مواطن الرياء

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك بعض الامراض تصیب العاملین المتقین العابدین ومن هذه الامراض الریاء والعُجب الانسان المنحرف الفاسق الذي یحتقر نفسه لا عمل له لیرائي به اتفاقا قلنا في حدیث سابق أن الذي یتوب الی الله عزوجل هذا التائب له مزیة كأنه محصن من مرض العجب کیف هذه الایام هناك تطعیم المرض الفلاني انسان له سنوات في الانحراف ثم عاد الی الله عزوجل تذکره لماضیه الاسود کما یقال یمنعه من أن یُعجب بنفسه دائماً یعیش حالة الاحتقار ولهذا تری البعض عندما یقرأ مناجات التائبین! الذي لم یمر في مرحلة من مراحل العصیان یقرأ المناجات هکذا ولکن الذي له فترة من حیاته کان عاکفاً علی الکبائر لا قدر الله تعالی عندما یقرأ مناجات التائبین یتفاعل معها، المهم الریاء العُجب هذان مرضان یصیبان العابدین العاملین، طبعاً الفرق بین العجب والریاء معلوم! العُجب بعد الفراق من العمل الآن وقد یصاحب العمل ایضاً ولکن الفرق بین العُجب والریاء أن الریاء حین العمل لو أن الانسان عمل لله عزوجل الآن بعد فترة صار بنائه أن يرائي انتهی العمل، نعم یمکن أن يرائي بقوله یقول انا الذي صلیت صلاة اللیل البارحة هذا عُجب بصلاته یرید أن یبین عمله للناس ولکن البارحة صلی لله عزوجل هذه صلاة مقبولة العجب والریاء کلاهما کما قلنا من امراض العاملین.
الآن ما هي علامة المرائي؟ وسیأتي بعد قلیل هناك الریاء الکاذب هو مخلص ولکن الشیطان یلقنه أنه مرائي ليترك العمل، علامة المرائي ما هي؟ یقول امیرالمؤمنین علیه السلام یکسل اذا کان وحده بعض الناس في المسجد امام الناس له مزاج أن يصلي ویقرأ القرآن وقد یترنم بصوته لیرائي الآخرین اذا دخل المنزل یری قلبه کالخشبة الیابسة لا میل له لا لصلاة ولا لقرآن طبعا ینبقي أن نفرق بعض الاوقات الاقبال في الصلاة والقرآن من برکات المسجد بیت الله یذکره بلصلاة بین یدي الله، الکلام أن اذا کان وحده لا یعمل وینشط اذا کان في الناس ویزید في العمل اذا اُثني علیه، هو الآن یعلم أن عمله عمل صالح ولکن عندما یُمدح یُکثر من ذلك العمل وینقص منه اذا لم یُثنی علیه عینه علی ثناء الناس اذا کان تقییم الناس ایجابیاً یندفع والا یتقاعس ولهذا هناك حرکة غیر جمیلة بعض الناس مثلا یلقي کلمة قصیدة أو حتی خطیب یصعد منبراً ثم یقول للآخرین کیف کان ادائي؟ مرة من باب التقییم لیُصلح لیطور هذا طیب، مرة یرید الثناء یبدوا أن الناس نسوا یثنون علیه تالي للقرآن قرأ في مجلس بصوت کذا ثم لم یسمع مدیحاً یقول یا فلان کیف کان ادائي صوتي جمیل مثلا؟ المهم یلقن الناس المدیح والثناء هذه علامة المرائي.
ولکن هناك ایضا عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم یحذرنا من الریاء الوسواسي الوسواس الخناس له حیل وله حبال منها أن یدفعك للریاء ومنها أن یثبطك عن العمل بدعوی الریاء أنت حقیقتاً الآن في صلاتك خاشع وتتمنی لو لم یکن احد حولك، في المسجد في صلاة الجمالة ادرکتك الرقة تقول یا لیت هذه الرقة تأتيني في المنزل انا الآن محرج امام الناس اخاف یراني احد یری دمعتي! دمعته حبسها في عینه فاذا رکع الرکوع یوجب سقوط قطرات الدمع من عینیه فینکشف امره الشیطان یقول لا هذا ریاء أنت مرائي فیصرف نفسه عن الخشوع یعني یفرط في جوهِ المبارك والحال لو راجع نفسه یقول یارب أنت تعلم لو لم یکن احد لکان خیراً لي هذا انسان لیس بمرائي قل للشیطان اخسئ عني انا لست مرائي.
وبعبارة أخرى اتفاقا هذه المسئلة في الرسالة موجودة هي مسئلة فقهیة لو أن الانسان صلی لله عزوجل ولکن جائه خواطر ریائیة هواجس یعني الشیطان لقنه أن هذه الصلاة لیست لله اذا کانت بنحو الهاجس هذا لا یُخل بالاخلاص یذکر اتفاقا في الرسالة في المنهاج مذکور اذا کان یتأذی یعني هذه الخاطرة يتأذی منها هذا تمام الاخلاص.
الآن الروایه؛ اذا اتی الشیطان احدکم وهو في صلاته لاحظوا العبارة أتی وقال أنت مرائي فقال أنك مرائیً فلیطل صلاته ما بدا له رغم أنف الشیطان مادام أنت تعلم أن عملك لله عزوجل لا تبالي بهذا الهاجس الابلیسي.
الآن القاعدة العامة أن یکون التطوع سراً بشکل عام انسان یکتم اعماله هذا هو طریق السلامة الا اللهم اذا کان ابدائه للعمل فیه تشجیع للغیر فقیر لا یعتني به احد أو یشك الناس في استحقاقه والناس یثقون بي عندما ادفع له المال امام الناس ماذا یُفهم؟ أن هذا مستحق ولولاه لما دفعت المال له مساهمتي هذه یشجع الناس علی الانفاق اذا کان الامر کذلك فهذا من الاخلاص.
تذکرت مسئلة في باب الریاء لعل البعض یقول انا عملت لله عزوجل ولکن عندما یمدحني احد اعیش حالة السرور انا اتوقع المدح عملت لله عزوجل ولکن فلاني مدحني یدخل في شيء من السرور هذا یمکن تصحیحه قد هذا لا یعد سلباً کیف؟ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلیفرحوا انا عندما اسمع مدیح المؤمنین کأنه استشف أن الله عزوجل راضٍ عني انا متقن لعملي اذا رب العالمین احب عبداً اجری ثنائه علی لسان الغیر اتفاقا هذا موجود اذا کان فرحي بمدیح المؤمنین من باب أن هذا یکشف عن اتقاني للعمل واتقاني للعمل یرضي رب العالمین فعاد الی الله عزوجل اذا کان کذلك أمر ايجابي ولکن لنحذر الخلط بین الدواعي، الانسان علی نفسه بصیرة لو ألقى معاذیره.

اللهم بارك لنا في اعمارنا اللهم لا تفرق بیننا وبین اولیائك طرفة عین ابدا یا خفي الالطاف نجنا برحمتك مما نحذر ونخاف والفاتحة مع الصلوات.