من وصايا روح الله المسيح

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

نبي الله عیسی الذي یلقب بروح الله لئن خلقته کانت خلقة متمیزة رجلان شخصیتان نبیان خُلقا من غیر أب آدم أبو البشر وعیسی صلوات الله وسلامه علیه وقد یقال من ناحیة أن خلقة عیسی من بعض الجهات أشرف لئن آدم علیه السلام خُلق من صلصال من حمأ مسنون رب العالمین عندما سواه انشأه خلقاً آخر، ولکن عیسی کما تعرفون جائه ذلك الملك فقذف في مریم علیها السلام روحاً من روحه الآن ما هي هذه الروح طبعا هذه تفاصیل القدر المسلم أنه لیست هنالك نسبة مادیة بین رب العالمین وبین المسیح صلوات الله وسلامه علیه.
تراث المسیح تراثان أو ثلاث تراثات إن صح التعبیر: التراث الاول الانجیل الواقعي الذي ضاع من بین ایدینا ویا لیت هذا الانجیل کان موجوداً لئن انجیل عیسی علیه السلام صحیح الأحکام الشرعیة فیها نسخت عندما جاء القرآن أن الدین عند الله الاسلام ولکن في انجیل عیسی علیه السلام کما في تورات موسی علیه السلام هنالك الکثیر من الحکم کحکم القرآن صاحب الحکمة هو رب العالمین لا یختلف سواء أنزله في التورات أو الانجیل أو القرآن الکریم، اذاً التراث الاول الانجیل الحقیقي.
التراث الثاني وهو لیس بتراث هذا الذي بين ايدي الناس الذي یُباع بألاسواق طبیعي هذا لا یمثل الانجیل الواقعي ولکن هنالك أمر ثالث کما یقال حل وسط الانجیل الواقعي مفقود والانجیل الموجود غیر حجة هنالك في تراث اهل البیت علیهم السلام بعض المنقولات عن المسیح ائمتنا علیهم السلام کانوا ینقلون عن المسیح عن لقمان النبي صلی الله علیه وآله القرآن الکریم علی عظمته سورة لقمان نقل اقوال حکیم من الحکماء، لیس من المعلوم أن لقمان کان نبیاً المهم نذکر لکم هذه اللیلة عیّنة ومقطع من وصایا المسیح صلوات الله وسلامه علیه واتفاقا هذه المقاطع مقاطع کثیرة لو تترجم باللغات العالمیة ویُقدم لأهل الانجیل یقول هل هذا کلام أکثر اتزاناً أم ما في کتبکم؟ عن المسیح علیه السلام یقول بحق أقول لکم من باب واعلموا لرفع التردد بحق اقول لکم إن الزرع ینبت في السهل ولا ینبت في الصفا الآن المراد الصفا هنا ما یقابل السهل أو ما معناه الارض الحجریة المهم إن الزرع ینبت في السهل کنایة عن التواضع السهول أراضي منخفضة متواضعة عندما یأتي المطر یجتمع في السهل اما المناطق العالية الجبال الحجارة لا تجمع المیاه وکذلك الحکمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتکبر الجبار، التکبر الجبروت من صفات الله عزوجل من نازع الله عزوجل في کبریائه رب العالمین یُذله اللطیف رأینا بعض الجبابرة في الحیاة الدنیا یُذل الآن اما یُذل ذلة بشریة حاکماً یزول سلطانه أو یُذل في بدنه انسان مشلول رائحته نتنة یُنقل من مکان الی مکان کالجیفة وهو کان في یوم من الایام له ما له من العناوین، اذاً رب العالمین یذل الجبارین الآن في الدنیا هب أنه مات في نیاشینه ولکن ماذا في عرصات القیامه؟ یفهم من بعض الروایات أن المتکبرین یحشرون علی شکل النمل النمل الصغیر لماذا؟ حتی یدوسهم الجمیع! حتی الفسقة في المحشر یمشون علی المتکبرین اذاً المتواضع هذا الانسان قلبه یعمر بالحکمه.
هنا اخواني ملاحظة سریعة تری بعض الناس لیس من صنف العلماء بالمعنی الاصطلاحي لم یدرس ولکن عندما یتکلم تستشیره في أمر یُعطیك کلمة الفصل هذه حکمه، بعض الناس قلبه متصل بمنبع الحکمة اذاً من موجبات نزول الحکمة في القلب التواضع! المسیح علیه السلام ذکر مثال السهل والصفا یذکر مثالاً آخر؛ یقول ألم تعلموا أنه مم شمخ برأسه الی السقف شجه؟ هذا السقف بعض الناس یقفز في المنزل علی هذا القفاز المطاطي مثلاً من دون انتباه یضرب رأسه في السقف فیُجرح یقول من یشمخ برأسه الی السقف شجه ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأکنه هذا السقف یحمیه من المطر والبرد والشمس اما هو عندما یقفز ویناطح السقف؛ السقف یوجب له الجروح والقروح، وکذلك من یتواضع لله خفضه ومن تواضع لله رفعه؛ اخواني بعض المؤمنین وخاصة في مشاکل ارحامیة بینه وبین أخیه یقال یا فلان أنت تنازل یقول أين العزة الایمانیه؟ لیس هذا من مواضع الاعتزاز تواضع لله عزوجل خیر المؤمنین المتهاجرین من بدأ أخاه بالسلام هو یبادر للمصالحة اتفاقا الذي یتواضع في هکذا مقامات في نزاع مع اُخته مع أخیه مع جاره حتی مع الغریب قربة الی الله عزوجل لا ضعفاً واستکانةً اتفاقا تجري الایام بما یوجب له رفعة الرأس! رب العالمین مسبب الاسباب ورفعنا لك ذكرك رب العالمین هو الرافع هو الخافض وهو الرافع؛ من تواضع لله رفعه هذان مثالان.
مثال ثالث ایضاً جمیل کلمات المسیح جمیله؛ یقول إنه لیس علی کل حالٍ یصلح العسل في الزقاق! رأیتم انسان یجعل العسل وخاصة العسل المصفی الخالص غیر المغشوش هل یجعله في اناء ورقي في اناء قذر أو یختار لها زجاجة نظیفه؟ العسل لا یصلح لکل اناء یقول وکذلك القلوب لیس علی کل حال تعمر الحکمة فیها، لیس کل قلب محلاً للحکمة لابد من القلب السلیم ثم یقول المسیح إن الزق ما لم ینخرق الاناء؛ الاناء المخروق لا تجعل فیه شیئاً اذاً الاناء السالم یقول فسوف یکون للعسل وعاءً وکذلك القلوب ما لم تغرقها ماذا؟ الذي یخرق الاناء المسمار القلوب ماذا تخرقها فلا تصلح للحکمه؟ یقول ما لم تخرقها الشهوات ویدنسها الطمع ویقسها النعیم؛ النعیم الترف یقسي القلب الشهوات تخرق القلب یقول اذا لم تکن القلوب هکذا فسوف تکون أوعیة للحکمه.

اللهم صلی علی محمد وآل محمد وبارك علی محمد وآل محمد واجعل قلوبنا أوعیة للحکمة بارك لنا في ما رزقتنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.