الأرضية العاطفية.. فتح أبواب الخلود من خلال ما جرى عليهم من المصائب، لينفذ الإنسان من بوابة القلب إلى مدينة الفكر.. فلولا حركة الإمام الحسين –عليه السلام– والدماء المراقة في أرض الطف، لما تجمع المؤمنون تحت سقف واحد -قبة سيد الشهداء (ع)- في شرق الأرض وغربها.. والذين يسافرون إلى بلاد الغرب وإلى الجزر النائية يقولون: نحن لا نجمع المؤمنين إلا بمناسبة إحياء ذكر الحسين –عليه السلام–.. وعليه، فلابد أن نستثمر هذه الجلسات المباركة التي دعا لها الإمام الصادق (ع).
– إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (إن تفكر ساعة، خير من عبادة سنة).. وفي حديث غيره: (إن تفكر ساعة، خير من عبادة ستين سنة)، وفي رواية: (سبعين سنة).. والتفكر المقصود ليس التفكر المجرد، أو التفكر الشاعري، كأن يجلس الإنسان على شاطئ البحر، ويتأمل في الأفق ويفكر، ثم يرجع إلى منزله.. بل من أتم مصاديق التفكر والتذكر، أن نمشي مع من يذكرنا بالله –عز وجل–، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله، من نجالس؟.. قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله).
– إن هنالك عطشا شديدا في فطرة الإنسان، هذا العطش يشتد في فطرة المسلم!.. الإنسان لما هو إنسان، مجبول على الفطرة السليمة، والمسلم يزداد عمقاً في هذا المجال.. الموالي يشتد عطشه للارتشاف من منهل الهدى، والإنسان كلما زاد في الإيمان درجة، زاد عطشه المعنوي.
– إن البعض خرج من مدينة الدنيا، هجر المدينة.. فالنبي (ص) جاء ليأخذ بأيدينا إلى هجرة كبرى.. وما هجرة المؤمنين إلى الحبشة وإلى المدينة، إلا في سياق هجرة روحية كبرى!.. وبالتالي، فإن هجرة جعفر بن أبي طالب مع ثلة من المسلمين، لم تكن هجرة من أرض مكة إلى أرض الحبشة.. إنما كانت هجرة من عالم الكفر إلى عالم الخلوة، والتفرغ لعبادة الله –عز وجل– حيث وجدت الموانع في مكة.. ولو أنها كانت سفرة من أرضٍ إلى أرض، فلماذا هذا السرور الذي انتاب المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم– عندما وقعت عيناه على ابن عمه جعفر وقال: (ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً: أبفتح خيبر، أم بقدوم جعفر)؟.. فتح خيبر فتح لقلاع اليهود، وإرغام لأنف الظالمين والطغاة، إنها حركة في تثبيت عمق قواعد الرسالة، وقدوم جعفر قدوم شخصٍ من سفرةٍ.. فكيف يقاس فتح خيبر، ويُوضع إلى جنب قدوم جعفر؟.. هنالك سنخية بين القدوم وبين ذلك الفتح.
– إن المشكلة هي السفر ما بين المدينتين: فنحن خرجنا من مدينة الدنيا، أو نحاول أن نخرج من عالم الهوى، ومن أسر المادة، ومن أسر البطن والفرج.. والإمام علي –عليه السلام– له كلمات لاذعة في بعض الحالات، كالأب الشفيق: فالأب ينصح بكلام طيب، وبلسان عذب.. ولكن بعض الأوقات، يصل الأب إلى درجة من الأذى على واقع ولده، فيشتد عليه في الخطاب.. عندما ينظر الإمام (ع) إلى أهل الدنيا وتكالبهم عليها، وابتكارهم الحيل في سد متاع الدنيا.. بينما عندما يصل الأمر إلى الله –عز وجل– فإنهم يتقاعسون ويتكاسلون، ولا يعلمون إلى أين يسيرون؟!.. فإن الإمام –عليه السلام– يُبدي غضبه من خلال كلمة لاذعة، نحن في تعاملنا مع مفردات الدنيا، نتبع أذكى الأساليب، ولكن الإمام (ع) يقول: (ما أعرف أحدا، إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه)؛ الأحمق هو ذلك الذي لا يُحسن التصرف!.. الأحمق هو الذي لا يعمل فكره ورؤيته.. يقول علي –عليه السلام– الناس في تعاملهم مع عالم الغيب، يعيشون شيئاً من الحماقة.
– إن القرآن ذم الإنسان، فتارة يقول: {إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، {وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}، وتارة أخرى يقول: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، {قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛ أي أن هذا الجنس، جنس يميل إلى الكفر، هذا الجنس ميالٌ للظلم والجهالة، وفي التثاقل إلى الأرض {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}.. فالإمام علي –عليه السلام– يصف الإنسان الذي همه الدنيا: (كالبهيمة: همها علفها، وشغلها تقممها).. شتان بين فرسٍ يشترى بعشرات الآلاف من الدنانير، هذا الفرس يستخدم لسباق، يُربح صاحبه الملايين، فطعامه منتخب، لأن له هدفا في الحياة.. هذا الفرس يأكل قليلاً، ويشرب قليلاً، ليذهب بعد قليل إلى حلبة السباق، ويجلب لهم ملايين من الربح.. وهناك أنواع من الفرس الرخيص، هذه المساكين تمشي بلا هدف يميناً شمالاً، إذا رأت عشباً تهجم عليه، لا صاحب لها ولا راعي لها، يقول علي: بعض الناس لا كالدابة المروضة، بل كالدابة المرسلة: همها الأكل من القمامة!.. وهذا بالفعل البعض يصبح ليأكل، ويغدو ليأكل، ويمسي ليأكل.. وفي الليل: وما أدراك ما الليل، وشهوات الليل.. البعض هكذا!..
– إن البعض خرج من مدينة الهوى، ولكنه لم يصل إلى مدينة الهدى، لا هو يشارك أهل الدنيا في متعهم، ولا وصل إلى مرحلة من مراحل الأنس بالله –عز وجل– لتطمأن نفسه، فأصبحوا بلا لذة في هذه الحياة: لا لذة أهل المعنى، ولا لذة أهل المادة!.. الذين بقوا بين المدينتين على وضعٍ خطير.. فالذي يتجول في خطوط التماس، الشياطين تنتظر صيدها.
– إن من المشاكل التي يعيشها أهل الخط الوسط (خط التماس)، أنهم يعيشون المفارقة بين ذواتهم وبين مجتمعهم.. المتزوج له مشاكله، والأعزب له مصيبته.. فالأعزب يعيش حالة التجاذب بين الشهوات والمستقبل المجهول!.. وكان أهل البيت -عليهم السلام- يسدون النصيحة المخلصة لكلِّ من استشارهم في هذا الشأن، فعندما استشار داود الكرخي الإمام الصادق -عليه السلام- قائلاً له: إنَّ صاحبتي هلكت، وكانت لي موافقة، وقد هممت أن أتزوج.. قال الإمام -عليه السلام-: (اُنظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه على دينك وسرّك وأمانتك.. فإن كنت لابدّ فاعلاً، فبكراً تنسب إلى الخير، وإلى حسن الخلق).. فالمرأة وعاء، والوعاء يُقيد.. لأن الإنسان عندما يريد أن يضع عجينةً كبيرةً في وعاء صغير، يُصغّر من حجم تلك العجينة لتستقر في ذلك الإناء.. والبعض قبل أن يتزوج قد تكون عجينته كبيرة، ولكن مراعاة لحليلته يُحجم نفسه.. فيُقلص نشاطه الديني، ويُقلص عبادته في الليل، ويسير مع السائرين.. فالمشكلة تقع في المفارقة بين الجو الباطني، وبين المقتضيات الاجتماعية.
– إن أول زلة يقع فيها طالبي الكمال في هذه النقطة، إما يتصادم مع المجتمع، ويا له من تصادم عنيف!.. فيحارب هذا، ويقاطع هذا.. بل قد يصل الأمر إلى أن يتجاسر حتى على والده؛ هذا قسمٌ.. والقسم الثاني يعيش عالم التقوقع، وعالم الباطنية.. يعيش في عالم الوهم والخيال، يتخذ لنفسه صومعة، ويريد أن يتشبه بأهل الأديرة.. وهنا تكمن مهارة المؤمن، فالمؤمن أولاً: لا يكشف نفسه.. مع الأسف البعض بدوافع ريائية وعُجبية، كأنه يحب أن يتمظهر بمظهر التقوى: يُطيل لحيته، ويُمسك سُبحة طويلة، وعندما تتكلم معه وهو يذكر الله، لا يُجيبك إلا بجمل معقدة لا تفهمها، وكأنه وزير الخارجية، يريد أن يُدلي بتصريح سياسي خطير!.. والابتسامة تفارقه إلى الأبد.. وبالتالي، فإن كل من حوله يشتكي منه، ولا يبقى أحد راض عنه!..
– إن المؤمن ليس هذه نسبته في الحياة.. فقد جاء في سيرة صاحب كتاب “الطريق إلى الله”، أنه كان يُبالغ في المزاح والضحك أمام الناس، لئلا يُفهم سره.. ويتظاهر بمظاهر تُبعد عن نفسه العناوين، لأن الإنسان عندما يظهر بعنوان متميز في هذا المجال، فهو عرضة للعجب، وعرضة للنقد، وعرضة للكثير من السلبيات؛ فهذا سر.. عشاق الهوى هذه الأيام طالما كتموا حبهم، إذا أحد اطلع على علاقة عاطفية بين شاب وشابة، حتى لو بالحلال، يتأذى ويُظهر انزعاجه.. أحدنا يكتم حبه لهذه الذوات الآنية، وكذلك الحب الإلهي، فعن الإمام علي (عليه السلام): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.. أوسع شيء صدرا، وأذل شيء نفسا.. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة.. طويل غمه، بعيد همه.. كثير صمته، مشغول وقته.. شكور، صبور.. مغمور بفكرته، ضنين بخلته.. سهل الخليقة، لين العريكة.. نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد).. لما أرد موسى (ع) أن يفارق الخضر قال له موسى: أوصني!.. قال: (كن نفاعاً، ولا تكن ضراراً.. كن بشاشاً، ولا تكن غضبان.. ارجع عن اللجاجة، ولا تمش في غير حاجة).
وبالتالي، فإن على المؤمن اتباع مايلي:
أولاً: يحاول كتمان الهوية الباطنية، إذا أراد أن يحلق في عالم العبودية، فليستقل جوف الليل حيث الناس نيام.. فإذا كان من عشاق الخلوة والحديث مع رب العالمين، لا داعي إلى أن يتمتم أمام الآخرين، ليعرف بأنه متميز في هذا الطريق.
ثانياً: الجامعية بين جهات التكليف.. -مع الأسف- الجهل بمقاصد الشريعة، تجعل أحدنا لا يجمع بين صور التكليف المتناقضة.. أو تعلمون ما مزية علي –عليه السلام–؟.. ميزته جمع الأضداد، وفي ذلك يقول صفي الدين الحلي في قصيدته الشافية في الإمام أمير المؤمنين، وهذه القصيدة غالباً ما يقرأها الخطباء ويستشهدون بها على المنابر، يخاطب أمير المؤمنين ويقول له:
جمعت في صفاتك الأضداد *** فلهذا عزّت لك الأنداد
زاهد حاكم حليم شجــاع *** ناسك فاتك فقير جواد
جمع بين هذه الصور من التكليف.. فسلوكه في الليل هو البكاء في المحراب ليلاً، والقتال في المعارك، فحصد نصف المشركين في معركة بدر.. والذي يقتل، يُصاب بقسوة القلب.. وعلي –عليه السلام– لو أحصينا الذين قتلهم طوال حياته، لعله أكبر شخصية في تأريخ المسلمين أزهق النفوس.. فعلي –عليه السلام– جمع بين هذه الصفات المتضادة، وأراد منا أن نكون كذلك.
– إن فروع الدين الأساسية، التي من تخلف عنها صار فاسقاً، كلها واجبات.. ولو أن مرجع تقليدٍ أخل ببعض هذه الفروع، سقط من العدالة.. وماذا في الفروع؟.. هناك حركة وحدانية، وحركة في جوف الليل، وحركة في الخلوات، وهي الصلاة.. وهنالك حركة إنفاقية قوامها: المال، والزكاة، والخمس، ورد المظالم، والكفارات الواجبة.. وهنالك حركة تنقلية على وجه الأرض، ألا وهو الحج.. وهنالك وقوف أمام الظالم في حركة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.. وهنالك صور الجهاد في سبيل الله.. وهنالك حركة فردية، وهي التولي والتبري، وقوامه الفكر والقلب.. بعض الحالات الإنسان يترجم التولي والتبري خارجاً، وإلا قوامه أن نعتقد بانحراف أعداء الله –عز وجل– ونعاديهم بقلوبنا.. نقف منهم موقفاً عدائياً في عالم الفكر، وموقفاً بُغضياً في عالم القلب.. فإذن، فروع الدين قوامها: جوف الليل، وحركة قلبية، وحركة في الأرض، وشهر بالسيف والسنان، وما شابه ذلك.. وبالتالي، فإن أحدنا لا يصل الكمال، إلا إذا كان متقناً هذه الحركات كلها.. وإلا فالإنسان سوف يراوح في مكانه، ولا يصل إلى درجة من درجات التكامل.
– إن نقصا بسيطا في جانب من جوانب الحياة، يؤخر المسيرة، فطريق التكامل فيه منازل.. من كان له أب أو أم، فليعرف قدرهما.. فيوسف الصديق (ع) بعد مجاهدات وصل إلى خزائن الأرض، وأصبح حاكماً على مصر، جاء أبواه خروا له سجداً.. سجود الشكر تعبير رؤياه {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، يبدو أن يوسف غفل عن احترام يعقوب كما ينبغي، ليس لحد الحرمة.. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لما تلقى يوسف يعقوب، ترجل له يعقوب، ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف، ترجل لك الصديق ولم تترجل له؟.. ابسط يدك!.. فبسطها، فخرج نور من راحته، فقال له يوسف: ما هذا؟.. قال: لا يخرج من عقبك نبي).. إنها حركة بسيطة، قصر بحق أبيه وإذا بنور النبوة طار من صلبه، فكيف إذا تفوه بما لا يُرضي؟!.. {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}، وقد ورد: (لو وجد القرآن أدنى من كلمة أف لقالها).
– إن علينا أن نفتح عيوننا بمقلتيهما، وبواسع الشبكية، وبواسع القرنية، ونراقب كل كلمة.. يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه، يهوي بها أبعد من الثريا).. والثريا في اصطلاح علم النجوم، نجم بعيد.. القرآن يقول: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.