موارد الإعتذار

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا اللیلة عن موارد الاعتذار وأن المؤمن متی یعتذر ومتی لا یعتذر! نحن اُمرنا اولا أن لا نرتکب ما یعتذر منه لا ترتكب خطأ ولا تعتذر هکذا کُلفنا وثانیا اذا أرتکب انسان في حقك خطأ ثم اعتذر منك علیك المبادرة لقبول عذره الذي لا یقبل عذر الغیر هذا الانسان انسان مذموم لا یتوقع من رب العالمین أن یقبل عذره وأن یغفرله، الروایات شدیدة اللحن في هذا المجال تارة مهدد بأنه لا یرد علی الحوض تارة مهدد لأنه لا تناله شفاعة النبي اذا جائك الانسان معتذراً حتی لو کان کاذباً یعني هذا الانسان قال لم افعل کذا وهو فعل مادام جاء معتذراً یقول ما أسأت الیك وهو قد اساء هذا الانسان الآن هو في مقام العمل کاذب ولکنه معتذر من جهة الأعتذار حاول أن تقبل عذره.
مورد آخر انسان أرتکب شیئاً هکذا یوحي بالأسائة وله في الخیر محمل هکذا ایضا کلکم لعلکم تعرفون هذه القاعدة إحمل فعل أخيك علی سبعین محمل یعني إن کان فعله ذا وجهین خذ الوجه الأفضل لم؟ لجهتین قبل أن نقرأ الروایات في هذا الباب الذي یحمل فعل أخیه علی الأفضل أراح نفسه من جهتین اولا لم یشغل قلبه المؤمن في صلاته في دعائه في حیاته یحتاج الی قلب فارغ القلب المشغول بالخصومة مع الغیر هذا القلب مشوش یصعب علیه الترکیز اذاً فرغ القلب من الشواغل ومنها مشاکل العباد قل فلان ما اراد الا خیراً لا تجعل غیرك خصماً لك.
وثانیا الفائدة الثانیة في هذا المجال أنك تعیش مع المؤمنین عیشة غیر منافقة أنت مرة تفعل فعل اخیك علی محمل سيء ثم تسلم علیه بحرارة تعانقه تضمه الیك هذا لون من ألوان النفاق قلبك يغلي علي الآن حقداً غضباً ولکن في مقام العمل تظهر له البشاشة ولکن إن صدر منه شيء ولکن فعلته علی الأحسن خرجت من صفة النفاق تقول یارب فعله یوحي بالإسائة ولکن حملته علی محمل حسن تقبیلي له ضمي له لیس من باب النفاق اذاً المؤمن یعیش السلامة الباطنیة مع ربه ومع الخلق.
الآن الروایات؛ الانسان الذي یرتکب خطأً یضطر للإعتذار هذا فیه شرك خفي انسان في جوف اللیل یقول یارب العفو العفو لماذا تعمل فعلاً تقول لمخلوق مثلك یا فلان العفو العفو! في لهجتنا الدارجة هذه ایضا ملاحظة لا بأس بها؛ سواء في اللغة العربیة أو في غیرها من اللغات هذه الجملة تتکرر في کل الأمم یبدوا احدهم بلا سبب یقول فلان عفوا أين الطریق؟ عفواً خذ المعاملة لماذا تقول عفواً لمخلوق من دون سبب؟ أنت ما أرتكبت خطأ حتی تقول فلان عفواً معذرةً! یقول ایاك وما تعتذر منه فإن فیه شرك الخفي إجعل الاعتذار بینك وبین رب العالمین هذا اولاً.
واما ما قلناه قلنا قواعد نطبقها علی الروایات أو قل نجعل الروایات دلیلاً علی القواعد إن شتمك رجل عن یمینك القضیة واضحة فیها شتم لیس هنالك فعل ذو وجهین حتی تحمله علی الأحسن! ثم تحول الی یسارك وأعتذر الیك فأقبل عذره طالما أسأت بحق الله عزوجل قلت الهي العفو قبل منك العذر.
ایضاً من الوصایا في هذا المجال النبي الأكرم في وصیته لأميرالمؤمنين قال من لم یقبل العذر من متنصل متنصل الذي يتبرأ من فعله یقول ما فعلت صادقاً کان أو کاذباً لم ینل شفاعتي ترید شفاعة النبي وأنت لا تقبل اعتذار الغیر؟ کما ترید من الله عزوجل ومن نبیه أن یقبل عذرك إقبل عذر الغیر، امامنا زین العابدین علیه السلام یعتذر بین یدي الله عزوجل من أمرين الآن هذا المقدار نذکره! لعله أکثر من مظلوم ظُلم بحضرتي فلم أنصره إن رأيت قساوة في قلبك عقدة في حياتك من المناشئ أنه ظُلم انسان وسکت خوفاً من المخلوقین المؤمن مخلوق جريء اذا رأى مظلوماً ینصره والله خیر الناصرین اذاً اذا ظُلم في حضرتك احد لا تسکت هذا اولا ومن مسيء أعتذر الي فلم أعذره یعني يارب أعتذر الیك من هکذا خطیئه.
سئوال وجواب؛ القرآن الکریم یقول ولا یؤذن لهم فیعتذرون معنی ذلك أن الله عزوجل لا یقبل عذر الخاطئین هکذا تقول الآیة ولا یُؤذن لهم فیعتذرون اذاً کیف نجمع بین هذه الآیة وبین ما قلنا هذا خُلق حسن؟ الجواب امامنا الصادق علیه السلام یرفع الاشکال یقول الله أجل وأعدل وأعظم من أن یکون لعبده عذر ولا یدعه یعتذر به اذاً إن کان للمذنب عذرٌ رب العالمین یأذن له أجل من أن لا یأذن له! اذاً لماذا لا یأذن لهم؟ یقول ولکنه فُلج فلم یکن عذر هؤلاء لا عذر لهم ولهذا لا یؤذن لهم فیعتذرون کما یقال القضیة منتفیة بإنتفاء الموضوع لا وجه ولا اعتذار لهم ومن هنا لم یؤذن لهم في ذلك.
روایتان ثلاثة حتی نکمل هذا البحث لئن هذا کثیرا ما نقع فیه؛ انسان ینصح انساناً یردعه عن الغیبة ذاك يتأذی فیتکلم علیه یتفق بعض ضعاف المؤمنین یقول آسف یا فلان آسف لماذا تقول آسف؟ أنت ما أرتکبت خطأً هو لابد أن یعتذر لا أنت ولهذا امیرالمؤمنین ما من صغیرة وکبیرة الا ذکروها یقول لا تعتذر من أمر أطعت الله سبحانه فیه أنت قمت بواجبك تأذی فلان الی جهنم وبأس المصیر فکفی بذلك منقبة لا تعتذر اذا أدیت واجباً علیك.
مسألة أخرى بعض الناس له حالة التفرعن تکبر اذا قلت له معذرة یقول لك أذهب عني لا أقبل عذرك هل یحسن الإعتذار؟ انتم تعرفون التکبر علی المتکبر فضیلة یقول لا تعتذر الی من یحب أن لا یجد لك عذراً انسان لا یحب أن يقبل عذرك لماذا تعتذر منه؟ دعه في عالمه.
وأخيرا اذا أردت أن تعتذر بحق أسأت الی انسان قلت له یا فلان سامحني معذرةً وقال لك قبلت عذرك أختم الملف لا تقل له کلما رأيته یا فلان سامحني! قلتها مرة واحدة يكفي لم؟ السبب في ذلك امیرالمؤمنین في الغرر قلنا انطروا الی کلمات ائمتنا یتناولون أدق المطالب؛ یقول اعادة الأعتذار تذکیر بالذنب کلما تقول له فلان سامحني تذکره بخطأك تجاهه هو نسي الخطأ نسي التقصیر یعاملك معاملة جیدة قلت له معذرة یا فلان نفسه تغلي یتذکر الخطأ القدیم وبالتالي کما یقال أفسدت أکثر مما أصلحت اذاً ملخص الکلام اصل الاعتذار أمر راجح قبول العذر أمر راجح لا تعتذر الی من لا یقبل العذر منك ولا تکرر الاعتذار ولا تعتذر من واجب قمت به مجموعة هذه القواعد تشکل اخلاقیة المؤمن في هذا المجال.

إلهي بحق اولیائك اغفرلنا ذنوبنا واقبل أعذارنا اللهم لقنا حجتك یوم نلقاك أنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.